قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 24 آذار/مارس 2016 07:50

سجناء الأوهام الجزء الثاني

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

طلب المثالية وهم كبير ، هذه تحكي عن صديقة لها مهندسة تخطت الثلاثين ، طرق بابها الكثير من الخطاب فرفضتهم ، فهي تتخيل زوجا و فارس أحلام يحقق لها السعادة بما فيه من الدين و الوسامة و الثراء ، ثم تفوت الأيام ثم تكتشف أنها كانت تعيش بعقلية ناقدة مثالية لا تمت إلى الواقع بصلة، ثم تجد نفسها قد ركبت قطار العنوسة، قد فاتتها فرص الزواج.

هذا شاب يتوقّد ذكاء لكن كلما لاحت له فرصة من الفرص يفوّتها بدراسة البدائل، و النظر في الأمور الدقيقة التي تضيّع عليه الزمان، و تطيّر من بين يديه الفرص، حتى أصيبت شخصيته بالتردد و الخوف، ثم بعد ذلك صارت تحدث له الإحباطات و المشكلات و التراجع في عمله، و في دراسته حتى صار لا يستطيع أن يتخذ قرارا حتى في أبسط أموره الشخصية، و صار من حوله يتخذون القرارات بدلا عنه، و يدخل في هذا هؤلاء الذين يريدون الكمالات في غير مضانها، و يدخلون في دورات البرمجة العصبية، فيقال لهم إذا درست هذه الدورات ستكون من أصحاب المليارات، و كذلك قد يقال لآخر أدخل في الدورات للتخلص من هذه الأمراض و النقائص، و هؤلاء باتباعهم هذا الوهم الكبير خرجوا من هذه الدورات مرضى و مفلسين  و خائبين، و كذلك أصحاب المظهرية الجوفاء، فالكمال عندهم بنوع الساعة التي يلبسها، و نوع السيارة، و قد يكون هذا الإنسان لا يحمل معاني و مبادئ، و هكذا الذين يعتمدون على الحسب و النسب، و يظنون أن هذا تكؤة يتكئ عليها من أجل السمو و الرقي، و الإنسان يسموا و ينموا بعمله بعد توفيق الله عز و جل له.

و من ذلك وهم السعادة، طلاّب السعادة الذين يظنون أن السعادة في المال أو في الشهرة

و لست أرى السعادة جمع مال        و لكن التقي هو السعيد

قضية العائق الوحيد:

أنظر إلى الذين يشتغلون بالبحث و الرسائل الجامعية إذا حدثته عن عمل آخر اعتذر لضيق الوقت، و لربما أخذ منه البحث أربع ساعات، فأين العشرين ساعة الباقية ؟

و قل مثل ذلك فيما يتوهمه الكثير من الناس أنه سيتوب بعد أن يبلغ الأربعين، و بعد أن يحج أو بعد أن يتزوج.

التضليل:

و منه تضليل الشيطان، مثل ما يلقي الشيطان إلى الساحر، و كل تلبيسات السحرة، و ما يلقيه الشيطان من وساوس في الاعتقاد، أو في المسائل العملية مثل الوضوء و الصلاة، ربما جلس الواحد منهم من الصباح حتى المساء في دورة المياه يعيد الوضوء، و هذه أمراض أعادنا الله منها و أوهام، أو ما يلقي الشيطان من منامات وهمية، تحزّن أو تضلل أو تمرض أصحابها كم ضل بسبب هذه الرؤى و المنامات من ضل، كفتنة الجهيمان، حين رأى جماعة من الناس رؤى ألقاها الشيطان بينهم أن المهدي سيخرج بين الركن و المقام و أنه سيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و كان لجهلهم و قلة علمهم و معرفتهم بالسنة صدقوا هذه الرؤى و خرجوا على إمام المسلمين و قتلوا الأبرياء في المسجد الحرام و أحدثوا فتنة عظيمة بسبب هذه الأحلام التي ألقاها الشيطان لهم. أما أهل العلم فإنهم لا يعتمدون على الرؤى، و إنما الرؤيا الصالحة مبشرة للمؤمن و الرؤيا الصالحة تسر المؤمن و لا تضره كما قال العلماء  لا تضره من جهة دينه لا من جهة العجب و لا من جهة الانحراف عن السنة، فيفعل و يأمر و ينهى تبعا لمى يرى في الرؤية.

أما شياطين الإنس الذين يحصل على أيدسهم التضليل و الدعوة إلى البدع و الأهواء، الذين يدعون الناس إلى عبادة المشاهد و القبور و يبنون عليها القباب، و إنّ أول من بناها القرامطة و بني بويه و الفاطميين و هم العبيد يون، و ينسبونها زورا إلى غير أصحابها، القبر الذي في دمشق ينسب إلى السيدة زينب بنت علي رضي الله عنه، مع أن السيّدة زينب ماتت بالمدينة و دفنت بالبقيع، و ظهرت أضرحة لا حقيقة لها أصلا و لكن عن طريق المنامات كما يزعمون، من ذلك ضريح الحسين بالقاهرة، جاء عن ابن القسطلاني أن هذا الضريح بني على قبر نصراني، و هناك أربع مواضع يقال أن بها رأس الحسين رضي الله عنه، و هكذا الضريح المنسوب إلى السيدة زينب في القاهرة ، الذي لم يكن له وجود و لا أصل في عصور التاريخ الإسلامي ، و من ذلك ضريح السيدة رقية بنت رسول الله عليه الصلاة و السلام أقامته زوجة الفاطمي الآمر بأحكام الله بالقاهرة، مع أن رقية رضي الله عنها قد ماتت في المدينة و ذلك بلا خلاف، و القبر المنسوب إلى أبي بن كعب في دمشق، و ذكر العلماء أنه لم يأت إلى الشام أبدا و أنّه مات بالمدينة، و ذكر بعض العلماء أنه قبر نصراني، و في الجزائر كان الناس يتبركون بأعتاب ضريح في الناحية الشرقية ثم اكتشف أنه قبر كان لراهب مسيحي، لم يصدّق الناس ذلك حتى نبشوه و عثروا على الصليب في القبر.

نماذج من الأوهام:

-         الدنيا:

الوهم الأكبر هو الدنيا قال تعالى :(يا أيها الناس إنّ و عد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور) 5 فاطر قد تكون وهما كبيرا يتبعه كثير من الناس فيضيعوا آخرتهم قال تعالى:(إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) 6 فاطر

-         من ذلك  التضليل الإعلامي، فيصورون أن الغرب هو مصدر الرقي و الحضارة، و أن الشرق مصدر التخلف و الفقر و الضياع، و كذلك ما يصورونه أن المرأة مظلومة، و غير ذلك من الأوهام.

-         من ذلك التطير ببعض الحيوانات و الأيام و الشهور، و هكذا ما يعتقده هؤلاء من العقائد الفاسدة أن  قص الأظافر ليلا أو في يوم السبت و الأحد، و من كنس بيته ليلا أن هذا يجلب النحس، و كذلك من يبحثون عن العلاجات بقطع أو بمياه أو بأحجار، حتى سمعنا أن مجموعة من الأشخاص تعاهدوا في الفاسبوك على أن يجتمعوا ليوجهوا طاقة لإخواننا في سوريا تنقدهم و تسعفهم،و منهم من يشتري أحجارا بأثمان باهضه يتوهم أنها تخلق طاقة إذ و وضعها في بيته، على كل حال نماذج كثيرة متنوعة من الدجل و الوهم.

-         في أندونيسيا في عام 1979م إزدهرت تجارة جثث الموتى، وصل سعر الجثة إلى حوالي 80 ألف دولار، اعتقادا ساد أنه من يمتلك جثة سيملك الحظ السعيد و يبعد عنه الأعداء و يحميه من الرصاص و الطعن بالسكاكين.

العلاج:

ختاما لنعلم أن الطريق الصحيح هو فتح السمع و البصر للخلاص من الوهم، إذا عرفنا أن الوسيلة هي السبب الموصل إلى المطلوب، فلنعلم أن الوسيلة تنقسم إلى نوعين، وسيلة كونية و وسيلة شرعية، الوسيلة الكونية مثل الماء إذا شربه الإنسان ذهب عنه العطش، و الطعام يذهب الجوع، و السيارة تنقله من مكان لآخر و هذا يشترك فيه المؤمن و الكافر، و الشرعية توصله إلى المقصود بما شرعه الله عز و جل من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة، و هي مبيّنة في الكتاب و السنة و هذا لا يكون إلا للمؤمن المتبع للشرع، و لكي يعرف مشروعية الوسائل الشرعية و الكونية لا بد أن ينظر في نصوص الكتاب و السنة.

 هناك شرطان لجواز استعمال السبب الكوني، الأول: أن يكون مباحا في الشرع، الثاني: أن يكون محققا للمطلوب و غلب على ذلك الظن و ذلك بواسطة الحواس و التجربة حسب المنهاج العلمي المعروف.

نحن إذا تبصرنا في هذه المعاني فسوف نتخلص بإذن الله عز و جل بإذن الله تعالى من كثير من العلل و الأوجاع، كم من إنسان طريح الفراش و هو ليس به بأس أصلا و إنما يصارع الوهم، كم من إنسان يعبد ضلالات و أشياء لا حقيقة لها، و يضيّع جهده و وقته و ماله و يعيش في وهم كبير لا حقيقة له.

قراءة 1668 مرات آخر تعديل على الجمعة, 25 آذار/مارس 2016 05:57

التعليقات   

0 #1 أستاذة 2016-03-25 10:25
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر الكاتبة صاحبة المقال، أشكرك جزيل الشكر على ما تفضلتي به، مقالة رائعة ومهمة جدا لسجناء الأوهام
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث