قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 22 تشرين1/أكتوير 2015 09:07

روسيا ذات الوجهين

كتبه  الأستاذ فهمي هويدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ثمة رسالة فى احتفال موسكو بحلول السنة الهجرية، و حديث وزير الخارجية الروسي في المناسبة عن انتماء روسيا إلى العالم الإسلامي

و هو الاحتفال الذي أقيم بعد ثلاثة أسابيع من افتتاح مسجد موسكو الكبير و الوحيد الذي بناه تاجر تتري عام 1904، بعدما تم تجديده و توسيعه، ليصبح أكبر مسجد في أوروبا

و لفت الانتباه أن حفل الافتتاح حضره الرئيس بوتين و الرئيسان التركي و الفلسطيني إضافة إلى ممثل للأزهر

و لا أحسب أنها مصادفة أن يحدث ذلك بعد التدخل العسكري الروسي في روسيا، و محاولة موسكو إقناع مسلمي العالم العربي أنها تقف إلى جانبهم ضد الإرهاب الذى يهدد المنطقة، فضلا عن السعي لطمأنة مسلمي الاتحاد الروسي (25 مليونا) بأن قرار الرئيس بوتين ليس موجها ضد المسلمين في المشرق، و لكنه موجه ضد الإرهابيين الذين يهددون دوله المسلمة.

تفوّق بوتين على نابليون بونابرت، حين جاء إلى مصر غازيا في عام 1798م. ذلك أن الأخير أصدر منشورا وجهه إلى علماء المسلمين و مشايخهم، ذكر فيه أن "الفرنساوية مسلمون مخلصون، و الدليل على ذلك أنهم نزلوا في روما الكبرى، و خربوا فيها كرسي البابا، الذي كان دائما يحث النصارى على محاربة الإسلام".

بوتين كان أكثر وعيا. ذلك أنه جاء مباركا من الكنيسة الأرثوذكسية، و مؤيدا من قبل مفتي المسلمين في روسيا. ذلك أن البطريرك كيريل الأول رأس الكنيسة في موسكو اعتبر أن القوات الروسية في سوريا تخوض "حربا مقدسة". 

و هو من وصف فوز الرئيس بوتين بفترة رئاسية ثالثة بأنه "معجزة الرب"، و قال عنه إنه "إصلاحي أرسلته العناية الإلهية لإنقاذ البلاد". أما المفتي فقد أيد التدخل العسكري الروسي، و وصفه بأنه حملة ضد الإرهاب الأصولي.

طوال نصف القرن الأخير، ظلت الحسابات السياسية حاكمة للعلاقة بين موسكو و العالم العربي و مصر، في مقدمة دوله

و حين كانت العلاقة بين القاهرة و موسكو في أوج قوتها خلال سنوات الحرب الباردة، فإن أغلب الوفود المصرية التي زارت الاتحاد السوفييتي آنذاك كانت تبحث في موسكو أمور التسليح بوجه أخص

لذلك حين وجهت الدعوة في عام 1970 إلى شيخ الأزهر الدكتور محمد الفحام لزيارة الاتحاد السوفييتي، و كنت ضمن الوفد المرافق له، فإن ظرفاء المصريين أشاعوا أنه ذهب لعقد صفقة لشراء مدافع لشهر رمضان. إذ لم يخطر على بال أحد أن تتناول الزيارة دورا تخرج عن ذلك النطاق.

اختلف الأمر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينيات، فبرز دور الدين في المجال العام. إذ ذكر فيلم أصدره المكتب الإعلامي للكنيسة الأرثوذوكسية أن "الشعب عاد إلى جذوره المسيحية و قيمه الروحية، و ملأت الكنيسة الفراغ الأخلاقي الذي خلفه غياب القيم مع انهيار الاتحاد السوفييتي". 

و حين احتلت روسيا شبه جزيرة القرم، أعلن بوتين أن ضمها له "دلالة مقدسة". لأن الأمير فلاديمير الذي اعتنقت روسيا المسيحية على يديه في نهاية القرن العاشر الميلادي تم تعميده في القرم.

في تلك المرحلة، انضمت روسيا إلى عضوية منظمة المؤتمر الإسلامي (عام 2003) و دبت الحيوية بصورة نسبية في محيط المسلمين الذين يمثلون (14 بالمئة من السكان، و يشكلون أغلبية في 8 من بين 21 جمهورية داخلية في الاتحاد الروسي.   و كانت مضاعفة أعداد المساجد أبرز علامات تلك الجدية.

و في تصريح للمفتي طلعت تاج الدين رئيس الإدارة الدينية المركزية أن عدد المساجد التابعة للإدارة كان 94 مسجدا في عام 1989، و لكنه ارتفع إلى ألفي مسجد بعد ذلك (لم يذكر تاريخ الإحصاء الأخير).

صحيح أن الإسلام في روسيا يعد الديانة الثانية، إلا أن الثابت أنه دخل إلى البلاد و وصل إلى حوض نهر الفولجا رسميا قبل قرن من إعلان الأرثوذكسية دينا لروسيا

و هو ما سجله تقرير لوكالة نوفوستي الروسية. و من الثابت أن المغول في القرن الثالث عشر سيطروا على أجزاء واسعة من روسيا و سيبيريا، و أجبروا دوقية موسكو على دفع الجزية إلى إمارة القرم.

الشاهد أن علاقة روسيا بالإسلام و المسلمين ليست جديدة، و إنما هي ضاربة القدم في التاريخ. و باستثناء المرحلة السوفييتية التي كانت معادية للدين عموما، فإن روسيا القيصرية لم تشترك فى صراع له صبغته الدينية مع العالم الإسلامي

و حين دخلت في عراك مع الدولة العثمانية أو مع الإمبراطورية الفارسية، فإن ذلك كان مرجعه التنافس حول التوسع، و الوصول إلى المياه الدافئة، و الأراضي الخصبة.

مع ذلك ظلت الكنيسة الأرثوذكسية في القرن الثامن عشر توفر الغطاء الأيديولوجي لحروب القياصرة، و اعتبرت أن لروسيا دورا في حماية الأرثوذكس العثمانيين في الشام و الأناضول و البلقان.

حين تلوّح روسيا بورقة الدين و تخاطبنا بلسانين مسيحي و إسلامي، فإنها تقدم على مغامرة غير محسوبة. إذ إنها بتدخلها في سوريا تدافع عن مصالحها لا ريب، و في الوقت ذاته ،فإنها تحاول استعادة دورها في زعامة الكنيسة المشرقية، من خلال حماية الأرثوذكس و الأقليات هناك

و حين تتحالف مع إيران في سوريا، و تتطلع إلى توسيع عملياتها العسكرية في العراق، فإنها بذلك تستنفر المشاعر السنية الصوفية بين مسلمي القوقاز، الأمر الذي قد تكون له تداعياته الداخلية التي لا تؤمن عواقبها

و ظهرت بعض تلك الأصداء في حملات اعتقال بعض الشيشانيين التي لجأت إليها السلطات في موسكو خلال الأسبوع الماضي، الذين اتهموا بالتحضير لعمليات إرهابية في العاصمة

في الوقت ذاته، فإن الأصداء تظل مفتوحة على جميع الاحتمالات في العالم السني و في تركيا بوجه أخص، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان ذكريات التدخل السوفييتي في أفغانستان عام 1979.

(
عن صحيفة الشروق المصرية، 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2015)

http://arabi21.com/story/866533/

قراءة 1713 مرات آخر تعديل على الجمعة, 23 تشرين1/أكتوير 2015 05:56

أضف تعليق


كود امني
تحديث