قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 10 كانون1/ديسمبر 2014 17:09

نفسك أولا .. هل هذه العبارة صحيحة ؟

كتبه  الدكتور جاسم المطوع
قيم الموضوع
(1 تصويت)

(اهتم بذاتك، فكر بنفسك، استمتع بحياتك، عش يومك، قدر ذاتك، أنت أولا ) كلمات صرنا نسمعها كثيرا في البرامج التدريبية والمقالات والكتب فتحمس كثير من الناس لهذه العبارات وعاشوا بحروف الكلمات لا بمعانيها، فصاروا يتخلون عن كل التزاماتهم الحياتية والاجتماعية من أجل أن يستمتعوا بحياتهم ويهتموا بأنفسهم ويقدروا ذواتهم، وصار الآخرون أيا كانوا لا قيمة لهم في حياتهم. 
وقد دخلت علي امرأة يوما تبكي بكاء مرا وتقول لي : لقد غيرت نمط حياتي بعد حضوري إحدى الدورات التدريبية فقررت أن تكون نفسي هي رقم (1) في حياتي، فغيرت صديقاتي و تركت تربية أبنائي علي الخادمة وأهملت زوجي و مع هذا كله لم أشعر بالسعادة التي كنت أنشدها، فتعلق أبنائي بالخادمة و صار زوجي يبحث عن امرأة أخري واستمريت أجعل نفسي أولا و لكني ما زلت لا أشعر بالراحة والسعادة، و بعدها دخلت دورة ثانية لأعالج مشكلتي وأغير نفسيتي لأكون سعيدة، فتعلمت في الدورة أن أكافأ نفسي وأشرب القهوة لوحدي وأعمل مساج لجسدي وأسافر لبلد من أزورها من قبل، و قد عملت كل هذا و ما زلت غير سعيدة، فلا أعرف ماذا أفعل ؟ 
مثل هذه الحالة تأتيني كثيرا خلال السنتين الماضيتين و يرددون علي نفس المنطق (نفسك أولا)، و هم لا يعلمون إن هذا المنطق الذي يتحدثون عنه في الدورات المترجمة يصلح لمجتمع مختلف عن مجتمعنا، و هو مجتمع يأمن بحياة واحدة و هي الدنيا و لا يؤمن بالحياة الآخرة، و لهذا يرددون (عش يومك) ويتغنون ب (استمتع بحياتك) و يعلنون شعار (أنت أولا) أو (اهتم بذاتك) لأنهم يرون فقط حياة واحدة و هي الدنيا، بينما نحن نري الدنيا هي مقدمة لحياة أخري سماها القرآن (دار الحيوان) قال تعالي (و إن الدار الآخرة لهي الحيوان) يعني هي الحياة الدائمة و الخالدة و الباقية فمن كان يأمن بالحياتين الدنيا و الآخرة فإنه لا يستطيع أن يطبق الكلام الذي يتردد بالدورات و اللقاءات و هو إعطاء الأولوية للنفس مع إهمال حقوق الوالدين و الأهل و الإخوان و الأصدقاء، فإن الذي لا يأمن بالدار الآخرة عندما يتحدث عن الاهتمام بالذات فهو يتحدث بكلام يتناسب مع ثقافته و حياته، لأن الشخص الأجنبي عندما يبلغ عمره 15 عاما يستقل عن والديه و لا يتواصل معهم إلا بالأعياد و المناسبات فقط، فتكون نفسه رقم واحد في الحياة و همه أسعادها،  أما الذي يأمن بالله و رسله و كتبه فإن عليه التزامات و واجبات تجاه والديه و أهله و أصدقائه  و حتي جيرانه، فالمعادلة مختلفة بيننا و بينهم قالت : لقد لفت نظري لأمر لم أفكر به سابقا، بل إني تعلمت في الدورات أن لا أساعد شخصا لا يستحق المساعدة، و لا أهتم بشخص لا يبادلني نفس الاهتمام، و لا أخدم شخص لا يقدر خدماتي له إلا لو رد إلي الجميل، قلت : فأين إذن العمل لله تعالي و نيل الثواب من هذه الأعمال ؟ نعم نحن لسنا مغفلين و لا ساذجين و لكننا كذلك واعين و نعرف متي نقدم الخدمة للناس بالوقت الصحيح، علي أن يكون عملنا في الأساس من أجل الله و ليس من أجل الناس، فنحن لا ندعوا لعدم المبالاة، و لا نلغي الاهتمام بالذات، لأنها من صميم ديننا و لكننا نشجع التوازن في التعامل مع الذات، فنكتشف ذواتنا و نهتم بها و نقدرها و مع هذا لا نهمل واجباتنا تجاه أهلنا و مجتمعنا. 
إن ديننا يشجع علي ثلاثية العلاقات و هي : (إن لربك عليك حقا، و لنفسك عليك حقا، و لأهلك عليك حقا )، فالأصل أن نحقق المعادلة بين العلاقات الثلاث (العلاقة بالخالق، و العلاقة بالمخلوق، و العلاقة مع الذات) فنحن نعطي للذات ثلث الوقت في الحياة الدنيا و فيها نقول استمتع مع نفسك، العب رياضة، و تناول القهوة، و شاهد فيلما، و ارسم لوحة، و اعمل مساج، و نام مرتاح، و لكن بقي ثلثان ينبغي أن لا نهملهما، و هما الأول العلاقة بالخالق و فيها العبادة و المعاملات و التزامات كثيرة مبينة في الفرائض و السنن، و الثانية العلاقة بالناس و المخلوقين و منها الأهل و الأقرباء و الزوج و الأبناء و فيها كذلك التزامات أخرى قالت : عجبتني هذه الثلاثية التي لم أسمعها بالدورة التي حضرتها، ثم قالت : و ما رأيك بما تعلمته كذلك و هو أن (لا أكون شمعة تحرق نفسها لتنير الطريق للآخرين)، قلت : إن الذي علمك هذه الجملة كان عليه أن يفرق بين أمرين : الأول ربما أنت سعادتك في أن تضحي بوقتك و مالك لخدمة الناس و اسعادهم، ففي هذه الحالة ستكوني سعيدة عندما تحرقي نفسك من أجلهم، و الثاني يعتمد من هم الآخرون ! فلو كان والدك أو والدتك الا يستحقون أن تحرقي وقتك و مالك و صحتك من أجلهم ؟ قالت : كلامك صحيح و أنا لم أفكر بهذه التفاصيل، قلت بل نحن في معتقدنا أن نحرق حياتنا من أجل الله تعالي لأن الحياة الحقيقية هي الآخرة و إلا كيف تفسري من يقدم نفسه و روحه لله و يكون شهيدا ؟!
سكتت تفكر بما أقول، فقلت : و الآن اهتمي بذاتك و زوجك و أهلك و أولادك و ابتعدي عن أكذوبة (إن الاهتمام بالذات يكون علي حساب الأولاد و البنات)، فنحن لم ننجبهم من أجل أن نتركهم، بل أنجبناهم ليكونوا خلفاء بالأرض، و يتحملوا أمانة تبليغ الرسالة و هذه تحتاج منا لجهد و وقت و تضحية و تعاون حتي نأدي الأمانة، فارجعي لبيتك و خططي لدنياك و آخرتك و اهتمي بنفسك و صحتك و ايمانك ستكوني سعيدة بحياتك.

@drjasem

الرابط:

http://www.drjasem.com/articalDetailesView.aspx?id=253

قراءة 1932 مرات آخر تعديل على الجمعة, 12 كانون1/ديسمبر 2014 07:15

أضف تعليق


كود امني
تحديث