قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 09 آذار/مارس 2016 07:56

كلمة حق

كتبه  الدكتور زغلول النجار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

{وَ مَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما}

إلى رجال الشرطة المصرية الذين أمطروا شباب مصر الحر بوابل من الرصاصات المطاطية و الحية و بخراطيم المياه المغرقة ثم اختفوا تماما عن الساحة متترسين في ميدان التحرير و في قمم وزارة الداخلية و قمم غيرها من المباني العالية بعد أن تركوا عشرات الشهداء و مئات من الجرحى إلى عصابات المجرمين و القتلة الذين حاصروا المعتصمين بالميدان يومي الأربعاء و الخميس (30،29 صفر 1432هـ/3،2 فبراير 2011م) و قاموا برجمهم بأطنان الأحجار و آلاف من القنابل الحارقة فأسقطوا عشرات من الشهداء و مئات من الجرحى من أبناء و بنات مصر. و إلى عصابة الأوغاد السفلة الذين أغاروا علي الشباب المعتصمين بميدان التحرير بالبغال و الجمال و الأسلحة البيضاء في هجمة همجية حقيرة لا يقوم بها إلا القتلة و السفاحين في عصور الجاهلية. و إلى المجرمين الأوغاد معدومي الضمير و الأخلاق و الشرف و الذين قادوا السيارات بسرعات جنونية مذهلة وسط حشود المعتصمين بالآلاف في ميدان التحرير فقتلوا و جرحوا تحت عجلات سيارتهم الآثمة عشرات الشهداء من أبناء مصر أهدي لهم حكم الله- تعالي- فيهم و هو أحكم الحاكمين.
من أسرار القرآن:
{وَ مَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما } [النساء:93].
هذه الآية الكريمة جاءت في بدايات النصف الثاني من سورة "النساء"، و هي سورة مدنية، و آياتها مائة و ست و سبعون (176) بعد البسملة، و هي رابع أطول سور القرآن الكريم، و قد سميت بهذا الاسم لكثرة ما ورد فيها من الأحكام الشرعية التي تتعلق بالنساء، و لذلك تعرف باسم "سورة النساء الكبرى"، تمييزا لها عن سورة "الطلاق" التي تعرف باسم "سورة النساء الصغرى". و يدور المحور الرئيسي لسورة "النساء" حول قضايا التشريع لكل من المرأة، و الأسرة، و المجتمع، و الدولة، و ذلك من مثل قضايا الزواج، و الطلاق، و المواريث، و العبادات، و الجهاد في سبيل الله. كذلك نبهت سورة "النساء" إلى ضرورة حسن تربية الفرد المسلم و ذلك من أجل بناء كل من الأسرة المسلمة، و المجتمع المسلم، و تطهيرهما من المخالفات الشرعية، و من رواسب الجاهلية القديمة و الجديدة .هذا، و قد سبق لنا استعراض سورة "النساء"، و ما جاء فيها من التشريعات الإسلامية، و ركائز العقيدة، و الإشارات الكونية، و نركز هنا على وجه الإعجاز التشريعي في تحريم القتل -بصفة عامة- و تحريم قتل المؤمن لأخيه المؤمن متعمدا- بصفة خاصة-. و قد أدى ذلك التحريم بالمؤمنين الأوائل أن الفرد منهم كان يرى قاتل أبيه أو أخيه أو ولده قبل أن يسلم، كان يراه يمشي على الأرض أمامه و قد دخل في الإسلام فلا يفكر في أي أذى يصيبه، رغم مرارة الفراق، و قسوة قتل الأحباب، و ذلك انطلاقا بتحريم الإسلام العظيم قتل المؤمن لأخيه المؤمن.
من أوجه الإعجاز التشريعي في تحريم قتل المؤمن لأخيه المؤمن:
يقول ربنا تبارك و تعالى في محكم كتابه:
{وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَ مَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَ دِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَ إِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّه وَ كَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً . وَ مَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [النساء: 92-93].و من معاني هاتين الآيتين الكريمتين أن سفك دم المؤمن عمدا بدون حق هو من الكبائر التي توجب الخلود في النارو عليه فإنه لا ينبغي للمؤمن أن يقتل مؤمنا أبدا بغير حق، إلا إذا وقع ذلك بالخطأ أي عن غير قصد. فإذا حدث و وقع قتل المؤمن لأخيه المؤمن بطريق الخطأ في مجتمع للمسلمين، فإن الشرع يفرض على القاتل عتق رقبة مؤمنة، كفارة عن حق الله، فمن لم يجد فعليه صيام شهرين قمريين متتابعين توبة إلى الله، و دفع دية مسلمة إلى أهل القتيل تدفعها عاقلته (أي عصبة أهله من جهة أبيه) إلا إذا عفا أهل القتيل عنه، و أسقطوا الدية باختيارهم، و حينئذ فإن الدية لا تجب عليه، و تبقى عليه الكفارة. و ذلك لقول الله تعالى:
{وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَ مَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَ دِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُوا} [النساء:92].
و إذا كان القتيل مؤمنا و أهله من أعداء المسلمين فإن الشرع يفرض على القاتل عتق رقبة مؤمنة، فمن لم يجد فصيام شهرين قمرين متتاليين توبة إلى الله، و لا دية عليه لأهل القتيل لأنهم أعداء محاربون للمسلمين، فلا يجوز إعطاؤهم من أموال المسلمين ما يستقوون به عليهم و يستعينون على قتالهم و إيذائهم، و لا مكان هنا لاسترضاء أهل القتيل لأنهم أعداء محاربون للمسلمين. و إذا كان القتيل معاهدا أو ذميا، فإن الشرع يفرض على المؤمن القاتل بالخطأ في هذه الحالة ما يفرضه في قتل المؤمن في المجتمع المسلم:عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين قمريين متتاليين، و دية مسلمة إلى أهله إلا أن يعفوا. و لم تنص الآية الكريمة في هذه الحالة على كون المقتول مؤمنا مما جعل عددا من المفسرين يأخذون النص على إطلاقه، باعتبار أن العهد بين المؤمنين و غير المؤمنين يجعل الدماء بينهم مصونة، و لكن لما كانت الآية من مطلعها تنصب على تحريم قتل المؤمن بغير حق، ثم بينت الحالات التي يكون القتيل فيها مؤمنا، و من هنا فقد رأى بعض المفسرين أن القتيل المعاهد أو الذمي إذا لم يكن مؤمنا يكتفى في هذه الحالة بدفع الدية إلى أهله كما فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم في دفع الدية لبعض قتلى المعاهدين دون عتق رقاب بعددهم. ثم شرع الله سبحانه و تعالى لمن يقتل مؤمنا متعمدا الخلود في نار جهنم، و استحقاق غضب الله و لعنته، و العذاب الشديد الذي توعده به و أعده له يوم القيامة. و الإسلام العظيم حرم قتل النفس بغير الحق بصفة عامة، و ذلك صونا للأنفس عن الإهدار، فإن للدماء حرمتها، فلا يستباح إلا بالحق و بالأمر البين الذي لا إشكال فيه، و ذلك لأن الله تعالى هو واهب الحياة، و لا يجوز أن ينهيها غيره إلا بإذنه، فإذا أقدم إنسان على قتل إنسان آخر بغير حق فكأنما قد اعتدى على حق من حقوق الله، و لذلك قال تعالى في ولدي آدم: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الخَاسِرِينَ } [المائدة:30].
و قال و قوله الحق:
{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَ مَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَ لَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } [المائدة:32].و قال عز من قائل: {وَ لاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ مَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي القَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً} [الإسراء:33].و في ذلك قال رسول الله الله صلى الله عليه و سلم: « لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مؤمن » (البيهقي، الترمذي) و قال عليه الصلاة و السلام: «من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله » و ذلك أفتى ابن عباس -عليهما رضوان الله- بعدم قبول توبة قاتل المؤمن عمدا، بينما ذهب جمهورالعلماء إلى أن توبة القاتل عمدا يمكن أن تقبل، و استدلوا على ذلك بأن الكفر أعظم من القتل العمد، و توبة الكافر قد تقبل، و الخلود في جهنم لقاتل المؤمن عمدا هو مشروع لمن استحل قتله، و قد يكون المقصود بالخلود هنا طول المكث لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} [النساء:48].
و القتل إما عمدا أو شبه عمد أو خطأ، أما العمد فهو القصد إلى القتل بما يفضي إلى الموت، و هذا ما يوجب القصاص و الحرمان من الميراث، و تحمل غضب الله و لعنه و الخلود في نار جهنم و ما فيها من عذاب عظيم في الآخرة كذلك لقول ربنا تبارك و تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ فِي القَتْلَى الحُرُّ بِالْحُرِّ وَ الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَ الأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَ لَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:178-179].
قراءة 1545 مرات آخر تعديل على الجمعة, 11 آذار/مارس 2016 06:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث