قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 12 حزيران/يونيو 2014 10:40

و إذا أصيب القوم في أخلاقهم...؟

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بأي ذنب ،و أية جريرة، يقتل أطفالنا كل يوم؟ ماذا جنت "شاهناز بودار" حتى تقتل تلك القتلة الشنيعة؟ لماذا طعنت ثلاثين طعنة؟ و لماذا ألقيت على بعد مائتي متر من بيتها؟

إنها لا زالت طفلة كاعب، ما تجاوزت بعد الرابعة عشر من عمرها.

لماذا تسلل العنف إلى مؤسستنا التربوية؟ تلك المؤسسة التي  عهدناها دوما مركز إشعاع للمعرفة و العلم، و منبر يشع  فينا أساليب التعامل  المثلى، و يهدينا إلى القيم النبيلة و الأخلاق الفاضلة.

ماذا حل بمدارسنا تلك، حتى غدت ساحات للقتل و الاغتيال؟

لماذا طعن (ب.أمين) زميله (شمس الدين) تلك الطعنة النجلاء، فأرداه قتيلا بثانوية البوني؟ بل لماذا لم يعد العنف يكتفي بالتوجه نحو الآخر، نحو الغير، المعتبر خصما و عدوا،  و غدا يتوجه إلى الداخل إلى الذات،و أصبحت ظاهرة الانتحار، التي كانت تهزنا من الأعماق، ظاهرة اعتيادية في مجتمعنا، جد مألوفة، حتى ما عادت تحرك فينا ساكنا ؟ بل هناك أسئلة أكثر أهمية، و أشد إلحاحا، تفرض نفسها على المتأمل في أوضاعنا الاجتماعية هذه الأيام و هي :

لماذا تجاوز العنف، تلك الضوابط الأخلاقية المتواضع عليها، و التي كنا نعرفها عنه قديما، و التي كانت تقضي بعدم التعرض للطفل، و الأنثى، و العاجز الكبير؟

و ما هي العوامل المباشرة و الفعلية، التي أدت إلى اتساع دائرة العنف، و تجاوزه لقواعده الضابطة له في مجتمعنا؟

ثم ما هي الأسباب التي تقف وراء ظهور أنماط جديدة من العنف، لم تكن شائعة في مجتمعنا، مثل خطف الأطفال، و السطو العلني و المسلح على الأفراد، و الممتلكات جهارا، على رؤوس الملأ، و في المدن و الحواضر خاصة؟

و من هي الجهات التي تتحمل مسؤولية انتشار العنف و اتساع دائرته، و استشرائه بيننا اليوم ؟

ثم ماذا يترتب عن سكوتنا عنه، و تجاهلنا له و عدم العمل على التصدي له بـحزم؟

ثم ماذا يجب علينا القيام به لوضع حد له، و أي الهيئات  تقع عليها مسؤولية مقاومته، و العمل على معالجته، أكثر من غيرها ؟

كل تلك الأسئلة تتطلب الإجابة عليها بدقة شديدة ،و بروح علمية، و بأسرع وقت، قبل أن يجرفنا تيار العنف، هذا الذي  يكاد أن يتحول إلى إعصار مدمر لمجتمعنا، دونه إعصار "كاترينا"، و لو ذهبنا نجيب عن تلك  الأسئلة لوجدنا الآتي:

1 – ظاهرة العنف:

العنف هو سلوك عدواني يتوجه به أحدنا نحو الآخر، بغية إفهامه أنه تجاوز حدوده، و قام بتصرفات آذتنا، و سببت لنا ألما، قصد حمله على ضبط نفسه، و كفّ آذاها عنَّا. أما إذا توجه نحو النفس ذاتها، فهو يعتبر  سلوكا شاذا و مرضيا، يدل على اختلال التوازن النفسي عند صاحبه، و عدم رضاه عن نفسه، و معاناته من إحباطات متكررة ، شديدة الوقع عليها، و العنف لغويا، أو حركيا، معنويا أو ماديا، يكون سلوكا مقبولا في حدود معينة، فإذا ما تجاوزها، صار سلوكا عدوانيا خطيرا، يجب البحث عن أسبابه، و الكشف عنها ، و العمل على إزالتها فورا، و إلا أنتج سلوكا خطيرا مدمرا، يلحق  أضرارًا بالغة الخطورة، بالفرد و المجتمع، و يكون مشروعا إذا أريد به دفع عدوان الآخرين، كما أشارت إليه الآية الكريمة }فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{ (البقرة - 194)، و يخرج عن الحد الطبيعي إذا كان لإرهاب الآخرين، و إفزاع الآمنين، و إلحاق الضرر بأرواحهم، أو ممتلكاتهم ، كما عبرت عن ذلك الآية  الكريمة:} وَ إِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ{ (البقرة - 205)، و هذا النوع من العنف ،لا بد من مقاومته، و الوقوف في وجهه، و التصدي له بقوة و حزم، و تسليط أشد العقوبات و أقساها، على أصحابه، و يجب أن تتظافر جهود جميع الهيئات الاجتماعية لمقاومته، كل في نطاق اختصاصه، و وفق ما تخوله له صلاحياته، و تتيحه وسائله و أدواته، و لا ينبغي السكوت عنه، لأنه يفضي حتما إلى تدمير الحياة الاجتماعية لا محالة , و لذلك قال الله تعلى :} إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ (المائدة – 33).

2 – دلالات العنف:

إن انتشار العنف في مجتمع ما، و تفشيه فيه، يشير في وضوح إلى :

   -  انهيار سلم القيم الأخلاقية الضابطة لسلوكيات المجتمع.

-          فشل المنظومة التربوية، في ترسيخ و تثبيت القيم الإيجابية في المجتمع.

-          انعدام الوازع الديني، الذي يرفد المنظومة الأخلاقية و التربوية، حتى تكون مؤثرة و فعالة، في تثبيت  السلوك الإيجابي ،على المستوى الفردي و الاجتماعي.

-          اختلال الثقافة، و فشل أجهزتها في الترويج للسلوك الإيجابي، و اختراقها من قبل الثقافات السلبية الهدامة.

-          عجز الأجهزة الأمنية عن القيام بما هو منوط بها من مهام، خاصة حفظ الأمن العام، لنقص في الأفراد  أو المعدات  أو التدريب.

-          احتمال وجود مؤامرة ترمي إلى هدم و تحطيم جسور الثقة بين الدولة و المجتمع، و ذلك بإظهار الأولى عاجزةً عن تحقيق السلم الاجتماعي، و حفظ الأمن العام، و توفير الأمن النفسي لمواطنيها، بما يجعلهم مهيئين نفسيا، لقبول نظام سياسي جديد يقترح عليهم.

 

3 – عاقبة السكوت عن العنف :

إن عدم مدافعة العنف، و السكوت عنه، يترتب عليه اختلال الحياة الاقتصادية، من حيث أن تنقل البضائع و الأشخاص و الأموال، يتطلب أمن الطرقات و الأسواق، و انعدامه فيها، ينجر عنه بالضرورة ميل الأفراد، إلى التوقف عن  الحركة، أو التقليل منها، حفظا لأنفسهم و لأموالهم، و ذلك يصيب حتما الحياة الاقتصادية بالشلل التام.

كما أن انتشار العنف، و انعدام الأمن، في مجتمع ما، لعجز النظام السياسي القائم، عن توفيره لمواطنيه، يحفزهم  لطلبه بطرقهم الخاصة، كأن يلجأون إلى طلب الحماية من الخارج، أو إلى تكوين مليشيات مسلحة تحميهم، و تدافع عنهم، مما يتخوفون منه من أخطار، على أنفسهم أو ممتلكاتهم.

4- كيف يدفع العنف ويُحسم :

يدفع  العنف و يحسم، بتحسين مستوى الأداء لأجهزتنا الأمنية، و ذلك بتوفير التكوين المناسب و الفعال لرجالها،  و إمدادها بالعتاد و التجهيزات التقنية المتطورة، و الوسائل المادية، التي تسمح لها بتعزيز أفرادها، بما يجعلها قادرة  على التصدي له، في أي صورة كان، و تحت أي ظرف من الظروف.

و يحسم  العنف و يدفع باستقلالية القضاء، بحيث يتسنى للقضاة إصدار أحكامهم، دون خوف أو تحرج ، مما يترتب عليها من آثار تتهددهم في أنفسهم، أو مناصبهم، أو ذويهم أو ممتلكاتهم.

       يحسم العنف و يُدفع، بحرص الدولة على تحقيق عدالة اجتماعية فعلية، تعم جميع أفراد المجتمع، يتفيئون  ظلالها، و تسكن نفوسهم إليها، و تضمن تكافؤ الفرص بينهم، و تكفل وصول حقوقهم إليهم، و تشعرهم بالمساواة فيما بينهم، ول ا ينبغي أن يغيب عنا القول المأثور:" عجبت لمن يدخل على وُلْده و هم  يتضاوون من الجوع  فلا يخرج على الناس شاهرا سيفه".

و ذلك أن الضوابط الدينية، و القانونية، و الأخلاقية، تسقط و تتلاشى، و تغدو كأن لم تكن، تحت تأثير الجوع، و لذلك قال علي كرم الله وجهه و رضي الله عنه:" لو كان  الفقر رجلا  لقتلته ", و في الأثر:"  كاد الفقر أن  يكون كفرا"، و هذا تلميحا إلى أن الضوابط الدينية، يضعف تأثيرها في النفس البشرية حالة إحساسها بالحرمان الشديد، لحاجة من الحاجات الأساسية، التي بها قوام حياتها، و استمرار وجودها, مثل الطعام  و الشراب و الجنس، و النوم، و ما إلى ذلك. و لهذا السبب عينه، ربط رسول الله -صلى الله  عليه و سلم-  بين إحساسنا بحاجة الجار الملحة للطعام، و إيماننا، كما ذكر ذلك فيما رواه عنه (ابن مبارك –رحمه الله) في  كتاب  الزهد:"  لا يشبع المؤمن دون جاره أو قال الرجل دون جاره".

يُدفع، العنف، و يحسم، بمراجعة، المنظومةالتربوية، و الدينية، و الثقافية، و الإعلامية، و جعلها تركز على القيم الإيجابية، و لا تكتفي بنقل المعارف مجردة، و تهتم بترسيخ القيم الأخلاقية، و المثل العليا، ذلك أن استمرار الحياة  الاجتماعية، و استقرار الدول و ثباتها، رهن بسيادة الأخلاق فيها، التي تجنب الناشئة الانحرافات و الآفات  المختلفة، و المستقطبة لهم، من خلال استفزاز غرائزهم و شهواتهم، و من ثمة يتعبن فسح المجال، للتركيز على التربية  الدينية و الأخلاقية، و ترسيخها و تثبيتها  في سلوكاتنا العامة و الخاصة، و التنسيق بين جهود الهيئات المختلفة للتصدي بـحزم  لأي انحراف يطرأ أو أي  تقصير  يثبت في هذا المجال، لأن بقاءنا رهن  بحسن أداء هذه الهيئات لرسالتها و رحم الله أحمد شوقي الذي قال:

 

 

 

إنما الأمم  الأخلاق ما بقيت

            فإن هم  ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 و رحمه الله الذي قال:

و إذا المعلم أساء لحظ بصيرة 

             جاءت على يده  البصائر حولا 

و إذا أتى  الإرشاد من سبب

            الهوى و من الغرور فسمه تضليلا

و إذا أصيب القوم في أخلاقهم

فأقم  عليهم    مأتما   و عويلا

 

قراءة 2602 مرات آخر تعديل على الجمعة, 13 حزيران/يونيو 2014 07:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث