قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 24 أيلول/سبتمبر 2017 08:43

الطالبة الجامعية بين قداسة العلم و تحديات العفاف

كتبه  الأستاذة أسماء كعلول
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا يختلف اثنان على أن من أكبر الأماني التي تراود الآباء و الأبناء على السواء هو اجتياز عقبة امتحان “البكالوريا” و التوسم بلقب طالب جامعي، لما لذلك من رفعة معرفية و ثقافية و مكانة اجتماعية متميزة. و على هذا الأساس لطالما ارتقت صورة الطالب الجامعي إلى مصاف النخبة و مثلت الأنموذج و الاقتداء.
لكن و في الآونة الأخيرة لطخ بياض تلك الصورة الناصعة المشرفة إساءات كلامية جارحة و إدعاءات “لا أخلاقية” خطيرة تدور تداعياتها بالتحديد حول بنات حواء الجامعة، و للأسف الشديد غذت تلك الأقاويل نسبة الفساد الأخلاقي و السلوك الانحرافي لبعضهن، و احتمالية انتشار العدوى بصفة سريعة و غير متوقعة إلى درجة أنه أصبحت كل جامعية لا أخلاقية بالضرورة، فهل تخول النسبية حكم التعميم و المطلق دائما؟ و هل تكفي النماذج السلبية للحديث عن شبهة عرض؟
و إذا كان من المفروض أن يكون للطالبة الجامعية مراكز و هيئات تحميها و ترقى بكيانها الإنساني فأين هي تلك الجهات وسط كل هذا؟ و ماذا تفعل الاتحادات الطلابية هنا؟
و لما لم يدرك بعد كل واحد منا أن الكلمة التي يتلفظها و لا يلقي لها بالا تقع موقعا كارثيا على الآخرين؛ فتعميم الحكم على أساس فئة صغيرة يحدث الأثر البليغ ليس فقط على فتاة شريفة ملتزمة، بل يتعدى ذلك إلى عائلتها أيضا، فبين الأخ المتعصب الخطيب ضعيف الشخصية و الوالد الحائر بين قداسة العلم و قدسية العرض، تبقى الطالبة الجامعية تحت وطأة رواسب حقيرة لبعضهن، فإلى متى كل هذا؟

و هل حقا نحن في زمن عدلت فيه كل قوانين الدنيا فأصبحت كل بنات الجامعة متشابهات يحاسبن على نجاحهن بشبهات؟

الثقة المفقودة و الاتهامات جاهزة:
قيل و قال، أخذ و رد، مد و جزر، و أحاديث لا تنتهي؛ المهم في ذلك أن لا غرض منها سوى تشويه صورة طالبات دفعن مقابل النجاح و سهر الليالي الطوال غرامة غالية. هي-بلا شك – أقاويل يعقلها كل واحد منا لذا ما كان يجب علينا كإعلاميين إزاءها إلا بحث و تقصي الموضوع بكل موضوعية و مهنية.
توجهنا إلى الحرم الجامعي – و لو أنّي هنا أضع مائة سطر تحت لفظ “حرم”، فمن جهة صارت الجامعة قبلة لمئات الدخلاء الذين لا يعرفون عنها سوى أنها فضاء حر للاختلاط بين الجنسين و إقامة العلاقات، و من جهة أخرى أن قداسة الجامعة دنسها أبناؤها أنفسهم، فلا احترام لأستاذ و لا توقير حتى لمكان يفترض به منهل الأدب و العلم على سواء.

التقينا بالطلبة و الطالبات لنسألهم عن الموضوع، و كيف هي صورة الفتاة داخل و خارج أسوار الحرم الجامعي؟ و لا أخفيكم سرا أنني أحسست نفسي في مكان آخر غير الجامعة ! فبرغم تخرجي منذ مدة قصيرة إلا أنّي تفاجأت بالأحوال الغريبة لدى الكثيرات.
(زينب) و صديقاتها كن أولى قبلة لي دردشت معهن في الأمر، فأكدن لي أن الواقع يثبت فعلا أن هناك نسبة انحراف و فساد أخلاقي عالية وسط الطالبات، و دليلهن الملموس ما وقع يوم تأهل المنتخب الوطني للمونديال و المظاهر المزرية التي اكتستها الجامعة كتعبير عن الفرحة.
و قد أرجعت محدثاتنا الأسباب وراء ذلك إلى البعد عن المنزل و الحرية خارج البيت، و غياب الحس بالمسؤولية و الانفتاح الزائد على عالم الوهم و الخديعة. و السبب في كل تلك الشبهات التي تتداول هو في الأساس بنات الإقامة -كما أضفن أنه إذا كانت المساومة بين العلم و العرض فالاختيار أكيد للعلم؛ لأنه لا يعوض، أما تهديدات الناس أو حتى الخطيب فكلها مقدور عليها تركت زينب و زميلاتها و في ذهني سؤال واحد: إذا كانت هذه هي صورة طالبة عند طالبة فما هي صورتها عند الجنس الآخر يا ترى؟ لم أكد أقلب السؤال في ذهني حتى صادفت طالبين يبدو عليهما أنهما جديدين على الوسط، و انتهزت الفرصة و دخلت معهما في نقاش “رابح” و”زكرياء” طالبين بالسنة الأولى سألتهما في البداية ماذا كانا يسمعان عن الجامعة قبل الالتحاق بها؟ فأكدا لي أنهما لطالما سمعا عن الصورة السلبية لبناتها، لكن ما وجداه أكبر بكثير، لدرجة أنهما خجلا كثيرا و هما يسردان المعايشات اليومية للجامعة. و عن الأسباب وراء ما آلت إليه الأوضاع أوضحا أن غياب رقابة الوالدين و ضعف شخصية الفتاة في مقدمة الأسباب و لتحسين الأوضاع اقترحا ضرورة منع الاختلاط بين الجنسين في الدراسة، بالإضافة إلى تدخل الإدارة في لباس الطالبات و الرقابة من طرف أعوان الأمن، لكن الحل الأجدر يبقى داخل كل إنسان.

و أخيرا تمنى رابح و زكرياء إدراج مادة التربية الأخلاقية و الدينية في كل التخصصات. برغم التأسف الكبير لما --قاله الطالبان إلا أنني تفاجأت كثيرا بدرجة الوعي التي يمتلكانها، و قلت في نفسي لعلي أجد رأيا آخر يفند سابقيه؟ فكان الحديث مع طالبين آخرين لهما خبرة و معايشة أكبر بالجامعة “عبد الستار” و”فاتح” بالسنة الثالثة. ابتدأ عبد الستار بالقول عن صورة الطالبة بالجامعة هي الفتنة و الوسواس بالنسبة للجنس الآخر، كما أكد فاتح أنها بالفعل الصورة الحقيقية لهن؛ لكن الحكم ليس على الكل فهناك قلة شريفة و التفريق بين طالبة و أخرى يعقله فقط أهل الجامعة. أما من هم بالخارج فيحكمون بالإطلاق، و لذلك الصورة بحاجة إلى تصحيح لأولئك فقط و الأولى بالذكور تولي هذه المهمة و الدفاع على شرف زميلاتهم.
استدرجني الحديث مع عبد الستار و فاتح إلى مفارقة عجيبة جدا فمن جهة يرفض الكثير-جراء ما يقال-الارتباط بجامعية و من جهة أخرى يشترط هؤلاء أنفسهم شريكة حياة مثقفة و ذات مستوى رفيع؟ أليس من المفروض بكل من تمتلك نسبة من الثقافة أن تمر بمرحلة الجامعة؟ أنسي من يطلب فتاة ذات منصب أنها جلست يوما بمدرجات الجامعة في الغالب؟ ألم يتمنى كل واحد من هؤلاء أولادا و بنات يوصلهم إلى الجامعة؟
غادرت الجامعة و أنا مثقلة بتساؤلات و انشغالات كثيرة أهمها: هل فعلا تلك هي الحقيقة و الأصل في الجامعة؟ أم أن الأمر موضة و حداثة طالت حرمة المكان و الأشخاص أيضا؟

فكانت “هدى” التي دخلت الجامعة منذ ست سنوات مفتاح الانشغال هنا تحكي تجربتها قبل و بعد و أثناء الدراسة فتقول: “أكيد أن أي طالبة بمجرد نجاحها في البكالوريا و حتى قبل مباشرتها الدراسة تنطلق عليها الأقاويل بأنها ستنحرف و لا يرون في الجامعة إلا الشيء السلبي. و عليه يوضع خط أحمر على بنات الجامعة.كما ساهم الشباب “اللامسؤول” في رسم تلك الصورة القاتمة، و أنا شخصيا برغم أخلاقي و تربيتي مستني الإساءات من طرف جيران و حتى أصدقاء قدامى”.
بالمقابل سردت محدثتنا الواقع المر لأخريات إذ تقول: “رأيت بعيني البنات كيف دخلن و كيف أصبحن؟ لدرجة أنني صدمت في بعضهن و لم أتوقع منهن ذلك إطلاقا، حتى بعد تخرجي-بزياراتي للجامعة – من تركهن لم أجدهن و وجدت معاكسات لهن. و الغريب أن الانحراف غالبا ما يكون في السنة النهائية، فتنعكس الشريفات في لحظات ليدخلن بعدها عالم مافيا الجامعة و لا يرجعن إلى منازلهن بعد ذلك”.

سجن أم سكن؟
لا شك أن كل تلك الآراء بقدر ما تؤلم و تحزن بقدر ما تعكس ما هو معاش و واقع. فهذه”دلال
أسطورة مغامرات بنات الجامعة قصة طالبة كانت قمة في الأخلاق و التربية لباس شرعي ملتزم و برقع يستر حتى ما لا يجب ستره جاءتها الحماسة و دفعها الفضول لخوض تجربة فريدة من نوعها في محاولة منها للنصح و لم لا إصلاح بنات المافيا بالحي الجامعي. حذرنها صديقاتها من خطروة ما تفعل -لكن دون جدوى- بدأت بالتردد المرة تلو الأخرى على غرفهن، حتى صارت لا تغادرها إطلاقا، و يوم خرجت منها كانت بلباس العار و زي الفاحشة. حينها صار كل شيء مباح المخدرات خرجات الليل و ما لا يخطر على بال إلى يوم ألقت مصالح الأمن القبض عليها في موقف “لا أخلاقي” و المصيبة أن والد دلال ضابط بالشرطة! فما كان من ذلك الأب المسكين إلا الانتحار هروبا من الفضيحة، فمن كانت ترفع رأسه بعلمها أردته منتحرا بفظاعة عملها كما فقدت الأم المسكينة عقلها لتدخل –دون سابق إنذار- عالم اللاوعي. و بذلك تحطمت عائلة بأكملها .
يقال اليوم أن دلال عاودت العهد مع التوبة، أعادت البرقع و تعيش الآن مع خالتها حاملة معها رواسب ماض أليم نتمنى لها الاتعاظ منه و معاودة الأمل من جديد.
أكدي أن الداعي من هذا العرض المؤسف هو العبرة و أخذ الاحتياط لا غير، فغلطة دلال أنها رأت في الجامعة فرصة لتجريب كل شيء و حسبت أنها محمية بالكامل و أن وضع حدود صارمة يأسر حريتها، و هذا للأسف ما لمسناه في “مريم” التي تقول في السياق ذاته: “السكن الجامعي ميزته التشدد و الصرامة، إذ يحضر علينا التأخر عن الإقامة بعد الساعة الثامنة مساء إنه أمر مزعج حقا لأنه ثمة أمور كثيرة تحتاج إليها الطالبة بالليل مثل الإنترنت و الاستجمام و تغيير الروتين اليومي و حتى القيام بالزيارات”.

الطالبة الجامعية عز و عوز:
إذا كانت تلك هي النماذج و الآراء فأكيد للعملة وجه آخر و للقصة تتمة، فالطالبة الجامعية بالمقابل إنسانة راقية مثقفة و صورتها فتاة قائمة على الاقتدار و الاختيار و تلك النظرة السوداوية لا يحملها إلا متعصب جاهل و ضعيف شخصية.
فالأولى بمن هم داخل و خارج الجامعة احترام و تقديس كيان اسمه “طالبة جامعية” فهي بكل بساطة رهان المستقبل و أمل الرقي و الترقي.
مهلا لا تتعجبوا فالكلام ليس كلامي بل جاء على ألسنتهم :فهذا محمد 27 سنة –بعيد كل البعد عن أجواء الجامعة- يقول “صحيح أن الادعاءات الحالية منها ما هو صادق لكن حكم التعميم ظلم و جور، فبنت الجامعة ما دامت وصلت لذلك المستوى الرفيع فهي أكيد تمتلك شخصية قوية و مبادئ سامية تصاحبها رفعة أخلاقية أيضا، و لا مانع عندي أبدا من الارتباط بجامعية بل العكس سأطمئن على مستقبل أولادي أكثر معها”، و الملفت للانتباه أيضا أن الفئة المراهقة ترى الايجابي و المميز في الطالبة الجامعية، و منهم رضا 15 سنة إذ يقول”بنت الجامعة مثل أي فتاة عادية بل و حتى مثل أي طالب جامعي كل يحاسب على ما يفعل هو فقط”.
أما “رندة” طالبة مقيمة بالجامعة فتقول “يوجد بالإقامة خصوصا و الجامعة عموما نماذج كثيرة من الشريفات العفيفات يضعن نصب أعينهن الدراسة و ثقة الوالدين و الحفاظ على شرف العائلة. و أنا شخصيا لو كانت المساومة بين العلم و العرض لاخترت العرض فالعلم -مع تطور التكنولوجيا- يعوض بينما الشرف إذ مسه أي شيء لا يعوض طوال العمر”.
و لن يفوتنا هنا اللجوء إلى الخبرة و التي تفيدنا بها “السيدة نعيمة” و التي تستحق بالفعل مع آلاف الأمهات التقدير و التبجيل، فقد عايشت مع كلا من ابنها و ابنتها حيثيات الجامعة إذ تحكي “البنت الجامعية أكثر حرصا و مسؤولية على سمعتها من الولد لأنها بمجرد انتقالها من منزل والديها تدرك الفرق الشاسع بين عز المنزل و عوز الإقامة و تلك المعاناة تجعلها تدرك جيدا قيمة الوالدين و تسعى لإرضائهما و رفع رأسهما و ما يقع من انحرافات سببها أولا و أخيرا تأثير المادة. و عليه فإن الطالبة الحقة هي من تعرف أن المستقبل المشرق يساوي تضحية بالنوم الهانئ تنازل عن اللباس الجميل و عليه الأولى بكل بنت جامعية التنازل عن كل تلك الامتيازات فمهما كانت متعتها تبقى مؤقتة لا غير”.
آه لو تدركون:
هن أربع طالبات يقطعن مئات الكيلومترات للدراسة بجامعة قسنطينة، و جئن من ولايات سطيف، سكيكدة، المسيلة و بوسعادة رتبت القدرة الإلهية جمعهن في غرفة واحدة بينهن تقارب فكري واضح و على مبادئ رصينة كأنهن عائلة واحدة، جو حميمي ينسي مرارة فراق الأهل و الأحبة سلوكهن اهتمام نصائح و حرص على أداء الصلوات و لو كنت هناك وقت صلاة الفجر لذهلت للمنظر، تسابق تعاون و إشراك للجارات و الصديقات، جلسات فضفضة عن الآلام و الأحزان سهرات للمذاكرة و حتى للمناقشة في كل المواضيع.
هي –بلا شك- واحدة من آلاف غرف الإقامات الجامعية و دليل صارخ لكل من يستبيح حرمات الولايا و آه لو جربت يا من تتكلم هكذا فقط حرقة و أنين بنت لا ترى والديها و أقربائها إلا بعد شهر أو شهرين وربما أكثر؟

الاتحاد الطلابي شهادة علمية و أخرى أخلاقية:
بتواجدي داخل أسوار الجامعة لم تفتني فرصة الوقوف عند جهة مسؤولة من المفروض أن تشكل درع الوقاية على كل ما يمس كرامة الطالبة إنه الاتحاد الطلابي”وحدة – حرية – عمل” و حول دور الاتحاد في حماية سمعة الطالبات تقول إحدى الناطقات الرسميات باسمه “الاتحاد الطلابي الحر يتغلغل في الأوساط الجامعية” يلاحق الظواهر التي تمس بالجامعة في محاولة منه للارتقاء بالمستوى العلمي للطالبة متخذا من المحاضرات الصالونات و مختلف النشاطات وسائل توعوية، و هي ملفات كبرى تناقش على مستوى المكتب الوطني هذا فيما يخص الجانب التعليمي، أما بالنسبة للآفات الاجتماعية و خصوصا مسألة العفاف فلا داعي للتفريق بين الطالب و الطالبة، فالمجتمع لا يرحم كليهما و هنا يتولى الاتحاد مهمة التوعية بالأخلاق التي جاء بها الرسول الكريم – صلى الله عليه و سلم- و شعارنا كتنظيم الشهادة العلمية و الشهادة الأخلاقية و تكريسا لهذا لدينا وسائل كبرى من محاضرات و معارض و كتب و ندوات و دورات تكوينية توعوية بالإضافة إلى النشريات و المجلات زيادة على تلقي مشاكل الطالبات داخل الإقامات و محاولة إيجاد وضعية سكنية ملائمة لتفادي انتشار العدوى”.
علم الاجتماع و غياب الرقاب:
إن كل ما سبق يؤكد أننا أمام ظاهرة اجتماعية تستدعي الالتفات و دراسة الأسباب في محاولة للبحث عن حلول لتوضيح الصورة و رفع اللبس، و تبعا لكل هذا و ذاك كان لقاؤنا بأستاذ علم الاجتماع بجامعة فرحات عباس السيد”درويش توفيق” الذي أفادنا – مشكورا- بأبجديات علم الاجتماع في هذا الصدد، و في البداية أوضح “أن لكل مجتمع عادات و تقاليد تتحكم في سلوك الفرد داخله ففي المجتمعات الصغيرة سلوك الفرد وظيفي في الغالب فالطالب طالب و المعلم معلم، أي الدور هنا دور عضوي، أما المجتمعات الكبيرة التي لا يوجد فيها تعارف أو تضامن فالفرد فيها يفتقد للرقابة الاجتماعية و يختبئ داخل أسوار الجامعة.
أما بالنسبة للطالبة الجامعية التي فقدت الرقابة بابتعادها عن الأسرة و الجماعة و التي ما تكون عادة في مرحلة المراهقة و للخروج منها تسعى إلى فرض النفس و تحقيق الذات و سلك سلوكات من القناعة الخاصة بها و ليس من ثقافة المجتمع و الأسرة، و يدخل هنا بقوة دور وسائل الإعلام و الأسرة و بالخصوص الأم التي تطالب ابنتها الجامعية بالبحث عن عريس في الجامعة متأثرة في ذلك بالأفلام و التمثيليات العربية و المصرية بالخصوص”.
و عن اختلاف الوضعية بين المقيمة و غير المقيمة يضيف الأستاذ درويش “هناك فرق شاسع بين المقيمة و غير المقيمة فالأولى تتحرر كلية من رقابة الأسرة و العرف فتصبح بضاعة تباع و تشترى داخل الحي الجامعي و خارجه، برضاها أو حتى دون علمها، أما الثانية فعلاقتها بالجامعة علاقة صداقة فقط”.
و عن الإجراءات الواجب اتخاذها لتحسين الوضع أكد الأستاذ أنه “لا توجد طريقة للتحسين إلا إذا حسنت البنت صورتها بنفسها, و كثير من الفتيات لديهن صورة حسنة، كما ينبغي أن يكون للجامعة نظام صارم من يخطئ يعاقب أو يقصى ليكون عبرة”.
و ختم الأستاذ كلامه برسالة قال فيها “أدعوا كل الأمهات إلى نصح بناتهن بالحشمة و العفاف و أدعو الطالبة إلى الاحترام في اللباس و عدم الإكثار من المخالطة”.

الدين و رمي المحصنات:
و لأن القضية تتعلق بالعرض و الشرف بالدرجة الأولى، كان من الواجب بما كان أخذ رأي الدين في الموضوع ليكون اللقاء بالأستاذ “إبراهيم بودوخة” إمام مسجد العتيق بسطيف، حيث أفاد في مستهل كلامه أن “أقاويل الناس يجب النظر إليها على أنها نسبية و ليست أحكاما صحيحة على سبيل الإطلاق، و ذلك لأن الناس يختلفون في الإطار و الزاوية التي ينظرون من خلالها في التقويم و النظر إلى الآخرين و بخصوص الطالبة الجامعية فلا يصح القول بأن جميع الطالبات لا يقدمن صورة حسنة من حيث السلوك الأخلاقي، و ذلك أنه توجد طالبات كأنهن ملائكة من حيث الأخلاق و التربية و الهمة العالية في التحصيل الدراسي و العلمي، و حقيقة يلاحظ في الآونة الأخيرة تدهورا في القيم الأخلاقية و العلمية في الوسط الجامعي و السبب في ذلك هو تأثر الجامعة بأمراض المجتمع و هذا أمر يؤسف له لأنه يفترض أن تكون الجامعة دواء لهذه الأمراض.
كما أضاف الإمام أن “هناك حساب كبير على الجامعيين و أنا من بينهم فالجامعة لها وظيفة تعليمية و علمية و كذا قيمية و حضارية و لا بد من بذل الجهود مهما كانت الصعوبات لآداء هذه الوظيفة”.
و عن الحلول المقترحة لتحسين صورة الطالبة الجمعية أضاف محدثنا “ينبغي على الطالبة أن تبتعد عن أماكن الشبهات و عن صحبة أهل السوء و عن التواجد في أوقات محرجة فإن هي فعلت ذلك و حافظت عليه فإنها تحافظ على سمعتها فلا يستطيع أحد أن يمسها بسوء”.

و كنتيجة مختصرة لجولاتنا عبر ربوع الجامعة تلمسنا حقيقة المفارقة الصعبة التي تقع فيها الطالبة و التحديات الأصعب لإثبات العفاف و صون الشرف، لكن يبقى لكل من العلم و العرض مبلغ الوجود لدى أي فتاة، فالأول غذاء للعقل و الثاني غذاء للروح و تزاوجهما هو الحل الأمثل لترميم صورة الطالبة الجامعية داخل القلوب و العقول.

http://elbassair.org/2017/08/22

قراءة 2776 مرات آخر تعديل على الجمعة, 29 أيلول/سبتمبر 2017 12:30

أضف تعليق


كود امني
تحديث