قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 16 شباط/فبراير 2020 07:04

لماذا كل هذه الخلافات ؟

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كنا في قاعة المحاكمات بمجلس قضاء قالمة في انتظار محاكمة أخينا معتقل الرأي عبد القادر بن عمارة الموقوف منذ مطلع شهر أكتوبر بعد استئنافه للحكم الموقع في حقه من طرف محكمة قالمة في شهر ديسمبر .. و طال بنا الانتظار هناك كثيرا ..

في البداية أخرجت مصحفي و راجعت وردي فيما أحفظ، ثم تنقلت بين أسطر الكتيب الممتـــــع " الطريق إلى القلوب " لصاحبه عباس السيسي حتى أرهقني النظر .. و لا زالت القضايا تمر تباعا فانتبهت معها قليلا .. و سبحان الله لفت انتباهي كثرة القضايا و تنوعها و غرابتها عن مجتمعنا كأني أجلس في مكان لا يمت بصلة لأعرافنا و أخلاقنا و سيرة أجدادنا .. كم مشاحنات كبيرة داخل أسرنا و داخل أحيائنا و داخل مؤسساتنا و داخل جزائرنا .. بدا لي للحظة أن لا أحد يحب أحد في هذا البلد، الكل حاقد على الكل و الكل يبغض الكل و الكل يتربض بالكل .. على أمور تافهة تقطع الأرحام وتشتت الأسر وييتم الأطفال وتضيع الأموال والمصالح .. بدا لي للحظة أن أعصاب هذا الشعب - محكومة على شعرة – كما درج القول، و أن علاقاته ببعضه على كف عفريت يقلبها كيف شاء و متى شاء و على أتفه الأسباب ..

شعب تحس مشاعره على فوهة بركان يغلي قلبه و عقله بألف قصة و قصة و يكتم في أعماقه ألف وجع و وجع .. ثم ينفجر في أي وقت لا يعمل له حساب فيدمر كل شيء بسبب أتفه شيء .. و إلا ما الذي يجعل محاكمنا تضج بكل هذه المحاكمات التي كان يمكن أن تحل بحوار هادي و تفاهم بين الأشخاص أو حتى في مجالس صلح تظللها حكمة الكبار .. لكن كل هذا لم يعد يجدي نفعا في محيطنا الملغم .. لماذا يا ترى .. !!!!

أعتقد أننا افتقدنا لكثير من القيم الأصيلة و البسيطة التي كانت توثق عرى علاقاتنا .. أبسطها الحب بين الأفراد بعيدا عن كل المصالح الدنيوية الفانية .. افتقدنا لقيم العطاء و التعاون و الإيثار الذي يقتل منابت الطمع و الأنانية المدمرة لكل العلاقات .. افتقدنا لأساليب الحوار الهادي في أسرنا و أحيائنا و مؤسساتنا بحيث يشرح أي سوء فهم و يفهم ما وراء الكلمات و المواقف و تعالج كل المشاكل العالقة بهدوء و حكمة قبل أن تتراكم و تتفاقم و تصبح بركانا يهدد صاحبه بالانفجار في أي وقت فيأتي على الأخضر و اليابس بعد فوات الأوان ..

ثمّ نادت القاضية على قضية الأخ عبد القادر فانتشلتني من ركام خواطري و هواجسي عن شعبي و مشاعره المتأججة بكل ما هو مدمر لأجمل العلاقات في مجتمعي .. و غصت بعدها في تفاصيل المحاكمة التي أبانت مرة أخرى عن مشاعر مبهمة من النيابة نحو هذا الشعب البسيط الذي خرج ليحرر البلاد من ممارسات عصابة أغرقت البلاد و العباد في مستنقعات الضياع .. كما أبانت عن تميز مبشر للمحامين الشباب الذين دافعوا و رافعوا بقوة و تميز و إبداع عن المتهم و عن القضية التي يحملها و يحملها معه أحرار الحراك .. مرافعات واعية ودقيقة و راقية تبعث حقا على الفخر بالمستوى الذي وصل إليه محامونا المحليين .. لتضج القاعة في لحظة مميزة جدا بالتكبير و الهتافات حين نطقت القاضية بالحكم ببراءة المتهم في قضية المساس بالتراب الوطني و تخفيف الحكم في قضية إهانة هيئة نظامية و الإفراج عنه مباشرة بعد الجلسة .. و عمت الفرحة أهله وأحبابه و المتضامنين معه من الحراك و غيرهم ..

و بقيت عالقة بذهني تلك القضايا و تلك المحاكمات التي استقر معها سؤال ملح، وجب معه على كل مكونات المجتمع أن تحلله و تحاول الإجابة عنه بموضوعيه، لتشارك جميعها في إيجاد حل واقعي قبل أن يضيع ما تبقى من مقومات العلاقات في هذا المجتمع .. ترى لماذا كل هذه الخلافات في أسرنا و أحيائنا و مؤسساتنا .. !! ؟؟ .

قراءة 1115 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 19 شباط/فبراير 2020 14:14

أضف تعليق


كود امني
تحديث