قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2015 14:52

المرأة والموضة 1/3

كتبه  د . عبد الرحمن بن عايد العايد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أولاً: معنى الموضة :

الموضة و ينطقها البعض المودة، كلمة أجنبية تعني على الطراز الحديث، أو على آخر زي.

ثانياً: مجالات الموضة:

1- اللباس :

إن الحديث عن اللباس يطول، فهو من أعظم فتن النساء في هذا الزمان، فقد تفنن أهل الشر و أباطرة الفساد في إظهار الأزياء الفاتنة، من خلال الصور و المجلات المتخصصة في ذلك، حتى أنها توزع مجاناً في المحلات التجارية، من أجل الإسراع في ترويج الموضات، و اللباس خاصة تكثر تقسيماته و موضاته حسب الزمان أو المكان، أو البيئة أو طبيعة البشر، أو شكل الجسم، فمثلاً هناك موضات الخريف و الربيع و غيرها، و ثوب الشتاء يختلف عن الصيف، و اللون أيضاً يتابع فيه فصول السنة لتحديده، و ما يكون في الصباح لا يصلح للظهيرة، و لا يجوز لباسه ليلاً، و هكذا تتكرر نفس الأساليب في العام القادم، من أجل   إشغال المرأة عن مهمتها الرئيسية، في رعاية الزوج و الأولاد، و تربية الأسرة.

و أصحاب المحلات لهم أسلوبهم في ترويج بضائعهم، و ذلك من خلال الضحك على عقول النساء، فعند شراء فستان أو قطعة قماش يقول:ـ هذه أحضرتها من المحل العالمي الفلاني، و هذا موديل ملكات الجمال، أو لا يوجد مثل هذه القطعة أبداً إلا هذه، و غير ذلك من الألفاظ الساحرة التي تستنزف الأموال.

و تجد الموضة في هذه التفصيلات و الأشكال، تجدد من حيث أنها قديمة، و لكن نزلت بأنها الموضة بعد طول العهد، كما تقول إحداهن: "ثياب جدتي أصبحت موضة "، و يقول أحد المختصين في هذه الموديلات : البنطلون الضيق الذي كان عام 1968م قد كان يشكّل موضة في ذلك الوقت، ثم تطورت موديلات البنطلون، فظهر البنطلون الشارلستون الواسع، و الكلوش، و فجأة عاد البنطلون الضيق الذي كان عام 1968م ليصبح على قمة الموضة عام 1979 ـ 1980م.

و في مجتمعاتنا خاصة نجد أن بعض الملابس خرجت عن مقصد الحشمة، إلى التفسخ و الانحلال، و جذب أنظار الشباب و الرجال، فتجد من تحت العباءة البنطلون و الثوب الضيق، و الفتوح من الأمام و الخلف و الجانب، و الحاسرة عن عنقها، و نسمع مؤخراً عن الملابس العلاّقة، التي تكون بلا أكمام، و كذلك انتشار البلوزات و الملابس التي عليها صور للفانيين و الممثلين، و المشاهير من حثالة العالم و غيرها كثير، و كل هذا من تحت العباءة التي أصبحت شكلاً فقط، فمرة تدفعها و أخرى تفتحها، و ثالثة تضعها على الكتف، و بذلك تبرز المفاتن الداخلية للمرأة، التي نسأل الله العافية!! ينطبق عليها قول النبي- صلي الله عليه و سلم-: ( كاسية عارية)، و عند الحديث عن اللبس نتكلم عن العباءة، التي على الرغم أنه يفترض أنها اللباس الساتر للمرأة ، إلا أنها لم تنفك عن تتبع الموضة، و إظهار الإبداع في تزيين المرأة خارجياً، فأصبحت هناك عباءة فرنسية، و أخرى عمانية، و عباءة مزركشة، و مطرزه بألوان و أشكال أو شفافة، تلبس على الكتف أحياناً، أو تفتح أحياناً، أو ترفع أحياناً أخرى، موضات يراد منها الابتعاد عن الحجاب الشرعي خطوة خطوة .

أما النقاب فحدث و لا حرج، تظهر العيون و تجمل بالكحل و نحوه، و يظهر معه بعض الخدين و الحاجبين، أصبح مجالاً للفتنة، و إغراء الرجال، و عجباً كل العجب ممن يسمح لامرأته بلبس هذا النقاب، أو يسمح لقريبته بذلك، أسألكم بالله لو أن هذا الرجل قال له رجل في الشارع اسمح لي انظر إلى عيون أختك فقط، عيونها لغضب أشد الغضب و ربما تقاتلا، سبحان الله!! تغضب من شخص واحد و لا تغضب أن يراها مئات الأشخاص، و من المعلوم أن العلماء ذكروا حرمة هذا النقاب، و ما دمنا في مجال اللباس دعونا نعرج على محلات الخياطة النسائية.

و هذه تنقسم إلى قسمين :

إما محلات خياطة مفتوحة، يعمل فيها رجال، أو تكون مشاغل نسائية لا يسمح بدخول الرجال إليها، لأنه يعمل فيها النساء.

فبالنسبة للقسم الأول: أعني التي يعمل فيها رجال، هذه لاشك لها سلبيات كثيرة منها على سبيل الاختصار:

1ـ الإسراف المالي: حيث أنها تستنزف أموال الناس، عن طريق الخياطة بمبالغ طائلة.

2ـ إحضارها لمحلات الأزياء: و عرضها على النساء (الزبائن)، مع ما في هذه المحلات من مفاسد لا تخفى عليكم.

3ـ طريقة كلام المرأة مع الخياط: و إبرازها لشيء من جسدها له، بحجة أنه من العمالة الوافدة، و ربما كان سيئ الخلق، فألان معها الكلام، و ربما تجرأ على ما هو أكثر من ذلك.

4ـ إضاعة الوقت على المرأة: لأنها تجلس عنده مدة طويلة تشرح له الموديل.

5ـ فيه إضاعة لوقت ولي المرأة: الذي جاء معها إن كان جاء معها ولي.

6ـ فيه إضاعة لوقت المرأة التي تنتظر الدور: لتعطي هذا الخياط ملابسها.

و الذي أقترحه على الأخوات ما يلي :

1ـ أن تتولى خياطة ملابسها بنفسها، أو تعطيها لزميلة لها لتقوم بالمهمة.

2ـ إن كان و لابد من الخياط فارسمي الموديل، و اشرحيه لوليك، ثم هو يذهب إلى الخياط و يتفاهم معه على كل ما تريدين.

أما بالنسبة للمشاغل النسائية: ففيها مفاسد أيضا، منها على سبيل الاختصار:

1ـ بعض هذه المشاغل تتولى الخياطة فيها كافرات.

2ـ لا تقتصر بعض المشاغل على الخياطة فقط، بل تقوم بأعمال أخرى كقص الشعر  و التجميل و نحوهما، في هذين من المفاسد ما لا يخفى، فقصّات غربية محرمة، و نمص و إزالة شعر العانة، و الاطلاع على العورات و نحو ذلك.

3ـ ربما كان في بعض هذه المشاغل مكاناً لخلع الملابس القديمة، لتجربة الجديدة، و هذا معلوم حكمه من قوله- صلى الله عليه و سلم-:   ( أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها و بين الله عز و جل).

4ـ ربما كان في بعض هذه المشاغل آلات تصوير خفية و غيرها من المفاسد، و لذا إن ذهبت المرأة إليهن فعليها أن لا تنزع حجابها و تعد نفسها، و كأنها أمام رجال، بالإضافة إلى أنها ينبغي أن تختصر الكلام معهن، و تقتصر على موضوع الملابس فقط، و لا تتكلم في موضوعات أخرى، كما عليها أن تأتي بالمقاس معها، و لا تجعل هذه المرأة تلمس جسدها لأخذ المقاس.

2-الشَّـعر:

و هو مكمن الجمال الحقيقي للمرأة، و لم يزل المرجفون و صايغي الجمال الموهوم، يحاولون بشتى الطرق إظهار شعر المرأة من تحت خمارها، فخرجت للنساء موضات و قصّات، و تسريحات بأسماء متعددة، و أشكال مضحكة ليضحكوا على عقل المرأة، و يقضوا على ما بقي من حيائها، و هذه المسكينة تجرى وراء كل جديد، و تتبع محلات التسريحات و آخر الموضات من القصات، أو كيف كان شعر الممثلة الفلانية، و تسريحة المطربة الفلانية، فتقوم بتقليدها حتى و هي تعلم أنها كافرة، أو تأخذ من الإسلام اسمه فقط.

فالتسريحات تملأ محلات " كوافير" أشكالاً و ألواناً، فهذه قصة الأسد و تلك قصة الفنانة، و المطربة الفلانية، و الآن نسمع قصة الستينات و تسريحة الشلال، و هكذا من الأسماء المنمقة، استدراك [ظاهرة إخراج الشعر الطويل خارج العباءة] .

و لتعلم المرأة أنه لا يجوز لها قص شعرها إلا بشروط ذكرها العلماء و هي :

1ـ ألا تقصره إلى حد يشبه فيه شعر الرجل.

2ـ ألا يكون فيه تشبه بنساء الكفار و الفساق.

3ـ أن يكون بإذن الزوج و رضاه.

و مع ذلك تجد من النادر أن تحقق المرأة هذه الشروط، فأغلب الذاهبات إلى صالون التجميل، و محلات الكوافير، هن ممن يتتبعن الموضة بحذافيرها.

و مما يدخل في مجال الشعر استخدامها " الباروكة"، التي يتخذها بعض النساء، و تقصد بها الزينة و التجميل، و لا تعرف أنه من الوصل المحرم، يقول الشيخ صالح الفوزان ": و من الوصل المحرم لبس الباروكة، و المعرفة في هذا الزمان لقول النبي- صلي الله عليه و سلم- : ( ما من امرأة تجعل في رأسها شعراً من شعر غيرها إلا كان زوراً ) .. و الباروكة شعر صناعي يشبه شعر الرأس و في لبسها تزوير.    

و قد قال الشيخ محمد بن عثيمين: أنها محرمة، و أنها من الوصل، ثم قال: " لكن إن لم يكن على رأس المرأة شعر أصلاً، كأن تكون قرعاء، فلا حرج من استعمال الباروكة، لتستر هذا العيب ".

و من مجالات الموضة الشعر، اتخاذ الصبغات الملونة، و المختلفة له، و التي تتخذها غالباً المرأة دون حاجة، و في هذا يقول الشيخ صالح الفوزان: " أما صبغ المرأة شعر رأسها، فإن كان شيباً فإنها تصبغه بغير السواد، لعموم نهيه- صلي الله عليه و سلم- عن الصبغ بالسواد.

و أما صبغ المرأة لشعر رأسها الأسود، ليتحول إلى لون آخر، فالذي أرى أن هذا لا يجوز، لأنه لا داعي إليه، لأن السواد بالنسبة للشعر جمال، و ليس تشويهاً يحتاج إلى تغيير، و لأن في ذلك تشبهاً بالكافرات ".

و أما نتف الحواجب " النمص"، فحدث و لا حرج، فقد كثر بشكل ملحوظ، في أواسط النساء، فتجد الواحدة منهن تنتف جميع الحاجب، و تستعيض بدلاً عن ذلك برسم القلم مكانه، فتجدها كل يوم بشكل الحاجب، يقول الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- : " لا يجوز أخذ شعر الحاجبين، و لا التخفيف منهما، لما ثبت عن النبي- صلي الله عليه و سلم- أنه لعن النامصة و المتنمصة، و قد بين أهل العلم أن أخذ شعر الحاجبين من النص"، و النامصة: هي التي تزيل شعر حواجبها، و المتنمصة: هي التي تطلب ذلك من غيرها.

و تذكر أخيراً ما يتعلق بالرموش الصناعية للعين، و ما يفعله بعض النساء من اتخاذها للزينة المحرمة، التي تجعل المرأة تبدو بغير صورتها الحقيقية، و أيضاً إغراء الرجال من خلف النقاب، الذي يظهر العينين بوضوح، أضف إلى ذلك الطريقة الساحرة و الماكرة، للرمش بهذه الرموش الصناعية.

و لكل ما ذكرنا سابقاً من الصبغات و النمص، و اتخاذ الرموش الصناعية أضرار صحية خطيرة، نذكرها لاحقاً.

3-العدسات اللاّصقة:

و هي إحدى المظاهر الخّداعة، التي أنتجتها لنا الموضة مؤخراً، فتجد المرأة تخرج، و قد لبست العدسات الملونة، التي تتماشى مع لون فستانها، أو حذاءها، و تبرز ذلك من خلف النقاب، أو عند معارفها و صديقاتها، و قد ظهر مؤخراً عدسات لاصقة تحمل في داخلها صوراً، و لا نعلم ماذا سيأتي بعد ؟

فمثل هذه العدسات التي اتخذت لغير حاجة طبية، و ضرورية، فيها خداع و غش، و تغيير لخلق لله ـ عز و جل ـ، و تبعية للشيطان، قال تعالى على لسان إبليس: (وَ لآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ ) (النساء:119) . و أضف إلى ذلك القيمة الباهظة الثمن، التي تصل إليها هذه العدسات دون حاجة، و إنما فيها إسراف و تبذير، قال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) (الإسراء:27) .

4 - الكعب العالي و الحذاء:

لم يعد خافياً ما يسببه الكعب العالي من مضار صحيةـ كما سيأتي ـ، و أخطار متنوعة، و هذه الزينةـ أقصد الكعب العالي ـ ليست وليدة هذا العصر، فقد روى الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم ـ قال: ( كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي بين امرأتين طويلتين ، فأخذت رجلين من خشب، و خاتماً من ذهب، مغلفاً بطين، ثم حشته مسكاً و هو أطيب الطيب، فمرت بين المرأتين، فلم يعرفونها، فقالت بيدها هكذا…) و في رواية عند غير مسلم :( فكانت إذا مرت بالمجلس حركته تنفخ ريحه) .

و روى عروة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( كن نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلاً من خشب، يتشرفن للرجال في المسجد، فحرم الله عليهن المساجد، و سلطت عليهن الحيضة ). أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح ، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله.

و اتخاذ مثل هذه يشبه في عصرنا الكعب العالي، و في ذلك تشبه بالهالكين من الأمم السابقة، من اليهود و النصارى و غيرهم ، و نهي آخر من التشبه أيضاً بمن هم من الكفرة، و إن كانوا معاصرين.

و عند سؤال اللجنة الدائمة للإفتاء عن الكعب العالي، كان جوابها :" لبس الكعب العالي لا يجوز، لأنه يعرض المرأة للسقوط، و الإنسان مأمور شرعاً بتجنب الأخطار، كما أنه يظهر قامة المرأة، و عجيزتها بأكثر مما هي عليه، و في هذا تدليس و إبداء لبعض الزينة، التي نهيت عن إبدائها المرأة المؤمنة بقوله تعالى: ( وَ لَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَ لَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (النور:31) .

و مع ذلك فإنك تلاحظ المرأة في السوق و الأماكن العامة، تشنف آذان الرجال بصوت الكعب، و هو يضرب على الأرض، و كأنها تقول بلسان حال رجلها: أنظروا إليّ و إلى حسن قوامي، و نجد هذا الكعب يختلف في حجمه، فمنه صغير الحجم الذي تكاد تسقط منه المرأة، و يتدرج في كبره، حتى نجده الآن قد وصل إلى حجم كبير، أو ما يطلق عليه باسم" الدبابة " و شكل الحذاء من الخارج أشكاله لا تنتهي، حتى وصل الحال الآن ببعض الأحذية التي تشبه حذاء الرجل، و كذلك تعدد الأشكال حسب الفصول و الأجواء، و أيضا حسب المناسبة، فما كان للمدرسة لا يصلح للسوق، و ثالث للسهرات، لا يكون للحفلات العارضة، و حذاء للمطبخ، و آخر للحمام.

و بين عشية و ضحاها، نجد المرأة المسرفة تستبدل الأول بما يوافق الموضة الحالية، التي أصبحت بالنسبة لها قديمة، و الله أعلم أين سيكون مصير الأحذية السابقة، التي لم تلبس سوى مرة واحدة، فهي جديدة أو شبه جديدة على أقل الأحوال!!!

5-الرشاقة و مراكز التخفيف:

أصبح "الرجيم" و الرشاقة همّ كثير من النساء، فأوراق الحمية تنتشر بين النساء، و الأكلات المناسبة للرشاقة ، و هكذا من التوصيات التي تجد الجميع يدلي بدلوه فيها.

أما الرشاقة وحبها، فهي صفة مدح لدى النساء ، و كل ذلك من أجل تقليد عارضات الأزياء في حسن القد و القوام، أو بعض الفنانات، فتجد بعض النساء تقلل من الرضاعة الطبيعية لولدها خوفاً من تدلي ثدييها، و أخرى تقلل الحمل خوفاً من ترهلات البطن و غيرها.

و مراكز التخفيف استخفاف بعقل المرأة ، و هو من مخلفات الموضة و إفرازات التغريب، لإخراج المرأة من بيتها، فلا تخلو هذه المراكز من عدة أمور لا تجوز شرعاً، و لا تقبلها امرأة في وجهها ماء الحياء، فنجد فيها التعري أو شبهه، و اللباس الفاضح أو الضيق أو الشفاف، و كذلك الموسيقى التي تتناسب الحركات فيها مع الإيقاع، و ضياع الوقت الذي يدوم طويلاً من أجل ظهور النتيجة بصورة جيدة، أو كل ذلك على حساب الأسرة و الزوج و الأولاد، و الاختلاط بقرينات السوء اللاتي غالباً لا يدخل هذه المراكز إلا مثلهن.

و لا أقصد من الكلام السابق تحريم الرياضة على النساء، و إنما أقصد ممارسة الرياضة المناسبة في المكان المناسب، في الوقت المناسب، و لنا في رسول الله- صلي الله عليه و سلم ـ أسوة حسنة، فقد صح عنه أنه سابق أمّـنا عائشة- رضي الله عنها- فسبقها مرة، و سبقت مرة، و كان ذلك بعيداً عن أعين الناس، و في هذا العصر بإمكان المرأة أن تمارس الرياضة في بيتها، بل في غرفة نومها، بما جد من الوسائل الحديثة المخصصة لذلك، و كذلك الاستغناء عن الخادمة و القيام بخدمة البيت بنفسها، بدلاُ من التعود على العجز و الكسل.

6- الحركات و الألفاظ:      

و هي المعيار عند من يتابع الموضة، فلا تخرج لفظة أو حركة من فنان أو فنانة، إلاّ و تجد المسارعة إلى تنفيذها من الغد عند الصديقات، لكي تواكب السرعة في متابعة الموضة، و أن لها قدم السبق في ذلك التقليد، فيتم الاستمرار على ذلك حتى خروج شئ جديد.

و هذا الأمر لم يفت أدعياء الشر من أصحاب القنوات، و المجلات، فهم يتابعون أهل الفن في كل تصرفاتهم و ألفاظهم، و آخر أخبارهم الفنية، فبعض الفتيات تغير النطق ببعض الحروف، كالراء و الجيم تغيرها لتظهر أنها متبعة للموضة .

و كذلك تجد في بعض مجتمعات الفتيات في المدارس و الجامعات، ظاهرة التشدق في الألفاظ، و التميّع فيها، و التكسير في إخراجها، فلا تخرج الكلمة إلا من بطنها، و لو كان لقصد الحرص على اللسان، و عدم إخراج الكلمات إلا بحذر و تقدير، لكان هذا أمراً جيداً، و لكن يتضح من المقال ما يغني عن الحال.

و الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول :ـ ( أحبكم إلى و أقربكم مني محاسنكم أخلاقاً، و إن أبغضكم إليّ و أبعدكم مساويكم أخلاقاً الثرثارون المتشدقون المتفيهقون ) رواه أحمد.

و المتشدق: هو الذي يتطاول على الناس في الكلام. و المتفيهقون: هم المتكبرون.

أما الحركات: فهي كثيرة، و أبرزها التقليد لحركات عارضات الأزياء في المدرسة و الجامعة، و السوق، و كأنها تعرض نفسها في سوق النخاسة، و الحركات لا تقتصر على المشي فقط، بل تجدها في حركات الأيدي و العين و الفم و غيرها، و كل ذلك سببه حب الظهور و التميّز عن الغير، و كأنها بذلك ترى نفسها فوق الجميع ـو العياذ بالله ـ.

7- مساحيق التجميل " المكياج" :

و هو من أوسع مجالات الموضة، فهو متجدد دائماً، استوردت المملكة أدوات تجميل عام 1409هـ بأكثر من 800 مليون ريال.

و هذه المستحضرات متنوعة الأشكال و الألوان ، فمكياج النهار خفيف ـ مثلاً ـ و في المساء ثقيل !! و مساحيق الصيف ليست كمساحيق الخريف، و الأدهان "الكريمات" كثيرة لا تحصى، فهذا لحفظ الجلد، و ذاك لتقويته، و آخر لتغذيته، و ذاك لترطيبه، و شيء قبل الاستحمام و شيء بعده. و كريمات لتثبيت المكياج، و أخرى لإزالته، و أدهان لإزالة تجاعيد الوجه، و أخرى لإزالة النَّمش، و آخر لإزالة حبّ الشباب، و آخر لإزالة الكلف!!

فتجد المرأة تجرب كثيراً من هذه الأشياء حتى تصل لما يناسب بشرتها، و لا ننكر أن هناك ما يفيد حقاً، و لكنها ليست كلها لازمة و مفيدة ، بل إن فيها من التحايل التجاري، و الخداع و التمويه الشيء الكثير، خاصة إذا علمنا أن أساسياتها تكاد تكون واحدة، مع الاختلاف في اللون و الرائحة فقط.

و هنا سؤال يخفى على الكثير ما مكونات مساحيق التجميل ؟

إن الجواب على هذا السؤال غريب، و خارج عمَّا يتصوره العقل، فاستمعي يا رعاك الله!!

إن أشهر ماركت مساحيق التجميل العالمية، تصنَّع من أنسجة أجنة الإنسان الحية!! و هل تعلمين أن الولايات المتحدة الأمريكية يدخلها سنوياً أربعة آلاف جنين، عن طريق مافيا الأجنة، لهذا الغرض و لغيره، إنهم يقتلون الإنسان ليصنعوا تلك المساحيق الملونة.

و كتبت صحيفة يوغسلافية تقول: إن الأجنة البشرية الحية، تستعمل في إجراء التجارب العملية، و في تحضير مستحضرات التجميل.

و في انجلترا اتضح أن أحد الأخصائيين، المشاهير في أمراض النساء و الولادة في لندن، يبيع الأجنة لشركة كيماوية، متخصصة في إنتاج الصابون.

بل وصل الأمر إلى أمور مستقذرة أيضاً: فقد أجبرت إحدى الشركات الهندية المتخصصة، في إنتاج مستحضرات التجميل، على سحب كريمات للوجه من إنتاجها، بعد أن علم الزبائن الغاضبون أن هذه المادة من الصراصير ـ أعزكم الله ـ .

و قد اعترفت الشركة باستعمالها الصراصير المطحونة، لإضافة البروتين إلى كريمات الوجه، و لعلها عجزت عن الحصول على أجنة آدمية، فاستعملت الصراصير.

فهذه بعض الحقائق المخجلة، التي تكشف القناع الذي يتستر تحته مصاصوا الدماء، و مدعوا المدنية، فكيف ترضين أن تضعي هذه المساحيق و الكريمات على وجهك، الذي جمَّله الله ـ جل و عز ـ، و قد علمتي أنها قد تكون من أجنة آدمية، في حكم الميتة، أو من حشرات مستنفذة.

و مع ذلك لا تزال الإعلانات و الدعايات، تستهدف المراهقات و النساء المتموضات، و لا تسأل عن الاستنزاف المادي و الصحي، ـ كم سيأتي ـ الذي تستهلكه تلك المساحيق.

و من ضمن ذلك نستطيع الحديث عن موضات أحمر الشفاه، (الروج)، الذي يبالغ فيه كثير من النساء، و موضتهم في ذلك متعددة، فمرة ملء الشفتين به، و مرة تخفيفه، و أخرى تحديده مع مراعاة التناسب مع البشرة أو الفستان، و قد علمت أن الموضة الآن ألوان غريبة على الشفتين، كالأخضر الغامق، وا لأزرق و الأصفر، و الليموني و غيرها، من الألوان التي تظهر المرأة بشكل مضحك و مخجل، و لكن ذلك لا يهمها في إدراكها، اتباع الموضة و العمل بآخر الصيحات، و لا تستغرب لو ظهرت موضة، أن يكون لإحدى الشفتين لون الروج و للأخرى لون مختلف، فإنه لم يعد هناك أمر مستغرب يأتي من الغرب، أو من يتابعهم من أهل الموضة.

8 -عمليات التجميل:

و هذه تنقسم إلي قسمين:

الأول: ما يتطلب تدخلاً جراحياً، أو عملية أيَّاً كان نوعها، سواء بمشرط أو عن طريق الليزر أو غير ذلك، فهذه إن كان الإصلاح عيب ناتج عن حادث مثلاً فلا بأس بها، لأن الرسول- صلي الله عليه و سلم- أذن لمن قطع أنفه أن يتخذ أنفاً من ذهب، أما إن كانت للتجمل فقط فلا يجوز، لأنها تغيير لخلق الله، و لما فيها من الإسراف.

الثاني: عمليات التجميل عن طريق استخدام الخضروات، و الزيوت و نحوها، كأن تضع على وجهها شيئاً من قشور كذا، أو من الفاكهة الفلانية، و نحو ذلك، و هذه فيها امتهان لنعمة الله، و استخدام لها في غير ما جعلت له، و كيف ترضى المسلمة أن تعمل كذا، ثم يكون مصيره الزبالة، و هناك من المسلمين من يموت جوعاً، ثم أن هذه الأشياء تحتاج إلى أن تحافظ المرأة على وضعها ثابتاً لمدة طويلة، ربما وصلت الساعة، و لو كانت هذه الساعة في درس، أو طلب علم، أو محاضرة، لوجدت الضجر و الملل.

9 -مجالات أخرى في تتبع الموضة:

و هناك ذكر لبعض الموضات الحادثة في مجتمعنا على عَجَـل:

* الوشم بالليزر: و وضع بعض الطبعات للزينة في العنق، على شكل عقد، أو على اليد أو في الوجه، و كل هذا يخشى أن يكون من الوشم الذي قال عنه ابن مسعود- رضي الله عنه- كما في الصحيحين قال :( لعن الله الواشمات و المستوشمات، و المتنمصات ، و المتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله تعالى).

ثم قال: مالي لا ألعن من لعن النبي- صلي الله عليه و سلم.

و الواشمة: هي التي تشم، و المستوشمة هي التي تطلب الوشم.

* أماكن التصوير النسائي، الذي انتشر في الأماكن الخاصة بهن.

و في بعض أسواقهم، و بعض الملاهي، فتخرج الصورة بشكل صغير أو كبير، و تظهر فيه المرأة أجمل من الواقع، إمَّا بالأسود و الأبيض، أو الألوان، و حكم التصوير واضح لا يخفي على أحد، و أيضاً ذلك المبلغ الذي تم دفعه في أمر محرم، فكان إسرافاً لا يجوز، و ما ظن المرأة لو تسقط صورتها عند أحد أقاربها، أو أحد الشباب المتلصصين، و ما ندري هل هو برغبتها أم لا ؟ ؟!!

* البروش الذي يعلق على الملابس: فقد انتشر في الآونة الأخيرة وضع بعض الصور في هذا البروش، و تعليقه على الصدر في جهة القلب و انتشر في مجتمع الفتيات تعليق بعض صور الفنانين، أو اللاعبين فيه، و أيضاً انتشار صور العشيقين، اللذين في قصة فيلم"التايتنك" على هذا البروش.

* ظاهرة غريبة شبه منتشرة بين الفتيات، في بعض المجتمعات الخاصة، آأا و هي استئجار سيارة فارهة مع سائقها، ثم القدوم بها إلى المدرسة أو الجامعة، أو الدوران بها في الشوارع العامة من أجل لفت الأنظار، و البحث عن من يقع في حبائلهم الشيطانية.

http://islaamlight.com/alaeed/index.php?option=content&task=view&id=2126&Itemid=5

قراءة 1777 مرات آخر تعديل على الجمعة, 02 تشرين1/أكتوير 2015 05:31

أضف تعليق


كود امني
تحديث