قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 19 حزيران/يونيو 2018 18:33

"إني جاعل في الأرض خليفة"

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(1 تصويت)

خطاب و إبلاغ من الله جل و علا إلى ملائكته الكرام، أنه سيجعل الأرض مستقرا لخليفة يقوم على إعمارها، و استخراج كنوزها و ملئها حياة و عبادة، و لأنه سبحانه أعلم بخلقه و قدراتهم و ضعفهم، و قلة إحاطتهم بالكون و أموره و أسراره، إقتضت حكمته أن يعلم آدم عليه السلام أسرار الأشياء و أسماءها، و أن لا يتركه لإجتهاده القاصر عن معرفة كنه الأشياء، [و علم آدم الأسماء كلها] لكي لا يترك لنا حجة أن نقول لا ندري، و لا نستطيع، و لا نريد، إنها الأمانة الثقيلة و الحمل الملزم و العمارة الواجبة، و لا خيار آخر للإنسان الذي كلف بالإستخلاف، و أؤتمن على المنهج الإعماري و رسمت له سبل القيام بالمسؤولية الجسيمة، و سميت له أدواتها، و خريطةالسلامة من أخطارها، و مواطن الإبداع و الإعمار فيها، و سخرت له كل مناحي الإنتاج و الإستخدام و الاستفادة من كنوز الأرض،  و فضاءات العطاء، و مكنونات الأرزاق المبثوثة في البر و البحر و الفضاء.


فالإنسان إذن خليفة الله في أرضه، و هذه الخلافة العبادية هي الهدف من خلقه و إيجاده من العدم، و هي الرسالة الإنسانية المتوارثة جيلا بعد جيل، أن تكون العبادة لله وحده، و أن تسير مسارات الحياة  و الإعمار وفق إرشاده و هديه سبحانه،  دون خروج عن حقائق هذا الوجود، و دون إخلال بمباديء وحدانية الخالق و تفرده بالقدرة و العبادة.

و لأن الخليفة مؤتمن على ما أستخلف عليه، فإنه بلا شك سيسأل عن كل ما أنجزه و أبدعه و أداه أو قصر في أداءه و إذا ما أخل بشروط الخلافة التي أوكلت إليه، و لكي لا يظن هذا المستخلف أنه مخير في أداء مهامه الإستخلافية، ظلت الرسالات السماوية تكلفه و تذكره بما أنيط به، و ما حمله من أمانة الإعمار العادل و الإستخراج الرشيد لماهو مسخر له وفق شرائع الله.


و إمتد زمن الإستخلاف قرونا تتلوها قرون، منها من رشد سبيله و صح مساره و ازدهر عمرانه و صلح معتقده و عمله، و منها من طغى و بغى و ضل و أضل و ظلم و أفسد، و في كلا الحالين كانت سنة الله في الخلق و الكون تجري على المصلح و المفسد معا، بحسب  العمل و الأداء...


و لقد من الله علينا برسول هو خاتم النبيين و سيد المصلحين صلى الله عليه و سلم، فأجلى و أوضح و بين و علم و هدى و شرَع لأمته، ما جعلها أكثرالأمم إستقامة على امر الله، و أحرصها على أداء مهام الإستخلاف الرباني، حتى و إن تعثرت مسيرتها حينا بعد حين، تبقى هي الأمة الشاهدة على أداء غيرها من الأمم، و الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر، القائمة على نصرة التوحيد و الدعوة إليه، إلى إن يرث الله الأرض و من عليها.


لقد أراد الله تعالى  بحكمته التي لاندركها كلها، أن تكون الأرض مستقر و مستودع و متاع للبشر، و موطن البحث عن الرزق،  و مجال التعامل و المخالطة بين الناس، 
و آفاق التأثر و التأثير الإنساني، ضمن منظومة قوانين و توجيهات ربانية، وضعت لمساعدة البشرية على القيام بمهام الخلافة، في صورة صحيحة عادلة مبدعة و راشدة، و عليه فإن إالإنسان مكلف بأداء المهمة، دون خيار، و لا مجال للرفض و النكوص عن غمار معركة البناء و التقويم، و الصلاح و الإصلاح، و ذلك واضح كل و الوضوح من خلال كتاب الله و سنة نبيه، و هو أكيد الوضوح أيضا في الشرائع و الرسالات السابقة لنا، إلا أن ما بقي من عمر هذه الخلافة العمرانية كلفت به أمة محمد صلى الله عليه و سلم أن تقوم على امر الله، و أن تتولى أمر نشر الدين الذي ختم الله به الرسالات، و أن ترفع به الإصر و الأغلال التي قيدت أعناق الإنسانية، و أرهقت كاهلها، و أشقت البشرية،  ضمن منظومة نفعية إلحادية رافضة لقيم الاستخلاف الرحيمة.

فما دمت مستخلفا أيها المسلم و الخطاب لك لأنك تؤمن بكتاب ربك و تتخذ من آياته مؤشرا و دليلا في مسيرتك الحياتية، فإنه لمن أول واجباتك تجاه من استخلفك جل شأنه، أن تسير في أرضه و ملكه وخ لقه و نعمه، حسب أمره و نهيه دون تذمر أو حرج في صدرك، لكونك وفق قانون الاستخلاف الذي تؤمن به، قد أقامك ربك سبحانه، حارسا و قيّما و مقيما لقيم الحق و العدالة، و الرحمة و الإكرام للإنسان، كإنسان مكرم على سائر المخلوقات، بغض النظر عن توافقك و إختلافك معه في العقيدة و الجنس و اللون، و لأن ربك سبحانه  قد كرمك و رفعك على سائر مخلوقاته، فعليك أن توقره  و ترجوه أن يجعلك هاديا مهديا، و أن تتخذ منه سبحانه مرشدا و وليا و رقيبا، و أن يكون حسبك و وكيلك في مسيرتك و عملك، عسى أن لا تكون بدعاء ربك شقيا،..

إن موضوع الخلافة الربانية للإنسان ثابت في عقيدتنا، و لا مجال لدينا و لا مفر من القيام به، على أكمل وجه و أتم صور، بحسب قدراتنا البشرية الضعيفة، و بحسب مقدرتنا على إلزام نفوسنا الأمارة بالسوء، لزوم أمر ربها و اتباع هديه، و إنه لمن  المحسوم أننا لم نخلق إلا لعبادة الله جل وعلا، و أنه سبحانه غني عنا  و نحن الفقراء إليه،  و أننا بعبادته ننجو و بكفرانه نهلك، و إنه لمن الحماقة أن نبحث عن سبيل للنجاة سوى الطاعة المطلقة له سبحانه، و القيام بأمر خلافته الشريف المشرّف على أكمل وجه و أجمل صورة، و أعدل مسلك و منهج، و لنذكر بكل إمتنان و شكر و إجلال أن ربنا جل شأنه قد كرمنا على سائر خلقه  و أعتبرنا أهلا لخلافته في أرضه، و أعلم ملائكته بذلك {و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } فهل أحسنا  الأداء و حملنا الأمانة بحقها و وعينا قانونها و متطلباتها و منهجها، و حرصنا على أن نكون أهلا للكرامة التي وهبت لنا، و للإستخلاف الذي أنيط بنا،كي لا نستبدل بمن هم خير منا، فيحل بنا عذاب المستبدلين، من عاد و إرم و تبّع و قوم فرعون و غيرهم ، من خانوا العهد و أضاعوا الأمانة، و تنكبوا جادة، الصواب، فظلموا و فسقوا و عصوا  و تألهوا ، فجرت عليهم سنة الله في الظالمين، {و جعلنا  خلائف من بعدهم لينظر كيف نعمل، {ثم جعلناكم خلائف من بعدهم لننظر كيف تعملون}.
 

اللهم استعملنا و لا تستبدلنا و أهدنا سواء السبيل.



قراءة 2287 مرات آخر تعديل على الخميس, 28 حزيران/يونيو 2018 09:46

أضف تعليق


كود امني
تحديث