قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 27 آب/أغسطس 2014 07:21

ما بين الحرية والرقابة .. كيف نربي أبناءنا ؟ 1/2

كتبه  الأستاذة هبة عسكر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

رغم التغيرات الكثيرة التي لحقت بالعالم العربي و تأثيرها على حياة الأسرة العربية و اقتراب أو ابتعاد الوالدين عن أبنائهم فإن صورتهم المتسلطة لازالت باقية في حياة بعض الأسر مما يؤثر على الحياة المستقبلية للأبناء و طريقة تفكيرهم و تعاملاتهم مع العالم الخارجي خارج نطاق أسرته.

 فدائما ما يختلف مفهوم الحرية من فرد إلى آخر و من جيل إلى جيل، حتى داخل الأسرة الواحدة نجد أن مفهوم الآباء للحرية يختلف عن نظرة الأبناء، و هو ما يؤدي إلى الصراع المعروف باسم صراع الأجيال

 أشارت الدراسات العلمية أن أكثر من 80% من مشكلات الأبناء في العالم العربي و خاصة المراهقين نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم الخاصة، و من ثم يحجم الأبناء، عن الحوار مع أهلهم لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها.

و قد أجمعت الاتجاهات الحديثة في دراسة الطب النفسي أن الأذن المصغية خاصة في مرحلة البلوغ "المراهقة" هي الحل لمشكلاتها، كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس و الخروج من زى النصح و التوجيه بالأمر، إلى زي الصداقة و التواصي و تبادل الخواطر، و بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق و الأخ لا بلغة ولي الأمر، هو السبيل الأمثل لتكوين علاقة حميمة بين الآباء و أبنائهم خاصة في سن المراهقة".

حرية بلا حدود

 و تري الدكتورة رباب عبد السلام أستاذ علم النفس بجامعة حلوان انه لا بد أن نعرف أن الأبناء بعد بلوغهم يبدأون في سحب شحنة الحب و العاطفة من الوالدين و يوجهونها إلى أنفسهم، و إلى أبطال التاريخ، و القدوة التي تعجبهم و رفاقهم ، و مع سحب هذه الشحنة يبدأ احدهم في رؤية عيوب الوالدين،  و قد يصاحب رؤية العيوب السخرية من الكبار والتوحد مع شلة الأصدقاء و الانقياد لهم حتى يحوز القبول منهم، و عصبية الوالدين و ثورتهم لا تعيد المراهق، و لكنها تلقي به بعيدًا إلى أيدي الرفاق، و لذا فالأفضل التفهم و الحوار الهادئ دون فرض سيطرة، أو إصدار قوانين تجعله أكثر عنادًا و تدميرًا لنفسه.

و تضيف الدكتورة رباب عبد السلام أن من عيوبنا كمجتمع أن مراهقينا أصبحوا يطلبون حرية التصرفات بلا حدود أو قيود مثل المجتمعات الغربية، في نفس الوقت الذي يتمسكون فيه بنمط الرعاية الكاملة من الوالدين، و الاعتماد عليهم من الناحية المادية كما هو واقع في المجتمعات الشرقية، و لذا فإن الحرية التي يطلبونها هي لأخذ فرصة أكبر في الاستمتاع و الرفاهية.

 و تشير الدكتورة رباب إلي أن البعض يربط بين سيطرة الآباء علي أبنائهم و بين البر بالوالدين، لكن البر بالوالدين ليس عملية إلغاء  لشخصية الابن أو إلغاء لمصالحه، و تحويل شخصيته إلى صدى لشخصية الوالدين، و اعتبار نفسه ظلاً لهما، لأنه لا يجوز أن يُربّى الولد على أن يكون صورة منسوخة عن والده، أو أن تكون البنت صورة منسوخة عن أمها. بل لا بدّ من أن نعين الولد على اختيار صورته بالاستفادة من بعض ملامح الصورة الأب و الأم بما يخدم حياته، لكن يجب أن يصنع الولد صورته بنفسه، مستعيناً بما يرتاح إليه أو يقتنع به من صور الآخرين، أو ما يقتنع به في نفسه.

قصور الوعي عند الوالدين

 و يؤكد الدكتور حامد زهران أستاذ التربية بجامعة عين شمس أن الحماية الزائدة لأبنائنا مثل الإهمال لهم، كليهما خطأ تربوي يعود إلى أننا لم نُعلِّم الآباء و الأمهات فن التربية الصحيحة فالتربية ليست عملية عشوائية بل عملية منظمة لابد أن تحكمها قواعد و أسس، فهناك كثير من الأخطاء التربوية التي نرتكبها كآباء و أمهات دون أن نشعر ويكون مردودها خطيرًا ، و علي رأسها تسلّط بعض الآباء الذين لا يعطون فرصة لأبنائهم في اختيار شيء أو إبداء رأي في شيء، و هذا قصور في الوعي عند الوالدين.

و يضيف أن الفرد يتخفف في مرحلة بلوغه من علاقته بالأسرة و اتصاله المباشر بها، و يتصل اتصالاً قويًا بأقرانه و زملائه، ثم يتخفف من علاقته بهم ليتصل من قريب بالمجتمع القائم و لهذا كان لزامًا على أهله و ذويه أن يساعدوه على هذا التحرر و يتخففوا من سيطرتهم عليه شيئًا فشيئًا، حتى يمضي قدمًا في طريق نموه، و للمغالاة في رعاية المراهق و حمايته من كل أذى و كل خبرة شاقة أثر ضار على إعاقة عظامه النفسي، و خير للمراهق أن يعتمد على نفسه في شراء لوازمه و حاجياته و ملابسه و في اختيار أصدقائه، و في قضاء أوقات فراغه، و الاستمتاع بهواياته، و تأكيد مكانته بين إخوته بما يتناسب و مستواه و نشاطه، و خير للأسرة أن تمهد للمراهق الوسيلة الفعالة للاشتراك الإيجابي في مناقشة بعض المشاكل العائلية المباشرة و أن تحترم آرائه، و أن تدربه على التعاون مع والديه في بعض أمورهما، و على تكوين صداقة قوية بينه و بينهما، و هكذا يتحرر المراهق من خضوع طفولته و خنوعها، و يشعر بأهميته و يتدرب على حياته المقبلة في المجتمع.

شخصيات مهزوزة

و تؤكد الدكتورة ثريا عبد الخالق أستاذ و رئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية  أن الحب هو المحرك الأساسي للعلاقة بين الأبناء و الوالدين فالحب هو القدرة على العطاء و الأخذ أيضًا، و لذا فإن حب الآباء تجاه أبنائهم إذا تحول إلى خوف زائد و نوع من السيطرة فهو حب مؤذٍ يصيب الأبناء بالتعاسة بعد ذلك، و يجعلهم شخصيات مهزوزة لا تقدر على اتخاذ القرارات أو مواجهة المشكلات التي تصادفنا جميعًا في الحياة، و يحتاجون لطلب المشورة في كل صغيرة و كبيرة، و لهذا يضخِّمون المشكلات دائمًا، و تتحول لديهم التحديات العادية إلى مشكلات غير قابلة للحل، و لهذا فأغلب هؤلاء يصبحون انطوائيين، و يصابون بالإحباط، لأننا عندما نستطيع حل مشكلة ما و التغلب عليها نشعر بالثقة بالنفس و نحس بالسعادة، و هذا ما يفتقده هؤلاء الأبناء الذين شاء لهم حظهم أن يُربَّوا بطريقة خاطئة. 

و توضح أنه لابد أن يراعى التدريج في تعويد الأبناء على التمتع بالاستقلال و الحرية خلال مراحل نموه المختلفة، أما منح الحرية فجأة فقد يؤدي بالأبناء إلى إساءة فهم دوافع آبائهم و إحساس المراهقة بأنه قد فقد العون و السند الذي كان يعينه أيام الطفولة ، مشيرة إلي أن الأبناء يريدون أن يشقوا طريقهم بأنفسهم و أن ينظموا حياتهم بأنفسهم ، فإذا ما حاول الآباء الاستمرار في السيطرة عليه و وضع القيود و القوانين متجاهلين نموه الطبيعي فإنه سيقاوم هذه القيود و يخرج عليها. و إن التدخل في كل صغيرة و كبيرة في حياة المراهق إما أن يدفعه إلى التمرد أو إلى الخنوع و القلق.

الرسول صلى الله عليه و سلم خير مرب

و يؤكد الدكتور محمد رأفت عثمان -الأستاذ بجامعة الأزهر أن الرسول  - صلى الله عليه و سلم- هو خير مرب علي مر العصور و الأجيال فمهما تغيرت العصور فهو المعلم و المرشد و المربي الأول، فهو خير مرشدا  للآباء في تربية أبنائهم في عبارة موجزة جامعة لأحدث أساليب التربية الحديثة قائلاً: "لاطفه سبعًا، و أدبه سبعًا، ثم صادقه سبعًا، ثم أطلق له الحبل على الغارب بعد ذلك..." ، مشيرا إلي أن ملاطفته تكون في السنوات السبع الأولى من سن الطفل التي يجب أن تكون عيننا عليه في كل تصرف و في كل سلوك؛ حتى نرشده و نوجهه، فالطفل في هذه المرحلة يكون عنده ما يسمى (باختبار الحدود) أي أنه يختبر دائما ردود فعل والديه على ما يفعله، حتى يعرف حدوده، و يميز بين الصحيح الخطأ.

و يضيف الأستاذ بجامعة الأزهر أن للأبناء حقوق عند إبائهم و علي رأسها أن يُحسِن الأب تربيتهم ، و أن يحرص على وقايتهم مِن أسباب الهلاك و العَطَب في الدنيا و الآخِرة, و منها: أن ينفق على الصغير الفقير من الذكور و على الإناث حتى يتزوجن بالمعروف من غير إسراف و لا تقصير، لأن ذلك من حق أولاده عليه، و هو من شكر نعمة اللّه عليه بما أعطاه من المال، و كيف يمنعهم المال في حياته و يبخل عليهم به ليجمعه لهم فيأخذونه قهراً بعد مماته, و يدخل في أمر النفقة: أن يُطعِمه و يكسوه مثل ما يُكسَى من هو مثله, و أن يُوفِّر له المسكن حسب القدرة و جريان العرف ، فعلى الأب أن يتقي الله سبحانه في أولاده و أن يتذكر قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت".

 و في مقابل هذا يجب علي الآباء أن يشاوروا أبناءهم لأن الشورى خلق قرآني ، قال سبحانه لسيد البشر صلى الله عليه و سلم: وَ شَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ " ، و قال سبحانه في صفات المؤمنين: "وَ أَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ " ،  و يتأكد أمر الشورى فيما يخص الأمور الكبيرة في حياة الأولاد و التي تكون من أسباب استقرار حياتهم في المستقبل, كأمور الزواج مثلاً, فليس للأب أن يجبر ابنه على الزواج من فتاة لا يريدها, و ليس للأب أن يجبر ابنته على الزواج من رجل لا ترضاه، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: الثيب أحق بنفسها من وليها، و البكر يستأذنها أبوها في نفسها و إذنها صماتها.

 

أما عن تربية الأبناء في الإسلام فيري ان هناك الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها الموعظة لأبنائنا دون أي نوع من التسلط ، و من هذا أسلوب القصّ، أي حكاية قصة فيها معنى ما تريد إيصاله إلى أبنائك، و كثيرًا ما كان الرسول(صلى الله عليه و سلم ) يفعل ذلك مع أصحابه. و كذلك عن طريق الحوار و الاستجواب، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: أتدرون من المسلم؟ قالوا: الله و رسوله أعلم، قال: المسلم من سلِم المسلمون من لسانه و يده، قال: أتدرون من المؤمن؟، قالوا: الله و رسوله أعلم، قال: المؤمن من أمنه المؤمنون على أنفسهم و أموالهم، ثم ذكر المهاجر فقال: و المهاجر من هجر السوء فاجتنبه".

http://www.almoslim.net/node/100664

قراءة 1551 مرات آخر تعديل على الجمعة, 29 آب/أغسطس 2014 07:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث