قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 26 آذار/مارس 2017 18:56

رؤية نقدية في مسيرة الإعلام الإسلامي

كتبه  الأستاذ محمد الأمين المقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

النقد وفق ضوابطه و أطره و أدبياته، و من أهله؛ ضرورة حضارية، و فريضة شرعية، لا تُضَيِّق من مساحتها الظروف و الأحوال الصعبة، و لا تلغيها مكانة شخصية عامة أو خاصة، فهو مطلوب في أوقات الحرب كما في أوقات السلم، و يخطئ من يعتقد أن النقد يجب أن يختفي عند الأزمات باعتباره مشغلة و مضيعة للوقت، و هذه نظرة سطحية تخالف حقائق ثابتة في نصوص الوحي، من وجوب ممارسة الإصلاح و التغيير و النقد الذاتي، و التمسك بالمراجعة الذاتية لا يمكن أن نقفز عليه بحجة أننا نكشف عوارنا أمام خصوم شرسين يتربصون بنا الدوائر، بل إن شفافيتنا و صراحتنا مجلبة لرضا الله، و خطوة لنيل القبول بين المخاطبين، فالتعامل أولاً و أخيراً مع الله تعالى، و لا يمكن أن نلغي فريضة شرعية و حضارية بحجة عدم إعطاء الآخر فرصة للتشفي، مع أن هذا الآخر سيوجه سهامه في كل الأحوال، كما أن تغييب النقد و المراجعة سيعلم الأمة الخنوع و الرؤية الأحادية، و في كلا الأمرين شر، فالجيل الذي يربى على أن يغمض عينيه عن أخطاء رفقته و قادته في المسيرة لا يرتجى منه خير غداً.

واقع الوعي الإسلامي بعد الربيع العربي

من إيجابيات الربيع العربي أنه كان فاضحاً لشخصيات، و هيئات، و دول، و منظمات، لطالما قدمت نفسها على أنها طليعة الأمة العربية و الإسلامية في مسيرتها نحو التغيير و الرجوع إلى ريادة العالم، بعد أن أحسنت دغدغة مشاعر الأمة بشعارات المقاومة و الممانعة و القومية و غيرها، حيث أسقطت الموجة الأولى للربيع العربي أقنعة الكثير من العملاء و المنافقين، ما جعل الأمة الإسلامية تختصر مسافات زمنية هائلة في مسيرة الإصلاح و المواجهة من جهة، و من جهة ثانية نجت الأمة من الدوران في الحلقة نفسها، بعد أن ثبت اليوم أن العمل الصحوي ثم النهضوي في بعض أولوياته، كان ضحية مسارات رسمتها الأنظمة و معها أيادي النظام العالمي الحاكم، و لولا هذا اللطف الرباني، لطوت مسيرة العودة و الإصلاح عقوداً طويلة دون أن تصل إلى أهدافها، و لرحلت أجيال و أجيال قبل أن تكتشف حقيقة المشار إليهم.

غير أن الربيع العربي و ما تلاه من ثورات مضادة، ثم ظهور فكرة تقسيم العالم الإسلامي من جديد، بعد أن ألهمت الثورات المضادة الغرب المتيقظ و المتربص، و شجعته على المضي قدماً في إحياء خطة الشرق الأوسط الكبير، كشف قصور الوعي الإسلامي عن الإحاطة بآليات المجابهة، برغم مكانته المهمة؛ بسبب احتلاله مقدمة المواجهة، باعتباره العنصر الأقوى و الفعال في مواجهة المشاريع الغربية و الشرقية خلال العقود الماضية و اليوم، خاصة بعد أن جعل تحرير الشعوب الإسلامية من الاستبداد و الظلم، و الخروج بها من التبعية المهينة أبرز أولوياته، و قد تجلى القصور على الوعي الإسلامي في تسيير المواجهة الخطيرة ضد خطط التفتيت و التقسيم، على عدة مستويات، غير أن أخطرها ظهر جلياً في العمل الإعلامي، الذي بقي يراوح نفسه بين محاولة إثبات وجوده، و بين مقارعة المخططات العدوانية ضد المسلمين بعقلية التهوين، و نفسية التهويل، و لا شك أن العمل الإعلامي داخل الحقل الإسلامي راح ضحية تراكمات كثيرة لم تنل حقها من المعالجة في مرحلة الصحوة عندما دخلت الأمة مسيرة الانتهاض و النهضة بتلك الأخطاء و الإشكالات دون أن تعطيها حقها من الاهتمام و المعالجة، و هو ما ندفع ثمنه اليوم، فالتدين الأجوف، و القصور في التنظير على المستوى المتوسط و القريب، و الانهماك في قضايا فرعية رفعها أصحابها إلى قضايا مفصلية كبرى، و الغرق في اعتبار الوعظ الحادي الأول في مشوار استئناف مسيرة الحضارة الإسلامية الغائبة منذ قرون، و إهمال التمييز بين أفراد العمل الإسلامي عموماً، و عدم احترام التخصصات، و الخلط بين الممارسة السياسية و الدعوية، و تقديم العمل الخيري على العمل على بناء اقتصاد حقيقي، من خلال الاهتمام باقتصاد المعرفة و تهيئة رجاله لدخول معترك عالم المال و الأسواق، و الذي يعد عصب الحياة، من سيطر عليه تحكم في صناعة القرارات.

الإعلام الإسلامي في فخ الارتدادات

من الثغرات التي لم يتنبه لها العمل الإسلامي باكراً، أن التواجد في ضفة المعارضة، و ضفة بناء رجال الدعوة، أهمل بناء رجال الدولة، و لعل أبرز من نعنيهم هنا هم رجال السياسة و الإعلام، حيث استفاق العمل الإسلامي على قلة مخزونه من السياسيين و الإعلاميين، بسبب طول الفترة الكهفية، التي كانت ترى وجوب اعتزال العمل السياسي و الإعلامي، و الاكتفاء بالمسجد و العمل الخيري، و لعل المسؤول الأول عن الغياب السابق يرجع إلى قراءة وسائل التدافع الحضاري بنفسية الواعظ، بدل عقلية الإداري الفذ و السياسي المحنك، الذي يفترض فيه وعيه بخطورة المعركة، خاصة أن خصمه قد شحذ لها أقوى أسلحته الفتاكة، و نعني بذلك الآلة الإعلامية المحلية و العالمية الضخمة، التي أثبتت أن الإعلام يمكن أن يلعب دور المكابح داخل قطار أي ثورة، إذا لم يجد إعلاماً يساويه في القوة أو يفوقه، و لعل الفشل الذي حصل في إدارة مكتسبات الثورة المصرية خير دليل على ذلك، بعد أن سيّر العمل الإسلامي هذه المكتسبات بعقلية الاستكانة و المسامحة، بدل ذهنية المكايسة و المغالبة.

و من أبرز مظاهر ضعف الإعلام الإسلامي غيابه عن صناعة الفعل، بل إن المتابع له يجده ضحية لاعتبار نفسه مجرد مطارد للأزمات التي تظهر هنا و هناك، حتى صار من المألوف أن تراه يطارد كل ثغرة يفتحها عدوه، فيحسب أنه يخدم قضايا الأمة، و هو في واقع الأمر يسير بخطى ثابتة في مسارات صنعها العدو بإتقان و إحكام، فالعدو يعرف تماماً أن قوة المسلمين في روحهم المعنوية، و أن هزيمة هذه الروح، كفيلة بأن تجعل المسلمين يتخبطون في رسم صورة المشهد الحقيقي للأحداث، و من ثم اتخاذ سلوكات و ردات فعل لا يعرف عواقبها أحلمهم.

الإعلام الإسلامي و ممارسات اللطم

و مع تعدد الأزمة وصل الإعلام الإسلامي إلى مرحلة صار فيها مجرد بوق للأخبار، بدل التركيز على أسباب القضايا و الأزمات التي نعيشها، سار إلى اعتماد نظرية المؤامرة، و اتخاذ اللطميات سبيلاً للمواجهة، فصرنا نلوم الغرب و إيران على خططهما ضد الأمة الإسلامية، و ننفخ في قوتهما، حتى سرى اليأس في شباب الأمة، و تزلزلت معاقد الأمل التي كنا نزرعها في جيل الصحوة و النهضة.

و بدل تسليط الضوء على أسباب الذل و الهوان الذي نعيشه صارت ردات فعل الإعلام الإسلامي توحي للناظر بأن من نسميه عدواً ليس من حقه أن يخطط ضدنا و يحاربنا، و هذا من المبكيات، فالعدو سمي عدواً لعدوانه و طغيانه، و هل ننتظر منه غير المواجهة و الصراع؟!

إن القرآن الكريم و برغم تناوله لخصائص أعداء الإسلام، أثبت أن الهزيمة إن وقعت فإنما مرجعها إلى تفريطنا، و ظلمنا، {وَ مَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}[الشورى٣٠] {وَ لا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال٤٦و بيّن السبب الرئيس للنصر: {إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد٧، فإذا كانت الأمة مشتتة ممزقة، تحكمها أنظمة تكيد لبعضها البعض، و تربطها علاقات وثيقة مع الكيان الصهيوني، و تحارب الإسلام السياسي المعتدل، و تنفي عباقرة الشعب، و تفرط في مقدراتها، فكيف نلوم العدو على تسلطه و نحن من أتحنا له الفرص لحربنا؟!

و إذا انشغلت الأمة السنية بتجريح بعضها البعض، و ضرب رموزها، و التنكيل بمشايخها و مفكريها المصطفين أصلاً مع شعوبهم، فكيف نرتجى الثبات و النصر؟ و قد أفرغنا الساحة من مختلف الطاقات و المواهب.

إن التركيز على العدو الخارجي، و إلصاق كل مآسينا به، عار لا يليق بالمسلم، المسلم الذي يقرأ في حله و ترحاله، و يومه و ليله آيات تبين أسباب الهزيمة و النصر لا يليق به أن يرضى بمجرد إنكاره لخطط أعدائه، و اتخاذ وضعية المندد، بل إن هذه الوضعية أحد أسباب الهزيمة، التي لا ينكرها عاقل.

الهروب من الحقائق ليس حلاً

و مما سبق نجد أن غرق الإعلام الإسلامي في اللطميات و البكائيات، هو هروب إلى الأمام، لن يغير واقعاً، فالتذمر و التسخط لم يكونا يوماً من وسائل التغيير و الإصلاح و المواجهة في حياة بقية الأمم، فكيف نقبل باعتمادهما وسيلة للمواجهة، و فينا نصوص الوحي التي ترسم مشهد النصر و الفوز؟ إن هذه الحيل النفسية، لن تقرب مخرج النفق منا و لو بقينا قروناً على هذه الحالة، و على من نتحايل أصلاً؟ هل نتحايل على خالق الأسباب و من دعانا إلى الأخذ بها و علمنا سبيل النصر و سبل الهزيمة؟ أم نتحايل على شعوب باتت تعرف عدوها الأول، الذي دون التحرر منه و من استبداده، ستظل تعاني تحت سيطرته؟ هل نحتال على العدو الذي يعرف أن ضعفنا هو أقوى سلاح بيده؟

إن الهروب من الحقائق بحجة أن المرحلة صعبة و معقدة، لن يفيدنا أبداً، فسنن الله لا تحابي أحداً، و هنا نذكر ما فعله رئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرشل أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما جمع أفضل من أنجبتهم بريطانيا من خبراء من أجل دراسة أسباب الهزيمة، و اكتشاف أسباب التفوق الألماني عليهم، و قد ظلت هذه النخبة شهوراً تحت الأقبية تدرس مكامن الضعف، و فواعل النصر، أما على المستوى الشعبي فلم يكن تشرشل يضيع وقته في شتم ألمانيا، و لم يبع شعبه الأوهام، بل خاطبه قائلاً: «لا أعدكم بشيء سوى مزيد من الدماء مزيد من الدموع مزيد من التضحيات»، و قد كانت النتيجة انقلاب الهزيمة إلى نصر، بعد أن أخذوا بأسباب النصر، و تجنبوا أسباب الهزيمة، فهل النصارى أولى منا بهذا الفقه؟!

الإعلام الإسلامي و المسؤولية التاريخية

إن العمل الإعلامي الإسلامي مطالب اليوم بتركيز جهوده على صناعة أسباب النصر، و كشف أسباب الهزيمة، بدل إنفاق الجهود في شتم العدو، فالعدو معروف، و خططه معروفة، لن تخرج عن هدم أحد الكليات الخمس، إن الإعلام الإسلامي مطالب أيضاً برفع الروح المعنوية بحق، و ذلك بربط الشعوب المسلمة بموعود الله لها بالنصر، بدل تركها تغرق في الواقع الصعب، مقطوعة عن استمطار المدد الرباني، و مطالب بالتركيز على نشر قيم الحرية التي جاء بها التوحيد، و العدل الذي جاء به الإسلام و التغريد به، و تحصين البناء الداخلي، من خلال التركيز على تربية الرجل المسلم المبدع، الصانع لقيم النصر و القوة و الجمال، الذي يحسن المناورة و المواجهة دوماً.

هذا ما يرجى من العمل الإعلامي الإسلامي، فجهود إعلام معسكر الشر تركز على هدم الإنسان المسلم من الداخل، و تفكيك أعمدة الثبات في حياته، أكثر من تركيزها على حملات قادتها و جنودها، فهل من رجل رشيد يقود العمل الإعلامي إلى مسار البناء، و يخرج به من متاهات ردات الأفعال و رجيع الصدى؟

قراءة 1358 مرات آخر تعديل على الجمعة, 31 آذار/مارس 2017 07:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث