قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 07 آب/أغسطس 2014 17:57

الله أعلى و أجلّ

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 
حين تلتقي الشهادة و النصر معا، و حين تتلقّى القلوب نبأ يحزنها، و تعرضه على يقينها، فيردها إلى حدائق الرضى و التسليم و الاحتساب، عندها ينقلب الحزن، إلى وعد بفرح دائم، و خير عميم، و بشرى تأنس بها الرّوح، تلك هي لحظات انجلت فيها غزوة [أحد ]عمّا هو في عرف البشر هزيمة، و لكنّه عند الله مقدّمة لما هو أروع و أعظم من النّصر الآني، إنّه بشارة المهابة التي سيلقيها الله في قلوب أعداء الإسلام لحملة لواء الجهاد و الدعوة إلى منهج الله، و الرّعب الذي سيظل أبدا مقيما في قلوبهم، كلما نودي أن {لا إله إلّا الله}، و العهد الربّانيّ الباقي ما بقيت السموات و الأرض، أن يبقى العزيز الكريم وليا للمؤمنين و ناصرا، [بل الله مولاكم و هو خير النّاصرين# سنلقي في قلوب الذين كفروا الرّعب بما اشركوا بالله ما لم ينزّل به سلطانا و مأواهم النّار و بئس مثوى الظالمين ]
كانت غزوة بدر نصرا جليا لجند الله، و هزيمة ماحقة لعتاة قريش، أفنت رؤوس الكفر منهم، و أذلّت كبراء الإثم فيها، و من بعدها إجلاء بني النّضير و تشتيتهم في آفاق الارض، و قريش مازالت تنوح على قتلاها بصمت و احتراق، و أبناء فراعنتها المثبورين، يلتفّون حول أبي سفيان، يطالبونه بسرعة المسير إلى المدينة المنوّرة، و الإستعداد المحكم للقضاء على محمد و صحبه، أولئك الذين أذلّوا أنوف المتجبّرين، و قضوا على سادة الجهل و الاستكبار في الأرض، و أبو سفيان يجيبهم إلى ذلك، و يعدّ العدة لحرب ستفني محمدا و صحبه، و هو أكيد من ذلك، فالاستعداد تام، و السيوف مسنونة، و القلوب مشحونة بالحقد و الثأر، فإلى يثرب يا قريش فقد دعا داعي الحرب و الانتقام.
و يبعث العباس بن عبد المطلب برسالة اإلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، يخبره فيها بنية قريش شنّ حملة عظيمة على المدينة المنورة، و أن الإستعداد لها عظيم، فيجمع الرسول صلى الله عليه و سلم المسلمين و يشاورهم في أمر المعركة المقبلة، و تتباين الآراء، ما بين رأي يرى الحكمة في أن يتحصّن المسلمون في مدينتهم، فإن حاولت قريش دخولها قاتلوا جميعا رجالا و نساء، و ردّوا عدوّهم خائبا، و إن بقيت قريش خارج المدينة ظلّت في شرّ مقام، و أذلّ حالة، و كان هذا رأي رسول الله صلى الله عليه و سلم، و لكنّ الأغلبية من المسلمين رأوا الخروج لملاقاة قريش خارج المدينة، و منهم جماعة ممّن فاتتهم غزوة بدر، و هم يرغبون في أن يقدّموا لله أرواحهم رخيصة،و أن يشهروا سيوفهم دفاعا عن دين الله، و يخشون أن يكون في بقاءهم في المدينة فواتا لفرصة لقاء عدوّهم، فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلّم على رأي الاغلبية من صحابته، و دخل منزله، و لبس درعه و تقلد سيفه، و خرج على أصحابه مستعدا للجهاد في سبيل الله.
و يظنّ المتحمسون للخروج خارج المدينة أنهم قد دفعوا رسولهم صلى الله عليه و سلم لأمر لم يرغب فيه، فيقولون له: يا رسول الله ما كان لنا أن نخالفك، فاصنع ما شئت،إن أحببت أن تمكث في المدينة فافعل، فقال صلى الله عليه و سلم:ما ينبغي لنبي إذا لبس لامته أن يضعها حتّى يحكم الله بينه و بين عدوه.
و يتلاقى الجيشان عند جبل أحد، جبل يحب النبيّ و الذين آمنوا معه، و هم يحبّونه، أحد أيا جبل الشهادة و البطولة و الكماة، أحد و حمزة سيد الشهداء قد أعلى لواه، أحد يروي للدنيا أحاديث البطولة حين تأتلق بدم الشهادة، و مشاهد الفداء و هي تتساوق مع الحب الصادق لله و رسوله، و أحد يعلّم المتشدقين بالمساواة كيف وقفت المرأة المسلمة تذب عن رسول الله، عائشة و أم سليم و صحابيات كثر يملأن القرب و يسقين الجند، و يداوين الجرحى، و نسيبة المازنية، تلك التي بايعت بيعة العقبة، و ها هي تجالد بسيفها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و يشهد لها الصادق المصدوق{ما التفت يمينا و لا يسارا إلّا و رأيتها تقاتل دوني} و هي لا تبغي إلا رفقة نبي الله في الجنة فتقول  :يا رسول الله ادع الله ان نكون رفقاؤك في الجنة فيقول: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة، و هي مع زوجها و بنيها معا يقدمون أرواحم فداء لرسول الله صلى الله عليه و سلم، و في أحد يتسابق الآباء و الأبناء على طلب الشهادة، و جابر بن عبد الله يوصي ولده عبد الله خيرا بأخوات له صغار و قد عزم على أن ينال إحدى الحسنيين و هو على الشهادة في سبيل الله أشد  حرصا فينالها يوم ذاك، واحد يروي للتاريخ كيف يظل النّفاق أبدا، مصدر وهن و وصمة عار في جبين روّاده، و عبد الله بن أبيّ المنافق العتيد ينسحب بأعوانه و هم قرابة ثلث جيش المدينة من وجه العدو متعللا بأوهن الحجج و أوهى الاعذار  {لقد أطاعهم محمد و عصاني و لا أدري و الله لم نقتل أنفسنا هنا أيها الناس} حقّا و الله إنك لا تستحقّ أن تقتل في سبيل الله، و ستظل عنوانا للنفاق الذي مردت عليه يا بن  سلول و ستبقى سبة يضرب بك المثل بالخذلان و الجبن و معاداة الله و رسوله.
و في ساحة المعركة يقسم النبي صلى الله عليه و سلم جيشه أقساما، و يكلّف الرماة بأن يحموا ظهور الجند من أعدائهم  و أوصاهم قائلا:[إن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا و إن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا] و الأمر النبوي واضح كل الوضوح و لكنها النّفوس البشرية و ضعفها، و الرأي حين يحيد عن الصواب، و المعركة تميل كفتها و ترجح للرسول صلى الله عليه و سلّم و صحبه، و يظن الرماة أن الحرب انتهت بالنصر و يرون الوقت قد حان لجمع الغنائم، و أميرهم عبالله بن جبير ينهاهم عن النزول و مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه و سلّم، و ينقلب النصر البيّن إلى تشتت و تشرذم و اضطراب في سير المعركة، و يتفرّق الجيش فرقا تلتحم مع عدوّها، و يصيح الشيطان أن قد قتل محمّد، و يذهل المسلمون عن انفسهم و يثبطون، و ينادي رسول الله صلى الله عليه و سلّم أصحابه، فيرتد إليهم روعهم، و يلتفّون حوله يفتدونه بالأرواح و المهج، إنّهم أولئك الذين جاهدوا ، و آوو و نصروا، و غيّروا وجه الدنيا الباسر ، و أحالوا شظفها الروحيّ ظلّا و زهرا، و ندى و أريجا، و امطروا قتار البيد غدقا، فاخضرّت بعد يبس، و أورقت رغدا فكريا و حضاريا، و لم تثنهم كبوة عن المضيّ قدما إلى أعلى مراقي الفلاح
هنا أبو عبيدة أمين الاّمة، يكسر ثناياه، و هو يخرج حلقة الدرع من وجه حبيبه المصطفى، و طلحة تشلّ يده و هو يرفع السيف و يهوي به دفاعا عن نبي ّ الله، و نماذج رائعة الخطو، طلّابة للشهادة، يندر تكرارها في ثنايا التاري و تنجلي المعركة عن سبعين  شهيدا {حمزة بن عبد المطلب {أسد الله و رسوله}و مصعب بن عمير، أول مقريْ للقرآن في المدينة و اول سفير لرسول الله صلى الله عليه و سلّم فيها، و يشرف أبو سفيان على أرض المعركة من شاهق و ينادي جيش المسلمين،:أفي القوم محمّد؟فيقول النبيّ صلى الله عليه و سلّم لا تجيوه، فيقول أفي القوم ابن أبي قحافة ؟قال لا تجيبوه، فقال أفي القوم ابن الخطاب ؟و لم يجيبوه فقال إنّ هؤلاء قتلوا، فلو كانوا احياء لأجابوا، فلم يملك الفاروق نفسه فأجاب:كذبت ياعدوّ الله، أبقى الله عليك ما يخزيك، قال أبو سفيان :أعل هبل، فقال المصطفى صلى الله عليه و سلّم أجيبوه ، قالوا:ما نقول:قال :قولوا {الله أعلى و أجلّ }قال أبوسفيان لنا العزّى و لا عزّى لكم :فقال النبيّ صلى الله عليه و سلم أجيبوه، قالوا :و ما نقول قال :قولوا {الله مولانا و لا مولى لكم}
و تنزل الكلمات على القلوب الكليمة مطرا من رحمة و ندى من عطاء و فيض من سكينة و تسليم، أو ليس غاية كل قلب أوّاب، و كل روح مخبتة، و كل نفس راجية أن يكون الله مولاها دون سواه، و أن تسكن إلى جلاله و قد نعمت برضاه، و أن ينسبها إليه سبحانه، و غيرها ينسب إلى هبل و العزّى و بقية الشياطين ؟ الله مولانا و لا مولى لكم
و يدفن  الشهداء و قد لقوا ربهم مقبلين غير مدبرين، و يواسي النبيّ الحبيب صحابته فيمن فقدوهم من الأحبة، و هو يدرك ألم الفقد و مرارة الفراق، و قد استشهد حمزة عمّه و أخوه في الرّضاعة و أحبته من صحابته ، فيقول: {لمّا أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم في جوف طير ترد أنهار الجنّة، و تأكل من ثمارها، و تأوي إلى قناديل من ذهب، معلقة في ظل عرش الرحمن، فلمّا وجدوا طيب مأكلهم و مشربهم و مقيلهم، قالوا:من يبلّغ إخواننا عنّا أنّا أحياء في الجنّة نرزق، لئلا يزهدوا في الجهاد و لا ينكلوا في الحرب ؟ فقال الله عز وجلّ: أنا أبلّغهم عنكم،فأنزل عزّ و جل  :{ {و لا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } }
[اللهم إنّا نسألك أن تبلّغنا منازل الشهداء]
قراءة 1444 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 07 تموز/يوليو 2015 21:14

أضف تعليق


كود امني
تحديث