قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 04 تشرين2/نوفمبر 2015 08:30

الإنسان أولاً

كتبه  د. سلمان بن فهد العودة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ركب إلى جواري في الطائرة ذات مرة شاب غريب، بدت عليه ملامح الحزن و الكآبة و الانعزال عن الآخرين، و كأنه يتوجس خيفة من كل أحد يجالسه أو يحادثه أو يصافحه .. و يتساءل عن نوع الأذى الذي ينوي إلحاقه به !

خطر في بالي أن هذا الشاب هو بيت مغلق بأقفال، و لكي تلج إلى هذا البيت لأي غرض كان عليك أن تبحث عن المفاتيح.

 ربما تريد أن تدخل مع هذا الإنسان أو غيره في مشاركة تجارية، أو في مشروع تقني، أو منجز ثقافي، أو تطمع في دعوته إلى خير، أو حمايته من شر، أو تريد أن تنتفع منه بحكم وجود حالة إيجابية لديه يمكن توظيفها .. و هب أنك تريد أن تقدم له خدمة ما يحتاجها ..

 أنت هنا أمام ثري، أو مبدع، أو قارئ، أو منحرف، أو شحاذ، أو ما شئت ..

 هو إنسان قبل أن يكون أياً من ذلك، و يوم ولد لم يكن له لون و لا شيء معه (وَ اللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً)(النحل: من الآية78) ، (وَ لَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ..)(الأنعام: من الآية94) .

 و أي محاولة تواصل تتجاوز مبدأ الإنسانية ستمنى بالفشل.

 و من حسن الحظ أنك أنت إنسان أيضاً فلديك الكثير من المعرفة المفصلة و الواقعية عن الإنسان و حاجاته و ضروراته و مداخله و مشاعره و أحاسيسه.

 لم يكن بمعزل عن الحكمة الإلهية العظيمة أن يبعث الله رسله من الناس، مثلهم يأكلون الطعام، و يمشون في الأسواق، و يتزوجون و ينجبون، و يصحون و يمرضون، و تصيبهم اللأواء.

 و لكل إنسان أسوار لا ينبغي تقحمها و لا تجاوزها، و مداخل تناسبه بيد أنها تحتاج إلى اللطف و البصيرة و حسن التأتي.

 و حين قال الرسول -صلى الله عليه و سلم- : (فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَ هُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الآخِرِ وَ لْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ..) (رواه مسلم).

 كان يرسم منهجاً نبوياً رائعاً في التعامل مع الآخرين، أن تضع نفسك في موضع الإنسان الذي أمامك و أنت تتعامل معه، ما الذي يروقه و يعجبه منك ؟

أن تثني عليه بخير ، و لا أحد إلا ولديه من الخير ما يمكن أن يثنى به عليه، و بصدق، دون خداع أو تزيّد.

أن تعرب له عن محبتك و تقديرك لشخصه الكريم .. و كيف لا تقدّر إنساناً كرمه ربه و اصطفاه و أحسن خلقه، (وَ لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَ فَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء:70) ، (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (فاطر:32) ، (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4) .

 انظر في عينيه، و ابتسم له بصفاء، و صافحه بحرارة، و تحدث إليه و أنت منبسط هاش باش، و اختر الكلمات الجميلة السحرية

أُضاحك ضَيفي قَبلَ إِنزال رحله         وَ يُخصَب عِندي وَ المَحَلُّ جَديب

وَ ما الخَصبُ للأَضياف أَن يَكثُر القِرى      وَ لَكِنَّما وَجه الكَريم خَصيب

 قبل أن تعطيه المال، أو  توفر له الاحتياج ، أو تجود عليه بما يطلب، أعطه وجهك و قلبك و احترامك و تقديرك ، (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَ مَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً)(البقرة: من الآية263) ، اصنع هذا لزوجك الذي تدوم معه عشرتك طوال الحياة، و اصنعه لولدك الذي خرج منك فأصبح كياناً مستقلاً له شخصيته و تكوينه و حسابه و مسؤوليته الكاملة في الدنيا و الآخرة.

 و اصنعه مع زميلك في العمل أو شريكك أو جارك الذي تلقاه كل يوم أو كل صلاة.

 و اصنعه مع الخادم أو السائق دون ازدراء لإنسانيته أو تحقير لشخصيته، و اعتقد في داخلك أنه إن كان الله فضلك عليه في الدنيا بمال أو منصب فربما يكون فضله عليك في الآخرة بتقوى أو إيمان أو سريرة من إخلاص أو عمل صالح.

 و اصنعه مع الغريب الذي تراه لأول مرة، و ربما لا تراه بعدها لتوفر لديه انطباعاً إيجابياً عنك، و عن الفئة أو الجماعة التي تنتمي إليها، و لتمنحه قدراً من الرضا و السرور و الفرح و الاغتباط ، و تبعث إليه برسائل من السعادة سوف يكافؤك الله العظيم بما هو خير منها عاجلاً، فالمعطي ينتفع أكثر من الآخذ ؛ و للآخرة أكبر درجات و أكبر تفضيلاً.

 و اصنع ذلك بصفة أساسية لأولئك الناس الذين تريد أن توجههم أو تنتقدهم أو تقدم لهم نصحاً يحميهم من ردى أو يحملهم على هدى و أنت عليهم مشفق بار  راشد فإياك أن تتعسف أو تتهم أو تجفو في أسلوبك فتحكم على محاولتك بالفشل المحتم حتى قبل أن تشرع فيها، و كان الإمام أحمد يقول : " قلما أغضبت أحداً قفبل منك ".

 فإلى أولئك الذين يتبوؤون مقام التعليم و الدعوة و الإصلاح و الاحتساب نهدي هذه الكلمات النورانية النابعة من عمق التجربة، و المتوافقة مع هدي الأنبياء و منهجهم، و نص القرآن و دعوته، رزقنا الله الحكمة و البصيرة و كفانا شر نفوسنا الأمارة بالسوء.

http://www.islamtoday.net/salman/artshow-28-216918.htm

قراءة 1330 مرات آخر تعديل على الجمعة, 06 تشرين2/نوفمبر 2015 05:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث