قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 28 آذار/مارس 2020 09:54

المنهج الإسلامي في التعامل مع الشائعات

كتبه  الأستاذ عبد الوهاب القرش
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تواجه المجتمعات العالمية عامةً و المجتمعات الإسلامية خاصةً حرباً تعد من أشد الحروب و أقساها التي يشنها الأعداء ضد خصومهم، تتمثل في بث الإشاعات الهادفة إلى النيل من تماسكهم و تشتيت صفوفهم، و بث الفتنة و الفرقة بينهم، و ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، و صار يقال ما يقال و لا رقيب.

لقد وضع القرآن و السنة النبوية منهجًا علميًا ذا قواعد و أسس واضحة لمواجهة الشائعات و منع خطرها عن الأفراد و المجتمعات على النحو الذي تعجز أمامه كل الأطروحات الفكرية و الاجتهادات العقلية النظرية، بل و القوانين الوضعية و المواثيق الأخلاقية و الحقوقية لمحاولة حصار الشائعة أو وأدها قبل أن تشيع بين المجتمع، و تنقسم هذه القواعد إلى قسمين :

الأول : يتمثل في التشريعات و الإجراءات التي تعمل على عدم خلق بيئة مواتية لظهور الشائعات.

و الثاني : يتمثل في اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي يمكنها خنق الشائعات في بداية ظهورها إذا استطاعت الظهور و اخترقت التدبيرات الأولى، و في النهاية فإن كل هذه التشريعات مكملة لبعضها و مدعمة لها.

و تتمثل هذه الإجراءات فيما يلي :

– تحريم الكذب : إذ أن كل محتويات الشائعة أو بعضها على الأقل افتراء و اختلاق، و الله تعالى يقول:{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}(الزمر:3)، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :”كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ وَ أَنْتَ لَهُ بِهِ كَاذِبٌ”(سنن أبي داود :4971).

– تحريم الغيبة، حيث تنطوي الشائعة – و لا شك – على الغيبة التي هي ذكر المرء أخاه بما يكرهه لو بلغه يقول تعالى:{وَ لاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}(الحجرات:12).

– عدم التحدث بالخبر إلا بعد علم ويقين : لأن قوام الشائعة الظن و التخمين، و لا بد للمسلم من التثبت و التأكد من المعلومات و الأخبار التي يتناقلها. يقول تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}(الحجرات:6).

– تحريم نقل و تداول الأخبار الكاذبة بين الجماهير، و ليس مجرد الكذب، بل نشر و نقل الأخبار و المعلومات التي يعرف الشخص أنها مكذوبة.

– كتمان الشائعات و التزام الصمت أمامها بدلا من تناقلها، لأن الكتمان لها يميتها، و يدل على الاستخفاف بشأنها قال تعالى:{وَ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}(النور:16).

– الكف عن نشر الفضائح بأي صورة من الصور، بل إن الستر على المسلم من شيم الإسلام، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ” وَ مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ “(رواه ابن أبي شيبه في المصنف:3672).

– رد الأمور إلى مصادرها الأصيلة، فحين تسري الشائعة بين الناس، و تتضارب المعلومات، و تتوه الحقائق، ينبغي على المسلم أن يرجع للمصادر الأصيلة للحصول على المعلومات الصادقة دون الانسياق وراء هذه الإشاعات.

– مواجهة الشائعات بالمعلومات الصحيحة و الحقائق الثابتة، بدلا من ترك الفرصة أمام مروجي الشائعات لاختلاق الأحداث و تلفيقها، و لي عنق الحقائق.

– ضرورة أن يتحلى المسلم بالحس النقدي لما قد يسمعه، فليس كل ما يسمع يصدق، و الله تعالى أمرنا أن نتبين و نتثبت عند سماعنا للأخبار و المعلومات فقال في آية واضحة كل الوضوح على ذلك{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} و في رواية صحيحة، ” فتثبتوا بدلا من فتبينوا “، و لذلك لما وقعت حادثة الإفك و اتهام السيدة عائشة رضي الله عنها بالفاحشة قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه لامرأته :” يا أم أيوب لو أنك مكان عائشة أكنت فاعلة ؟ قالت : لا و الله ما كنت فاعلة، قال : فوالله عائشة خير منك “(رواه إسحاق بن رهوايه في المسند:3/ 978)، فقد وضع أبو أيوب و زوجته ما سمعوه من شائعات في السياق الصحيح لاستنتاج الأمور و وضعها في ميزان النقد، فلا سيرة و أخلاق عائشة تسوغ لهذه الشـائعة، و لا سيرة و خلق صفوان بن المعطل تسمح له بالتجرؤ على عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم.

– غرس الروح المعنوية العالية : للتحصين ضد الشائعات المغرضة التي تفت في عضد الأمة و هي مسألة في غاية الأهمية، فالحالة المعنوية هي القوة الذاتية الكامنة في داخل الإنسان و التي تدفعه لإنجاز أهدافه، أو تهبط من همته، أو هي العامل الذي يحفز الإنسان إلى إطلاق أقصى طاقاته و قدراته الإبداعية.

– تغليب حسن الظن بالمسلمين : حيث يقول الحق تبارك و تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لاَ تَجَسَّسُوا وَ لاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}(الحجرات:12). أي لا تظنوا بأهل الخير سوءا إن كنتم تعلمون من ظاهر أمرهم الخير، و إذا سمعتم من الشائعات التي تنال من مسلم عرف عنه الخير فغلبوا حسن الظن، و لا تظنوا به إلا الخير، و قد عاتب الله الذين لاكوا بألسنتهم شائعة الإفك فقال{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَ قَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ}(النور:12)، و كان لأبي أيوب الأنصاري و زوجته موقفًا نبيلاً تبين فيه حسن الظن بالسيدة عائشة رضي الله عنها، التي ما علم منها إلا خيرًا كما توصـلاً في استنتاجهما.

الرابط : https://islamonline.net/34016

قراءة 979 مرات آخر تعديل على الخميس, 02 نيسان/أبريل 2020 08:36

أضف تعليق


كود امني
تحديث