قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 27 نيسان/أبريل 2016 07:17

افتحي مقعداً لغيرك

كتبه  الدكتورة خلود الغفري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هل سمعتِ عن مصطلحتأثير الفراشة Butterfly Effect” من قبل؟

إنه يعني ببساطة.. أن تغييرات بسيطة في بداية الأمر.. قد يكون لها تأثير كبير على المدى الطويل..

قيسي على ذلك مثلا.. قرارك بممارسة الرياضة اليوم و لمدة ساعة.. تخيلي جسدك و صحتك بعد عام من الان!

او قرارك بجمع المال من أجل بناء مسجد.. أو مدرسة.. او تشجيعك لمجموعة من النساء حولك على بدء حفظ القرآن الكريم.. لمدة ساعة أسبوعياً.. تخيلي النتيجة بعد عامين.. ثلاثة أعوام من الان!

أو اعكسي ذلك..

بدئك لتناول الحلوى او الشبس كل يوم..

تعنيف أبنائك كل يوم و نعتهم بألفاظ محبطة و سلبية..

أو.. استمرارك في متابعة الفيسبوك و مواقع التواصل الاجتماعية لمدة 4 ساعات يومياً دون انتاج حقيقي..

كيف هي النتيجة بعد 10 اعوام من الان؟

تخيلتِ التأثيرات البسيطة.. المتتالية.. و كيف يصبح لها تأثيراً كبيراً و تؤدي الى تغيير حقيقي لاحقاً؟

طيب..

أنا اليوم لن أتحدث لك عن هذا الجانب من نظرية “تأثير الفراشة”..

سأتحدث لك عن جانب آخر.. أو زاوية أخرى.. رأيتُها تماماً في موقف حدث لي قبل عدة شهور..

القصة أنني في تسجيلي الجامعي.. كان هناك مساق يقوم بتدريسه أستاذين مختلفين. أحدهما أستاذة أعتبرها قدوة رائعة.. لا بل مُلهمة.. هي من قائمة أفضل من تعلمتُ على يديهم على مدى حياتي الأكاديمية كلها حتى الآن. لذا.. كنتُ أنتظر تسجيلي في مساقها ذاك بفارغ الصبر.

للأسف بسبب نظم و قوانين الجامعة، قام نظام الكمبيوتر بتسجيلي بشكل تلقائي مع الاستاذ الآخر. و السبب؟ الحروف الأولى من اسم عائلتي!

بلعتُ التسجيل على مضض، و حضرتُ للأستاذ الآخر أولى محاضراته.. و كان الأمر صدمة لي.. أشبه بمومياء خرجت من قبرها لتحاضرنا بأسلوب عتيق كئيب.. و بريستيج جامعي يغث النفس.

حضرتُ للأستاذة الأخرى التي أحبها.. بل أعشق أسلوبها.. لعل و عسى.. أجد سبباً واحداً يجعلني أقنع نفسي بأن أتنازل عن أخذ المساق معها.. لكن مرارتي كانت أشد.. فما سأتعلمه معها يفوق الوصف، و يتجاوز بمراحل هائلة عما سأتعلمه مع الاستاذ الكئيب إياه..

طيب أسكت؟ أبداً.. أتنازل؟ نو وي 

طقت في راسي أن آخذ المادة مع أستاذتي المفضلة.. و وضعتُ استراتيجية كاملة ما تخرش المية.. و تخيلتُ حواري كاملاً معها.. و أنا أتخيلها مبتسمة.. و توافق على تسجيلي في مساقها..

قابلتُها.. و كان الحوار بالضبط كما تخيلتُه.. انا أقنعها بأسبابي للحصول على مساقها.. و هي مبتسمة و تستمع لي حتى النهاية..

لكن.. أجابتني بهدوء أنها لا مانع لديها في أن أكون طالبة عندها.. و لكن القوانين هي القوانين. و كون المساق الآخر لا يتضارب مع أي مساق إلزامي آخر، فلا أستطيع تغيير أستاذ المساق!

و خلاص هيك!

طيب أسكت؟ أبداً.. أتنازل؟ لسه بدري

أجبتُها و أنا أقدّر ابتسامتها و التزامها بالقوانين.. بأنني سأقوم بكل ما يلزم لأحصل على المساق معها.. سأرفع الأمر لرئيس الكلية.. و من بعده لرئيس الجامعة.. سأناضل.. و أكافح.. و أبلبل الكلية.. و….

و كانت دهشتها كبيرة.. لماذا كل هذا؟ انه مجرد مساق!!

رانت لحظة صمت قبل أن أقول لها محاولة أن أبدو متماسكة:

أريد أن أتعلم.. قليل هم من تأثرتُ بأسلوبهم.. و كل من مروا علي في الجامعة.. لن أتذكر اسماءهم بعد 5 سنوات من الآن.. لكن المساق الذي أخذتُه معك قبل عامين.. كنتُ أنتظر كل محاضرة فيه بفارغ الصبر.. و أستمتع بالدقيقة الأخيرة بنفس درجة استمتاعي بالدقيقة الأولى. كان لكِ تأثير كبير في تغيير مفهومي عن العملية التعليمية.. و أنها ليست فقط تلقيناً أو حتى امتحانات. إنما هي متمحورة حولي أنا.. و احتياجاتي أنا.. بأساليب واقعية رائعة!

ابتسمت مجدداً و أجابت: اذن حاولي و تحدثي مع رئيس الكلية فليس باستطاعتي شيء للأسف!

و انتقلتُ للمرحلة الثانية.. أتخيلُ هذه المرة حواراتي مع رئيس الكلية.. أراه مبتسماً متفهماً لقصتي الطويلة حول العملية التعليمية التي تتمحور علي.. و يوافقُ على تغيير أستاذ المساق بالنهاية..

لن أدخلك في تفاصيل (قال يعني.. كل هذا و ما أدخلتك )

و لكن ما اكتشفتُه.. أن النساء أكثر تعنُّتاً في اتباع القوانين من الرجال.. خاصة عندما يكون من يجب تطبيق القوانين عليها هي امرأة مثلها.. (حقيقة علمية بالمناسبة )

رئيس الكلية كان متفهماً.. و رائعاً.. و حمل هم مشكلتي و كأنها قضيته الأولى.. و أخذ يفكر في حل يجعله لا يتضارب مع قرار أستاذة بروفيسورة لها مقامها مثله. ثم تفتق ذهنه أخيراً عن فكرة جهنمية.. قائلاً بأنه حيث الشرط الوحيد للتغيير هو تضارب المساق الذي لا أريده مع أي مساق آخر… فيمكنه أن يسجلني في المساق الذي يدرّسه هو (و هو مساق التخرج على فكرة).. و بذلك يتم التعارض المطلوب.. و بعد شهر.. انسحب من مساقه هو، لأني سآخذه العام القادم على أية حال.. و انتهينا!

الفكرة في حذ ذاتها عبقرية و لم تخطر ببالي بصراحة.. و كنتُ على استعداد لأخذ مساقه حتى النهاية، بدون انسحاب، المهم أن آخذ مساقي الآخر مع الاستاذة التي أريد..

و في الحال فتح حسابه في مسار التسجيل على كمبيوتره.. و نظر الى عدد الطلبة المسجلين لديه.. كانوا عشرين طالباً.. و هي السعة القصوى لمساقه.. ثم نظر إلي مبتسماً و هو يقول: سأفتح لكِ مقعداً واحداً تسجلين فيه فور فتح توكيد التسجيل الاسبوع القادم.. تمام؟

في هذه اللحظة بالذات.. و رئيس الكلية يضيف المقعد..

جال ببالي في جزء من الثانية.. أنني لن أستطيع حجز هذا المقعد أثناء فترة توكيد التسجيل (Add-Drop Period).. لسبب بسيط. هو أن هذا المساق يتطلب مساقاً آخر قبله (Prerequisite).. و بالتالي فإن نظام التسجيل الجامعي لن يقبلني بتاتاً..  ألبتة.. نهائي… اللهم إلا بلجنة من رئاسة الجامعة نفسها.. تقعد تناقش و تتفلسف على وضعي و حالتي الانسانية.. و 

اممم.. لا نية لي للوصول الى ذلك السيناريو بعد

و لكن..

المدهش في الأمر..

أنني في الجزء الثاني من الثانية.. رأيتُ الموقف بأكمله.. منذ لحظة بداية هذا المقال.. كل الحوارات.. كل المشاعر.. كل الخطوات.. الجدال.. التخيل.. التفكير.. التواصل.. المراسلات.. المقابلات الخ الخ..

كلها كانت من أجل هذه اللحظة.. فتح مقعد إضافي واحد.. سيجلس فيه غيري!!!

نعم..

المقعد لغيري.. و رأيتُ ذلك تماماً في تلك اللحظة..

لا أدري من هو.. و لا مدى حاجته لهذا المساق مع رئيس الكلية..

و لكن بالتأكيد أن الله سبحانه و تعالى دوخني السبع دوخات.. و جعلني أعيش كل تلك اللحظات لأسبوع كامل.. حتى أكون سبباً.. وحيداً.. لفتح هذا المقعد!

لم أفكر كثيراً فيما سيحدث بعدها.. لأنني كنتُ على يقين.. بأن الله سبحانه و تعالى.. الذي جعلني سبباً لأحد ما.. كي أفتح له المقعد.. سييسر لي سبباً آخر.. لفتح مقعد لي.. عند الاستاذة التي أريدها..

كان يكفيني الاهتمام من رئيس الكلية و سعيه لحل مشكلتي.. فلم أكن بالموقف الذي يجعلني أشعره بأن مبادرته هذه لا طائل منها (جبر خواطر يعني).

ابتسمتُ له ممتنة. و خرجت.. لأتابع جولة أخرى!

هل مرت عليكِ لحظة شعرتِ فيها بضآلة الكون.. و أنكِ تنظرين إليه من أعلى.. كيف يدبر الله سبحانه و تعالى فيه أمر النملة السوداء.. على الصخرة الصماء.. في الليلة الظلماء!!

سلسلة لا متناهية.. أشبه بأحجار الدومينو تتلاحق خلف بعضها.. أو مثل كرة ثلج كلما تتدحرجت كبرت..

أو مثل الفراشة.. ضربات أجنحتها.. تغير منظومة كاملة!

و نحن دائما.. و ابداً.. نؤدي دورنا في هذه المنظومة.. الكاملة!

قد لا تفهمين دورك في الحياة الآن..

لماذا فشلتُ في هذا الأمر؟

لماذا فعلت لي فلانة هذا؟

لماذا رفض لي فلان ذلك؟

لماذا تغير الامر في آخر لحظة؟

لماذا حصل؟ لماذا صار؟ لماذا قلت؟ لماذا أتبهدل؟ لماذا أفقد؟.. لماذا و لماذا و لماذا؟

يمكنك تخيل الإجابة الآن..

إنك ببساطة.. تفتحين مقعداً لغيرك!

و عندما تحادثني مستشيراتي.. يبكين بحرقة.. حول ما كان.. و ما صار.. و ليش و كيف.. أحكي لهن قصة المقعد.. و أن ما يحدث حولنا هو سبب.. و أننا أيضا سبب.. كلنا مسخرون لأمر ما.. سواء شئنا أو أبينا.. و أن  الله سبحانه و تعالى.. بواسع حكمته.. و شمول عدالته.. يصنع التسلسل الدقيق.. الذي لا تشوبه شائبة.. يسبب الأسباب ليصل الرزق المقسوم للجميع..

كلما حدث معكِ موقفاً.. تذكري.. أنكِ جزء في هذه المنظومة الكاملة.. و أنك قد تكونين سبباً لتغيير حياة شخص ما.. من تصرفك حيال هذا الموقف.. دون أن تدري..

و حتى لو لم يتعلق هذا التأثير بغيرك.. فيكفي أن تأثيره سيكون لكِ.. لصالحك.. شئتِ أم أبيتِ!

يقول النابلسي “أن المؤمنين عندما يلقون الله عز و جل لو علموا ما كان بالمصائب التي أوقعهم بها ليُكفّر عنهم ذنوبهم لذابوا حباً لله عز و جل

فهمك لهذا الأمر بالذات.. سيجعلك:

أكثر قناعة ورضا..

و أكثر عشقاّ ليد الله في الخفاء..

و أكثر سلاماً مع نفسك..

و أكثر عزماً و إصراراً و يقيناً في حياتك..

لأنه دائماً و أبداً هناك سبب ما.. لسعادتك..

أو سعادة غيرك..

و أنتِ..

كم مقعداً فتحتِ لغيرك؟

الرابط: http://estrogenat.com/2016/04/05/open-chair/

قراءة 1862 مرات آخر تعديل على الجمعة, 29 نيسان/أبريل 2016 06:06

أضف تعليق


كود امني
تحديث