قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 14 تشرين1/أكتوير 2015 19:25

عام جديد.. و هجرة إلى الأمل

كتبه  الأستاذة مي عباس
قيم الموضوع
(0 أصوات)

على الرغم من أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يهاجر إلى المدينة المنورة في شهر محرم، و أنه حسب ترجيح أغلب المؤرخين هاجر في شهر ربيع الأول، إلا أن الصحابة رضي الله عنهم جعلوا بداية السنة الهجرية هي شهر محرم، لأنه "منصرف الناس من حجهم".

فبعد أداء هذه الفريضة العظيمة، و الركن الخامس من أركان الإسلام.. يقبل المسلمون على عام جديد، بهمة جديدة، و قلوب مطهرة، و ذنوب مغفورة، و قد شهدوا منافع لهم، و اجتمعوا على قلب رجل واحد في ميقات زماني و مكاني واحد، حتى من لم يدرك هذا الفضل العظيم فإن قلبه يهفو إلى الحج.

يقف الناس أمام استقبال الجديد مواقف مختلفة، و تتفاوت مشاعرهم و توجهاتهم.. فمنهم من تغلبه الحسرة، و تلتف حوله الأفكار المزعجة عما فاته، و عما لم يحققه، و عما وقع له من مصائب و مشكلات، يسترجع لحظات الخيبة و الإحراج و الأزمات، و يتأمل فيمن ظلمه و آذاه و خذله و ضايقه.. و كأنه يأبى أن يدع أي فرصة جديدة للسعادة و الإنجاز تتسلل إلى حياته، فلا بداية جديدة له.. لأنه دوما يستصحب أثقال الماضي الذي لا يراه إلا بعين البؤس.. و مثل هذا الموقف لا يُعان صاحبه، لأن المسلم قلبه حي قريب من ربه، لا يترك اليأس يتملك منه.. فاليأس ليس له إلا معنى واحد "الكفر برحمة الله".. {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}. يوسف:87.

و دائما ما يستوقفني هذا الحديث النبوي الكريم، الذي رواه الإمام مسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلاً أكل عند رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بشماله، فقال له: "كل بيمينك"، قال: "لا أستطيع! "، ما منعه إلا الكبر ، فقال عليه الصلاة و السلام : "لا استطعت".

كان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، روحه لم تعرف يوما إلا الثقة بالله، أمرنا أن نستعيذ بالله من العجز و الكسل، لذا فإن سلوك "لا أستطيع" يضاد توجيهاته و هديه.. لا يقف المسلم أمام الخير و البر، أمام السلوك الراقي و ما ينفعه في الدنيا و الآخرة موقف العاجز أبدا.. يستعين بالله و يقبل على الخير و يطلب من الله وحده المدد.

من الوهم أن تظن أن حالة اليأس و الاكتئاب و فقدان الرجاء في تغير الحال إلى الأفضل سيهم أحدًا، سرعان ما سيفقد الناس مهما بلغت رحمتهم و شفقتهم و حبهم – اهتمامهم بك.. سيتركونك و يمضون إلى حال سبيلهم محاولين بكل قوة أن يتخلصوا من ضباب القنوط الذي وضعته في طريقهم.

بل إن هذه الحالة القانطة المتشائمة لن تزيدك إلا بعدًا عن أرحم الراحمين، و ليس من بعد الله ولي و لا نصير {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}. الحج: 15.

ستجد نفسك في النهاية ليس أمامك إلا أن تقوى بالله، و تبحث عن النعم التي قد تجد صعوبة في الإحساس بها لأنك تعودت طويلا على أن تحقرها بدلا من أن تشكرها.

إن بداية العام تذكرنا بهجرته صلى الله عليه و سلم، كيف صبر؟.. و كيف كان صبره إيجابيا و جميلا و واثقا بالله و هكذا يكون الصبر الحقيقي.. فشتان بين العجز و السلبية و بين الصبر، و هذه هي حياة خير الخلق صلى الله عليه و سلم.

و عندما لاح في الأفق ضوء.. ضوء جاء من طيبة، قلوب طيبة ترغب فيما عند الله، كانت بداية جديدة في حياته صلى الله عليه و سلم، و حياة المسلمين، و حياة العالمين..

كانت بداية جديدة، همة جديدة، روح جديدة سرت في الحياة، صالحات جديدة.. فروض و أركان، جهاد و علم و ثبات.. و رغم ما كان بالمسلمين من حنين إلى مكة، و رغم ما فقدوه من مال و أهل، و ما خلفوه وراءهم من ذكريات، من مظالم و عذابات، من أفراح و أحزان.. فإنهم لم يترددوا لحظة في الهجرة.. الهجرة إلى الله و رسوله، فحياتهم كلها لله.. فأكرمهم الله و أسعدهم و حبب إليهم المدينة و عافاهم من الأوبئة و الجزع، و جعل لهم الخير العميم في دينهم و دنياهم.

مع كل بداية جديدة، امتلأ أملا بالله، و نشاطا و قوة، ضع كل ذكريات الإحباط بعيدا، و أقبل على أيامك مرددًا:"رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا". الإسراء: 80

إنه موعدك مع الهجرة.. الهجرة من الذنوب و الغفلة، الهجرة من تسلط النفس السوداوية العاجزة، الهجرة إلى حياة جديدة، تأخذ فيها الكتاب بقوة، تحب فيها نفسك فتكرمها و تصونها عن السوء، و تحميها من وساوس اليأس و تسلط العجز.

http://woman.islammessage.com/article.aspx?id=10868

قراءة 1390 مرات آخر تعديل على الجمعة, 16 تشرين1/أكتوير 2015 05:51

أضف تعليق


كود امني
تحديث