قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 17 كانون1/ديسمبر 2014 07:35

إلى صديقي المراهق... هل فهمت؟

كتبه  الأستاذ عماد سعد
قيم الموضوع
(3 أصوات)

*أعدنا نشر هذه المقالة القيمة جدا للأستاذ سعد للأسبوع الثاني، رغبة منا في إيفادة مراهقينا و أولياء أمورهم.

جلست إلى أحد تلاميذ الثانوية، و بعدما استمعت إليه و هو يسرد عليّ حكاياته، أخبرني أنه واقع في حبّ زميلته، و أنه يريد أن يقيم علاقة معها، لأنه صار لا يرى في الدنيا سواها، و لا يطلب إلا القرب منها، و هي تبادله ذلك، و راح يسترسل في وصف مشاعره...حتى قاطعته:إني اعلم بقية الحكاية لأنها تتكرّر مع أغلب الشباب في مثل سنّك، و إن اختلف شخوصها....

قلت اعلم يا صديقي أن الإسلام ما أمرنا بأمر إلا و فيه الخير كلّه؛علمه من علمه و جهله من جهله، و ما نهانا عن أمر إلا و فيه الشر المستطير؛ ظهر لك أو غاب عنك، و أعلم أنه لما نهّاك عن إقامة علاقة مع فتاة في غير إطار الزواج، فلأنه يريد فلاحك و فلاحها في الدنيا و الآخرة، و صلاح الأسرة و المجتمع....

و اعلم يا صديقي أن الحب عاطفة لا يد للمرء فيها، و هي من علامات النضج لدى البشر، و دليل على النمو السليم للمرء، و ظهور مشاعر الانجذاب للطرف الآخر في هذه السنّ هو إيذان بدخوله مرحلة جديدة تجعله على استعداد للاستقلالية و تحمّل المسؤولية...

غير أنّ هذه العاطفة لا تعطيك الحق أن تقيم علاقة في غير إطار الزواج، فإذا ما وجدت ميلا إلى فتاة و استطعت أن تخطبها و تتم علاقتك بها في إطار الشرع فإنه " لا أفضل للمتاحبّين من الزواج"، و إلا فلا تصارحها و لا تقم علاقة معها؛ كما يزيّن لك من لا يريد لك الخير من كتاب الخلاعة و إعلامي الفسق و إشاعة الفاحشة في المؤمنين..و لأنها ظهرت عندك و أنت غير مستعدا بعدُ فما بدّ من أن تؤجلها... فاصبر و اشغل نفسك ما استطعت حتى يزول عنك ما تجد، فإنها مسألة وقت لا أكثر، و سيعوضك الله خيرا، مصداقا لحديث إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز و جل؛ إلا أعطاك الله خيرا منه...و إنّ ما أنت فيه بلاء و داء شفاك الله منه...

ثم اعلم يا صديقي أن علماء النفس يقولون أن حبّ مرحلة المراهقة ليس حبا بل هو مشاعر إعجاب ما تلبث أن تزول، بل إن أغلب المراهقين يدفعهم إليها مجرد تجريب هذا الأمر الجديد، أو تقليد ما يرونه و يسمعونه. لأن الحب مثل الثقة يُبنى بالمعاشرة و المواقف، و ليس مجرد عاطفة، و هذا لا يكون إلا في علاقة مستقرّة أي في أسرة ...و الحبّ يعني تقبّل الآخر كما هو بإيجابياته و سلبياته و ليس عشق منظره أو بسمته أو لون بشرته أو حركاته أو ....بدليل أنّه لما يطلع أحد الطرفين على أمر لا يعجبه في الطرف الآخر فإنه ينفر منه ....

ثمّ إن التقدير و الاهتمام كثيرا ما يفهم على أنّه حبّ، و لعلّ ما يفسّر ـ و لا يبرّر ـ كثرة علاقات الصحوبية بين الشباب هو "الجفاف العاطفي" الذي يعيشه مجتمعنا، لأننا معروفون ببخلنا العاطفي، فإن الأبناء الذين يحرمون التقدير و الحب من أوليائهم و داخل أسرهم، بل و لا يجدون فيها غير التعنيف و التحقير و الأوامر، و يندر أن يسمعوا كلمات الحبّ أو الإعجاب أو التشجيع- على ضرورتها للإنسان في أطوار حياته خاصة الطفولة و المراهقة- تجد لديهم جفافا عاطفيا و شعورا بالنقص بحاجة إلى إشباع...حتى أنك لو بحثت في لهجتنا لوجدتها فقيرة من هذه ألفاظ التعبير عن الحب و التقدير.....

ابتسم صديقي و هو يقول: هذا صحيح فأنا منذ وعيت لم اسمع يوما من والدي أو من إخوتي كلمات الحب أو التقدير، رغم أنّ أفعالهم تعبّر عن ذلك، و إذا قالوها فإنها تأتي في صيغة الحب المشروط " أحبك أن تدرس"،"أحبك لما تفعل كذا " "افتخر بك لما تشرفني بكذا"...حتى أنني أحيانا أحسد أخي الصغير ذي الأربع سنوات إذ يمطرونه بها، و أعتقد أنه سيحرم منها لما يبلغ سنّ التمييز كما حصل معي ..يبتسم ..

قلت:للأسف فهذه الأمور على بساطتها إلا أنّ لها كبير الأثر في البناء النفسي لشخصية الأطفال، و لذلك تجدهم يبحثون عن تلك المشاعر خارج الأسرة، و يرتمون بأحضان أوّل من يستمع لهم أو يقدّرهم أو يحدّثهم و يمنّيهم بالحبّ أو الإعجاب و يشعرهم بقيمتهم و يقدّرهم، خاصة و مرحلة المراهقة هي مرحلة الخيال و الأحلام، و التي تلهبها الغريزة التي تصاحب هذه المرحلة، و الرغبة الملحّة في التجريب و إبداء الذات  و الشعور بالاستقلالية...و ما يزيد الطين بلّة هو مشاهدة الأفلام و المسلسلات الرومانسية، و الاستماع للأغاني العاطفية، فإنها بريد الزنا كما قال ابن القيّم...لذلك خفّف على نفسك و ابتعد عنها....

ثم أنت يا صديقي لا تعلم إن كانت تلك الفتاة ستكون من نصيبك أم لا! و كما لا ترضى أنت أن تتزوج امرأة جسدها معك و قلبها مع غيرك، فكذلك غيرك...كما لا ترضى هي برجل هذه صفته، و إذا تعلقتما ببعض و لم تتزوجا فستفترقان و ينكسر قلباكما و تغمركما المآسي و الأحزان....و الواقع يقول أن أغلب - إن لم أقل كل - هذه العلاقات لا تنتهي بالزواج، هذا إذا لم تنته إلى مصائب أكبر...و ما يصل منها ما يلبث أن يفترق، لأنهما بالزواج ينزلان من سماء الأحلام على صخور الواقع ليجدا أن الطرف الآخر لم يكن بتلك الروعة التي كان يبدو بها، حيث  كان كلاهما يحرص على إبداء أفضل ما فيه....و تقع المفاجأة عند ظهور الحقيقة و يحدث النفور، حتى صرنا نسمع بمن يتزوج و يطلّق في شهر...

ثم يا صديقي فكما أنت لا تحبّ أن يقيم أحد علاقة مع أختك أو ابنتك أو زوجتك، و هذا حقك و واجب عليك، بل هو من كمال الرجولة فيك أن تغار على أهلك، فكذلك غيرك....

ثم إعلم يا صديقي أن رأس مال المرء سمعته و بخاصة "عرضه"، لذلك كان الصالحون يسألون الله ألا يجعل مصيبتهم في دينهم و لا في أعراضهم، و في شرعنا أنّ الظلم قصاصه في الدنيا قبل الآخرة و أنه كما تدين تدان، فما تفعله أنت مع بنات الآخرين سيأتي من يفعل فعلك و ربما أكثر مع أختك أو ابنتك أو زوجتك، و لعلك سمعت أو قرأت عن ذلك...

ثم هبك قررت أن تتزوجها، فهل أنت قادر على هذه المسؤولية ؟و ماذا عن دراستك؟ و ماذا عن العمل بعد الدراسة ؟ أم ستخطبها الآن و تتزوجها بعد سنوات؟و هل سيوافق أهلك ؟و ماذا عن أهلها؟ و لا تتفاجأ  إذا رفضك أهلها، فلا أحد يغامر بتزويج ابنته لشاب لمجرد أنه يحبّها أو هي تحبّه...! و تذكّر أن لكل شيء أوانه...و قبل ذلك و أثناء ذلك و بعد ذلك ...تذكّر و لا تنس أن الله يراك..

ثم اعلم يا صديقي أن سبب ما أنت فيه هو الصحّة و الفراغ، فلو شغلت نفسك بما ينفعك و أعملت صحّتك فيما يفيدك لما وجدت وقتا لهذا، فعندك دراستك و تكوين نفسك، و تطوير مهاراتك بممارسة الرياضة، و المطالعة، و الانخراط في الجمعيات و النوادي ذات النفع العام، أو تعلم مهارات الحياة كاللغات و الحاسوب و غيرها من الهوايات، كالكتابة و الرسم و السفر و التقاط الصور...و عندما تجد نفسك جاهزا لمسؤولية الزواج ساعتها"اتوا البيوت من أبوابها"، و رحم الله الإمام الشافعي الذي قال فأوجز:

عِفُّوا تعِفَّ نساؤكم في المحرمِ **** و تجنَّبـُوا مـا لا يلـيـقُ بمـسـلمِ

إنَّ الــزِّنـــا دَيـنٌ إذا أقـرضـتًه **** كان الوفا مِن أهلِ بيتِك فاعلمِ

يا هاتكًا حُرمَ الرجالِ و قاطعًـا **** سُبلَ الـمودّةِ عشتَ غيرَ مُكرَّمِ

لو كنتَ حرًّا مِن سُلالةِ مـاجدٍ **** مـا كنتَ هـتّـَاكًا لحـرمـةِ مُسلمِ

من يزن في بيت بألفي درهم **** فى بـيـتـه يُـزنى بغير الـدرهـم

من يزنِ يُزنَ به و لـو بجدارِه **** إن كنتَ يــا هـذا لبـيـبًا فـافـهـمِ

فقال صديقي: قد فهمت ...قد فهمت.

إنهم بحاجة إلى من يستمع إليهم و يحاورهم و يوجههم في جوّ أسري، أعتقد أنها الخطوات الأولى في تربيتهم....

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قراءة 1977 مرات آخر تعديل على الجمعة, 28 نيسان/أبريل 2017 12:21

أضف تعليق


كود امني
تحديث