قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 25 أيار 2016 14:54

بين صناعة المفكر و نثر الأفكار

كتبه  الأستاذة هدي عبد الرحمن النمر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

"الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده"، على بداهة هذه القاعدة و كثرة تردادها، لا نلبث نغفل عنها في كثير من شواغلنا، فتكون المحصلة أن نغرق في عمل ما لمجرد الغرق أو مجرد العمل، و تتحول الوسائل لغايات، و في المقابل تضيع الغايات الحقيقية، و ينتهي الأمر بالعامل كأنه لم يعمل.

مثال ذلك: كم من طالب للثقافة حريص على الاستزادة من أكوام الكتب، إذا حدثته أو خبرت مكنونه تفاجأ بأفكار منثورة بلا نسق متكامل، و معرفة سطحية ما لها من قرار، و شذرات من هنا و هناك لا رابط بينها، و الأدهى أن يتكلم بصياغات ركيكية و تعبيرات باهتة و لغة مترهلة لا تتماشى و العناوين الجليلة التي يفخر بقراءتها. فالقراءة في كل ما هبّ و دبّ لا تعني إلا معرفة خاطفة سطحية، فهي شيء كالجهل المقنع.

في المقابل، كم من مختص متحجر في اختصاصه، ضيق الأفق، ضحل الفكر، يفتقر لرؤية شمولية و وعي متسع المدارك فيما يتداخل مع دائرة تأثيره أو اختصاصه. و كلا الفريقين منسوب لأهل العلم و العاكفين على المعرفة، ثم ما حظهما منهما إلا كحَسْوِ الطائر أو نقر الديك.

ترى، ما الذي يجري ؟ و أين مكمن الخلل ؟
الحق أن القراءة ليست كل شيء و لا أي شيء .. بذاتها ! القراءة هي وسيلة لاكتساب العلم، و العلم وسيلة للارتقاء في الفهم و ملكة التعبير عن الفهم، و الأخيران وسيلة لتواصل بنّاء مع الذات و الآخرين.

إذن تبقى القراءة مدخلا ضمن مداخل أخرى، خاصة في عصر المعلومات فيه كالسيل الهادر بلا نهاية، فما لم نغترف منه بتخطيط و منهجية و وعي و يقظة لحاجاتنا، سنغرق فيه و نختنق، و تكون مادة الحياة سبب الوفاة!

يقول د. عبد الوهاب المسيري في كتاب "رحلتي الفكرية": "الرغبة المعلوماتية حينما تنهش إنسانا فإنها تجعله يقرأ كل شيء حتى يعرف كل شيء، فيتنهي الأمر بالمسكين ألا يعرف أي شيء ... المعرفة لا حدود لها و المعلومات بحر يمكن أن يبتلع المرء، و من هنا لابد من التوقف عند نقطة ما ... فلو قرأت كل ما كتب عن تخصصي لقضيت سحابة أيامي أقرأ و أستوعب دون أن أنتج شيئا ".

بتعبير آخر، لا غنى عن النصيحة النبوية "إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ"، و في رواية ضعيفة لكنها صحيحة المعنى "فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ أَرْضًا قَطَعَ، وَ لاَ ظَهْرًا أَبْقَى"، أي أن المتعجل في السير سيرهق الدابة و لن يبلغ المحل مع ذلك.

إن أهم بوصلة ينبغي أن يحرص عليها طالب العلم و مريد الثقافة هي جودة الطلب لا كثرة الطلب، و عمق الرحلة لا طولها و لا سرعتها. فكتاب واحد تحسن فهمه و استخلاصه و التعبير عما فيه، خير من ألف كتاب تقرؤها كببغاء عقله في أذنيه، أسيرا لفكر متتابع يحيط بك إحاطة السوار بالمعصم، مستمعا بالتلقي السلبي لما جادت به قرائح الآخرين.

لابد لأي مدخلات جديدة أن تأخذ وقتها في عقلك، فتقلبها على وجوهها و تتفكر فيها: فتدون الأفكار التي  تعثر عليها، أو تخطر لك حول ما عثرت عليه، و تهتم بالربط بين ما تقرأ و ما تسمع و ما ترى.

لن يكون هذا يسيرا للمبتدئ غالبا، و لكنه سيكون تهيئة للأرض البكر، كي يزرع فيها التفكير المستقل، و هكذا بمرور الوقت يبدأ عقلك تلقائيا في تشكيل نسقه الفكري الخاص، و تطويره كلما ورد عليه جديد.

و مع الممارسة ستتكون لديك غريزة أو حاسة الاستشعار المعرفي الذي يمكنك من وزن الأفكار و تثمين الكتب، و المرحلة المعرفية التي وصل إليها الكاتب، و تحديد مدى حاجتك إليها أو إلى جزء منها. و قد تشعر بالحاجة للعودة لكتاب قرأته أو صعب عليك في مرحلة ما هضمه، فتجد أنك تقرؤه بعقلية أنضج و مدارك جديدة، بل لعلك تقدر على الإضافة إليه أو الاستكمال عليه.

و من الضروري أن نبقى يقظين لمسارات تفكيرنا، ذلك أن الأفكار التي تتسلل لعقلك دون غربلة منك اليوم، هي التي ستشكل رؤيتك و تطبع سلوكك غدا، و وقتها سيكون الدفاع أصعب و أشد، و قد كانت الوقاية خيرا و أيسر من العلاج.

الخلاصة
1- حذار من طرفي النقيض: الانغلاق العلمي أو السطحية المعرفية، و الوقاية من ذلك هي الحرص على جودة الطلب لا كثرته "أَدْوَمُهُ وَ إِنْ قَلَّ".

2- اقرأ لتحيا، و لا تحيا لتقرأ: متى وجدت نفسك تحولت للخط الثاني توقف، و استدر مصححا المسار.

الرابط: http://islamstory.com/ar/%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D9%83%D8%B1-%D9%88%D9%86%D8%AB%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D9%83%D8%A7%D8%B1

قراءة 1455 مرات آخر تعديل على الجمعة, 27 أيار 2016 07:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث