قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 02 تموز/يوليو 2014 09:00

النفاق الاجتماعي .. آفة العصور والأمصار

كتبه  د.خالد سعد النجار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ما أسهل الكلام و الحديث عن الأحوال و المستجدات، و ما أكثر المتفقهين و المتفلسفين و المتشدقين الذين يخوضون في أمورنا توصيفا و تحليلا و تفنيدا، في ظاهرة يجمعها قاسم مشترك أعظم هي «غياب الحق» .. ذلك الحق القائم على تقوى الله في الكلمة، و الإخلاص في الوصف، و الصدق في بذل النصح .. إنه «النفاق الاجتماعي» الذي استشرى في زماننا - خاصة الإعلام- لدرجة فاقت الوصف، و لمستوى أشبه بالعهر.
و رغم أن ظاهرة «النفاق الاجتماعي» قديمة قدم البشرية إلا أن التاريخ يسرد لنا منها الكثير من الحوادث الفردية في أغلب الأحيان، لكن أزمتنا المعاصرة تكمن في تفشي تلك الظاهرة لدرجة كارثية من الكذب الصريح، و النفاق الداعر، و المجاملة المموجة، و طمس الوقائع، و تزيف الحقائق، و تحريف الكلم عن مواضعه، حتى باتت تلك الظواهر لغة العصر و شعار الزمان إلا من رحم الله تعالى، الأمر الذي أدى إلى انحدار الكثير من القيم و الأخلاق، و بسبب ذلك ساءت العديد من العلاقات الاجتماعية، و ضاعت الكثير من الحقوق، و استشرى الظلم بأبشع صورة، و تعلمت الأجيال الخوف و الجبن، و تجرعت ثقافة الخنوع والضعف و الاستكانة و تسلط العدو و غيرها من المساوئ.

التاريخ يروي وقف المهديُّ على عجوزٍ من العرب، فقال: ممَّن أنتِ؟ قالت: من طيِّئ. قال: ما منع طيِّئًا أن يكون فيهم مثل حاتم؟ فقالت: الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك. فعجب من جوابها و وصلها.

و دخل عليه رجل يوما و معه نعل فقال: هذه نعل رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قد أهديتها لك. فقال: هاتها، فناوله إياها، فقبلها و وضعها على عينيه و أمر له بعشرة آلاف درهم. فلما انصرف الرجل قال المهدي: و الله إني لأعلم أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- لم ير هذه النعل، فضلا عن أن يلبسها، و لكن لو رددته لذهب يقول للناس: أهديت إليه نعل رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فردها علي، فتصدقه الناس، لأن العامة تميل إلى أمثالها، و من شأنهم نصر الضعيف على القوي، و إن كان ظالما، فاشترينا لسانه بعشرة آلاف درهم، و رأينا هذا أرجح و أصلح.

قال ابن المبارك - رحمه الله -: 
و هل أفسد الدين إلا الملوك .. .. و أحبــار سـوء و رهبانها
و روى الإمام مسلم عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه و سلم- الدجال ذات غداة، فخفض فيه و رفع، حتى ظنناه في طائفة النخل‏.‏ فلما رحنا إليه، عرف ذلك فينا، فقال‏:‏ ‏‏ما شأنكم‏؟‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه و رفعت حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال‏:‏ ‏(غير الدجال أخوفني عليكم)؛... و قد ثبت في المسند بسند جيد عن أبي ذر قالوا: من يا رسول الله؟ قال: (الأئمة المضلون).
و عن بشر بن الحارث عن الفضيل بن عياض: "لأن آكل الدنيا بالطبل و المزمار أحب إلي من أن آكلها بدين". 
و عن مالك بن أنس قال لي أستاذي ربيعة الرأي: يا مالك من السفلة؟ قلت: من أكل بدينه. فقال: من سفلة السفلة؟ قال: من أصلح دنيا غيره بفساد دينه. قال: فصدقني.

يقول ابن القيم في كتابه الفوائد: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون الناس إليها بأقوالهم، و يدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت أقوالهم للناس: هلموا؛ قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم، فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلاء، و في الحقيقة قطاع طرق".
و رحم الله الإمام أحمد حيث قال: "إذا تكلم العالم تقية، و الجاهل بجهل، فمتى يعرف الحق؟".
فباعوا النفوس و لم يربحوا .. .. و لم تغل في البيع أثمانها 
لقــد رتـــع القـوم في جيفة .. .. يبـين لــذي العـقل أنتانها

تملق السلاطين
و تملق أهل السلطان أخطر أنواع النفاق الاجتماعي لأن بأيديهم السلطة و القوة و هي فتن تغر و تجعلهم أقرب للبطش و التجبر، كما أنهم أسهل و أسرع الناس زلقا في فخاخ الكبر و البطر، لذلك كان احتياجهم لعاقل ناصح أمين أشد من احتياجهم للهواء و الماء، و رحم الله الحسن البصري الذي قال: "تولّى الحجاج العراق و هو عاقل كيّس، فما زال الناس يمدحونه حتى صار أحمق طائشاً سفيهاً". 
و في مسند أحمد بسند عن عمر –رضي الله عنه- قال: حذرنا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- من كل منافق عليم اللسان. و روى الطبراني في الكبير عن عمران بن حصين – رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه و سلم - يقول: (إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان).
و كم نصّب هؤلاء من الزعماء رموزا تصل إلى فوق المكانة النبوية أو لمرتبه الألوهية .. 

قالوا في فاروق ملك مصر
يا واحد العرب الذي    أمسى و ليس له نظير 
لو كان مثلك في الورى ما كان في الدنيا فقير 
و بنفس الأسلوب و بنفس الروحية يخاطب ابن هانئ الأندلسي المعز لدين الله الفاطمي حيث يقول له:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار .. فاحكم فأنت الواحد القهار

كارثة اجتماعية
كلمة «نفاق» في اللُّغة مأخوذة من النَّفَق، و هو حفرة تحفرها بعض الحيوانات و تجعل لها فتحتين أو أكثر، فإن هوجمت من ناحية خرجت من الأخرى .. فالمنافق شخص حربائي متلون حسب المعطيات و المواقف و المصالح .. قال صلَّى الله عليه و سلَّم: (تَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ؛ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَ يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ) [متفق عليه] و قال: (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة و إلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع) [مسلم
إن مشكلة المنافق أنه يعيش بالقناعة التي يريدها سيده، فإن سقط سيده سرعان ما انقلب عليه، و تملق سيدا آخر، لذلك فتبدل المواقف في حياته يسير و كثير، دون أي شعور بالخجل أو المراجعة أو الاعتذار .. يأكل على كل الموائد، و جاهز لكل المواقف، و لديه براعة في قلب الحق باطلا و الباطل حقا، لدرجة أن التاريخ يحدثنا عن بعضهم في العصر الفاطمي البائس لما زلزلت الأرض قال ممتدحا - بصورة فجة - الخليفة الفاطمي:
ما زلزلت مصر من كيد ألمّ بها .. لكنها رقصت من عدلكم طربا

النفاق الإعلامي
عن النفاق الإعلامي حدث و لا حرج، و ذلك لأن صناديق الانتخابات الديمقراطية تحتاج إلى من يملئوها من السذج و البسطاء الذين حالهم كحال نسوة يوسف حين انبهروا بظاهر جماله و نسوا جراحهم، فلا غرو أن ينفق الطغاة بسخاء على الآلة الإعلامية الرهيبة التي تصنع لهم «حشودا تحت الطلب» جاهزون لرسم مشاهد التأييد و التبريك.
و لم يصل النفاق الإعلامي إلى درجة تزيف الوعي فحسب بل امتد إلى العقائد و الهوية الإسلامية فعاث فيها خرابا و فسادا، وفق مخططات مرسوم لها بعناية .. يقول المستشرق «جب»: "إن علينا كي نغير وجه الإسلام أن نسير في اتجاهين: الأول: بناء كوادر علمانية، و الثاني: صناعة الرأي العام" .. و ذكر أن الكوادر العلمانية تصنع في البعثات لأوروبا و أوكار التعليم التابعة للغرب عندنا، و الرأي العام يتكفل به الإعلام المضلل.
و على كثرة أمراضنا الاجتماعية يبقى «النفاق الاجتماعي» من أخطرها و أشدها ضراوة .. هذا الداء العضال الذي يحتاج إلى مواجهة حقيقية بترياق من تقوى الله تعالى ممزوجا بالشفافية و الصراحة و تحري الصالح العام فوق كل مصلحة شخصية أو منفعة وقتيه، و الله الموقف إلى سواء السبيل.

http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=194713 

 

قراءة 1626 مرات آخر تعديل على الجمعة, 04 تموز/يوليو 2014 07:19

أضف تعليق


كود امني
تحديث