قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 06 آب/أغسطس 2015 07:14

أنستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من العجب العجاب أن أن تتضمن التوصيات التي صدرت عن ندوة إصلاح المنظومة التربوية الوطنية، مقترحا يقضي باستبدال لغة التعليم و التعلم التي هي العربية، باللهجات المحلية ابتداء من الموسم القادم، و كأنه المفتاح السحري لحل كل المشاكل التي تعاني منها المدرسة الجزائرية و في مقدمتها تدني المستوى، بينما هو في الحقيقة أمر دبر بليل لضرب المنظومة التربوية حتى لا تقوم للمدرسة الجزائرية قائمة، بل أكثر من ذلك إذ المراد منه هو:

ضرب الإسلام نفسه في هذه البلاد بضرب اللغة التي تمكن المواطن الجزائري من الانفتاح عليه و النهل من نصوصه قرآنا و سنة، فضلا عن فصل الجزائر عن انتمائها الحضاري و الثقافي الطبيعي الذي هو الحضارة العربية الإسلامية، حتى يسهل بعد ذلك فرنستها فأوربتها عملا بقاعدة السلخ فالمسخ فالنسخ، التي أشار إليها المرحوم الوزير السابق "مولود قاسم نايت بالقاسم"، في إحدى محاضراته عند حديثه عن السياسة التي اعتمدتها فرنسا في عهد الاحتلال لابتلاعها، هذا إذا لم نقل أن الهدف من هذا المقترح غير القابل للتطبيق أصلا هو: إيجاد عامل جديد لتغذية الصراع الداخلي في المجتمع الجزائري قصد تفجيره من الداخل، بما يسمح بإلحاق الجزائر بدول الربيع العربي الآخذة في الانقسام و التشظي، لقد حاول المفتش العام للتربية " مسقم نجادي " الذي جاء على لسانه هذا المقترح التنكر له، و ادعى أن "الغير" تأول كلامه و قوًّله ما لم يقل، لكن يفند تراجعه عن أقواله تلك دفاع زميله الدكتور المختص في اللسانيات " فريد بن رمضان " بقوة عن ذلك المقترح، و تصريحات وزيرة التربية الوطنية لإحدى الصحف الوطنية الناطقة بالفرنسية و تأكيدها عن عزمها المضي في تطبيق المقترح، بحسب ما ورد في صحيفة الشروق اليومي الصادرة بتاريخ 31 _ 07 _2015، و الحقيقة أننا أمام كرنفال كلامي كما قال الأستاذ حسن خليفة في مقاله الذي نشرته له الشروق اليومي في عددها 4813 من سنة 2015، لتمرير التدريس بالعامية، تسهيلا لفرض اللغة الفرنسية كلغة للتفكير و التعبير و التسيير على الجزائريين لتجريدهم من وطنيتهم، يؤكد ذلك استبعاد التاريخ و الجغرافيا من امتحان الباكالوريا المصيري، من حيث أن استبعاد التاريخ سيدفع التلميذ إلى التهاون في التعرف على أمجاد الآباء و الأجداد و مآثرهم، و ذلك يترتب عنه إضعاف رابطة الانتماء إليهم و عدم الاهتمام بالاقتداء بهم في الدفاع عن الأرض و العرض، و حماية الأوطان، و التصدي لأي عدوان، و هذا يعني فيما يعنيه، أن من تقدموا بهذا المقترح، و الداعين إلى ضرورة اعتماده، و المصرين على تطبيقه، يعملون ضد المصالح العليا للوطن، و يهددون وحدته و أمنه و استقراره، و هذا يقتضي مساءلتهم و التحقيق معهم لمعرفة من يحركهم و لماذا يحركهم، لأن المنظومة التربوية يفترض فيها تخريج المواطن الصالح، الذي يعتز بانتمائه، و يفخر بلغته و تاريخه، و يحرص كل الحرص على وحدته الوطنية و الترابية، كما يفترض فيها تعزيز دواعي التماسك و الانسجام بين مكونات المجتمع الواحد، لا تغذية أسباب الانقسام و التنافر و التفتت، و استبعاد كل عوامل الصراع و الصدام، لا إضافة عناصر جديدة تستثيره و تستدعيه و تمكن له.

إن هذا المقترح القديم في أصله الجديد اليوم في طرحه قد تبنته فرنسا في صورة ما عرف بالمدارس الفرنسية الإسلامية التي أسستها لمعارضة جهود مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ترسيخ و تثبيت مكونات الهوية الوطنية و التي من بين أهمها اللسان العربي و العقيدة الإسلامية، و الحقيقة التي لا يمكن التغاضي عنها أو إغفالها هي: أن الدعوة إلى اعتماد اللهجة المحلية بدلا من الفصحى ما هو إلا إستراتيجية لتحييد الإسلام و إبطال قدرته على تحريك الشعوب و تحفيزها على مقاومة الاستبداد و الاستعباد، دليلنا على ذلك أن الدعوة إلى ذلك ظهرت في أيام الاحتلال الأوروبي للدول العربية و الإسلامية كما كان الحال في مصر أيام الاحتلال البريطاني و قد كان طه حسين نفسه من دعاتها و قد تصدى له عباس محمد العقاد و مصطفى صادق الرافعي، و ظهرت عندنا في الجزائر أيام الاحتلال الفرنسي و قد تصدى ابن باديس و رفاقه رحمهم الله جميعا.

ثم هل أن اعتماد الدارجة بدل من اللغة الفصحي هو الذي سيحسن حقيقة من مستوى آداء المدرسة الجزائرية، إن هذا المقترح ما هو إلا هروب من المشكل بدلا من التصدي له، و هو كما قال الله لقوم موسى يوم سألوه أن يطعمهم بدل المنّْ " السًّلْوى الفُومَ و البصلَ، فقال سبحانه:" أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير...؟ " حقا ما هذا إلا ضربا من الجنون، لكنما لله في خلقه شؤون...

قراءة 1608 مرات آخر تعديل على الجمعة, 07 آب/أغسطس 2015 12:12

التعليقات   

0 #2 رومانسية 2015-08-14 10:27
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لكم الأستاذ السائحي مربي الأجيال
اقتباس
0 #1 اسماعيل 2015-08-08 13:07
نتمنى من القائمين على الموقع الصدق و الحفاظ على الأمانة في ترتيب الأقلام و شكرا
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث