قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 28 أيار 2015 13:21

بر وبراءة

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أويس القرني، اسم مرّ على ذاكرة الزمان فأغناها برا و صلاحا، و سيرة ذكرتها صفحات الكتب، فاضاءت بنورها النفوس الباحثة عن مواطن البر، و العمل الصالح، و الزهد الورع، المنبثق عن مخافة الجليل، و الرضا بالقليل، و العمل بالتنزيل، و صدقة بالمستطاع و فوق المستطاع، ذاك هو أويس، بر بالوالدة الضعيفة،

و بر بالقلوب اليائسة، و بر بالاكباد الجائعة، و دعوة مستجابة، و استغفار للمؤمنين، و حزن مقيم في قلب طاهر، لا انس له إلا بمن خلقه، و افاض عليه من الإيمان و الرضا و اليقين و الرحمة، فكان القول فيه ماقاله الحبيب المحب لأمته {اويس القرني خير التابعين بإحسان}.

و أويس المطلوب لعمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، مطلوب لكي يستغفر لهما، و هما يسعيان للقاءه، تنفيذا لوصية الرسول صلى الله عليه و سلم لعمر {يأتي عليك أويس بن عامر مع امداد أهل اليمن، من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ إلا موضع درهم، له والدة هو بها برّ، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل} و الفاروق يبحث عن كل ما من شأنه طاعة الله و رسوله، و عن كل ما يكون سببا للمغفرة، فكيف يضيعها فرصة من يده، أن يستغفر له رجل صالح، أوصاه نبيه الحبيب صلى الله عليه و سلم، أن يحصل منه على الدعاء بالمغفرة من الله، و أخرى مؤكدة {يا عمر، يا علي إذا انتما لقيتماه فاطلبا منه أن يستغفر لكما يغفر الله لكما}.

عشر سنين و هما ينتظران ذلك اللقاء الاخوي العزيز، حتى وجداه على عرفات يصلي، و يطول شرح الموقف الأخوي، العابق بذكر الله، و وصية حبيبه المصطفى صلى الله عليه و سلم، و المحاورة المحلقة بالارواح، في مراقي اليقين و التواضع، و التخفف من أثقال الدنيا، و جبال أوزارها، فتبرز وضاءة الروح، و خفة حملها، و هي تحلق عاليا في مدى الحب الإلهي، و التوكل الموقن بالمن و الفضل منه سبحانه، و تتألق الكلمات الناصحة للخليفة المؤتمن على الأمة، بكل أطيافها و شؤونها و همومها، و تتجلى الرحمة الأخوية، و التعزيز و الشكر للأمير الذي قام بحق الرعية، و اخيه كرم الله وجهه {السلام عليك يأمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته و انت ياعلي بن أبي طالب فجزاكما الله عن هذه الامة خيرا}، و يمتليء قلب الخليفة بالود الأخوي، ذلك الود الذي لايدرك كنهه إلا من ذاقه، حين تتآلف الأرواح، و تتلاقى القلوب، و تتوحد المساعي، فتلتقي على الحب في الله و تفترق عليه، يعرض امير المؤمنين على اخيه أويس العطاء و الكساء، من خالص ماله و عطاءه، فيكون الرفض المقرون بالنصح المشفق، {يا امير المؤمنين إن بين يدي و يديك عقبة كؤودا لا يجاوزها إلا ضامر مخفّ مهزول فأخفف يرحمك الله}، و تنطلق صرخة الخليفة الأمين الذي أثقله حمل الأمة، {ألا ليت عمر لم تلده أمه ألا من يأخذها بما فيها و لها؟} يقصد بذلك الحكم و الخلافة.

ذاك اويس يسعى إليه الفاروق ليستغفر له، فما كان عملك يا أويس؟ و ما انت في الناس؟ لقد منعك برك بأم عليلة ضعيفة، تحنو عليها و تحدب، من أن تحظى بلقاء الحبيب في المدينة المنورة، خشية إن تتركها في رحلتك تلك، فلا تجد راع و لا واصل و لا بر و لا خادم، فأورثك ذلك برا عند الله و رسوله، و ملأ قلبك حنانا و عطفا على امة محمد صلى الله عليه و سلم، حتى كنت تتصدق بلقيماتك و تبيت على الطوى، و تلتقط كسيرات الخبز التي ألقاها المتنعمون، و تغسلها و تأكل منها و تتصدق بها على تلك الأكباد الجائعة المحرومة، في خطوة تصلح أن تظل تتلى و تعاد، على مسامع الأمة التي كثر فيها المترفون و الجياع على حد سواء، فأين نحن من اعتذارك لربك عن ما رأيته تقصيرا منك، و انت لاتملك شيئا و لا تدخر حتى قوت ساعة، {اللهم إني ابرأ إليك من كبد جائعة} {اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به، و من مات عريانا فلا تؤاخذني به}

فأين نحن منك؟ أين كدر أرواحنا من صفاء روحك،؟ و أين حنان قلبك و رقته من قسوة قلوبنا؟ و أين تعاهدك للمحتاجين من إخوتك المسلمين من إعراضنا عن ذوي الحاجة المحرومين؟ إنها معرفة الله و توقيره و خشيته، و الفهم الكامل لشرعه، و اليقين الخالص بعظمته، و الطاعة المطلقة لأمره، سكبت في قلبك، حتى افاضت ندى و رفقا، و برا و صلاحا، زهدا و ورعا، فانطلق لسان حالك بالوصايا المخلصة لإخوتك في الدين {توسد الموت إذا نمت، و اجعله نصب عينيك، و إذا قمت فادع الله إن يصلح لك قلبك و نيتك، فلن تعالج شيئا أشد عليك منهما، بينا قلبك معك و نيتك إذا هو مدبر، و بينا هو مدبر إذا هو مقبل، و لا تنظر في صغر الخطيئة، و لكن أنظر إلى عظم من عصيت.

لقد بررت فوصلت و حنوت فنجوت ياخير التابعين بإحسان {ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو اخطأنا}

http://www.arabrenewal.info/2010-06-11-14-22-29/36871-

قراءة 1813 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 12:08

أضف تعليق


كود امني
تحديث