قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 19 شباط/فبراير 2015 07:57

لا بواكي لهم

كتبه  الأستاذ فهمي هويدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تمنيت لو أن العرب و المسلمين عبروا عن غضبهم لمقتل المسلمين الثلاثة في الولايات المتحدة بمقدار يعادل ربع الغضب الذي أعلنوه حين قتل اثنان من المسلمين ١٢ من الفرنسيين العاملين في مجلة شارلي ابدو. لم اتطلع إلى حملة غضب مماثلة، سواء كانت مسيرة كبرى يتقدمها زعماء العالم، أم تغطية إعلامية واسعة النطاق تسبر الأغوار و تتحرى الخلفيات، أو تصريحات لكبار المسؤولين تتنافس في الاستنكار و تدعو إلى التدبر و المراجعة، أو بيانات للمؤسسات الدينية تعلن البراءة من الجريمة و فاعليها. لم أتوقع شيئا من ذلك؛ لأن القتلى مسلمون من ذوي الدم الرخيص في بورصات السياسة العالمية؛ و لأن القاتل أمريكي ينتمى إلى الجنس الأبيض موفور المكانة و مغفور الذنب؛ و لأن الإعلام الغربي في مجمله ما عاد يجد في قتل المسلمين خبرا مثيرا، بعد كل الدم الذي لم يتوقف عن النزف في بلادهم. ناهيك عن انهم في أوروبا يستنفرون هذه الأيام للتخلص من المسلمين بأي وسيلة؛ بدعوى أنهم باتوا يهددون هوية القارة. لهذه الأسباب فقد استبعدت فكرة التماثل في الأصداء، و وجدت ان المقاربة العددية قد تؤدي الغرض؛ فقلت إنه إذا كان قتلى الفرنسيين ١٢ شخصا، و المسلمون الذين قتلوا ثلاثة فقط، فربما كان مفهوما ان يكون نصيب الأخيرين من الغضب ربع حظ الأولين، و لأجل ذلك أبديت استعدادا لغض الطرف عن أن الفرنسيين لهم سجلهم الحافل بالطعن في نبي المسلمين و عقائدهم؛ الأمر الذي يشكل إهانة للضمير المسلم ما كان ينبغي أن يرد عليها بقتلهم.

كما غضضت الطرف عن سجل المسلمين الثلاثة يسر و رزان و ضياء الذين شاهدنا صورهم و هم يوزعون الطعام على الأمريكيين الفقراء. و قرأنا عن إسهامهم في جمع التبرعات للاجئين السوريين، و في غير ذلك من أنشطة الإغاثة و البر. الشاهد أنني تفهمت تواضع ردود الأفعال في الولايات المتحدة و أوروبا. واقتصارها على فاعليات نظمها زملاء القتلى في كارولينا الشمالية و أعضاء الجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة و أوروبا، إضافة إلى حملات التضامن من جانب أعداد من المواطنين الغربيين العاديين الذين لا يزالون يحتفظون بيقظة الضمير و نقاء السريرة. في حين ان البعض الآخر حاول التستر على الجريمة؛ بدعوى ان الكراهية لم تكن سببا لها، و انما كان سببها عراكا حول مكان إيقاف السيارات.

أيا كان رأينا في ردود الأفعال الغربية فإنها تظل مفهومة، أما غير المفهوم و غير المبرر فهو التواضع الذي اتسمت به الأصداء في العالم العربي على الأقل. فنحن بإزاء جريمة بشعة أنهت حياة ثلاثة من الشبان الأبرياء الذين امتدحهم جيرانهم و كل من عرفهم، و لم يكن هناك سبب لقتلهم سوى كراهيتهم باعتبارهم مسلمين.
في تفسير محدودية ردود الأفعال العربية خطرت لي عوامل عدة؛ منها أن المسيرة الكبيرة التي شهدتها باريس إثر مقتل الفرنسيين الاثني عشر دعت إليها الحكومة و تقدمها رئيس الجمهورية، و هو عامل ليس متوافرا في الحالة التي نحن بصددها. و في حدود علمي، فإن السلطة في رام الله لم يصدر عنها شيء يستنكر عنصرية قتل الفلسطينيين الثلاثة.

من تلك الأسباب أيضا أن أغلب أقطار العالم العربي تعيش حالة شديدة من الانكفاء على الداخل، حيث لكل قطر معركته الخاصة، الأمر الذي أدى إلى تراجع أولوية الهموم القومية. من تلك الأسباب أيضا أننا لم نعد نلمح وجودا يذكر للغضب العربي الذى تمنيته في قاموس الأنظمة العربية المعاصرة. فما تفعله «إسرائيل» من تهويد و افتراس في القدس و في الأراضى الفلسطينية المحتلة ما عاد يغضب أحدا، و كذا تدمير غزة و تجويعها و خنقها بالحصار. و عربدة الطائرات بغير طيار في اليمن التي ما عادت تبالي بقتل الأبرياء مقابل اصطياد واحد من المطلوبين، و هو ما بات أمرا مقبولا يتم بموافقة بعض الحكومات. و براميل المتفجرات التي أصبحت تلقى فوق رؤوس السوريين الذين قتل منهم أكثر من ٢٠٠ ألف، هذه بدورها أصبحت أخبارا عادية مثل تلك الجرائم الكبرى ما عادت تفجر شيئا من الغضب.

في مثل هذه الأجواء التي تعتبر فيها المذابح و حملات الإبادة أمورا مألوفة و غير مستغربة، فإن قتل ثلاثة من المسلمين في الولايات المتحدة لأسباب عنصرية يكاد يفقد أهميته.
لدي سببان آخران أخجل من ذكرهما؛ أحدهما يتعلق بكرامة و قيمة الإنسان في العالم العربي، و الثاني يخص عقدة النقص الشائعة في بعض أوساطنا أمام الغرب و الغربيين. و لأن القيمة السابقة الذكر متواضعة إلى حد كبير لأسباب لا تخفى على فطنتك، في حين أن قيمة المواطن الغربي لا تزال تحتفظ بمكانتها الرفيعة، سواء في نظر حكومته أم فى نظر أنظمتنا، فإن ذلك له انعكاساته على الحالة التي نحن بصددها. أعني أنه يبرر اللامبالاة و عدم الاكتراث بمصير الأول، في الوقت الذى يفسر الغضب و الاستنفار لأي مكروه يصيب الثاني، خصوصا إذا كان مصدره عربيا أو مسلما.

لم يشفع للمسلمين الثلاثة الذين قتلوا في الولايات المتحدة أنهم يحملون الجنسية الأمريكية؛ لأن جذورهم العربية -الفلسطينية خصوصا- حسبت عليهم، و كانت سببا في تواضع أصداء الغضب جراء قتلهم. يرحمهم الله، و يلهم أهاليهم صبرًا من عنده.

http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=14022015&id=4efa3179-5307-482b-a66c-87b203fd4377

قراءة 1596 مرات آخر تعديل على الإثنين, 27 تموز/يوليو 2015 18:14

أضف تعليق


كود امني
تحديث