قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 28 نيسان/أبريل 2020 07:16

حكم الرضا بقضاء الله و قدره

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحكمة و العلم و الخلق رزق من الله عزّ و جل، و هبات من الله عزّ و جل الوهاب، يحتسب الأجر على الرضا بهذا القضاء و شكره عزّ و جل، يجب على المسلم أن يعلم أنّ الله عليم حكيم، أن يرضى عن الله عزّ و جل الحكيم.

إذا استخرت الله، و دعوت الله، اعلم أنّ الله ييسر لك الخير، و يستجيب دعاءك، إذا صرف الله عنك شيئا فالمصلحة فيما قدّر الله عزّ و جل، إذا حصل المطلوب حمد الله، و إذا لم يحصل حمد الله، لأنه أعلم بمصالح عباده، مما يقوي التوكل الدعاء، و هو ثمرة التوكل.

إذا وجد العلم يسهل الرضا بهذه البلايا و المحن، ينظر المسلم إلى القضاء و القدر بثلاث عيون:

المشهد الأول: الله عليم حكيم، هنا يشهد بهذا المشهد، و الله لا يظلم مثقال ذرة. عندما تتأمل مصيبة وباء كورونا الذي اجتاح العالم بسرعة فائقة و خلّف الموت و الكساد الاقتصادي، ينقل لنا علماء البيئة أنّ توقف النشاطات و التنقلات كان سببا لانكماش ثقب الأوزون، الذي تسبب في اتساع رقعته منذ سنين غطرسة الإنسان و سوء تصرفه مع البيئة، نعم ارتاحت الأرض من سعي الإنسان في افسادها أثناء فترة الحجر الصحي، و ظهر النقاء في الجو، و في الغلاف الجوي المحيط بالأرض‘ فسبحان الله الذي قال:( عسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا).

المشهد الثاني: يتلمس الإنسان من نفسه سبب التقدير بالبلاء، يقول بعض الناس :"عرفت بما أصبت بهذه المصيبة"، و هذا يحصل لأهل العلم و الفضل، و كان بعض السلف يقول :"عرفت بما حرمت قيام الليل بسبب ذنب أصبته"، و قال ابن سرين رحمه الله :" عرفت بما قدّر الله علي الفقر، لأنني قلت لرجل منذ أربعين سنة يا مفلس".

المشهد الثالث: أنه إذا عاقبه الله في الدنيا بمصيبة، فهنا كفّر الله عنه ذنبا أصابه، لا يزال الله يبتلي المؤمن حتى يأتي يوم القيامة و ليس عليه ذنب، لا يمكن أمة تعبد الله، و تصلي في مساجدها أن يخذلها الله تعالى، لكن أراد الله تعالى أن يكفر هذه الذنوب و هي كثيرة، و يدّخر لها حسناتها في و يدخلها في الآخرة الجنة، أراد بهذه الأمة خيرا، هذه الأمة ثلثا أهل الجنة، لا بد من ممحصات، بهذا السبب يكثر أهل الجنة من هذه الأمة، و ربما كان رضا العبد فيما قدّره الله عزّ و جل له من البلاء يجب أن يكون أعظم من تقديره له من العطاء و الخير، لأن هذا المال الذي يمتلكه الإنسان قد يكون عونا له على دينه، و قد يكون له فيه فتنة، لكن هذه المصائب إذا قدّر الله لنا الصبر عليها فهي خير محض، فهذا البلاء هو سبب لتكفير الذنوب، و هذا من لطف الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه و سلم :( عجبا لأمر المِؤمن إنّ أمره كلّه خير، و ليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم.

و كم لله عزّ و جل من لطف في تقديره للإنسان هذه البلايا، قال الله عزّ و جل:( إنّ الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) إذا كمّل العبادة بطر و فخر، كثير من الناس لا يفيق و لا ينيب حتى يبتلى، لطف الله تعالى لا يمكن أن يوصف، و ليس له حد.

إذا الله من العبد العجب، يبتليه بالذنب، و يرفعه مراتب بانكسار القلب، هذا الانكسار لم يكن عنده، و هذا لطف به من الله اللطيف، انظروا إلى لطف الله بكعب بن مالك عندما تخلّف مع أصحابه عن النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك، فهجرهم صلى الله عليه و سلم خمسين ليلة، ثمّ نزلت عليه سورة التوبة، رفعهم الله بها منزلة أعظم من ذي قبل، توبة عظيمة، خير ابن أدم التوابون.

هذه المصائب المقدرة إما ترفعك إلى درجة يريد ربك اللطيف أن تبلغها، و إما بسبب ذنب يريد الله أن يكفّره، تبلغ هذه المنزلة بالمصائب المقدرة، و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم:( أعظم الناس بلاء الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل )، و لا يزال البلاء بالنبي صلى الله عليه و سلم حتى لقي ربه، و ذلك ليبلغه منازل عظيمة لا يبلغها بعمله، هذا من لطف الله تعالى بعباده، إذا رأى ذلك المؤمن رضي عن الله اللطيف، هذه المنزلة على المسلم أن يسعى إليها، منزلة الرضى و هي ليست واجبة و الصبر واجب.

قراءة 885 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 29 نيسان/أبريل 2020 06:08

أضف تعليق


كود امني
تحديث