قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 27 كانون2/يناير 2013 10:13

الكتابة ملكة أم صناعة ؟

كتبه  عفاف عنيبة
قيم الموضوع
(1 تصويت)

يتساءل أحدنا: الكتابة ملكة أم صناعة؟ بدأتُ الكتابة بين التاسعة و العاشرة من العمر،

 أردت التحدث عن علاقة الإنسان بموطنه، فحررت نصا و أبقيته بين دفات كتاب في مكتبة والدي رحمه الله، و مرت السنين، لأعيد اكتشافه في سن الشباب.

بعدها، أصبحت الكتابة هواية حرصتُ على الإفراد لها سنوات من عمري بعد توقفي عن متابعة دراستي، كان لا بد من تطوير أسلوبي القصصي، فخصصت جزءا من وقتي لذلك، و اليوم أصبحت أكتب نصف ساعة يوميا، و إن لم أفعل أشعر بفراغ رهيب. الكتابة علامة الأمر الإلهي : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، و ليس هناك دلالة أكبر من هذه الآية القرآنية التي ترسم لنا طريق المعرفة، مقرونة بتوحيد الله.

لم يكن أمامي مجال أفضل من تعلم ديني مثل عالم الكتابة، أهم ما كتبته طوال عقود صاحَبَه جهد علمي أقوم به لفائدة البحث. فنحن لا نقدّر نعمة المعرفة كما ينبغي.

في الكتابة عبادة، و في الرموز و العلامات و السطور إفادة ضخمة، فالذي تركه كاتب الإشارات الجدارية في الطاسيلي منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا، لا نستطيع حصره في بضعة صفحات، و الخطاب الإلهي الذي نزل إلينا وحيا على أنبياء عظام عليهم الصلاة و السلام، كان دربا منيرا للحقيقة الواحدة الخالدة.  فما أنتجته قريحة الإنسان جعله يأخذ طريقه عبر القلم إلى القراءة، تهيم به في أصقاع العالم الفسيح. ثَبّتَت الكتابة رسالات سماوية، و تاريخ أمم، و علم رياضيات، و الكثير الكثير ... فتعامل الكاتب مع الكلمة، ليس تعاملا عاديا كما ألفه الناس، يتعاطى مع الكتابة على أنها فعل محي لذاته المفكرة، فلا يستهين بذلك و لا يتجاوزه.

 مطالعاتي لمؤلفات بعض الكتاب، مثل الكاتب الروسي الفارس السيد بوشكين، جعلتني أقف على رؤيته لدور الإنسان في مجتمعه، أيّا كان انتماءه، وأيّا كانت وجهته. رقة قلم بوشكين الشاعر، نيته الصادقة في الانتصار للحق، جرأته في أن يتحدى، شجاعته النادرة تلك، كل ذلك كان له إسقاطاته في كتاباته، و قد رحل باكرا مخلفا سيرة متوهجة، تلهج الألسن بها. كثيرون هم الكتاب الذين يعترفون بمكانة الكتابة، و كيف أن ارتباطهم بها ارتباط الإنسان بالهواء، فهناك صنف منهم من يصف العملية بالطقس، اعتاده زمنا طويلا و قد أصبح يشكل جزءا لا يتجزأ من ذاته، و بين الموهبة و الصناعة هناك من اكتشف مقدرته على الكتابة فجأة، و هو الذي لم يسبق له أن فكر في الكتابة، و هناك من يقول لك مثل الحائز على جائزة نوبل للأدب الصيني للعام الماضي السيد مو يان : "احترفت الكتابة هربا من الجوع و الفقر"!

تمنح الكتابة الكاتب بُعد نظر، و مساحة كبيرة من الحياد، فلا نجد أنفسنا تابعين أو متبوعين إلا إذا ما رغبنا في ذلك. فالضمير الذي يُحركه فعل الكتابة يظل احساسه  طافحا بالتعبير،و هذا بإخراج كمّ الانفعالات، و الأفكار، و الانطباعات، و التخمينات، إلى النور. وحدها الحرية التي تحصنها الكلمة المكتوبة، كفيلة بأن تبني المستقبل. و في الكتابة حجم من المقاومة الإيجابية، ما يدفعنا إلى بذل المزيد، فأيّا كانت التحديات المطروحة، و أيّا كانت المغريات، عندما تنطلق الكلمة على الورق، لا سبيل للجمها أو محوها، ليس هناك رقابة تمنع التفكير بصوت مسموع، و الكتابة هي الوسيلة المثلى لتثبيت حق متداول حاليا بين شرائح واسعة. 

لزمن طويل ظلت الكتابة لغة التخاطب بين الناس، و أفضل طريقة لنقل المعارف و العلوم، و قد تأقلمت مع جميع أشكال التقدم التقني، عاصرت أجيال، و تقلبات، و ثورات، و كانت خير من يورث الحقائق المطلقة الكامنة في الكتب المقدسة، و من الصعب جدا الإحاطة بمسيرتها، لقدمها، و مظاهرها المتنوعة، فبين الرمز و الرسم و الإشارة و العلامة، ندرك سعة مجال ظهورها، و قد لزمت لعقود طويلة، هذه الملكة، التي تبلورت عبر قصص، روايات، مقالات، بحوث، و لازلنا نجد في هذه الكتابة مساحة شاسعة من الإكتشاف، فكمّ الألغاز لامتناهي، و الشعور بالحرية الذي تمنحه، غير قابل للوصف. في فعل الكتابة ممارسة لحق الحياة بكل تجلياتها، و فروعها، وهذا وحده يغنينا عن كل شيء سواها.

قراءة 2583 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2018 14:58

أضف تعليق


كود امني
تحديث