قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 05 آذار/مارس 2020 21:10

للأمهات فقط.. ليس بالتعلم الأكاديمي وحده ينجح طفلك

كتبه  الأستاذة مي عباس
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من منّا يذكر ملوك الدولة الوسطى، أو يستطيع إثبات قانون جيب التمام، أو يتذكر نسب و أماكن استخراج المنجنيز في مصر فضلًا عنها في ساحل العاج و الفلبين، و غيرها مما تعلمناه في المدارس من تفاصيل العلوم؟

و في المقابل.. من منّا ينسى أول رواية قرأها، أو نظرات الإعجاب من مواهبه الخاصة، أو اجتماع الأسرة في ليالي الصيف للسمر، أو شيئا صنعه أو طوره بيده، أو فكرة مبتكرة جاءته ؟

ليس بالذكاء الأكاديمي وحده يحيا الإنسان؛ لذا فإن بناء ذكريات إنجاز و تميز و حب و تقدير هو الأهم.

لا أعني أبدًا أن التعلم المدرسي غير هام، فمن المؤكد أن يجهز الطلاب للتخصص، و يمنحهم القاعدة الأساسية للاختيار و الانطلاق العلمي، و لكنه مجرد رقم في معادلة نجاحهم العملي و الحياتي، و لا يُقبل أن يطغى على أسس الصحة النفسية التي تراعي حاجات الإنسان المختلفة، و حاجته للتوازن.

قائدة لا مديرة

شيء رائع أن تهتم الأم بتفوق أبنائها، و أن تتابع تطورهم الدراسي، و تهتم بتحفيزهم و تشجيعهم، و تمنع انفلات الوقت من بين أيديهم، و لكن..

هذا الجهد الكبير قد يكون له آثار جانبية، على نفسية الأم  و الأطفال، بل و مردود عكسي على صعيد التعلم، و كثيرًا ما يتناسب الضغط و التقوقع في البيوت من أجل المذاكرة طرديًا مع مشاعر القلق و التوتر و الملل و الكآبة.

الأم في حياة أبنائها ليست مجرد مدير تنفيذي يركز على إنجاز مجموعة من المهام، و يضع لهم الأوقات النهائية، و يحاسبهم على جودة الأداء، و إنما هي قائد له رؤية عامة، و أهداف رئيسية، و إدراك لقيمة التوازن.

الأم الواعية لا تدع التفاصيل تغرقها فتنسى الأهداف بعيدة المدى.

فما فائدة أن يحرز الابن أعلى الدرجات في الوقت الذي تتلاشى موهبة قيمة لديه لأنها غير مهمة مدرسيًا ؟

و ما فائدة أن تُكبت حرية الأطفال و رغبتهم في اللعب و الحركة؛ فيجلسون لساعات طويلة أمام الكتب و يفقدون متعة الطفولة التي هي زادهم أمام مصاعب الحياة في مستقبل الأيام؟

و ماذا يُصلح علاقة تسوء بينها و بين أبنائها يوميًا بسبب الصراخ و التوبيخ أثناء مذاكرتها لهم؟

و ماذا يستحق أن نهدر من أجله شعور الأبناء بقيمتهم؛ فيقتنعون بأنهم بالفعل أغبياء و مهملون لأن أمهم تنعتهم بهذا كل يوم عندما يثقل عليها حمل تعليمهم و تفهيمهم؟

ليس بالتعلم الأكاديمي وحده يحيا الإنسان

سوق العمل اليوم، و في المستقبل، لن تجدي فيه عشرات الشهادات الصماء، و لكن تلك الموهبة المختنقة، و ذاك التميز في أمور لا تعظمها المدارس كثيرًا ما يفتح الأبواب، و يجتذب الفرص.

دورنا كأمهات ليس أن نقوم بأكبر قدر من الضغط على أبنائنا ليتفوقوا على أقرانهم و نفتخر بهم بين الناس، و إنما أن ندير روتينًا متوازنًا، و نعلم أطفالنا الإنجاز و التركيز، كما نعلمهم العناية بأنفسهم، و أن ترفيههم هام، و حركتهم ضرورية، و لعبهم مفيد، و نوجد طقوسًا و قوانين في بيوتنا للحب و الدفء و التشجيع، و يمنع منعًا باتًا السخرية و بث القلق، و الإهانة و تكرار اللوم.

الأم التي تعلم أبناءها كيف يعتمدون على أنفسهم، و تدعهم يتعلمون ذاتيًا، و تشرف عليهم و تساعدهم بقدر، و كلما كبروا كلما ابتعدت عن تفاصيل مذاكرتهم هي الأم الناجحة، المواكبة لعصرها، و ليست تلك التي تُفني حياتها لتطعمهم الدروس بالملعقة، و تجري وراءهم بالكتب.

و أقترح عليك بعض الأمور:

ـ يوم أجازة كامل كل أسبوع، ممنوع فيه فتح كتاب.

ـ نزهة عائلية أسبوعية و لو في حديقة بسيطة مع تحضير الألعاب المختلفة، و تشارك الجميع فيها، و إغلاق الهواتف.

ـ الاجتماع على الطعام مرة يوميًا على الأقل، مع الدردشة اللطيفة حول كيف مر اليوم على كل شخص.

ـ الاهتمام بتعلم الأطفال بشكل مبتكر، اجعلي تدخلك مشاركًا و ليس سلطويًا، دعيهم يشرحون لك ما ذاكروه، أو تبحثا سويًا عن بعض النقاط على شبكة الإنترنت.

ـ لا تجعلي التعلم حربًا، حتى و إن كان أغلبية الناس يفعلون، الكثرة هنا لا تعني شيئًا، فأعداد غفيرة تعاني من البطالة، و أضعافها تعاني من الإعاقات النفسية و الاجتماعية، لا تجعلي التوتر سلاحًا للتفوق، و إنما أشيعي جوًا من الثقة و الطمأنينة، لا أتحدث هنا من فراغ، و ليست كلماتي حالمة، فالنجاح يحتاج إلى تنظيم للوقت، و التخطيط بكفاءة، و يحتاج التركيز للبعد عن الانفعال.

ـ لا تحصري تفكير طفلك و مشاعره في المنافسة، ابتعدي عن المقارنات فإنها تنهك قلبه، و قد يتطور الأمر لحقد يشوه نفسه.

ـ اهتمي بتنمية المهارات اليدوية و الحركية و الفنية بنفس قدر الاهتمام بالتعلم الأكاديمي، أو أكثر حسب ميول الطفل.

ـ أفضل ما تهدين لطفلك تعليميًا أن تُنمي فيه روح الاستكشاف، فالتعلم في الأصل إثارة للفضول، أما التلقين فوأد لهذه الغريزة الطفولية الإنسانية الطبيعية، نعم الأمر أكبر من دورك كأم، يحتاج إلى تغيير المناهج و أنماط التعلم، و لكن تفاعلك في هذا الأمر، في أوقات المدرسة و غيرها يصنع فرقًا، فزيارة المتاحف المختلفة، و مراقبة النجوم، و متابعة الوثائقيات العلمية، و نهم القراءة و تذوق الفنون و الآداب، قد يحفظ جذوة الفضول مشتعلة.

قراءة 859 مرات آخر تعديل على الأحد, 15 آذار/مارس 2020 09:30

أضف تعليق


كود امني
تحديث