قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 22 حزيران/يونيو 2016 09:45

أفكار اجتماعية و نفسية لرمضان

كتبه  الدكتور جاسم المطوع
قيم الموضوع
(0 أصوات)

شهر رمضان شهر الخير و البركة و هو شهر الاجتماع العائلي و الفرحة الأسرية، فكلنا شوق لاستقبال هذا الشهر الكريم، فهو ضيف عزيز و زائر خفيف يحمل لنا الهدايا الكثيرة، فأوله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار، ثم يكافئنا بالعيد و الفرح عند رحيله.

فرمضان شهر التغيير، فيه نزلت الكتب السماوية: الزبور و التوراة و الإنجيل و كان آخرها القرآن الكريم، و في رمضان تصفَّد الشياطين و تغلق أبواب النيران، و تفتح أبواب الجنة، و ينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر، و النفوس في رمضان تتغيَّر و الأخلاق تتبدل و نسبة الصبر عند الناس تزداد، و الإرادة تقوى و يزيد الكرم و العطاء في شهر الخير و البركة.

كما نلاحظ امتلاء المساجد في رمضان و كثرة قراءة القرآن و ختمه، و تكثر الأحاديث الدينية بين الناس و تغيِّر المحطات الفضائية خرائطها التليفزيونية، كل ذلك من أجل رمضان، فرمضان ليس شهرًا عاديًا فهو خير الشهور، و لهذا اختاره الله تعالى فأنزل فيه القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ).

فرمضان أشبه بمهرجان عالمي للمسلمين يدفعهم نحو التغيير، فكل شيء يتغيّر في رمضان حتى مواعيد النوم و الأكل و العمل و فتح الأسواق و إغلاقها، و لهذا سمّى الرافعي شهر رمضان (مدرسة الثلاثين يومًا) ففي رمضان تقل المعاصي و تزداد الطاعات و من لم يستثمر هذا الشهر في تغيير ذاته و أخلاقه و علاقاته و عباداته، و يصحح نيته فهو الخسران، و لهذا قال رسولنا الكريم: (رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش و رب قائم حظه من قيامه السهر).

فهذا الصنف من الناس لم يدفعه رمضان لتطوير ذاته و تزكية نفسه؛ لأن الأصل في رمضان أن يساعدنا لتنمية أرواحنا و أجسادنا و أن نوازن بينهما، أما مَن يخدم الجسد فقط فهو لم يستفد من رمضان بشيء و يتحقق فيه قول القائل: (يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته.. أتطلب الربح مما فيه خسران).

أما الزوجان فيمكنهما الاستفادة من رمضان في مراجعة علاقتهما ببعضهما البعض و مناقشة جوانب النقص و السلبية في حياتهما، و استثمار هذا الشهر بوضع خطة زوجية لتجاوز السلبيات و تعزيز الإيجابيات و كذلك يستثمران هذا الشهر الكريم في العمل الخيري و النشاط الإيماني مثل صلة الأرحام و بر الوالدين و التواصل مع الجيران و قيام الليل و قراءة القرآن و كفالة اليتيم و رعاية الأسر و غيرها من أعمال البر.

أما الوالدان فيستفيدان من هذا الشهر بكثرة الجلسات العائلية خاصة جلسة الإفطار أو الجلسات الليلية و الحديث مع أبنائهما في معانٍ تربوية أو دينية، و أعرف عائلتين: الأولى خصّصت كتاب «رياض الصالحين» تقرأ منه كل يوم صفحتين، و أخرى اعتمدت كتاب «في السيرة النبوية» لقراءته في شهر رمضان، كما أعرف عائلة ثالثة استثمرت هذا الشهر بتعليم أبنائها حساب الزكاة، و كلفت الأطفال بتوزيع الزكاة و الدخول إلي بيوت الفقراء و المحتاجين و التعرّف عليهم و دراسة أوضاعهم الاجتماعية.

فالرابح في رمضان من يُحدّد له هدفًا أخلاقيًا لتحقيقه إما خلقًا سلبيًا يريد التخلص منه أو خلقًا إيجابيًا يريد الالتزام به، فمن ابتلي بالتدخين يسعَ للتخلص منه، و من كان له علاقة محرمة بالنساء يمكنه استثمار رمضان في تغيير سلوكه، و الفتاة غير المحجبة تضع لنفسها هدفًا بأن تكمل دينها بحجابها، و من يأكل الربا يتوقف، و من لم يتبرع لنصرة المسلمين يخصص جزءًا من ماله لذلك، و من يرغب في حفظ القرآن الكريم أو دراسة السيرة أو انقاص وزنه يجعل رمضان بداية التغيير في حياته.

فالصيام كما قال أبوحامد الغزالي «رحمه الله» ثلاث مراتب: الأول صيام الجوارح و البطن و الفرج عن الشهوة، و الثاني صيام السمع و البصر و الرجل و اليد و اللسان عن الآثام، و الثالث صيام القلب عن الهمم الدنيئة، و نحن لا نريد أن نكون من الصنف الأول فقط، و إنما نكون ممن يصوم صومًا صحيًا قلبًا و قالبًا.

و لعل أعظم رسالة نتعلمها من مدرسة رمضان هي الترفع عن الشهوات و ألا نكون عبيدًا لشهواتنا،كما قال الشاعر:

إنما الدنيا طعام و شراب و منام         فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام

فلا نقبل لأنفسنا هذا المنطق و هذه النظرة، فرمضان يعلمنا التوازن بين الجسد و الروح بل و يقوّي علاقتنا بالله تعالى، و لهذا (ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتهم: الصائم حتى يُفطِر، و الإمام العادِل، و دعوة المَظلوم...)؛ لأن الصائم قريب من الله، و تقبَّل الله طاعتكم مقدَّمًا، و لنجعل من رمضان فرصة لتقوية علاقاتنا الاجتماعية و النفسية.

الرابط: http://www.denana.com/main/articles.aspx?selected_article_no=11583

قراءة 1523 مرات آخر تعديل على الجمعة, 24 حزيران/يونيو 2016 08:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث