قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 23 حزيران/يونيو 2018 09:31

إنسانية المسلم

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)
ليس الاسلام ربانية فحسب، بل هو ربانية و إنسانية، سماء و أرض، وحي و عقل.
فإذا غاب الجانب الانساني ظهرت القلوب القاسية و الأذهان المتحجرة و غلبة الطقوسية و الظاهرية في العبادات و الاتّباع عند أهل الدين، تماما كما حدث لليهود بعد أن طال عليهم الأمد فحوّلوا دين موسى عليه السلام إلى أشكال و قشور و غلظة و عقوبات، فأرسل الله تعالى عيسى عليه السلام برسالة الجمال ليُحدث التوازن في حياة بني اسرائيل، فركّز الإنجيل على جوانب الموعظة و العفو و المسامحة و اللين لإحياء القلوب و تزكية النفوس و إبراز إنسانية الانسان.
أجل، إن الدين لم يأتِ لسحق الانسان و تحويله إلى آلة صماء تنفّذ الأوامر، بل ليجعل منه كائنا مكرّما مزودا بالعقل الواعي و القلب الحي، و هذا ما يتيح له التواصل الصحي مع الناس، بالودّ و المحبة و الأخوة – أخوة العقيدة أولا و لكن أخوة الإنسانية و الجوار و القومية كذلك – بحيث لا مكان للعداوة و الحرب إلا في حال الظلم و الاعتداء على بلاد الاسلام و عقيدته و أتباعه، و هذا التصوّر يجعل المسلمين يكثّرون أصدقاءهم بدل أعدائهم، و يبنون علاقاتهم مع بعضهم على أساس الأخوة الإيمانية، و مع غيرهم على أساس جلب المصالح و درء المفاسد، و في كلّ الحالات يتحركون بالخلق الكريم و الأدب الجمّ و السلوك القويم مع الجميع، لا يعادون إلا من عاداهم، و لا يسارعون إلى مفردات التكفير و التضليل و التنفير و إنما يلزمون جانب الحكمة و يدعون إلى الله و يحاولون كسب الآخرين إلى صفّ الاسلام ليس بمصحف يحملونه بأيديهم أو في جيوبهم و لكن بأخلاق رفيعة تدلّ عليهم.
لقد طرأ على المسلمين كثير من الدخَن ذهب بجمال دينهم و طمس معالم الانسانية فيهم، فنريد أن نصفي أذهاننا من الغبش و نطارد القسوة من قلوبنا لنعلم – وفق تعاليم ديننا الأصيلة - أن لليد الممدودة قوة كبرى، و رب ابتسامة أقوى من السلاح، و أن ما يجمع البشر أكثر مما يفرقهم لأن الذي يحاسبهم عل عقائدهم – صحيحة أو فاسدة – هو الله تعالى يوم القيامة، و أن الاختلاف ليس خطرا داهما إنما هو ثروة هائلة، فمهما كانت الورود أجمل الأزهار إلا أن بستانا من أزهار مختلفة أفضل بلا ريب من بستان من الورد وحده.
ماذا يحدث إذا غيّرنا عاداتنا الفجة التي حوّلناها إلى دين، و أصبحنا ننظر إلى الآخر نظرة محبة، لا نتوجس منه بل نريد له الخير و نتمنى له الهداية، نستمع إليه و نقدّر ما يقول و ندخل النسبية في أحكامنا كبشر ( لأن العصمة و الإطلاق للوحي لا لفهومنا ) ؟ فلعلّ فهمنا خطأ، و لعل أسلوبنا غلط.
كل ما تعلمناه من ديننا من أنواع البرّ و الإحسان جميل، و نرفعه إلى مستوى أجمل و أرقى إذا أضفنا إلى كلّ أفعالنا مسحة إنسانية كلمسة حانية و ابتسامة عريضة و كلمة طيبة، أي أننا إذا أعطينا قطعة من خبزنا نعطي معها قطعة من قلوبنا، نُشعر الآخر أننا نحسّ بفرحه و حزنه، نحبّ له ما نحب لأنفسنا، نحن و إياه في مركب واحد هو مركب الحياة الدنيا، يمكن أن نقطع الرحلة معا، و " لكل وجهة هو موليها "، أليس الرجاء خيرا من التشكيك ؟ أليس صاحب الخطوة الأولى هو الأفضل ؟
مرّت علينا دهور مِلؤها المحن و العداوات و المؤامرات فاصطبغنا بصبغة الحقد و عمّمنا الحكم على الآخرين جميعا، و هذا تجاوز لحدّ العدل، فيما بيننا نحن المؤمنين أليس العفو مقدَّما على الثأر ؟ و حتى مع غيرنا لا يجوز شرعا و لا عقلا أن يكون العداء هو الأصل، فكم في الآخرين من طيبين و منصفين و أصحاب قلوب رحيمة و عطاء من أجل الانسانية، يبحثون و يخترعون و يصنعون و ينشدون العدل و السلم و يدافعون عن المظلومين و يمدّون أيديهم لكلّ مهموم، وسعت قلوبهم الناس كلهم، من أصحاب الديانات المختلفة و الثقافات المتنوعة و الأجناس المتفرقة، و كان ينبغي أن نكون نحن المسلمين السباقين إلى هذه المكارم لأن التديّن الأصيل الصحيح لا يكتمل إلا باندماج الربانية في الانسانية و العكس، فنطرب لسعادة الآخرين و نتقاسم فرحتهم، لأن آصرة الانسانية معتبرة كآصرة العقيدة، ننقد و نقبل النقد و لا نتحصن في بروجنا و لا نتقوقع في حصوننا الفكرية و الشعورية لأن الدنيا لا تبالي بالمنعزلين و المنسحبين، و الأولى من كل هذا أن نعُدّ الآخر أخا قبل كل شيء – ما عدا الظالم المعتدي و المستبدّ المتجبّر – يمكن التعايش معه رغم أشكال الاختلاف و صوره، فقبوله بيننا علامة القوة و الثقة بالنفس و ليس الرفض و الإبعاد و الغضب.
من اعتنق هذه الحقائق و تشبّع معناها خلص إلى أنه يمكن صناعة السلم، الذي ليس حكرا على السياسيين أو العسكريين بل مهمة كلّ واحد منا، يجب أن نضع لبناته و نتفانى في لمساته في كل يوم نستقبله و في كل حركة نقوم بها، أما الذين يؤمنون بالحرب فقط و يقدّسون العداوة و يطوفون حول أنفسهم فلن يصنعوا لنا سوى مزيد من المآسي و الشقاء، هذا ما تعلمتُه من القراءة المتأنية لكتاب الله تعالى و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام و من تجارب المفكرين و المربّين الذين خلصوا إلى أن الحياة السعيدة هي التي تحتضن الاختلاف لتحوّله إلى لوحة رائعة تتآلف ألوانها، تجمع أكثر مما تفرق ... و العاقبة للمتقين.
الرابط :
 
***عميق إمتنانا لطرح الأستاذ كحيل الممتاز فهذه قناعتنا العميقة في موقع نظرات مشرقة، قبل أن نحاكم الآخر لنحاكم و نحاسب أنفسنا و لنلتقي مع الآخر علي ما يجمعنا ...
قراءة 1456 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 03 تموز/يوليو 2018 09:30

أضف تعليق


كود امني
تحديث