قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 05 حزيران/يونيو 2021 14:10

تأملات في المحددات القرآنية للتوحيد

كتبه  الدكتورة فريدة صادق زوزو
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن القرآن الكريم باعتباره كتاب هداية قد جعل محوره الأساس التوحيد، الذي هو مسألة مركزية في الاعتقاد، لذا نجد القرآن قد فصل فيه بشكل دقيق وشامل، وأعطاه من العناية ما لم تبلغه أية مسألة أخرى.

ويهدف هذا المقال إلى استخراج أهم المحددات القرآنية للتوحيد. حيث إننا إذا ما قمنا باستقراء -ولو بصيغة غير كاملة- لآيات القرآن الكريم، فإننا نجده يعتبر أن:

أولاً: التوحيد هو ملة إبراهيم - عليه السلام -:

أي الحنيفية الإبراهيمية؛ إذ يقرر القرآن في عدة مواضع أن التوحيد الإسلامي القرآني هو التوحيد الإبراهيمي المؤسس على الاعتقاد الفطري الغريزي في الإنسان. قال - تعالى -: (ما كان إبراهيم يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين) (آل عمران: 67].

قال - تعالى -: (قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون) (المائدة: 111].

ثانيًا: فيما يخص موقفه من الشرك فإنه يعتبره موقفا ارتكاسيًا عن التوحيد بسبب نفسي أو اجتماعي أو غيره.

قال - تعالى -: (وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبرًا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرًا فبشره بعذاب أليم) (لقمان: 7].

وقال أيضا: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله) (الفتح: 26].

وقال: (وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو) (المدثر: 31].

قال - تعالى -: (فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً) (النساء 155].

ثالثا: إن القرآن يوجه خطاب التوحيد إلى الإنسان من حيث هو إنسان دون نظر إلى لونه أو لسانه أو جنسه، إذ يعد الخطاب القرآني خطابًا عالميًا.

قال - تعالى -: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرًا ونذيرًا) (سبأ: 28]، (آلر كتاب أنزلناه لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) (إبراهيم: 1]، (كنت خير أمة أخرجت للناس) (آل عمران: 110]، (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) (البقرة: 185] (قال إني جاعلك للناس إمامًا) [البقرة: 124]، (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) [الأنبياء: 107]،

(ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) [الأعراف: 54]

(ولكن الله ذو فضل على العالمين) [البقرة: 251].

رابعًا: ويعتبره رسالة الأنبياء جميعًا، حيث ما من نبّي إلا ودعا قومه إلى توحيد الله. ابتداء من سيدنا آدم - عليه السلام - ونهاية بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ومن ثمة يتأكد لدينا تصور عام لخط النبوة المتسلسل والمتواصل بين آدم - عليه السلام - والمصطفى - صلى الله عليه وسلم -، هذا الخط المؤكد على وحدانية الله - تعالى - والدعوة إلى عبادة الله الواحد الصمد.

قال رب العزة: (إن الدين عند الله الإسلام) [آل عمران: 19].

قال - تعالى -: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) [الأنعام: 185].

وقال - تبارك وتعالى -: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) [آل عمران: 85].

وقال أيضًا: (وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا) [المائدة: 3].

وقد جاءت بعض الانعطافات في خط النبوة للتأكيد على التسلسل والتتابع النبوي والتواصل مع الخط العام، ثم لتوضح معالم ومرتكزات جديدة في عقيدة الإنسان الموحد حسب ما يستدعيه ويتطلبه تطور العقل البشري، والرقي في منظومته الفكرية التي تتعامل مع أبعاد الزمان والمكان.

فالأنبياء جميعهم بدعوتهم إلى عبادة الله الواحد الفرد، جاءت دعواتهم ترتكز على خطاب فطرة الإنسان وجبلته الطبيعية المؤسسة على نوازع خير وشر، وبالفطرة تترجح دوما نوازع الخير بإرادة العلّي القدير. قال - تعالى -: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه) [الزمر: 22].

ثم بمجيء سيدنا إبراهيم - عليه السلام - أضيف إلى التوحيد الفطري الاستدلال العقلي تماشيًا مع نمو العقل وتساؤلاته حول طبيعة الوجود والواجد. ويؤكد هذا القول السرد القرآني لقصة سيدنا إبراهيم كاملة تامة، والتي تبدأ بتساؤلات وتختتم بالوصول إلى التوحيد بإرادة العلّي القدير. قال - تعالى -: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [البقرة: 132].

ويأتي موسى - عليه السلام - وفي دعوته مجموعة شرائع وأحكام ربانية عملية، ومن بعده عيسى - عليه السلام - المخاطب للإنسان وأخلاقياته وسلوكياته، بتركيزه على المواعظ.

قال - تعالى -: (وإن أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا وأشهد بأننا مسلمون) [المائدة: 111].

وتختتم الرسالة الربانية بمجيء المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، لتكتمل معالم كل توحيد داعٍ إلى عبادة الله الفرد الصمد، وليكون المصدّق لما سبقه، والمهيمن عليها، محيطًا بكل الأبعاد الزمنية والمكانية للبشرية جمعاء إلى أن ينقطع أصل التكليف. قال - تعالى -: (أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا) [المائدة: 3].

خامسًا: ومن جهة أخرى؛ فإن التوحيد في الخطاب القرآني، مسألة تستغرق حياة الإنسان وأخراه، كما تستوعب كل أبعاد شخصيته لتحقيق وحدة التوجه إلى الله - تعالى -، وهو في ذلك أي القرآن- يخاطب كل القوى الإدراكية والشعورية والحسية في الإنسان لتتكاتف على تحقيق التوحيد والعبودية لله - تعالى -. والترقي في مدارج العبودية والصفاء الروحي والنفسي والعقلي. فهو حينًا يخاطب الناحية المادية في الإنسان، وحينًا آخر يخاطب الناحية العقلية، وحينًا آخر يخاطب الناحية الروحية؛ أي أن الخطاب القرآني يخاطب القوى الثلاث المكونة للإنسان؛ ففي تكامل العمل بينها يمكن للإنسان أن يؤدي الوظيفة المنوطة به، وفي اختلال إحدى هذه الجهات الثلاث اختلال في الوظيفة الإنسانية ومن ثم الإعراض عن طريق الله.

ففي الخطاب الروحي جاء قوله - تعالى -: (كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) [آل عمران: 79]، وقال: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) [النحل: 128]، وقال: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) [البقرة: 197].

وفي خطابه للناحية المادية من الإنسان قال - تعالى -: (اليوم أحل لكم الطبيات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم) [المائدة: 5]، وقال الله - سبحانه وتعالى-: (يا أيها الذين آمنوا كلوا مما في الأرض حلالاً طيبًا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) [البقرة: 167]، وقال: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) [الإسراء: 70].

وفي خطابه للناحية العقلية قال - تعالى -: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21].، فإيداع الله - تعالى - في النفوس البشرية هذه العواطف والمشاعر، ما هو إلا تلبية لحاجتهم الفطرية؛ نفسية وعقلية وجسدية، وهنا مجال التدبر والتفكر.

قال - تعالى -: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) [الحج: 46]، وقال الله - تعالى -: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) [ص: 29]، وقال رب العزة: (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون) [الأنبياء: 10].

سادسًا: كما أن القرآن يجعل من مسألة التوحيد مسألة ذات طابع أخلاقي متين من خلال الربط بين جانبي التوحيد في مظهره وجوهره، أي الربط بين الإيمان والعمل الصالح.

قال - تعالى -: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) [البقرة: 25]، وقال تبارك و- تعالى -: (من آمن وعمل بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [البقرة: 62]، وقال رب العزة: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) [البقرة: 82]، وقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) [الانشقاق: 25].

سابعًا: أما إذا جئنا إلى التوازن، فإن التوحيد في الاستعمال القرآني قائم على التوسط في كل شيء والاعتدال فيه بلا إفراط مضل ولا تفريط مخل، وهو توحيد متوجه إلى تحقيق كل أبعاده من خلال توحيد العبودية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. وقد اتفق أن قوام الصفات الفاضلة هو الاعتدال، أي التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط باتباع الهوى في قوله - تعالى -: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)، والإفراط في قوله - تعالى -: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم)، وهو منبع الكمالات عند الله - تعالى -، وإلا لما وصف به الأمة الإسلامية، قال - تعالى -: (وكذلك جعلناكم أمة وسطًا).

والاعتدال والتوسط الداعين إلى السماحة في الشريعة، أوجب أن تكون الشريعة دين الفطرة لتنفذ بين النفوس بسهولة ويسر، وهذه دعوة التوحيد الخالص المخاطب لفطرة الإنسان.

قال - تعالى -: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا) [الإسراء: 29]، (ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً) [الإسراء: 110]، (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) [الفرقان: 67]، (وكذلك جعلناكم أمة وسط لتكونوا شهداء على الناس) [البقرة: 143].

ثامنًا وأخيرًا: الإقرار بحرية التدين.

الحق إن الإسلام في إقراره لحرية التدين بقوله - تعالى -: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) [البقرة: 256] أرسى قاعدة حرية التدين؛ لأن العقيدة لا تكون عقيدة حتى تصدر عن اعتقاد، والإيمان لا يكون إيمانًا حتى ينبع من القلب والضمير عن رضا خالص، وطمأنينة صادقة، قال - تعالى -: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) [يونس: 99].

فهذا الإقرار لحرية الاعتقاد يلقي على الناس تبعة اختياره ويحمّله مسؤولية حريته، ولذلك يؤكد القرآن على الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن مهمته هي التبليغ لا الإكراه. قال - تعالى -:(فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد) [آل عمران: 20]، وقال أيضًا: (فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) [المائدة: 92].

الرابط :http://zadalddaeia.com/mat/8813.html

قراءة 630 مرات
المزيد في هذه الفئة : « واجب المرحلة "مريم" »

أضف تعليق


كود امني
تحديث