قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 16 حزيران/يونيو 2016 08:57

شؤم ترك السنة

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين، و صلى الله و سلم على عبد الله و رسوله محمد و على آله و صحبه أجمعين.

أما بعد:

لا يزال الناس بخير ما اتبعوا السنة و تمسكوا بها، و في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان يجدر بنا التنبيه إلى سنة تعجيل الفطر و تأخير السحور، لما في هده السنة من خير و فضل للأفراد و للأمة.

فعن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ)1، و في حديث أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- عند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (لا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ وَ أَخَّرُوا السُّحُور). ضعف العلماء زيادة: (و أخروا السحور).2

و معنى تعجيل الفطر أي أن يفطر المسلم بعد غروب الشمس مباشرة و لا يتأخر؛ لأن ذلك مخالف للسنة. و معنى تأخير السحور أي إلى قرب طلوع الفجر؛ فليس من السنة السحور نصف الليل أو بعيداً عن طلوع الفجر، قال تعالى: {وَ كُلُواْ وَ ٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأْبيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصّيَامَ إِلَى ٱلَّليْلِ}3. قال الطبري-رحمه الله-: "و أما قوله: {ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصّيَامَ إِلَى ٱلَّليْلِ} فإنه تعالى ذكره حدّ الصوم بأن آخر وقته إقبال الليل، كما حدّ الإفطار و إباحة الأكل و الشرب و الجماع و أول الصوم بمجيء أول النهار و أول إدبار آخر الليل. فدل بذلك على أن لا صوم بالليل، كما لا فطر بالنهار في أيام الصوم"4. و قال القرطبي في قوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصّيَامَ إِلَى ٱلَّليْلِ} " أمر يقتضي الوجوب من غير خلاف، و إلى غاية، فإذا كان ما بعدها من جنس ما قبلها فهو داخل في حكمه... فَشَرط تعالى تمام الصوم حتى يتبين الليل، كما جوّز الأكل حتى يتبين النهار"5. و قال ابن كثير-رحمه الله-: "يقتضي (أن) الإفطار عند غروب الشمس حكماً شرعياً"6.

و عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يقول: (إذا أقبل الليل من ها هنا، و أدبر النهار من هاهنا، و غربت الشمس فقد أفطر الصائم)7. قال الخطابي: "قوله: (فقد أفطر الصائم) فمعناه أنه قد صار في حكم المفطر و إن لم يأكل، و قيل: معناه أنه قد دخل في وقت الفطر، و حان له أن يفطر، كما قيل: أصبح الرجل، إذا دخل في وقت الصبح، و أمسى و أظهر كذلك"8.

قال ابن الملقن: "يستفاد من الحديث بيان وقت الصوم و تحديده، و الرد على أهل الكتاب و غيرهم من الشيعة الذين قالوا: لا يفطر حتى تظهر النجوم، و أن الأمر الشرعي أبلغ من الحسّي، و أن العقل لا يقضي على الشرع، بل هو قاضٍ عليه، حيث جعل دخول الليل فطراً شرعاً"9.

و عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله-صلى الله عليه و سلم- في سفر و هو صائم، فلما غابت الشمس قال لبعض القوم: (يا فلان، قم فاجْدَح10 لنا)، قال: إن عليك نهاراً، قال: (انزل فاجدْح لنا)، قال: يا رسول الله، فلو أمسيت، قال: (انزل فاجْدح لنا)، قال: إن عليك نهاراً، قال: (انزل فاجْدح لنا)، فنزل فجدح لهم، فشرب النبي-صلى الله عليه و سلم- قال: (إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم)11. قال ابن حجر: "في الحديث أيضاً استحباب تعجيل الفطر، و أنه لا يجب إمساك جزء من الليل مطلقاً، بل متى تحقق غروب الشمس حلّ الفطر"12.

و قال ابن عبد البر-رحمه الله-: "من السنة تعجيل الفطر و تأخير السحور، و التعجيل إنما يكون بعد الاستيقان بمغيب الشمس، و لا يجوز لأحد أن يفطر و هو شاك هل غابت الشمس أم لا؟؛ لأن الفرض إذا لزم بيقين لم يخرج عنه إلا بيقين"13.

و قال المهلب: "إنّما حضّ عليه السلام على تعجيل الفطر؛ لئلا يزاد في النهار ساعة من الليل، فيكون ذلك زيادة في فروض الله، ول أن ذلك أرفق بالصائم و أقوى له على الصيام"14.

و قال القاضي عياض -رحمه الله-: "ظاهره أنه عليه السلام أشار أن فساد الأمور يتعلق بتغيُّر هذه السنة التي هي تعجيل الفطر، و أن تأخيره و مخالفة السنة في ذلك كالعلم على فساد الأمور"15.

و عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: (لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم)16. قال ابن دقيق العيد -رحمه الله-: "فيه دليل على الرد على المتشيعة الذين يؤخرون إلى ظهور النجم، و لعل هذا هو السبب في كون الناس لا يزالون بخير ما عجلوا الفطر؛ لأنهم إذا أخروه كانوا داخلين في فعل خلاف السنة، و لا يزالون بخير ما فعلوا السنة"17.

و عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال: (لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود و النصارى يؤخرون)18.

قال الطيبي: "في هذا التعليل دليل على أن قوام الدين الحنفي على مخالفة الأعداء من أهل الكتابين، و أن في موافقتهم ثلماً للدين، قال الله تعالى: {يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَ ٱلنَّصَـٰرَىٰ أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَ مَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}"19.20. قال ابن الملقن -رحمه الله-: "كون الناس تفعله بخير، و أن الدين لم يزل ظاهراً بتعجيله في الرواية التي ذكرناها لما فيه من إظهار السنة، فإن الخير كله في متابعتها و الشر كله في مخالفتها، و كانت الصحابة -رضي الله عنهم- إذا خُذلوا في أمر فتشوا على ما تركوا من السنة، فإذا وجدوه علموا أن الخذلان إنما وقع بترك تلك السنة، فلا يزال أمر الأمة منتظماً و هم بخير ما حافظوا على سنة تعجيل الفطر، و إذا أخروه كان علامة على فسادٍ يقعون فيه"21.

و قال ابن حجر -رحمه الله-: "ظهور الدين مستلزم لدوام الخير". و قد كان خير البشرية و أتقاها و أنقاها أصحاب محمد أسرع الناس فطرا، و أبطأ سحورا؛ كما قال عمرو بن ميمون: "كان أصحاب محمد-صلى الله عليه و سلم- أسرع الناس إفطاراً، و أبطأ سحوراً"22.

و قال ابن حجر أيضاً -رحمه الله-: "من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان.. زعماً ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة.. و قد جرّهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلاّ بعد الغروب بدرجة لتمكين الوقت زعموا، أخروا الفطور و عجلوا السحور، و خالفوا السنة، فلذلك قلّ عنهم الخير، و كثر فيهم الشر، و الله المستعان"23.

كما أنه من السنة أن يكون الفطر قبل الصلاة؛ لما روي عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يفطر على رطبات قبل أن يصلي24. و في رواية: كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إذا كان صائماً لم يصل حتى نأتيه برطب و ماء25. ففي هذا الحديث استحباب تعجيل الفطر قبل صلاة المغرب.

و من السنة أيضاً أن يفطر على رطب، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، و أن يقطعهن وتراً، فإن لم تكن فعلى ماء؛ لحديث أنس -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء26. و في فطره بذلك حكمة؛ قال ابن العربي: "الحكمة -و الله أعلم- في الفطر على التمر ما فيه من البركة، و أنها أفضل المطعومات، فتعقُبُ ليلاً أفضلَ العبادات في النهار، و الماء أفضل المشروبات فيكون بدلها"27.

و قال الشوكاني-رحمه الله-: "و إنما شرع الإفطار بالتمر لأنه حلو، و كل حلو يقوي البصر الذي يضعف الصوم، و هذا أحسن ما قيل في المناسبة و بيان وجه الحكمة، و إذا كانت العلة كونه حلواً، و الحلو له ذلك التأثير فيلحق به الحلويات كلها، أما ما كان أشد منه حلاوة فبفحوى الخطاب، و ما كان مساوياً له فبلحنه"28.

و من السنة عند الفطر أن يذكر الله بالدعاء المشروع؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان النبي -صلى الله عليه و سلم- إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ، و ابتلت العروق، و ثبت الأجر إن شاء الله)29. قال الطيبي: "(ثبت الأجر) بعد قوله: (ذهب الظمأ) استبشار منهم؛ لأن من فاز ببغيته و نال مطلوبه بعد التعب و النصب، و أراد أن يستلذ بما أدركه مزيد استلذاذ ذكر تلك المشقة، و من ثم حمد أهل السعادة في الجنة بعد ما أفلحوا بقوله: {ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}"30.31.

هناك من يدعي الاحتياط عند الفطر فيؤخره و هدا من تلبيس الشيطان ، و إدا أجاب الإنسان في خطوة حاول معه في الخطوة الثانية و هكذا  إلى أن يصل إلى حد الوسواس و هذا من شؤم مخالفة السنة بحيث يبتلى الإنسان بمثل هذا.

نسأل الله أن يرزقنا التمسك بالسنة، و أن يتوفانا على ذلك. اللهم أعنا على صيام رمضان و قيامه. اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا.

1 رواه البخاري و مسلم.

2 ممن ضعف الرواية: الألباني في كتاب: (مساجلة علمية بين الإمامين الجليلين العز بن عبد السلام و ابن الصلاح  حول صلاة الرغائب المبتدعة). و كذلك شعيب الأرناؤوط في تحقيق مسند أحمد.

3 (سورة البقرة(187).

4 جامع البيان عن تأويل آي القرآن (2/181).

5 الجامع لأحكام القرآن (2/309).

6 راجع: تفسير القرآن العظيم(1/298).

7 رواه البخاري ومسلم.

8 معالم السنن (3/234). للخطابي.

9 الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (5/316).

10 الجدْح هو: أن يخاض السويق بالماء، و يحرك حتى يسـتوي، و كذلـك اللبن و نحـوه راجع: معالم السنن (3/235).

11 رواه البخاري ومسلم.

12 فتح الباري شرح صحيح البخاري(4/197). الناشر: دار المعرفة – بيروت (1379هـ).

13 التمهيد لما في الموطأ من المعاني و الأسانيد (21/97-98). الناشر: وزارة عموم الأوقاف و الشؤون الإسلامية - المغرب (1387هـ). تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي, ‏محمد عبد الكبير البكري.

14 فتح الباري شرح صحيح البخاري(4/199). الناشر: دار المعرفة - بيروت (1379هـ).

15 إكمال المعلم (4/33)

16 رواه ابن خزيمة، و ابن حبان في صحيحه، و قال الألباني: "صحيح"؛ كما في صحيح الترغيب و الترهيب، رقم(1074).

17 إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (2/232).

18 رواه أبو داود و ابن ماجه، و قال الألباني: "حسن"؛ كما في صحيح أبي داود، رقم(2063). و صحيح الترغيب و الترهيب، رقم(1075).

19 شرح الطيبي على المشكاة (4/156).

20 (سورة المائدة(51).

21 الإعلام بفوائد عمدة الإحكام (5/310).

22 رواه عبد الرزاق في المصنف، و صحح إسناده ابن حجر في الفتح (4/199).

23 فتح الباري (4/199).

24 رواه أبو داود و أحمد، و حسَّنه الألباني في الإرواء (922).

25 رواه ابن خزيمة و أبو يعلى و ابن حبان في صحيحه.

26  رواه أحمد و أبو داود و الترمذي، و قال الألباني: "حسن"؛ كما في صحيح الجامع، رقم (4995).

27 انظر: عارضة الأحوذي (3/215).

28 نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار(4/301). الناشر: إدارة الطباعة المنيرية. و مع الكتاب: تعليقات يسيرة لمحمد منير الدمشقي.

29 رواه أبو داود والنسائي، و قال الألباني: "حسن"؛ كما في صحيح أبي داود، رقم(2066). و صحيح الجامع، رقم (4678).

30 شرح الطيبي على المشكاة (4/155).

31 (سورة فاطر(34).

قراءة 1789 مرات آخر تعديل على الجمعة, 17 حزيران/يونيو 2016 16:53

أضف تعليق


كود امني
تحديث