قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 16 نيسان/أبريل 2023 07:48

البرمجة الروحية وأجواء رمضان

كتبه  الأستاذ أشرف محمد الأمين
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من منا لا يريد أن تنتظم حياته الروحية؟ من منا لا يريد أن يكون لقلبه وجبات أثناء اليوم يتغذى بها كما يتغذى جسمه بوجبات الطعام؟ هل يوجد بيننا من لم يحلم بسكينة قلبية و علاقة قوية مع الله؟ كم من مرة انطلقنا في ترتيب حياتنا الروحية فأخفقنا فيها بعد حين؟

في الحقيقة كلنا ذلك الإنسان. كلنا نريد ذلك، لكننا نفشل في التنفيذ و الثبات على خط معين، و من ثم فرمضان فرصة ذهبية لتنظيم حياتنا الروحية و اكتساب سلوكيات تبقى معنا و تكون رفيق دربنا بعد رمضان كذلك.

ضياء التهجد

أول تلك السلوكيات المواظبة على الصلوات؛ ففي معمعة الحياة اليومية و سرعتها قد تفوتنا بعض الصلوات بقصد أو بغير قصد، لكن لأجواء رمضان سحر غريب يغمر الناس جميعًا، فنجد أنفسنا نسير مع الركب نحرص على ألا تفوتنا صلاة واحدة. ثم إننا قد نتخلى –في الأيام العادية- عن النوافل في الصلوات فنحرم أنفسنا من ثوابها، لكن رمضان يذكرنا بأهمية السنن و يدربنا على كثرة الركوع و السجود. فها هي صلاة التراويح أو صلاة القيام كما يسميها بعض العلماء فرصة ذهبية لكي نعوّد أبداننا على كثرة السجود.

من منا يواظب على صلاة التهجد طوال العام؟ بصراحة قليل منا من يُحيي ظلمة الليل بصلاة التهجد مع أنها ستكون ضياء المؤمن في ظلمة قبره كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، فليالي رمضان تفتح لنا الباب على مصراعيه لكي نخوض تجربة التهجد، إذ إن الغالبية من الناس لا ينامون في رمضان حتى وقت السحور، و من ينام منهم يصحو لكي يتناول بعض اللقيمات استعدادًا لصيام اليوم التالي. فما المانع من إطعام الروح بعض الركعات من صلاة التهجد حتى تزداد رقة و شفافية و قربًا من بارئها.

تصوروا أنكم صليتم التهجد طيلة ليالي رمضان، ألن تكون النتيجة مذهلة؟ بالتأكيد، فإن الجسم سيتعود على الصحو في الليل و الوقوف بين يدي الله تعالى. لذا ينبغي ألا تفوت على الصائمين هذه التجربة وهذه الفرصة للتدرب على قيام الليل، فمن أحيا ليله فقد أنار نهاره كله.

التفنن في الدعاء

من السلوكيات التي يمكن اكتسابها في رمضان كثرة الدعاء و مناجاة الخالق عز و جل، لأن الإنسان العادي قلما يدعو الله وسط ضوضاء الحياة و زحمتها، فالحياة تجرفه في تيارها السريع فتنسيه نفسه و تنسيه ربه، في حين أن الدعاء شفاء للروح و التقاط للأنفاس و تخفيف للأعباء و لقاء مع الخليل سبحانه و تعالى. رمضان يتيح لنا فرصة ذهبية لكي نعوّد أنفسنا على مناجاة الله تعالى في مواقف مختلفة، و من ثم فهو فرصة لكي نثري من عبارات الدعاء و نتفنن في الأوراد و الأذكار و التسابيح.

و لا ننس كذلك أن رمضان يمنحنا فرصة للمواظبة على صلاة الجماعة، في حين أننا في الأيام العادية قد لا نجد فرصة لصلاة الجماعة على الدوام، فها هي صلاة المغرب تقام جماعة على الأكثر في رمضان، و ها هي 

صلاة العشاء و التراويح تقام في المساجد وسط روح جماعية لا مثيل لها. أي نعمة هذه! أي منحة عظيمة هذه التي تعيد الوصل بين العبد و بين صلاة الجماعة، كما تعيد الوصل بين العبد و بين المسجد و بين إخوانه في الإيمان و العقيدة.

التفاعل مع القرآن

من السلوكيات التي يثبتها رمضان في قلوبنا التفاعل المستمر مع القرآن المجيد؛ من منا يواظب على قراءة القرآن بشكل منتظم خارج رمضان؟ أعتقد أن العدد لن يكون كثيرًا، و أرجو ألا أكون سيء الظن. لكن عندما يحل رمضان في ديارنا نشعر و كأن القرآن بدأ يتنزل من جديد حيث تقام موائد القرآن في كل مكان، و ينطلق الجميع في سباق محموم لختم القرآن و المشاركة في دروس فهم معانيه. رمضان فرصة لا تقدر بثمن لكي نعيد صلتنا بالقرآن و نصحح علاقتنا به و نتخذه رفيقًا ينير لنا درب الحياة في سائر أيام العام.

كل هذه السلوكيات، البدنية منها و الروحية، قابلة للاكتساب و التطبع في رمضان، و لكن إذا أردنا ذلك، و ألححنا في الطلب، أجل، إذا أدركنا رمضان بهذا الوعي، إذا سلّمنا أنفسنا لبرنامج رمضان طوال شهر كامل مع حرص تام على المواظبة و التزام كامل بما يطلبه منا.

إذا فعلنا ذلك فسنخرج من رمضان بغير الحال التي دخلناها، سنخرج أفرادًا آخرين. سنخرج و قد اكتسبنا عادات و سلوكيات يستحيل اكتسابها في وقت آخر، و سنبلغ العيد فائزين، نعم، فائزين بغفران من الله و عتق من النار، و فائزين بعادات تثبّت أقدامنا على الصراط المستقيم على امتداد العام.

الرابط : https://hiragate.com/20792/

قراءة 340 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 19 نيسان/أبريل 2023 10:03

أضف تعليق


كود امني
تحديث