قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 15 كانون2/يناير 2017 13:04

كيف لي بالصدر بعد الورود

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم تكن دعوة الإسلام للعرب خاصّة و لم يجعلها ربنا سبحانه و تعالى حكرا على أمة من النّاس دون غيرها، بل اقتضت حكمته جل و علا أن تكون خاتمة الرسالات السماوية رسالة للنّاس كافة.
و لقد بلّغ نبينا صلى الله عليه و سلم الرسالة و الأمانة و لم يألو في ذلك جهداً، إذ لم يكد الأمر يستقر بالمسلمين في المدينة و ما حولها، و لم تلبث الدولة الناشئة أن غدت دولة قوية تضرب المعتدين و تجلي من حولها الماكرين، و تنشر لواء الدين، و كانت الانتصارات تتوالى و الفتوح تترى.
و قد اتخذت الدعوة الربانية منحى جديداً فها هي بعض الرسائل تغدو خارج المدينة للملوك و الأمراء و القياصرة و الكساسرة في إطار المبادرة النبوية للطاعة المطلقة لأمر الله ( و ما أرسلناك إلا كافة للنّاس ) و قوله تعالى : ( بلّغ ما أنزل إليك من ربك ).
و ينطلق الحارث بن عمير حاملاً رسالة الهدى التي كلفه نبيّه الحبيب صلى الله عليه و سلم بإيصالها إلى ' شرحبيل بن عمرو الغسّانيّ ' أحد أمراء قيصر على الشام، و قد أخذت ذيل القيصرالعزّة بالإثم فقتل الحارث بن عمير استكباراً منه و صدوداً عن دين الله.
و لم يلبث الأمر أن بلغ نبيّ الله و صحبه و ارتجّت المدينة بالخبر المستنكر، و لم يلبث النبيّ صلى الله عليه و سلم أن أمر بالتجهز لغزو الشام في خطوة جريئة و واضحة و حازمة لم يكن السفر هيّن، و لم تكن المهمة سهلة و لم تكن المفازة قريبة.
و لكن القلوب التي اطمأنّت لربّها و استكانت لأمره و وقفت حياتها على طاعة نبيّها و وهبت روحها للشّهادة لم تتردد في المسير و لم تجبن و هي تعلم قسوة الطريق و هول اللقاء.
و يقف الرسول صلى الله عليه و سلّم خطيباً و هو يودّع الجيش و فيه صفوة أصحابه و أحبابه، و قد أمّر عليهم حبّه زيد بن حارثة ذلك الصحابي الذي ربّاه طفلاً و سمّاه زيد بن محمّد حتى نزل تحريم التبني، فيقول : إن قتل زيد فجعفر، و إن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة و ذلك في جمادى الاولى للسنة الثامنة للهجرة
'.و يبَكَى عبد الله بن رواحة ـ رضي الله عنه و هو يودّع مدينة الحبيب ـ ، فَقَالُوا : مَا يُبْكِيك يَا بْنَ رَوَاحَةَ ؟ فَقَالَ : أَمَا وَ اَللّهِ مَا بِي حُبّ الدّنْيَا، وَ لا صَبَابَةٌ بِكُمْ، وَ لَكِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ ـ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ سَلّمَ ـ يَقْرَأُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ، يَذْكُرُ فِيهَا النّارَ : { وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبّكَ حَتْمًا مَقْضِيّا } فلست أَدْرِي كَيْفَ لِي بِالصّدَرِ بَعْدَ الْوُرُودِ

و يصل الجيش أرض معان و قد دخل بوابة الشام و يصلهم خبر جيش قيصر، و فيه الرّوم و نصارى العرب، فيقيم جيش المسلمين في معان ليلتين يبحثون أمرهم و يشير بعضهم على الأمير أن يرسل للنبي صلى الله عليه و سلم بخبر عدوّهم و كثرته و ينتظرون منه المدد أو الأمر بالمضيّ للحرب.
و قام عبد الله بن رواحة خطيباً يشجّع الجند على الجهاد قائلاً : ياقوم و الله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة، و ما نقاتل النّاس بعدد و لا قوّة و لا كثرة، إنّما نقاتلهم بهذا الدّين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنّما هي إحدى الحسنيين؛ إمّا ظهور و إمّا شهادة .
و سار الجيش النبوي يحمل مشعل الهدى تحرسه السيوف و الأسود و التقى الجمعان في أرض مؤتة؛ جيش لا يتعدى ثلاثة آلاف و جيش عرمرم خلفه المدد و الحصون و لكن شتّان ما بين قلوب تحمل كتاب الله و تتمنى لقاءه و تقاتل على كلمة التوحيد و قلوب أركنت إلى الدنيا و اعتصمت بقوّتها و ما تذود بزيفها إلّا عن الباطل.
هناك في ثرى مؤتة سطّر التاريخ أروع حكاياته البديعة زيد بن حارثة يقاتل عن راية رسول الله صلى الله عليه و سلم حتّى تمزّقه الرّماح فيلقى ربّه شهيداً.
و يرفع جعفر الرّاية عاقراً فرسه ناذراً دمه لله طالباً الشهادة كصاحبه، فتقطع يمناه فيحمل الراية بيساره فتقطع، و يحتضن الشهيد الراية بعضديه ترتوي من دمه و تظلله بهالة الوفاء و الفداء و يقتل دون راية الحق شهيداً.
و يحمل عبد الله بن رواحة الراية الراعفة بدم أميره و أخيه و ابن عمّ رسول الله و هو يقول مترنّماً بشعره و هو الذي طالما أنشد الشعر الطاهر بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم:
يا نفس إلّا تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صليت
و مــا تمنيت فـقد لقيت إن تــفعلي فــعلهما هديت
و تقدّم الأمير الثالث مقاتلاً رافعاً الراية حتى قتل فحمّل المسلمون الراية لخالد بن الوليد فدافع الرّوم حتى دفعهم ثم انحاز منسحباً دون هزيمة و كرّ منصرفاً إلى المدينة.
و تصل أنباء المعركة إلى النبيّ صلى الله عليه و سلم الملهوف على جيشه و أصحابه الحريص عليهم أكثر من أنفسهم و ينادي الصلاة جامعة و يلتف المسلمون حوله في مسجده فيقول : ' ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي؟ إنّهم انطلقوا فلقوا العدوّ، فأصيب زيد شهيداً فاستغفروا له، فاستغفر له النّاس، ثمّ أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشدّ على القوم حتى قتل شهيداً، أشهد له بالشهادة فاستغفروا له، ثمّ أخذ الرّاية عبد الله بن رواحة، فأثبت قدميه حتى قتل شهيداً فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد و لم يكن من الأمراء هو أمّر نفسه، ثم ّ رفع رسول الله أصبعه فقال : اللهم هو سيف من سيوفك فانصره '.
و عرف خالد بعدها بسيف الله المسلول، و ها هو يروي عن نفسه يوم مؤتة فيقول : ' لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية '.
لقد أدرك أصحاب محمد الأمين أنّهم لا يقاتلون بالعدد و العدّة، و لا يرمون عدوّهم بسهام مسنونة، و إنما هم جند الله سلاحهم الدّين الذي حمّلوا أمانته و سيفه الكلمة الخالدة ' لا إله إلا الله ' فاستمدوا البطولة من نبيهم و الثبات من عقيدتهم و الإقبال على الموت برضى خالص من التصديق بوعد الله فلم ترعبهم كثرة العدوّ و لم يرهبهم عتاده المتين.
و مضى شهداء مؤتة تورق أرواحهم في مؤتة، و تنطلق غصون فتح ممتدّة لتكون جسراً مرّ عليه الفتح الإسلامي، لتنعم الشام ببركة العدل و دعوة رسول الله ' اللهم بارك لنا في شامنا '. 

اللهم عجل نصرك و فرجك لأهل الشام و اجعل لهم من لدنك سلطاناً نصيراً.

الرابط: http://www.sarayanews.com/index.php?page=article&id=352488

قراءة 2878 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 17 كانون2/يناير 2017 07:08

أضف تعليق


كود امني
تحديث