قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 27 آب/أغسطس 2014 07:34

ما بين الحرية والرقابة .. كيف نربي أبناءنا ؟ 2/2

كتبه  الأستاذة هبة عسكر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حدود التدخل في حياة الأبناء

 و يري الدكتور محمد الناصر صاحب كتاب "تربية المراهق في رحاب الإسلام" ان التدخل من الأبوين ينبغي أن يكون في الأمور التي تستحق التدخل، و في الأمور التي تكون فيها معرفة المراهق محدودة أو عندما تعرضه قراراته لخطورة ما، مع إهمال الأمور الهامشية الصغيرة التي لا تضر، و الأمور التي يستطيع المراهق اتخاذ قرارات ناضجة فيها.

 و يضيف أن التوسط مطلوب في هذه الأحوال، و نساعد بذلك المراهق في الاعتماد على نفسه و في أخذ القرارات و نتعامل معه بمرونة في حدود الأطر الدينية و القيم السليمة، و بذلك يعد المراهق ليكون شابًا له دوره في المجتمع و تعد المراهقة لتكون شابة لها دورها كذلك..".

 فالأم مثلاً تتيح لابنتها فرصة دخول المطبخ و العمل فيه، و على الأم أن تثني عليها، و تتقبل خطأها بنفس راضية، إذ تعد الفتاة لمرحلة الرشد و القيام بمهام جديدة و الأب ينبغي أن يُسر بعمل ابنته، و لا يعتب على زوجته عند تكليفها بأي عمل.

و يشير إلي أن هناك قاعدتان لتدخل الأهل في حياة الأبناء: الأولى: مبدأ {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجَارَةُ} ، الثانية: مبدأ "لاعبه لسبع و أدبه لسبع و صاحبه لسبع ثم اترك حبله على الغارب" ، مشيرا الي ان المراهقة هي مرحلة المصاحبة و الأبناء في أشد الاحتياج إلى الصديق الوفي و الناصح المخلص، و الصاحب المتفاهم، و ليس هناك أحد في الوجود كله أوفى و أخلص من الوالد لابنه و لا أوفى و أخلص من الأم لابنتها.

و يقول ان السبب في حدوث هذه المشكلة يكمن في اختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء، و اختلاف البيئة التي نشأ فيها الأهل و تكونت شخصيتهم خلالها و بيئة الأبناء، و هذا طبيعي لاختلاف الأجيال و الأزمان، فالوالدان يحاولان تسيير أبنائهم بموجب آرائهم و عاداتهم و تقاليد مجتمعاتهم، و بالتالي يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها، أو أنهم - حتى إن فهموها - ليسوا على استعداد لتعديل مواقفهم.

معادلة صعبة

 من جانبه تري الدكتورة علوية السيد أستاذ التربية بجامعة الزقازيق ان الحرية داخل الأسرة معادلة صعبة فهي تتطلب أبا مثقفا و متحضرا يناقش قبل أن يعطي خلاصة تجاربه في الحياة، و يعلم أولاده عدم الخوف، و يعطيهم الفرصة للتجربة و لممارسة حقوقهم، و أن يتعلموا عواقبها، سواء مع الفشل أو النجاح ، و لا يجب أن يعتبر الوالد حق الحرية منحة منحها للابن لأنه يمن عليه بأبوته، و لا يصح أن يلجأ الأب الكبير و قائد الأسرة إلى منطق المساومة مع الأبناء، و يجب أن يتوافر عند الأب منطق السماح و المغفرة، و أن يكون حكيما و ليس ممسكا بالعصا التي تهدد الأبناء، و يستوعب حكمة سيدنا عمر بن الخطاب عندما قال : " لا تعلموا أولادكم عاداتكم، فقد خلقوا لزمن غير زمانكم" فكأنه كان يقرأ المستقبل، و هو المنهج العلمي الحديث الذي توصل إليه العلماء و الباحثون و هو منهج الدراسات المستقبلية.

 و عن قضية الحرية و الحوار بين الآباء و الأبناء، فتري أن الأب لا بد أن يتنازل إلى حد عن سلطته و قهره لأبنائه، و في الوقت نفسه على الابن أن يثق بمشاعر والديه، و أن يكون هناك دائما حسن نية في العلاقة، لكن المشكلة تظهر أكثر لو كانت سلطة الأب و الأم قاسية، و يشعر الأبناء بالقيود و الاختناق من والديهما، و هو ما نسميه بالحب الخانق في علم النفس، و الذي ينتج عن كثرة القلق و الهيمنة الزائدة و المتابعة المستمرة و شدة الخوف كل هذا يقتل الأبناء نفسيا و يسبب لهم مشاكل مؤلمة.

 

 و تشير إلي أن الحرية بين الجيلين قضية مستمرة ، فكل جيل يتصور أن الجيل السابق له متخلف عنه، و لا يعرف شيئا، بينما ينظر القديم إلى الجديد بحذر و يعتبره مفرطاً في القيم و مستهترا ، و الجديد في هذا الوضع أن صراع الأجيال أصبح قويًا و عنيفًا نظرا للقفزات الكبيرة التي تمت في القرن العشرين، سواء ماديا أم معنويا أو تكنولوجيا و ما يشاهده الأبناء في الأفلام الأمريكية مما أثر على العلاقات، و جعل هناك فجوة أكبر بين الآباء و الأبناء، خاصة في مجتمعنا الشرقي المسلم، فعندما ننظر إلى أبنائنا نجد اللغة التي يتحدثون بها مختلفة و كذلك القيم و المفاهيم.

 و تختتم إذا كان العالم يشهد طفرة هائلة من التقدم العلمي ، و لا شك في أن هذا الكم الهائل من العلم و المعرفة لم يصنعه جيل واحد بعينه ، و إنما هو خلاصة فكر الأجيال إذ يضيف كل جيل إلى جهد سابقيه ، و هكذا تبدو أهمية احترام ما لدى جيل الكبار من خبرات يستفيد منها من بعدهم ، يعدلون فيها و يضيفون إليها ، و لكن الخطر كل الخطر أن يعزفوا عنها و يقللوا من أهميتها .. قد يحدث اختلاف لكن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يكون سبباً في الصراع و التنافر ، و قد كان الخلفاء المسلمون يحترمون علماءهم ممن هم أكثر منهم خبرةً ، فهذا الرشيد يلاطف الأصمعي و يقول : هكذا وقرنا في الملأ ، و علمنا في الخلاء ، و هذه الحالة من الحوار لابد أن تبدأ أولا داخل الأسرة الصغيرة ثم تنعكس علي الأسرة الكبيرة و هي المجتمع .

http://www.almoslim.net/node/100664

قراءة 2131 مرات آخر تعديل على الجمعة, 29 آب/أغسطس 2014 07:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث