قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 17 آذار/مارس 2016 09:02

الطاقة الشفائية في الإيمان

كتبه  الأستاذ بن عزوز عطري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

العلاقة بين علم الطب و علم الفكر و الإيمان شديدة الارتباط بتاريخ الفلاسفة و الأطباء المسلمين، حيث عرف عن أشهر هؤلاء الفلاسفة أنهم كانوا أطباء و ماهرين أيضًا في علوم عصرهم بالإضافة إلى رسوخ إيمانهم. و من الأسماء المعروفة في هذا المجال ابن سينا صاحب كتاب "القانون في الطب" و"كتاب الشفاء" في الفلسفة، و أبو بكر الرازي صاحب كتاب "الحاوي في الطب" و صاحب المؤلفات الكثيرة في الفلسفة و المنطق و الإلهيات، و ابن رشد صاحب كتاب "الكليات في الطب" و كتاب "فصل المقال في الفلسفة"، و هكذا ابن طفيل و غيرهم.. و قد انفكت هذه العلاقة بين هذين الحقلين في العصور الحديثة عند المسلمين، و بقيت على نطاق محدود عند الأوروبيين.

الطب بين المادي و المعنوي

و إذا كان كما قيل: العلم علمان؛ علم الأبدان و علم الأديان، فإنه يتبادر إلى الذهن أن الطب يمكن أن يعرض على شكلين اثنين؛ طبٌّ مادي يستعمل الجراحة و العقاقير، و طبٌّ معنوي ينطلق من الذهن و الإرادة العازمة إلى الخشوع و التفكر العميق بمقتضى عقيدة معينة و معرفة راسخة. فقد استفاد مالك بن نبي من الهندسة في تنظيم و تحليل الأفكار، و استفاد الدكتور زغلول النجار من العلوم و الجيولوجيا في دراسة الأفكار و بالذات في تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم. كما استفاد أيضًا، الطبيب والجراح "ألكسيس كاريل" من تعرّفه على الإنسان، فخرج لنا بتلك الفلسفة الناقدة و الناقمة على المدنية الغربية، مقترحًا رؤية جديدة لحياة الإنسان.

فهناك أزمة الضمير و الوجدان البشري الذي لم يذق طعم الراحة و السعادة رغم كل هذه التيسيرات المادية الهائلة. إنه مريض يعاني من مرض عضال قد استعصى حله. و كل ما نرى في واقع الحياة البشرية، إنما هو من نتائج هذه الأزمة. و إنك لتسمع صيحات الخطر و الإنذار من العقلاء في الأرض جميعًا من الشرق و الغرب على حد سواء، و من أبرزها صيحة الدكتور "ألكسيس كاريل" الفرنسي الذي قضى عمره في دراسة الطب في كتابه "الإنسان ذلك المجهول"، و دعا فيها إلى تغيير الحضارة التي نعيشها و إبراز فكرة أخرى للتقدم البشري.

إن منشأ هذه الأزمة هو أن كل ما درس عن الإنسان ناقص مشوّه، و خاصة في علم النفس الذي اعتبر علمًا خاضعًا للدراسة، فقد كان العلماء يتعثرون جدًّا فيه كما تضاربت نظرياتهم و آراؤهم، و السبب في ذلك هو أن عالم النفس ليس كعالم المادة، فدراسة المادة بلغت حدًّا هائلاً من التقدم، و لكن علم النفس يقف كالقزم المشوه الصغير أمام دراسات عالم المادة.

هذه الأزمة هي أزمة الشرود عن الله تعالى، هي المعرفة الناقصة المشوهة التي ليس لها علاقة بالذي صمم هذا الوجود و فطره... فجل الأطباء الذين يدرسون في كليات الطب، يكتسبون أكداسًا من المعلومات المفرقة المجزأة، لا يشعر الإنسان بعد أن ينتهي منها بالقصد و التصميم في خلق الإنسان العجيب. و كان لهذه الدراسة النتائج السيئة في العقل و القلب، و أعطت نتائج معاكسة للشيء الذي يجب أن يصل إليه الدارس للطب.

أولاً: أهملت الدراسة النفسية الروحية في الطب. فالدراسة المادية واسعة جدًّا و كل فرع له كتابه، بل كتبه التي لا تنتهي، أما الدراسة النفسية و الروحية فكتاب واحد صغير أو ملخصات بسيطة، و هكذا يخرج الذي يدرس هذه المادة و هو متضخم في جانب و ضامر بشدة في جانب آخر.

ثانيًا: إن الدراسات و الأبحاث في هذا المجال، كأنها تتعمد إغفال محصلة هذه الأبحاث و تجعله يخرج بنتيجة سلبية عما رأى و عاين، و مع هذا فإن الفلتات تبدو هنا و هناك، و هي تقر و تعترف -و لو رغمًا عنها- بعظمة الإحكام و البناء و روعة التناسق و العمل... فالذي يعلم أن هناك ثلاثة عشر مليار خلية عصبية، تعمل بشكل دقيق محكم متناسق متعاون لتأدية الأغراض الحيوية و الفكرية، فالإنسان يدهش للرقم أولاً ثم لكيفية عملها و ترابطها و إبداعها.

فالطب الإسلامي يتميز عن غيره بصورة الإنسان الشاملة المتكاملة الجامعة للجسم و النفس و العقل و القلب و الروح، كوحدة متماسكة لا تتأثر بتغييرات التيارات الفكرية المتقلبة و المحدودة في قفص المادة أو النسق المذهبي كما هو الحال في الغرب. فلو نظرنا إلى المدارس العلمية و الطبية و الفلسفية و النفسية الغربية، لوجدنا أنها ما زالت تبحث عن صورة الإنسان التي يقول عنها الفيلسوف الألماني "كارل جاسبرز" (Karl Jaspers): إنها بعيدة المنال صعبة الإدراك، تنفلت من قبضة البحث. و كما هو موقف "كاريل" من الإنسان الغربي، فالفكر و راحة البال و الرجاء و التفاؤل و أداء العبادات و الجمع بين الطب المادي و الطب المعنوي اتباعًا للسنـة النبوية، كلها تعيدنا إلى النظرة الشمولية، حيث أثبتت التجارب الحديثة صحة دور العلاج الروحي -فيما يتعلق بالإرادة و التأمل و الخشوع- في شفاء كثير من الأمراض. فقد شرع بعض الأطباء في إجراء اختبارات، لرؤية ما يحدث في الجسم من تغيرات بيولوجية و كهربائية إثر تركيز الفكر في التأمل و الخشوع في الصلاة حتى يقوم البرهان على المنفعة العلاجية للوسائل الروحية.

الصلاة و الشفاء من الأمراض

و أثبتت التجارب فعالية الصلاة في الشفاء من كثير من الأمراض كما يقول الدكتور كاريل: "لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا. و قد رأيت -بوصفي طبيبًا- كثيرًا من المرضى فشِلت العقاقير في علاجهم، فلما رفع الطب يديه عجزًا و تسليمًا، دخلت الصلاة فبرأتهم من عللهم". و يقول الأخصائي في جراحة العيون الدكتور محمد السقا: "إن الصلاة هي الدواء الناجح و الشفاء الرباني لكل أمراض الدنيا البدنية و العضوية و النفسية و العصبية، و فيها الوقاية من حدوث كل هذه الأمراض... ففي عملية الصلاة تتحرك كل عضلة من عضلات الجسم و في هذا صيانة لها و تدريب لتقويتها".

و في تحديد العلاقة بين الطب و الإيمان، نذكر هذه القصة الشاهدة على الارتباط الوثيق بين الطب و الإيمان. يقول الدكتور الأمريكي "بول إرنست أدولف": "عندما كنت أعمل جراحًا في إحدى المستشفيات، جاءتني ذات يوم جَدّة جاوزت السبعين تشكو من شدخ في عظام ردفها، و بعد أن وضعت فترة تحت العلاج أدركت من فحص سلسلة الصور التي أخذت لها على فترات تحت الأشعة أنها تتقدم بسرعة عجيبة نحو الشفاء، و لم تمض أيام قليلة حتى تقدمت إليها مهنئًا بما تم لها من شفاء نادر عجيب. عندئذ استطاعت السيدة أن تتحرك فوق المقعد ذي العجلات، ثم سارت وحدها متوكئة على عصاها... و قررنا أن تخرج تلك السيدة في غضون أربع و عشرين ساعة و تذهب إلى بيتها، فلم تعد حاجة إلى بقائها في المستشفى.

       و كان صباح اليوم التالي هو الأحد، و قد عادتها ابنتها في زيارة الأحد المعتادة، حيث أخبرتها أنها تستطيع أن تأخذها (والدتها) في الصباح إلى المنزل لأنها تستطيع أن تسير متوكئة على عصاها. لم تذكر لي ابنتُها شيئًا مما جال في خاطرها، و لكنها انتحت بأمها جانبًا و أخبرتها أنها قد قررت -بالاتفاق مع زوجها- أن يأخذاها إلى أحد ملاجئ العجزة. و لم تكد تنقضي بضع ساعات على ذلك، حتى استدعيت على عجل لإسعاف السيدة العجوز. و يا لهول ما رأيت... لقد كانت المرأة تحتضر، و لم تمض ساعات قليلة حتى أسلمت الروح. إنها لم تمت من كسرٍ في عظام ردفها و لكنها ماتت من انكسارٍ في قلبها. لقد حاولت دون جدوى أن أقدم لها أقصى ما يمكن من وسائل الإسعاف و لكن دون جدوى. إن أهم عامل في شفائها لم يكن الفيتامينات و لا العقاقير و لا التئام العظام، و لكنه الأمل... و عندما ضاع الأمل تعذر الشفاء.

الطاقة الروحية

و من هنا ندرك تلك الصلة التكاملية بين الإيمان و علم الطب، فقد يحدث الإيمان في شفاء الأمراض ما لا يحدثه الطب. فإننا نشق طريقنا نحو الشفاء، و بخاصة إذا كان العلاج الروحي مصحوبًا بتناول المواد ضد الحامضية و غيرها من العقاقير التي تساعد على الشفاء من هذه القرح".

و لقد أخذت هذه الفكرة الأخيرة تتبوأ -تدريجيًّا- مكانًا مرموقًا عند عدد وافر من الأطباء في العالم كله عندما يقولون: لو علم الناس ما للطاقة الروحية من فائدة علاجية على الجسم و النفس، لتخلوا و استغنوا عن استعمال كمية وافرة من الأدوية التي في معظمها لا تعالج إلا الأعراض، و لا تنفذ إلى الأسباب بأي وجه من الوجوه.

و ليس المقصود من كلامنا التقليل من أهمية دور الطب و الأطباء و الدواء، و لكن نبين أن الجسم يجب أن يعتمد على نفسه لكي يرجع إلى حالته الطبيعية و يستعيد توازنه مما يتطلب طاقة روحية و نفسية، و هو الأمر الذي أمسى معروفًا لدى أطباء الغرب و الشرق في هذا العصر. و لا زلنا نجهل الكثير من قدرة الروح و تأثيرها في سير وظائف الجسم، لهذا فلو رجعنا إلى تاريخ الأطباء المسلمين في العصور الذهبية، لوجدنا أنهم تحلوا بالإيمان و التقوى و الورع و الأخلاق الحميدة... فكان الطبيب المسلم يتحلى بالأخلاق الطيبة و التقوى.. و بهذا الصدد يقول الطبيب يعقوب بن إسحاق الكندي نقلاً عن كتاب "السلوك المهني للأطباء": "ليتق الله تعالى المطبب، و لا يخاطر فليس عن الأنفس عوض..." و يوصي ابن سينا صديقه أبا سعيد بن أبي الخير الصوفي نقلاً عن كتاب "عيون الأنباء في طبقات الأطباء": "ليكن الله تعالى أول فكر له و آخره، و باطن كل اعتبار و ظاهره، و لتكن عين نفسه مكحولة بالنظر إليه، و قدمها موقوفة على المثول بين يديه، مسافرًا بعقله في الملكوت الأعلى و ما فيه من آيات ربه الكبرى... و معرفة الله أوّل الأوائل، إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه".

فالعلاقة وثيقة بين الطب و الإيمان، و إنه لا يمكن بحال من الأحوال أن تنفصل هذه العلاقة، و إلا يصير المرء كمن يسير بسيارة في الظلمات، و يبقى مهددًا بالخطر على الدوام... قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ * وَ إِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾(الشعراء:78-80).

الرابط: http://elottri.wix.com/elottri#!about2/con5

قراءة 1746 مرات آخر تعديل على الإثنين, 21 آذار/مارس 2016 13:04

أضف تعليق


كود امني
تحديث