الخلل من وجهة نظري القاصرة مصدره عدة أسباب :
1- تنزيل الكلام و النصح على غيرنا ، بمعنى : المقصود بهذا الكلام - بلاشك- سوانا، فنجد محور كلام القوم :
الذي يفعل ذلك الشين هم -
بينما لم يخطر على بال أحدنا مجرد خاطرة أنه قد يكون المعني بالكلام - أصالة- [ أنا / نحن ]
و السؤال : لماذا دائما هم و ليس نحن ؟
مـــن منـــا ســــالم مــن تقصـــــير ؟!
عن أبي هريرة قال : ((يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه ، و ينسى الجذل - أو الجذع - في عين نفسه ))
صحيح الأدب المفرد / رقم: 460 / صحيح موقوف .
بينما كان هدي الصحابة الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه عكس ذلك تماما !! فكان أحدهم يظن في نفسه التقصير، و الخطأ بل و يخشى النفاق و هو مبشَّر بالجنة في أكثر من حديث على لسان رسولنا الكريم - صلى الله عليه و سلم - كفاحا !! أكتفي بالإشارة عن التصريح بطويل العبارة .
و لعلي لا أستطرد إن ذكرت مثال من المضحكات المبكيات في واقعنا الــ... : انتقد أحدهم - و بملء فيه-
غيره متنقصا إياه - أمام جمهرة من خلق الله - :
( بأنه مقصر في أداء صلاة الجماعة ...) بينما أخونا - حفظه الله تعالى- لا يكاد يدخل المسجد إلا لماما !!!
2- الخلل في اعتقادنا أن الملتزم ( المتسنن ) لا يخطئ و لا ينبغي له ذلك !!!
((كل بني آدم خطاء ، و خير الخطائين التوابون ))
صحيح الجامع / رقم: 4515 / قال الشيخ الألباني : حسن .
* خطّاء على وزن فعّال صيغة مبالغة تعني : كثير الخطأ .... كلنا كثير الخطأ لأنّا- ببساطة - بنو آدم .
فهل الملتزمون خرجوا عن بنوة آدم عليه السلام ؟؟
و السؤال : لماذا ننظر إلى العاصي على أنه رجس ؟
بينما كان صلوات ربي و سلامه عليه شفوق عليه في كثير من الأحيان !!
هلّا تعاملنا مع العاصي - علما بأنّ كلنا هذا الرجل -بشيء من الشفقة ، مع
استشعار منّة الله علينا إذا عافانا - من غير حول لنا و لا قوة - مما ابتلاه به .
الحق أننا لم نخطئ مثل فلان :
لا لأننا اتقى و لا أورع و لا أقوى إيمانا و لكن الله أراد بحكمته و لطفه بنا ذلك
و ما توفيقنا إلا بالله [ المعصوم من عصم الله ].
هلّا أشعرانه بشفقتنا عليه، لقد أعلم الله خلقه بأنه يفرح بتوبتهم و هو -سبحان- الغني عن صلاحهم !!!
لقد أشفق رسولنا - صلى الله عليه و سلم - على من زنا من الصحابة حتى إنه صلى
عليهم و قد قتلوا حدا، و أثنى على إيمانهم و توبتم و قد قُتلوا مرجومين !!! و نهى الصحابة
عن سب مدمن شرب الخمر و شهد له بأنه يحب الله و رسوله ....!!
* قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - :
((و الذي نفسي بيده ! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم،
و لجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم )) صحيح مسلم / رقم: 2749
*** و أختم بحديث مرعب :
[ كانا رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب، و الآخر مجتهد في العبادة. فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب، فيقول : أقصر، فوجده يوما على ذنب فقال له : أقصر فقال : خلني و ربي أبعثت علي رقيبا ؟ فقال : و الله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة. فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد : أكنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا ؟ و قال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي. و قال للآخر : اذهبوا به إلى النار. قال أبو هريرة : و الذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه آخرته. ] حسنه الشيخ الوادعي في : الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين / رقم: 1318
*** هذه ليست دعوة لفعل الذنوب، و لكنّي أردت التنبيه على أننا - جميعا - ذووا خطأ
و التوبة معروضة بعد حتى من الشرك الأكبر، فالأصل في البشر و المتسننون ( الملتزمون )
منهم الخطأ و الزلل، فعلام نشنأ العصاة و نشذرهم ؛ و كلنا غير سالم :
من ذا الذي ما ساء قط ***** و من له الحسنى فقط
http://saaid.net/daeyat/omhani/4.htm