قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 01 نيسان/أبريل 2018 15:17

القِيَم أو الضياع

كتبه  الدكتور محمد شداد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بعيداً عن السياسة و ألآم الحرب و مواجعها و دهاليز الصراع الفكري و الايديولوجي، ندلف الى القيم الإنسانية و الدينية و الأخلاقية، لب الوجود الإنساني و جوهره و سره. القيم التي تُعَرَّف بأنها مجموعة العادات التي يتأثّر بها الإنسان في صباه، و تصبح جزءاً من سلوكيّاته و تصرّفاته اليومية في تعامله الشخصي و الاجتماعي، سواء مع أصدقائه أو أهله و أقاربه. القيم التي يحملها الانسان الذي ميّزه الله عن بقية خلقه و الكائنات و حمله في البر و البحر و فضله على كثير من خلقه و نعمائه، و اختص المسلم العربي الأصيل صاحب النخوة و الغيرة و القيم من قبل عهد لرسالة المحمدية. حتى قيل إن العربية الحرة لا تزني و لا تعرض نفسها في أماكن تخدش الأخلاق و تشوه سمعة الرجال و كرامتهم. قديماً تغنى الشاعر الجاهلي بتعففه عن محارم جاره، فقال " و أَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي حتى يواري جارتي مأواها". مبادئ أكدها الإسلام و عزز وجودها قال الرسول صلى الله عليه و سلم " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ" و لا تقتصر مسؤولية المرء الاخلاقية على نفسه فحسب، بل تمتد إلى زرعها في نفوس أبنائه و اهله محيطة و ذويه، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم "كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول". كذلك يقول الشاعر حافظ ابراهيم مادحاً الأم القدوة الصالحة.. "الأم مدرسة فإن أعددتها * أعددت شعباً طيب الأعراقِ،.... حتى قال أنا لا أقول دعوا النساء سوافراً ***بين الرجال يجلن في الأسواق. ذلك الشاعر حافظ إبراهيم الذي نشأ في النصف الاول من القرن الماضي، عهد النهضة الفكرية و الانفتاح على الغرب بسفوره و صخبه، و عهد تحطم القيم التي نوه اليها شوقي منذراً و محذراً بقوله "و إنما الامم الاخلاق ما بقيت * فإن هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا". القيم و الأخلاقيات التي حرص عليها العالمين المتقدم و النامي قديمة و حديثه للحفاظ على المجتمعات من التفكك و الزوال لأنها سر الديمومة و البقاء. أنا لست داعيةً و لا مبشراً و إنما هو الشعور بعظم الأمانة الملقاة على عاتق كل مسلم، و التي تحثنا على القيم و غرسها لدى النشء، فتيات و فتيان صغاراً و كبار و تحديداً في مراحل حياتهم الأولى، و التي تعتبر مرحلة التحول الجسدي و الروحي و الوجداني، و تشكُل الأساس و اللبنة الأولى لمستقبلهم. و ترك الإهمال و التساهل الذي ساق ياسمين الخيام من خشبة النشيد الاسلامي إلى خشبة المسرح الغنائي كفيلٌ بأن يسوق الكثير من صغار السن لمصيرٍ مشابه، لأن العود بعد تصلبه يستعصي و يرفض التقويم، عملية غرس القيم المبكرة تشبه العملية الزراعية تماماً. تحتاج لزارع ماهر كالأب، الحريص على زرعه، و الذي يتعهده دوماً بالسقيا و الاعتناء. تشابهت حالة التساهل السابقة في تحمل مسؤولية القيم و تربية الأبناء مع سلوكيات و فكر المفكر السويسري الفرنسي جان روسو و التي دفعته إلى تأليف أشهر كتاب في التربية "إميل" و الذي يُدَرَّس في جامعات الغرب منذ القرن التاسع عشر كتعبير صادق عن نشأة اليتم البائسة و الضياع التي عاشها في طفولته و كتكفير و ردَّة فعل على جرمه في التخلي عن مسؤوليتة تجاه أبنائه الخمسة الذين وضعهم في ملجأ خيري لتربيتهم بذريعة حاجته و فقره قبل شهرته و ذيوع صيته و كانت نتيجته احزاناً و الآما نفسية رهيبة و شعوراً بالذنب رافقته طيلة حياته حتى مات. و من ثم فالحياة في مجتمعات منفتحة لا تعفي المرء من مسؤلية الحفاظ على أبنائه و الحرص على تنشئتهم تنشأه اسلامية صحيحة. فالانفتاح و التحرر المبالغ به و التجريف الحاصل للقيم العربية و الاسلامية بدعوى التحضر و التمدن و التماهي مع ثقافة المجتمعات طمعاً في رضاهم و القبول بعيش الأجانب بينهم، خطره بالغ كبير على الفرد و المجتمع برمته الامر الذي لا يجب السكوت عنه. إنها أمانة الأجيال القادمة في أعناقنا جميعاً و يجب ان يتنبه لها المسؤولين في الجاليات العربية و الإسلامية في الغرب الأوربي و الوسط العربي و الشرق الاسيوي. كما هي مسؤولية رجال الدين وحملة القرآن و علومه بل على واجب على كل مسلم مكلف و قادر. تحديداً القادمون من اليمن حديثاً سلائل النموذج الذي حمله القادمون منها و ساهموا في أسلمة هذه الشعوب التي اسلمت إعجاباً بالنموذج الاخلاقي الإسلامي الفريد الذي رأوه مثلوه و تمثلوه. فإذا تلاشت تلك الصور المرسومة جمالاً و صلاحاً و تقى في عقلية هؤلاء الشعوب عنا ستترك أثراً نفسياً سيئاً قد يصل الى حالات نفسية عدوانيه و كُره حاد. أمثلةً نسوقها علها تذكر بعض الذين عُقِدَتْ عليهم الآمال في حمل الرسالة و توصيلها إلى الآخر من اتباع الاديان و الثقافات الاخرى بعظم المسؤلية الملقاة على عاتقهم باعتبارهم القدوة و حملةً لقيم الإسلام، متسمين بالصدق و الأمانة و الوفاء بالعهد و التعاون و نصرة المظلوم و الرحمة للإنسان أيا كان دينه و توجهه لأن تلك المبادئ و القيم هي روح الإسلام الحقيقية الملامسة لأرواح الناس و مشاعرهم و الجاذبة له أكثر من القول النظري البعيد عن التطبيق و الممارسة.

الرابط: https://wefaqdev.net/art5919.html

قراءة 1454 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 11 نيسان/أبريل 2018 10:05

أضف تعليق


كود امني
تحديث