قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 10 كانون1/ديسمبر 2014 17:05

مرض فقدان المناعة: الداء والدواء

كتبه  الدكتور محمد ويلالي
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 

من سنن الله تعالى في عباده أنه يبتليهم بالسراء و الضراء، ليختبر دينهم، و يجلو إيمانهم، كما قال تعالى: ﴿ وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً وَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35].

و من هذه الابتلاءات:

الإصابة بالأمراض، التي غالباً ما ينكشف مستورها، و تظهر مغبتها بشكل جلي في فصل الشتاء. تعددت أنواعها، و تفاقم بعضها حتى صارت لها أيام خاصة تسمى بالأيام العالمية، يتوقف عندها العالم مشدوها من خطورتها، مبهوتا من سرعة انتشارها، حتى إن بلدنا يعيش هذه الأيام العشرة - من فاتح دجنبر الذي جُعل يوما عالميا لمرض فقدان المناعة (السيدا) إلى غاية العاشر منه - حملة وطنية للكشف عن هذا الداء الخطير من خلال إجراء التحليلات على 120 ألف شخص، و تنبيه المواطنين إلى خطورته.

و كما أن من هذه الأمراض ما هو محض امتحان من الله تعالى لعباده المؤمنين، يبلوهم و يمحصهم، فكذلك منها ما هو مترتب على كثرة اقتراف الذنوب و المعاصي، التي تلبس بها كثير من الناس في حلهم و ترحالهم، على الأرض، و في البحر، و في السماء، من غير خوف أو وجل. قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]. و يقول النبي - صلى الله عليه و سلم -:"لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا" صحيح سنن ابن ماجة. و يسمون السيدا - اليوم - بالطاعون الأبيض. و عند الطبراني بسند حسن: "و لا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت".

و لهذا وجدنا أحد المتخصصين الغربيين يحذر من هاوية سحيقة مفزعة تحدق بالعالم، بسب هذه الإباحية التي وَرَّثت العديد من الأمراض المنقولة جنسيا، مشيرا إلى أن هناك مريضا جديدا يوميا لكل 100 شخص، من الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 44 عاما. و حسب منظمة الصحة، فإن معدل الإصابة السنوي بهذه الأمراض قد بلغ أكثر من 330 مليون حالة جديدة، تشمل مجموعات مختلفة من الرجال و النساء، و الأغنياء، و الفقراء، و الشيوخ، و الأطفال، منهم50 مليون مصاب بالسيدا، و 20 مليون مصاب بالتهاب الأعضاء التناسلية، و 25 مليونا مصاب بالسيلان، و مليونان و نصف مصاب بمرض السفلس أو الزهري. يصيب أبناء بلدنا من هذه الأنواع قرابة 600 ألف حالة سنويا.

أما غيرها من الأمراض، فهي - أيضا - في تنامٍ مفزع، فداء السكري يصيب قرابة 390 مليون شخص عير العالم، و يصيب نحو 10% من المغاربة، أي قرابة ثلاثة ملايين و نصف مغربي.

و مرض السرطان أصاب إلى الآن أزيد من 14 مليون شخص في العالم، و يصيب قرابة 30 ألف شخص في المغرب سنويا.

و أما مرض ارتفاع ضغط الدم فيصيب واحداً من كل ثلاثة من البالغين الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة و العشرين، أي: نحو مليار شخص في العالم مصابون بهذا المرض، أما عندنا، فتؤكد الدراسات أن ثلث المغاربة ممن تفوق أعمارهم 20 سنة مصابون بهذا الداء، ربعهم - تقريبا - من رجال التعليم.

و إذا كان مرض الزهايمر يصيب أزيد من 6 % من الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة في العالم، فإن نصيب المغاربة منه 80 ألفا. و هكذا تتفاقم الأمراض دوليا و وطنيا، حتى إن بعض إحصائيات وزارة الصحة عندنا كشفت أن عدد المغاربة المصابين بأمراض مزمنة تجاوز الخمسة ملايين مغربي.

و بدءا من فاتح دجنبر، استيقظ المغاربة على وقع الأرقام المهيلة، التي توثق لمرض فقدان المناعة، الذي بلغ نصيب المغاربة من إصاباته أزيد من 32 ألف شخص، بمعدل 3100 إصابة كل سنة، 51 % منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و 34 عاما، نسبة النساء فيهم تقارب 50%، مع تسجيل 1400 حالة وفاة - عندنا - مرتبطة بالسيدا سنويا.

أما دوليا، فإن هذا المرض يصيب ما يقرب من 5.5 ملايين سنويا، و يذهب بحياة ما يقرب من 3 ملايين و نصف سنويا، أي: أزيد من 15000 شخص يوميا، بمعدل 11 شخصا كل دقيقة، ليبلغ عدد الحاملين للجرثومة في زماننا أزيد 50 مليون شخص، ما يناهز 80 % منهم من الشباب، و ما يقرب من ثلاثة ملايين دون سن 15 سنة، مخلفا وراءه 50% من يتامى العالم.

لقد تنبهت كثير من الدول إلى خطورة هذا العدو الداهم، و خصصت له الأموال الباهظة - دون كبير جدوى - حتى وجدنا الولايات المتحدة - مصدر الأوبئة العالمية - تنفق - وحدها - على هذا الداء ما يتجاوز40 مليارًا من الدولارات قابلةً للزِّيادة، بل فرضت 59 دولة قيودا لدخول ترابها على الأشخاص المصابين بهذا الداء.

 

يقول أحد المفجوعين: "فقدت 47 صديقا بسبب هذا المرض". و في إيطاليا انتحر زوج و زوجته احتجاجا على إصابتهما بهذا المرض، بعد أن أوصيا برعاية ابنهما الوحيد.

و إذا كان لانتقال المرض أسباب ثلاثة أساس: العلاقات الجنسية، و المخدرات، و تأثر الجنين بأمه المصابة، فإن الجنس يبقى العامل الأقوى بنسبة تزيد عن 90%.

إنها الفوضى الجنسية، سبب خراب الأبدان، و دمار الأرواح، و قصف العقول و الأذهان، و هو ما لا تريد الدول المصدرة للمرض أن تعترف به، مع أن أول ظهور للمرض كان في صفوف الشواذ جنسيا، ثم متعاطي المخدرات، و راحوا ينصحون بعدم الاشتراك الجنسي، أي الاقتصار في الزنا على واحدة أو واحد، و ينصحون باستعمال العازل الطبي الذي تنشر صوره بهذه المناسبة في المطويات و الملصقات المحذرة من المرض، بل - و من عجب - صار يوزع مجانا:

إلى الماء يسعى من يغص بريقه 
فقل أين يسعى من يغص بماء؟ 

فهل هذه هي الحلول الناجعة لمكافحة هذه الأمراض الذي لم يزد إلا تفاقما و استفحالا؟

إنها عاقبة مخالفة شرع رب العالمين، الذي تَوَعد المفسدين بشر العقوبات في الدنيا و الآخرة. قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]. و قال النبي - صلى الله عليه و سلم -:"و جُعل الذلة و الصغار على من خالف أمري" البخاري.

وَلَا تَقْرَبِ الأَمْرَ الحَرَامَ فَإِنَّمَا 
حَلَاوَتُهُ تَفْنَى وَ يَبْقَى مَرِيرُهَا 

إن علاج هذا المرض و ما يشبهه كامن - بفضل الله - في الضوابط الشرعية، التي سَيجت العلاقات الجنسية بسياج من الطهارة و العفاف، فكان ملاك أمرها في قوله تعالى: ﴿ وَ لَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ ﴾ [الأنعام: 151]، و على رأس هذه الفواحش الزنا.

فقد كان من دعاء النبي - صلى الله عليه و سلم -: "و اصرف عنا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن" صحيح الأدب المفرد.

و كان - صلى الله عليه و سلم - يقول: "لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا، فَيُوشِكُ أن يعمهم الله بعذاب" صحيح الترغيب.

و لقد تواترت الأدلة على وجوب ترك ما يقرب من الزنا. قال تعالى: ﴿ وَ لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَ سَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]. و من أسباب تركه و البعد عنه:

1- غض البصر:

قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].

 

و قال النبي - صلى الله عليه و سلم -:"يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى و ليست لك الثانية" رواه مسلم.

و قال - صلى الله عليه و سلم -  أيضا: "فزنا العين النظر" متفق عليه.

ليس الشجاعُ الذي يحمي مَطِيّته 
يومَ النزالِ و نارُ الحربِ تشتعِلُ 
لكنْ فتًى غضَّ طرفًا أو ثنى بصرًا 
عن الحرام فذاك الفارسُ البطلُ 

2- ما عمت به البلوى من مصافحة النساء الأجنبيات، و معانقتهن و ربما تقبيلِهن، كما هو سارٍ في زماننا في بعض صفوف أبناء المدارس و الجامعات.

يقول النبي - صلى الله عليه و سلم -:"لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" صحيح الترغيب.

3- الاختلاط، و ما يترتب عنه من مفاسد جسيمة:

يقول النبي - صلى الله عليه و سلم -:"من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر، فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فإن ثالثهما الشيطان" متفق عليه.

4- كثرة التبرج و السفور، و خروج النساء كاسيات عاريات، عليهن من الزينة و الطيب ما قد يغري الرجال و يدعو إلى الفاحشة.

5- التهاون في معاقبة الجناة في الزنا و المخدرات و شرب الخمر، و ضعفُ الأخذ على أيديهم بالقدر الذي يكفهم عن الفساد، و يزجرهم عن نشر الرذيلة.

فهل تبيننا الدواء الحقيقي لمعضلة هذا المرض؟



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/79572/#ixzz3LVnK96B0
قراءة 1716 مرات آخر تعديل على الجمعة, 12 كانون1/ديسمبر 2014 07:15

أضف تعليق


كود امني
تحديث