قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 01 كانون2/يناير 2015 10:17

بيت من قصب

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

و حدّث يا ميسرة و لا تملّ الحديث فسيّدتك خديجة الطاهرة في عجب مما تقول، و أسهب يا ميسرة بوصف أخلاق رفيقك الصادق الأمين، حلمه و سماحته، جوده و نداه، عطفه و عفته، بركة كسبه و وفرة ربحه، و أمانته في بيعه و شراءه، فسيدة نساء قريش ترى كسب تجارتها في ازدياد مذ صار محمد الأمين راعي مالها، المرتحل به رحلة الشتاء و الصيف.

و تقع صفات محمد من قلبها الشريف موقعا حسنا، و يحدثها عقلها الرزين بأنه ما من رجل في قريش يفضله زوجا لها، و هي الشريفة النسب العلية الحسب، الملقبة بالطاهرة، سيدة نساء قريش بحق، يخطبها كبراء القوم، و قد ترملت مرتين، فلا تجد في نفسها ميلا و لا قبولا لأحد منهم، فروحها النقية تحلّق في أفق المكرمات، و قلبها الطيّب لا ينقاد لاي دعوة زواج من وجيه أو سيّد مطاع و يتزوج محمد بن عبد الله الصادق الامين خديجة بنت خويلد الطاهرة الشريفة.

و يتردد في أرجاء مكة انّ خديجة قد رضيت محمدا زوجا لها، فينشق، غيظا صدر ذاك السيّد العظيم في ناديه، أن يلقى من خديجة الرفض، و يلقى منها محمدا القبول، و تمتليء عجبا نفس ذلك السيّد الثري الكانز لآلاف الدراهم و الدنانير، ألّا تهتبل خديجة الثرية عرضه فيتضاعف مالها و يزداد، و يرى أهل الفضل و الحلم في هذا الزواج كفاءة و خيرا، و هم يعرفون لمحمد و خديجة قدرهما و كمال خلقهما و طهر نفوسهما، فتغدو مكة كلها فرحة بهذا الزواج المبارك و يعيش الزوجان حياة طيبة كريمة، و يرزقان ذرية طيبة، و تمضي أيامهما في هناء و رغد و انسجام.

و يحين شهر رمضان و هو موعد تعبّد محمد كل عام، و مكان تفكره و عزلته في غار حراء، و هي عادة اعتادها فلا يقطعها، و ما كان ليعرف أنها ذات عام ستكون موعد بعثته نبيا و رسولا، و نقطة انطلاق الهدى و النور و البركات.

و يهبط الوحي الأمين بكلمات الله الباقية الخالدة ليحمّله أمانة الرسالة، و شرف النبوّة، و محمد يسمع الوحي و يراه، فيفرق و يرتعب، و يعود إلى بيته، حيث القلب الحنون و النفس الطيبة، و المودّة الخالصة، فتتلقاه خديجة الودودة المحبة تطمئنه و تبشره و تهديء من روعه روى الإمام البخاري في صحيحه و غيره عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنه عندما رجع رسول الله صلى الله و سلم أول ما أوحي إليه من غار حراء(فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة و أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا و الله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم و تحمل الكل، و تكسب المعدوم، و تقري الضيف و تعين على نوائب الحق.

و تمضي رحلتهما معا بعد البعثة، و قد آمنت به صلى الله عليه و سلم رسولا هاديا، و آزرته رضوان الله عليها و واسته بنفسها، و مالها و نصرته و أعانته في كل ميدان طرقه، و شاركته كل شدّة و كربه فمن المقاطعة الى المحاصرة في شعب بني هاشم، صبر يتلوه احتساب، و بذل يتبعه رضى و تقدير، و تظل خديحة دائما حانية صابرة، و يظل رسول الله صلى الله عليه و سلم زوجا محبا وفيا و تحين لحظة الفراق المحتوم، و تطوف حول الزوجين المتحابين المترافقين لربع قرن من الزمان، تطوف بهما ساعات الوداع القاسي الأليم، و قلب النبيّ يرقّ اشفاقا و حزنا، و قلب خديجة يشتاق للجنة و يتنازعه الحنوّ و العطف، و الخوف عليه صلى الله عليه و سلّم أن ينصب و يتعب، حين يفقد الشريكة الداعمة الطيبة، تلك التي كانت ذات يوم نصف الاسلام، عشية آمنت برسول الله و لم يكن غيرها معه بعد.

و تذكر خديجة و هي مقبلة على ربّها بيقين و رضى، تذكر حين يبشّرها زوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث أتاه جبريل عليه السلام فقال:'يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَ مِنِّي، وَ بَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَ لاَ نَصَبَ'. فتستبشر خيرا من ربها و تلقاه سبحانه راضية مرضية.

و يسير ركب الدعوة الى الله و يهاجر المصطفى صلى الله عليه و سلم إلى المدينة المنورة ’و قد أخرجه الذين كفروا ،حين صدّت قلوبهم عن ذكر الله، و أضلهم ابليس عن الهدى، فتلقاه أهل المدينة بقلوبهم و محبتهم و أسكنوه عيونهم و أفئدتهم، و استقر به المقام في دار الهجرة الشريفة، و انطلقت أشعة الهدى تملأ الأرض دفئا و رحمة و عدلا، و في غمار معركة التوحيد و الجهاد و إقامة الشرع لم ينس النبي ّصلى الله عليه و سلم خديجة الطيبة الطاهرة فها هو يذكرها و يذكرها، و يسر لرؤية من يذكّره بها، و تغار عائشة رضي الله عنها لكثرة ذكره صلى الله عليه و سلم لخديجة و ذلك لشدة حبها له صلى الله عليه و سلم و ها هي تقول: {ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة رضي الله عنها، و ما رأيتها، و لكن كان النبي يكثر ذكرها، و ربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة رضي الله عنها، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. فيقول: 'إنها كانت و كانت، و كان لي منها ولد.
و حين يذكرها صلى الله عليه و سلم يذكر الود و الطيب و المؤازرة الصادقة و المودة الخالصة و قد استقر ودها في قلبه الشريف فيقول {لقد رزقت حبّها }.

الرابط:

http://www.gerasanews.com/index.php?page=article&id=165958

قراءة 1431 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 09:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث