قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 23 حزيران/يونيو 2016 09:35

الأوفياء في زمن الضياع..

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن من اشد ما يلقى الإنسان في حياته تنكر من حوله للصحبة، و كفرهم بعشرة طويلة، و انقلابهم على أيام وديعة، و جحدهم للحظات سعيدة.. نعم كم هو قاس أن يتنكر لك من بذلت له أيامك و سنواتك، و أعطيته نضارة شبابك، ثم ما يلبث أن ينقلب عليك بكل جرأة و صلف، متنكرا لكل ذلك، بل و جاحدا لكل لحظة وُدٍ عشتها معه، بل و غير آبه بالجروح التي خلفتها خناجر غدره و خيانته.

ما الذي تغيّر؟

إننا نعيش في زمن صار اللؤم طبعه الأول، و التنكر حال أهله، و لا ندري أتغيرت الطباع، أم تبدلت الأخلاق، أم انقلبت المقاييس، أم رحلت عن دنيانا القيم، أم اغتالت الماديات كل الفضائل و المحامد، حتى أصبنا في مقتل الوفاء و الإخاء

فكم غدر بنا من ظننا يوما أن الحياة من دونه تيه و ظلام، و كم خذلنا من حسبناه يوما شقنا الثاني، و توأم روحنا الصافي، و كم خيّب أملنا من اعتقدنا يوما انه نحن و نحن هو.. كم خذلنا هؤلاء بعد عشرة طويلة و ذكريات جميلة و أيام سعيدة و أسفار ممتعة.

عندما تقسو الحياة على الأب

كم من والد علم ابنه و رعاه و سانده في مراحل عمره كلها، حتى صار من كوادر المجتمع، لكنه بعد أن كبر و اشتد عوده تنكر له، و صرخ في وجهه بكل سفاهة:"الفضل لإرادتي و ذكائي" هكذا بكل بساطة..ثم ارتحل و ترك دموع الحسرة على خد والده المسكين، المكلوم من تقلب الزمان و تنكر الولدان

الأرملة الجريحة و الحياة القاسية

و كم من أمترملت أو طلقت، و قد تعلق بها أولادها، فأبت الزواج حرصا على لم شملهم، و تربيتهم على عينيها، و قد عزمت أن توفر لهم كل مقومات النجاح و الفلاح في حياتهم، فربتهم و سهرت على راحتهم و تعبت لأجلهم، بل لعلها عملت خادمة في بيوت الناس، و هي التي كانت قادرة على أن تتزوج، و يؤتى لها بمن تخدمها، لكنها الأم.. الأم المشفقة، الأم الحنونة.. حتى إذا صاروا كباراً، و قوي عودهم و فازوا بمناصب اجتماعية، تنكروا لها، و انفضوا من حولها، و تركوها غارقة في بحر من الأحزان، و هي التي ضيعت زهرة شبابها لأجلهم، فجازوها بالنكران و الجحود آخر حياتها.

عندما يهان الأستاذ

و كم منأستاذ ربى و علم، و نصح و أرشد، فلما دار الزمن دورته، و كبر الأستاذ و تقاعد، و تصادف أن التقى به طلبة الأمس، ضحكوا من انحناء ظهره، و شيب شعره و تهامسوا بالسوء و قهقهوا، و ما رعوه حق قدره، حتى إذا اقترب منهم أشاحوا عنه بوجوههم، كأنه لم يعرفهم و لم يعرفوه، فأي سفالة أكثر من هذه التي تجرح من كاد أن يكون رسولا.

زوجة وفية و زوج فرعوني

و كم من زوجة وفية عانت لافتقار زوجها، فصبرت على ذلك، و حرمت نفسها من متع الدنيا الحلال، و إن ساءت حاله أكثر تحملت ضعفه و مرضه فلما قوي و اغتنى تنكر لها و تغير حاله معها، و لعله طردها بعد أن طلقها، و لم يرع تلك الأيام التي وقفت فيها إلى جانبه في الشدة و الضراء و البلاء، فتركها في صدمة نفسية لا يخرجها منها إلا لطف الله بها، فأين الود و العرفان؟ أم صار النكران هو الديدن.. و قد قال تعالى " و لا تنسوا الفضل بينكم".

زوج كسرته قسوة الجحود

و كم من زوج جعل زوجته تاج رأسه و أميرة بيته، و رعاها حق الرعاية و صان عرضها و حمى شرفها،، و أحسن إليها كل الإحسان، لكنها كفرت بالعشرة و قالت "ما رأيت منك خيرا قط'' فأي تنكر هذا و أي ظلم بعد هذا الظلم؟

و بكى الشيخ

و كم من شيخ درس و شرح و فصّل و فسر لطلبته، فلما كبر الواحد فيهم و ظن أنه قد تعلم، تنكر لشيخه و لعله سفّهه، و عيّره بالقصور و الجهل و قلة العلم، فاعتزل الشيخ مكلوما بجراحه، ممن ظنهم أولياء الله في صغرهم، فأين الود و العرفان أم أن الجحود صار دينا في هذا الزمان؟

ذبحتها بسكين الصداقة

و كم منفتاة قضت نصف عمرها وفية لمعاني الصداقة مع صديقتها الوحيدة، فكانت تسهر معها الليالي في مذاكرة الامتحانات، و تلخيص الدروس، بل و ساندتها في محن مريرة، فكانت تحزن لحزنها و تبكي لبكائها.. و كانت شمس نهارها، و بدر ظلمتها، و الأخت التي لم تلدها أمها، و كم فرحت لفرحها فأهدتها أغلى الهدايا، و لكن هذه الصداقة تحولت إلى كابوس بعد أن تزوجت صديقتها، فقد تنكرت لها، و ارتحلت عنها، فإن رأتها في عرس أو قرح أشاحت عنها بوجهها، كأنها لم ترها و لم تعرفها، فكان فعلها سببا لانهيارها و انزوائها في زاوية، تبكي الأيام الملاح التي خلفتها لحظات قسوة و جحود، و غدر صديقة ناكرة، كيف لا و قد طعنتها غيلة و غدرا في ظهر صداقتها.

هكذا باعه إخوته

و كم من أخ تيتم إخوته فترك دراسته، و تفرغ للعمل لإعالة إخوته و تربيتهم؛ مخافة أن ينحرفوا و يضيعوا، لكنهم كبروا و تغيروا بل تنكروا له، بل لربما طالبوه بالرحيل عنهم، و طردوه شر طردة، فإذا هو كالمجنون لا يعي ما حدث له، و هو الذي أبى الزواج يوما حتى يكفلهم، و أبى أن يعيش شبابه من أجلهم و أنفق كل ماله ثم رموه من أعلى عمارات التنكر.

و داس على شمعة حياته

و كم من ضال كان تائها في طرقات الغواية و الضلال، فسخر الله له صديقا أو أخا أخذ بيده إلى طريق الإيمان و السلام، لكنه تغير بعد أن ظن أنه قد وصل، فهجر أخاه و سفهه، بل حتى السلام عنه قد قطعه، فيا له من موقف تهد منه الأبدان في زمن التنكر للخلّان.

فليعد الوفاء إلى حياتنا

إن الحر الأصيل ليأنف أن يسقط في سفالة النكران و مهاوي الجحود، لأنها من طباع اللئام و خصال أهل النفاق، و طبائع القلوب المريضة، و الحر يأبى أن يتلبس بصفات الجحود؛ لأن من كانت تلك صفاته كان جاحدا بنعمة الله تعالى، و كان ذلك مدعاة لغضب الرب تبارك و تعالى قال ابن الأثير في النهاية: "من كانت عادته و طبعه كفران نعمة الناس و ترك شكره لهم، كان من عادته كفر نعمة الله عز و جل و ترك الشكر له"، فليعد الوفاء إلى حياتنا، حتى يعم السلام مجتمعنا، و تنكفيء الدموع و الأحزان عن أيامنا، و خير الناس من حفظ أمانات العِشرة، و كان وفيا لمن أعطوه يوما جزء من حياتهم، و كانت مكانته عندهم بمثابة الروح من الجسد، فلنشع الوفاء لننعم بمشاعر الهناء في حياتنا، و لنعد بناء جسور الوفاء في حياة مجتمعنا و أسرنا، لننعم برضى الله، و محبة الناس أجمعين.

قراءة 1713 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 28 أيلول/سبتمبر 2016 18:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث