قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 22 حزيران/يونيو 2016 09:48

سيادة نمط الحياة الاستهلاكي تحدٍ يواجه الاستقرار الأسري

كتبه  الأستاذة كاميليا حلمي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن تراجع الاستقرار الأسري خلال العقود الأخيرة، لا يمكن النظر إليه بمعزل عن سيادة نمط الحياة الاستهلاكي و ما استتبعه من ارتفاع كبير في تكاليف الحياة المعيشية. "إن انتشار الثقافة الاستهلاكية من مركز النظم الرأسمالية إلى محيطات العالم الثالث قد أوجد أيديولوجية استهلاك قوامها النظر إلى الاستهلاك كهدف في حد ذاته و ربطه بأسلوب الحياة، و بأشكال التميز الاجتماعي، الأمر الذي جعل الناس يتدافعون نحو الاستهلاك بغض النظر عن حاجاتهم الفعلية.. و من ثَمَّ تحولت ذواتهم تحت تأثير الاستهلاك المادي و المعنوي إلى ذوات خاضعة لا تملك من أمرها شيئًا، و صارت الجماعات الاجتماعية تسعى من خلال الاستهلاك إلى تأكيد وضعها الاجتماعي و مكانتها في المجتمع، و اتجه عدد كبير من الأفراد نحو الْمُتَع الحسِّية و الاعتناء بالجسد؛ تواكبًا مع كل المنتجات التي تهدف إلى تجميل الجسد أو الترفيه عنه.

و قد تأثرت الشرائح الاجتماعية ببعضها البعض في نشر هذه الأنماط في عملية تقليد جماعية. و أدى الاستمرار في عملية الاستهلاك المفرط إلى إيجاد رغبات و نزعات استهلاكية متوالية لدى هذه الشرائح، و هو ما يحقق مصالح الشركات المنتجة للسلع و البضائع على حساب الفئات المستهلكة. و تحولت كثير من شعوب الأرض، إلى مجرد مستهلكين هامشيين يشكلون مصدراً جيداً للربح بصرف النظر عما ساهمت به هذه العملية من آثار سيئة على واقعهم الاقتصادي و الاجتماعي.

و لوسائل الإعلام الدور الكبير في نشر الأنماط الاستهلاكية المفرطة لدى جمهورها في المجتمعات النامية و جعلها بفعل التكرار و التوسع في نشرها و بمرور الزمن ظاهرة اجتماعية اقتصادية ازدادت رسوخاً و تطورت لتصبح (ثقافة للاستهلاك) في هذه المجتمعات. و هي ظاهرة انتقلت إليها من المجتمعات المتقدمة، و لم تراعى في نقل تلك الظاهرة الفوارق الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية بين هذه المجتمعات [1].

        لقد أصبحت وسائل الإعلام و خاصة التليفزيون و الإذاعة و التي من المفروض أن تقوم بدور التثقيف و الترفيه و التوعية، تتكلم لغة التجارة و التسويق، فالبرامج تمول من قبل التجار أو رجال الأعمال أي لا تخدم سوى مصالحهم و الدعاية لسلعهم من أجل "خلق الطلب على السلع و خلق الأسباب التي تدفع المستهلك نحو الشراء"[2]، فأغلب وسائل الإعلام تدعو إلى الشراهة الاستهلاكية و حمى الشراء و التسويق و تقليد المجتمعات المترفة ذات النمط الاستهلاكي التفاخري، و تدعو إلى انتشار نهج جديد من الحياة موحد على مستوى عالمي في مجال السفر و السياحة و الأزياء و نوعية الطعام.. و تعتمد وسائل الإعلام على الدعاية المستهدفة مع مشاركة مشاهير العالم مما يؤدي إلى هدر ثروات الشعوب و خاصة العربية منها ليتحول الفرد إلى مستهلك عوض أن يكون منتجا تنافسيا[3].

إن النمط الاستهلاكي الذي ساد المجتمعات العربية لن يزيدها إلا فقرا و تخلفا بين الهوة الحاصلة بين المجتمعات المتطورة (المنتجة) و المجتمعات النامية (المستهلكة)، و نرى ذلك من خلال التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2001 الذي أشار بأن 62 مليون عربي من جملة سكان العالم يعيشون تحت خط الفقر، أي ما يعادل 22% من إجمالي السكان العرب يعيشون على دولار واحد فقط في اليوم، و 140 مليون عربي، أي قرابة 52% من تعداد السكان العرب يعيشون على دخل يومي يتراوح مابين 2 إلى 5 دولارات[4].

و أخطر من ذلك يأتي الزحف الاستهلاكي لكي يدفع بأعضاء الطبقات الفقيرة و المتوسطة لكي ينفقوا ما يفوق طاقتهم في مجالات الاستهلاك الكمالي‏،‏ مما أحدث خللا واضحا في ميزانية الأسر‏.‏ و يكفي أن نعرف أن مئات‏ المليارات تصرف سنويا على مكالمات الهاتف المحمول‏،‏ الذي أصبح يستخدم للوجاهة الاجتماعية و ليس لتلبية الحاجات الضرورية للاتصال‏[5].

ما الذي يدفعنا للاستهلاك؟

نحن ندمن الاستهلاك لأن جزءاً كبيراً من معنى الحياة في أعماقنا لم يحل، و الذي يجد معنى حقيقياً لحياته لا يتقلب في متاهات رغبته، لأنه استطاع أن يقودها إلى ما يشبعها بحق. و لهذا فقاعدة النمط الاستهلاكي الأصيلة: كلما زاد ما أملكه زاد معنى حياتي.. و هو صميم النموذج المادي. و نقيضه: كلما ارتفعت كينونتي (قيمة ذاتي الحقيقية) دون النظر إلى ما أملك، زادت سعادتي[6].

و تتصاعد حدة نموذج الملكية، و لا تخبو لأن الملكية ارتبطت بصورة الذات، و لا يمكن التقليل من حدتها ما لم نفصل (الذات) عن (الملكية). عن أبي هريرة، عن النبيِّ -صلى الله عليه و سلم- قال: «تَعِسَ عبدُ الدِّينار، و عبدُ الدِّرهم، و عَبْدُ الخميصة، إن أُعْطِيَ رَضِيَ، و إن لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ و انْتَكَسَ، و إذا شِيكَ فلا انْتُقِشَ». و هذا هو جوهر النمط الاستهلاكي: أن تتملكني الأشياء التي أزعم أني قادر على امتلاكها. قال الإمام ابن تيمية: "من لم يكن عبداً لله كان عبداً لهواه، شاء أم أبى". و قد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعيب على الناس إقبالهم على شهواتهم، و يقول: "أكلَّما اشتهيتم اشتريتم"؟![7] .

و من الملفت للنظر أن الإنسان المعاصر الذي يدعي أنه يأخذ قرارته باستقلالية، و لا يجبره أحد على ما لا يريد .. لو تأمل في عمق واقعه لوجد أنه يشتري كثيراً من الأشياء لمجرد أن (آلة التسويق) هي التي تَسُوقه .. و قد أصبح مستعبَداً لها و هو يظن أنه حر. عن حذيفة، و ابن مسعود - رضي الله عنهما- قالا: قال رسولُ الله -صلى الله عليه و سلم-: «لا يكُنْ أحَدُكُمْ إِمّعَة، يقول: أنا مع الناس، إِن أحْسَنَ الناسُ أحسنتُ. و إن أساءوا أسأتُ، و لكن وَطِّنُوا أنفسكم إن أحسن الناسُ أن تُحْسِنُوا، و إن أساءوا أن لا تظلِمُوا » أخرجه الترمذي[8].

و السؤال الذي يكمن هنا لماذا لا نبدأ باضراب صامت و طرح عقابي لمقاومة اغراءات الاستهلاك و مقاطعة الصناعات التي تعزز تبعيّتنا؟ لنرسّخ بذلك دعائم العمل العربيّ المشترك و نستمد من مناهل الغنى لدى حضارتنا، و لنكفّ عن تمريغ أدمغتنا في وحل ثقافة دخيلة تشبع غرائزنا بتشويه متعمّد[9].

[1]- تيسير مخول، المجتمعات النامية و ثقافة الاستهلاك.اضغط هنا

[2]- د.عائشة مصطفى المنياوي، سلوك المستهلك المفاهيم و الاستراتيجيات، مكتبة عين شمس، القاهرة، 1998، ص 159.

[3]-  أ.براحو سهيلة، أ.رضا جاوحدو، تداعيات العولمة الاقتصادية على تغيير الأنماط الاستهلاكية في الدول العربية، بحث مقدم في المؤتمر العلمي الرابع لجامعة فيلاديلفيا-كلية العلوم المالية و الإدارية : الريادة و الإبداع-استراتيجيات الأعمال في مواجهة تحديات العولمة، 15/3/2005.

[4]- المرجع السابق.

[5]- محمد ابراهيم مبروك، الإسلام و العولمة صراع أم حوار، اضغط هنا

[6]- محمد فريد، أوهام الاستهلاك، اضغط هنا

[7]- محمد فريد، أوهام الاستهلاك، اضغط هنا

[8]- محمد فريد، أوهام الاستهلاك، اضغط هنا

[9]- هند شريدة، الثقافة الاستهلاكية تغزونا في عُقر دارنا، اضغط هنا

الرابط:http://www.iicwc.org/lagna_I0I/iicwc/iicwc.php?id=1085

قراءة 2652 مرات آخر تعديل على الجمعة, 24 حزيران/يونيو 2016 08:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث