قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 05 آذار/مارس 2017 19:21

مَن لحقوق المرأة المسلمة في يوم المرأة؟!

كتبه  الأستاذ مجدي داود
قيم الموضوع
(0 أصوات)

استطاعت الحركةُ النِّسوية المتطرفة أن تجعل للمرأة عيدًا سنويًّا، يسمُّونه يوم المرأة، و هو يوم الثامن من شهر مارس من كلِّ عام، و كان أول احتفال بعد انعقاد المؤتمر الأول للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945، و هو اتِّحاد يتكوَّن من المنظمات الرَّديفة للأحزاب الشيوعية، و لم يتمَّ تخصيص يوم الثامن من مارس كيومٍ عالمي للمرأة إلا بعد سنوات طويلة من ذلك؛ لأنَّ منظمة الأمم المتحدة لم توافِقْ على تبني تلك المناسبةِ سوى سنة 1977، عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارًا يدْعو دول العالم إلى اعتماد أيِّ يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررتْ غالبية الدول اختيار الثامن من مارس.

في يوم المرأة العالميِّ تحتفل النِّساء الغربيَّات بهذا اليوم، يتحدَّثن فيه عن حقوق المرأة، و عن التَّمييز ضدها، يتحدثن فيه عن حقها في العَهْرِ و الزنا، و عن المِثْلية الجنسية، و إقامة العلاقات غير الشرعيَّة، يتحدثن فيه عن المرأة المتحضِّرة التي تتحدَّى المجتمع و الضوابط الشرعية، و الأعرافَ الأُسَرية، يتحدثن فيه عن المساواة بين الرجال و النساء، يتحدَّثن فيه عن حق المرأة السعودية في قيادة السيارة، و عن حقِّها في الخروج للعمل بلا ضوابطَ، و عن حق المرأة في كلِّ البلاد في التعامل مع الزَّوج بندِّية، و يهاجمنَ قوامةَ الزَّوج على زوجته، يهاجمن الإسلامَ؛ لأنه يفضِّل الرجال على النساء بزعمهن، يهاجمنَ نظامَ المواريث في الإسلام، يهاجمن العفَّة و الأخلاق و الانضباط.

و في يوم المرأة العالمي، يطيب لي أن أفضحَ دعاوَى هذه الحركةِ النِّسوية المتطرفة، و مواقفها المتحيِّزة ضد المرأة المسلمة،  و هدفها من إخراج المرأة من حضن الإسلام الذي حفِظ لها كافَّة حقوقها السياسية و الاقتصادية و الشرعية، كأمٍّ و أختٍ، و زوجةٍ و ابنةٍ، و جاريةٍ أيضًا إن كان ثمة جَوَارٍ، إلى أحضان الفساد الإعلامي و السياسي و الاقتصادي، في ظلِّ الحديث عن حقوق المرأة في يوم المرأة العالميِّ، تتجاهل الحركة النِّسوية المتطرفة حقوقَ المرأة المسلمة، التي تنتهكُها قوَّات الاحتلال الأمريكيِّ و الصِّهْيَوْنيِّ و الناتو و الروسي و الإثيوبي و الكيني و غيرهم في كلِّ البلاد و الدول العربية و الإسلامية المحتلَّة؛ حيث لا أحدَ يهتمُّ بهنَّ، و لا يسأل عنهنَّ، و لا يتحدَّث عن حقوقهن و لا احتياجاتِهن.

في فِلَسطين تعاني المرأة الفلسطينية أشدَّ المعاناة؛ ففي قطاع غزة الحصار مستمرٌّ منذ ستِّ سنوات كاملة، حصار بسبب اختيار سياسيٍّ حر، حوصرت غزةُ، و مُنع الطعام و الشراب عن النساء و الأطفال و الشيوخ العجائز، فمَنعت نفسَها عن الطعام؛ لتُطعم صغارَها، مُنع الدواءُ عن المرضى، فمَنعت نفسَها من الدواء الذي تحتاجه؛ كي تداويَ وليدها؛ فضاعف ذلك من معاناة المرأة المسلمة الغزَّاويَّة.

كم من امرأةٍ فقدت زوجَها شهيدًا بعدما قصفتْه طائرات الاحتلال، فتحمَّلتْ مسؤولية الأبناء و البنات، و كم من فتاة فقدت والدَيها في قصفٍ، فقامت بدور الأمِّ و الأخت، كم فتاةً فقدتْ ذراعَها أو رِجْلها أو أصابتها شظيةٌ في عينها، كم من فتاة في الضِّفة الغربية وقفت أمام حاجز عسكريٍّ صِهْيَوْنِيٍّ فتحرَّش بها جنودُ الاحتلال و أجبروها على التفتيش عاريةً، دون أدنى احترامٍ لحقوقها الإنسانية، و دون أدنى استنكارٍ من الحركة النِّسوية المتطرفة!

في معتقلات الكِيان الصِّهْيوني يتفنَّن جنود الاحتلال في تعذيب المرأةِ المسلمة الفلسطينية، و قد كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصِّهْيَونية، في عددها الصادر يوم 8 مارس - أيْ: يوم المرأة - عن قيام قوات الاحتلال الصِّهْيَوني باختراعِ وسائل تعذيب جديدةٍ ضد الأسيرات الفلسطينيات داخل سجونها، كما تقوم باستجواب الأسيرات و هنَّ عُريانات، و كشفت أيضًا عن اعتياد جنود الاحتلال على الاقتراب جسديًّا من الأسيرات أثناء التَّحقيق و الجلوس بجانبهن، و استغلال كونِهنَّ مقيَّداتٍ، كما أكَّدت أن الأسيرات يتعرضْنَ للإهانة و التحقير و الضرب المبرِّح، و لكن مع ذلك لم نجدِ الحركة النِّسوية العالمية تحرِّك ساكنًا لهن، أو تُعيرهن أيَّ اهتمام، و لو حتى ببيانِ استنكار يتيمٍ.

في فلسطين الأسيرة "هناء الشلبي" تواصل إضرابَها عن الطعام لأكثرَ من عشرين يومًا على التوالي؛ احتجاجًا على انتهاك الاحتلال حقَّها، و سلبَها حريتها، و اعتقالها بلا جريمة و بلا محاكمةٍ، و هناك أخريات كان من المفترض أن يُفرج عنهن ضمن صفقةِ وفاءِ الأحرار، و لا يزال الاحتلال يرفض تحريرَهن، فأين أنتم يا دعاة حقوق المرأة؟!

عن أي حقوق تتحدثون؟ و هؤلاء لا يملكن الطعام و الشراب و لا يريْنَ شمس الحرية و لا يجدن الدواء؟! أوَ ليس الأولى أن نوفِّر لهن أسبابَ الحياة قبل أسباب الرفاهية؟! أين هي أولوياتكم يا مدَّعي التقدُّم و الرقي و الحضارة و المدنية؟!

و مِن هضم حقوق المرأة الفلسطينية إلى هضم حقوق المرأة العِراقية، عشراتُ الآلاف من الأرامل، و مئاتُ الآلاف من الفتيات اليتيمات، و هؤلاء اللاتي وُلِدْنَ مشوَّهاتٍ نتيجة الأسلحة الفتَّاكة، و هؤلاء اللاتي فقدن بعض أطرافهن يدًا كانت أو رجْلاً، و هؤلاء اللاتي مزَّق الرصاص أجسادَهن، و هؤلاء اللاتي اغتصبَهن جنود الاحتلال في سِجن أبي غريب و غيره، و هؤلاء اللاتي يسكنَّ العراءَ؛ لأنَّ الاحتلال قصَفَ منازلهن فدمَّرها، و هؤلاء اللاتي لا يجدن في منازلهن كِسرةً من الخبز يأكلْنَها، و غيرهن.

الكثير من المآسي و الأحزان، و الحقوق المنتهكة على أيدي جنود المحتلِّ الأمريكي، فيا تُرى من يهتم بحقوق هؤلاء؟!

ألسن نساءً و لهن حقوق على المجتمع الدولي؟!

لماذا لا يتدخَّلون و يفرضون على الحكومة العراقية أنْ تهتمَّ بهن و تراعيَهن، و توفر لهن فقط احتياجات الحياة الضرورية، فهنَّ لا يحلمن بهذا كي يطالِبْنَ بغيره؟!

و من المرأة العراقية إلى المرأة الصومالية، المرأة الصومالية كانت تفاضل بين أولادها، أيُّهم تعطيه كِسرة من الخبز ليعيش، و أيُّهم لا تعطيه تلك الكسرة فيموت جوعًا، المرأة الصومالية التي تعاني الأمرَّين، فالاقتتال الداخلي لم يتوقفْ منذ سنوات، و عندما دخلت القوات الإثيوبية زادت المأساة، و حلَّت القوات الإفريقية محلَّ الإثيوبية، و لكن لم يمضِ الكثير من الوقت حتى تدخَّلت القوات الكينية في الأراضي الصومالية لتلحق بها من جديد القوات الإثيوبية؛ لتتفاقم معاناةُ المرأة الصومالية، فمن يا ترى اهتم بها؟!

لم نسمع أن هذه المنظمات النِّسوية العالمية المتطرِّفة أصدرت بياناتٍ، أو أرسلت قوافلَ إغاثية، أو سيَّرتْ رحلات استكشافية للواقع هناك، أفبعد هذا يتحدَّثْنَ عن حقوق المرأة؟!

هذا غيضٌ من فيضٍ، و لو أردتُ الإطالة لأطلت، و لو أردتُ الاسترسال لاسترسلت؛ فإنَّ الواقع محزِنٌ، و المآسيَ كثيرة، و هذا ما يكشِف لنا عوار دعَوَاتِ تحرير المرأة و إعطائِها حقوقَها، و يكشف لنا عوار المؤتمرات و النَّدوات العالمية، و الاتفاقيات الدولية الملزِمة، و على سبيل المثال، فإن مجلس حقوق الإنسان الدَّولي، ناقش في يوم المرأة إعطاء المِثْليِّين من الجنسين حقوقَهم و توفير الحماية لهم، كما كتبت بعضُ متزعِّمات الحركة النِّسوية المتطرِّفة مقالاتٍ في عدد من الصحف، خلتْ تمامًا من التعرُّض لأيٍّ من الظروف التي تعيشها المرأةُ بسبب الفقر أو الظروف السِّياسية السيئة، و كان كلُّ همِّهنَّ هو الحديثَ عن الحرِّية الجنسية، و قهر الأزواج المزعوم؛ متمثلاً في تعدُّد الزوجات، و فرض الحجاب على المرأة، و منع المرأة من الوصول لكرسيِّ الحكم، و كأنَّ مشكلة المرأة هي أنها ليست عاهرةً، أو أنها لا تجلس على كرسيِّ الحكم، أو أن زوجها تزوَّج عليها.

في المقابل نشر الكثير من الشباب و روَّاد المواقع الاجتماعية الكثير من الصور، التي تبيِّن الحالة المزريةَ لبعض الأُسَر، التي تعود قطعًا بالسلب على المرأة، فتظهر في إحدى الصور امرأةٌ و قد أخرجَت كِسرةً من الخبز من "برميل زبالة" و تعطيها لابنها، و أخرى تحمل ولدَها الذي تظهر عليه علامات البؤس و المرض و تقفُ به في الشارع؛ لعلَّ الناس يعطونها من فضل الله، أليس لمثل هؤلاء حقوقٌ أيضًا؟

و حقوقهن يسيرة و معروفة، لماذا لا تنتفض الحركة النِّسوية للمطالبة بحقوقهنَّ؟!

و في يوم المرأة العالمي أيضًا أقام حزب الحرية و العدالة الإسلامي المصريُّ مؤتمرَه الأول حول المرأة، ناقش فيه كيفية التغلُّب على جميع المعوِّقات التي تواجه الأسرة المصرية كافةً، و ليس المرأة وحدها دون الرجل، و مشاكل العنوسة، و عزوف الشباب عن الزَّواج، و تأخر سنِّ الزواج، و كذلك ما تعانيه المرأة من ظروف اقتصادية سيئةٍ، و قد أظهرت المشاركات نضجًا كبيرًا، و إدراكًا حقيقيًّا لمشاكل المجتمع بصفةٍ عامَّةٍ، و المرأة بشكل خاصٍّ، و هذا هو الفارقُ بين حقوق المرأة من منظور الشرع، و بين حقوقها من منظور الانحلال و التفلُّت، و للعلم فإن وسائل الإعلام تجاهلَتْ هذا المؤتمرَ؛ حتى لا يظهر أنَّ هناك مَن يهتم بحقوق المرأة غير هؤلاء النِّسوة المتطرفات.

و للتدليل بمثالٍ آخرَ على الأهداف الخبيثة لهذه الحركة النِّسوية، فإن هؤلاء النسوة يتغنيْنَ ليلَ نهارَ بسِيرة و كفاح ونضال "هدى شعراوي" المزعوم من أجل حقوق المرأة، و لكنهنَّ في ذات الوقت يتجاهلْنَ عن عَمْدٍ السيدة "لبيبة أحمد"، و هي رفيقة النِّضال السياسي لهدى شعراوي خلال ثورة 1919، و قادت معها التَّظاهرة النِّسائية الكبرى، إلا أنها انفصلتْ عن هدى شعراوي بعدما أسست "الاتحاد النسائي" سنة 1923، و تأثرت بالأفكار الأوروبية تأثرًا كبيرًا، و اتجهتْ لبيبة أحمد إلى تأسيس "جمعية نهضة السيدات المصريات"، و هي جمعية ذات طابَع اجتماعيٍّ أخلاقي، اهتمتْ بتحسين المستوى الخلقي و الديني المستمدِّ من الشريعة الإسلامية، و كانت تهدِف إلى زيادة فرص التعليم أمام الفتيات، و محاولة جعلِه إجباريًّا في المراحل الأولى، بالإضافة إلى العناية بأحوال الطبقة العاملة المصرية، و تشجيع الصِّناعات الوطنية و التجارة المحلية، ثم انضمَّت بعد ذلك لجماعة الإخوان المسلمين، و رأسَتْ أول قسم للأخوات المسلمات بالجماعة، فلماذا لا تذكرُها أيٌّ من مؤسسات حقوق المرأة، أو هؤلاء النِّسوة اللاتي يدَّعِينَ حرْصَهنَّ على المرأة، و يظهرْنَ حسرتَهنَّ على حقوق المرأة المسلوبة؟! ألم يهضمنَ حقَّها و هي رائدةٌ من رائدات الحركة النِّسوية و لكنها منضبطة بالشرع؟! أم لأنَّها التزمت بالدين و الشرع؛ فقد خالفت أصول دعوتِهنَّ، و خرجت عن مبادئهن الرخيصة؟!



رابط الموضوعhttp://www.alukah.net/sharia/0/40343/#ixzz4aTdCmNdc

قراءة 1565 مرات آخر تعديل على الجمعة, 10 آذار/مارس 2017 07:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث