قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 12 تشرين2/نوفمبر 2014 18:51

هل تقرأ ؟ ماذا تقرأ ؟ 2/4

كتبه  د . عبد الله قادري الأهدل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الإنسان مكون من عناصره الثلاثة الرئيسة: الجسم، و القلب، و العقل، و هذا التقسيم قصد منه تقريب المعنى لحاجات هذا الإنسان التي لا يستغني عنها لبقاء حياته المعتدلة المستقرة، بحيث لا يطغى اهتمامه ببعض تلك الحاجات دون بعض. هذا هو السبب في هذا التقسيم، و إلا فالثلاثة مرتبة ارتباط بعض أعضاء العنصر الواحد ببعض، كارتباط بعض أعضاء الجسد ببعض.
و بناء على هذا التقسيم يمكننا معرفة حاجات الإنسان:
فجسمه يحتاج إلى ما يجلب له النافع، و يدفع عنه الضار، من غذاء، و نظافة، و حركة، و لباس ... و غيرها. فإذا أهمل هذا الجسم و لم يعتن به أتاه من الأمراض و الأسقام ما يضعفه أو يهلكه.
و عقله يحتاج إلى المعارف و العلوم و الأفكار التي تتمم له تصوراته السليمة، و تقويها عنده، و تنير له الطريق و تبصره بما لا قدرة له على تصوره الصحيح مستقلا عما سواه، و تعصمه من الزلل و تضع له معالم ميدانه الذي إذا خرج عنه ضل سواء السبيل. و إذا أهمل هذا العقل، و لم يهتم بما يحتاج إليه من المعارف و العلوم جمد عن التفكير و الإبداع، أو ضل عن السبيل السوي.
و قلبه –أو روحه- يحتاج إلى النور الإيماني و الطاقة العبادية، و المدد الأخلاقي، تلك الأسس التي تضبط صلته بربه، و بنفسه، و بأبناء جنسه، و بالكون من حوله. و إذا لم تعط هذه الروح ما تحتاج إليه من الغذاء الرباني، جفت و قست، و ساءت صلة صاحبها بربه و بنفسه، و بأبناء جنسه، و بالكون من حوله.
فينبغي أن يكون لكل من هذه الحاجات الثلاث: حاجة الجسم، و حاجة العقل، و حاجة الروح أو القلب، نصيب من قراءة الإنسان، ليعطي كل عنصر حقه من القراءة.
و غالب الناس –إذا ابتعدوا عن التشريع الإلهي-لا يعدلون في القسمة بين هذه العناصر، بل يبالغون في الاهتمام ببعضها، و يظلمون بعضها الآخر:
فتجد فريقا من الناس يهتمون بالجسم: غذاء و نظافة، و لباسا و مسكنا، و حركة... و إشباعا لغرائز، و يهمل و روحه و عقله، فلا يعطيهما حقهما، و لهذا تجد هذا الفريق يكثر من ذكر الطعام و الشراب، و الرياضة، و المال و التجارة، و الأدوات المادية من مساكن و مراكب، و عقارات، و نساء....، فإذا جمعه مجلس كثر فيه ذكر ما لم يألفه من غذاء العقل و الروح، ضاق به ذرعا، و فر منه هاربا كفرار الجبان من عدوه في ساح القتال.
هذا الفريق قد لا تجد فرقا بينه و بين الحيوان، إلا أنه إذا نطق فهم ابن جنسه معنى ما نطق به، أما ما عدا ذلك فقد يكون الحيوان –في الجملة- أفضل منه.
و تجد فريقا آخر يهتم بالعقل، فتراه مكبا على شتى العلوم و المعارف و الفلسفات، إذا قال تسمع لقوله، و هو مهمل لروحه لم يعطها حقها من الغذاء الإيماني، و لهذا تجده قاسي القلب، خاوي الروح، بعيد الصلة بالله، و قد يكون سيئ الصلة بالناس، لا تقوى و لا ورع، و لا عبادة. و هذا قد ينفع الناس ببعض علمه و أعماله و اختراعاته، و لكنه لا ينتفع هو من ذلك إلا الجزاء المادي و الثناء عليه فيها بما عمل. أما في الآخرة فليس له عند الله من خلاق.
فماذا تقرأ؟
تصور أن جلسة ضمتك مع أربعة أصناف من البشر:
أحدها مهتم بالجسم اهتماما مبالغا فيه.
و الثاني مهتم بالعقل اهتماما غاليا.
و الثالث مهتم بالقلب أو الروح اهتماما مُفرِطا.
و الرابع مهتم بالثلاثة اهتماما معتدلا.
و طلبت منهم إرشادك إلى ما يفيدك من القراءة. فما ذا سيقول لك الأربعة؟
ستجد في الصنف الأول من يسهب لك في الكلام على تغذية الجسم بأنواع الأطعمة و الأشربة المفيدة.
و تجد منهم من يسهب لك في الكلام على أنواع الرياضة المقوية لكل عضو من أعضاء الجسم، ثم كل واحد ستجده يعرض محاسن رياضته المفضلة: كرة قدم، كرة سلة، الكرة الطائرة، الجري، القفز، السباحة، ركوب الخيل، سباق السيارات....
و ستجد فيهم من يسهب لك في الكلام عن النظافة و أدواتها.
و ستجد فيهم من يعدد لك الملابس الصيفية و الشتائية، و يعرض لك ما صنعته بيوت الأزياء للرجال و النساء، الأطفال و الكبار.
و ستجد فيهم من ينصحك بالبعد عن مضرات الجسم، كشرب الدخان و تناول المسكرات و المخدرات و البعد عن البيئة الملوثة جوا و برا و بحرا، و يحذرك من شرب المياه غير الصحية ....
و ستجد من ينصحك بالمحافظة على مراجعة طبيبك و المداومة على الفحوصات الطبية الكاملة المحددة المواقيت ...
و ستجد في الصنف الثاني من يغريك بكثرة القراءة و الاطلاع على أنواع المعارف و الثقافات و الفلسفات، و كل منهم يجذبك إلى قراء ما تخصص فيه، أو كان هواه معه، هذا يزين لك القراءة في الشئون السياسية، و هذا يحبذ لك القراءة عن الشؤون الاجتماعية، و ذاك يعدد لك محاسن القراءة عن الوسائل الإعلامية، و آخر يغريك بالغوص في الأمور الاقتصادية، و غيره يرفع لك فوائد قراءة المناهج التربوية، و صنوه يحثك على قراءة العلوم النفسية... كل واحد منهم يرغبك لتكون موسوعة في مجاله الذي فضله في تلك المجالات. و كل منهم قد يقول لك: اطلب العلم للعلم، و ليس لشيء آخر...
و ستجد في الصنف الثالث من يحثك على البعد عن ملذات الدنيا و زخارفها، و الإقلال من الطعام و الشراب، و لبس الخشن من الثياب، و الإكثار من التأمل، و إطلاق شعورك و أظافرك، و الابتعاد عن مخالطة الناس و يحضك على الانزواء عنهم في دير أو معبد، أو مسجد.
و يقول لك: إن الجسم عدو من أعدائك، فعاقبه بحرمانه مما يقويه، و اجعل نفسك جلدا على عظم، لا يحول بينهما لحم و لا شحم، و اهتم بروحك و قلبك فقط، ففيهما راحتك و نجاتك.
أما الصنف الرابع فستجده يقول لك: الله خلقك فسواك فعدلك. و أنت عبد لله جسمك و عقلك و قلبك لربك، في حياتك و في ومماتك: (قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين)
و الثلاثة كلها –الجسم و العقل و الروح-أمانة عندك يجب عليك أن تعطي كل ذي حق حقه:
فللجسم غذاؤه و كساؤه و نظافته و حركته و جماله و صحته، كل ذلك بتوسط و اعتدال، فلا تفريط و لا إفراط: (و ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسن الله إليك) (و كلوا  و اشربوا و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) (ثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه)
و قد سابق الرسول صلى الله عليه و سلم بنفسه و بناقته، و شرع المسابقة للفرسان، و أثنى على الرمي و الرماة: (ارموا) و قال (و أن لبدنك عليك حقا) و أمر الله المسلمين بإعداد العدة، لإرهاب أعدائهم...
(خذوا زينتكم عند كل مسجد) (إن الله جميل يحب الجمال) (إن الله يحب أن يرى نعمته على عبده)
و للعقل حظه من العناية، و قد أبدى القرآن و أعاد في العناية به و هو مناط التكليف في شرع الله، و قد جال به القرآن الكريم في ملكوت السماوات و الأرض: في النجوم و الكواكب و الشمس و القمر، و الليل و النهار، و مع السحاب و المطر و البرق و الرعد، و مع الملائكة في الملأ الأعلى.
كما قاده إلى السياحة في الأرض: لينظر كيف يحييها الله و كيف يميتها، و كيف مكنه من السير في مناكبها دون عناء و لا مشقة، و أودع فيها ما يجعل حياته عليها سهلة ميسرة، ما أحسن استغلالها و قام بعمارتها النافعة المفيدة، و قاده كذلك إلى السياحة في بحارها و أنهارها و أشجارها و غاباتها و حيواناتها دقيقها و جليلها، و نبهه على عظمة الجبال و ألوانها و وظيفتها و فائدتها.
و لفت نظره إلى نفسه و تطورات خلقه العجيبة و تاريخ حياته في الدنيا و الآخرة. (و في السماء رزقكم و ما توعدون )
و للقلب كذلك نصيبه الوافر الذي يصله بربه من إيمان صادق، و علم نافع، و عبادة مخلصة، و أخلاق فاضلة:
الإيمان بأصوله و فروعه الذي ينير القلب و يهديه إلى سواء الصراط، و يربطه بإخوانه المؤمنين من الإنس و الجن في الأرض، و الملائكة في السماء. و به يكون فلاحه و سعادته، و بعدمه تكون شقاؤه و خسارته.
و العلم النافع المستمد من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم، الذي يجعله يسير في حياته على بصيرة من أمره، بنير له الدروب، و يرفع له معالم هادية في الطريق، فلا يضل و لا يشقى.
و العبادة –و هي العمل الصالح-فرضها و نفلها، التي يؤديها كما أمره الله مخلصا له، لا بشرك فيها بربه أحدا، و هي التي تمد إيمانه بالقوة و مزيد اليقين. العبادة الشاملة التي تجعل حياته و مماته كلها لله.
يستطيع المسلم أن يجعل حياته كلها بالنية الصادقة عبادة لله، فقيامه بفرائض الطاعات و نوا فلها عبادة، و تركه المحرمات و المكروهات عبادة، و تعاطيه المباحات أو تركها، تقربا إلى الله عبادة.
والخلق الحسن الذي يعامل به القريب و البعيد من الناس، من طلاقة الوجه، و لين الجانب، و أدب اللسان، و بذل المعروف، و صدق الحديث ... كل ذلك يزيد القلب نورا، و يمده بمعين لا ينضب من الصفاء و النقاء و الصلة القوية بالله، و حسن المعاملة مع خلق الله من إنس و جن و حيوان.
و هنا يعلم الإنسان أنه محتاج إلى أن تكون قراءته عامة شاملة لما يحتاجه بصفته إنسانا كامل الإنسانية، يُعنَى في قراءته بجميع عناصره(جسمه و عقله و روحه) المترابطة ترابطا لا يكون الإنسان كامل الإنسانية إلا بها.

http://www.saaid.net/Doat/ahdal/4-1.htm

قراءة 1907 مرات آخر تعديل على الأحد, 12 تموز/يوليو 2015 09:24

أضف تعليق


كود امني
تحديث