قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 05 تشرين2/نوفمبر 2015 11:47

تَحالف الفرسُ و الرومُ ، و لا خالدَ لهم

كتبه  الأستاذ شريف عبد العزيز
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ما زالت أشباح التاريخ تطاردنا و تقض مضاجعنا، صارخة بأعلى صوت انتبهوا و احذروا : فإن أهم درس من دروس الصراع ؛ أن العداوات لا تتغير، ما دامت النفوس لم تتغير، و كل عداوة منشأها الدين و العقيدة لا يمكن أن يمحوها الزمان، أو تغيرها صروف الدهر، فهي كما قال الشاعر :

كل العداوات قد ترجي مودتها   ******    إلا عداوة من عاداك في الدين

 و أن أحداث التاريخ مازالت تتكرر مشاهدها، و تعاد فصولها، من عصر لآخر، بصورة تكاد تكون متطابقة، لتؤكد على هذه الحقيقة التي هي من أعظم حقائق التاريخ الإنساني.

قديما وقبل أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان، و سنة 12ه تحديدا و مع بداية الفتح الإسلامي لبلاد العراق، كان حلقات الصراع مع فصل جديد من العداوة الدينية، حيث وجد المسلمون بقيادة خالد بن الوليد أنفسهم في مواجهة حلف عسكري غير مسبوق، لم يروا مثله من قبل، فلأول مرة يواجه المسلمون حلفا يضم أطراف متنافرة متعادية فيما بينها، حلفا ضم الروم الصليبيين و الفرس المجوس و العرب المتنصرة. فقد كان فتح منطقة «الرضاب» على الحدود بين الشام و العراق و هي تعتبر من آخر بلاد الشام الشرقية، و تعتبر من ضمن حدود مملكة الروم، بمثابة ناقوس خطر شديد دق فوق رءوس الروم، فأسرعوا فعقدوا تحالفًا ثلاثيًا مع الفرس و القبائل العربية المتنصرة مثل آياد و تغلب و النمر و بكر و تنوخ، متناسين كل الخلافات و العداوات القديمة،  و ذلك لوقف تقدم المسلمين و انهاء وجودهم بأرض العراق و الشام.

فرفعت الاستخبارات الإسلامية نبأ هذه الاستعدادات الحربية للقائد خالد بن الوليد، و كان وقتها معسكرًا بجيشه بالفراض على حدود الشام مع العراق و ظهره للصحراء ميدان القتال المفضل عند المسلمين و العرب، فقرر انتظار هذا التحالف المجوصليبي وا لاصطدام معه عند منطقة "الفراض"، و كان جيش المسلمين يقدر بعشرين ألفًا، في حين أن التحالف المجوصليبي أعد جيشًا جرارًا يقدر بمائة و خمسين ألفًا، و أرادوا أن يستدرجوا خالد بن الوليد في مكيدة عسكرية فقالوا له: «إما أن تعبر إلينا الفرات أو نعبر لكم نحن»، فقال خالد: «بل اعبروا أنتم» ذلك لو أنه عبر إليهم الفرات سيصبح محاصرًا في مكان ضيق و النهر في ظهره، و بالتالي لن يستطيع المسلمون القيام بهجماتهم الخاطفة التي اشتهروا بها و التي كسبوا بها كل حروبهم، و في يوم 15 من ذي القعدة سنة 12هـ تكامل عبور التحالف المجوصليبي، و ما إن تكامل عبورهم حتى انقض عليهم المسلمون كالأسود الكاسرة، و قد اغتر العدو بكثرتهم الكبيرة، و لكنهم فوجئوا بشدة الهجوم الإسلامي فاضطربت صفوفهم، خاصة و أنهم خليط من أعداء الأمس «الروم و الفرس» ، و انتصر المسلمون انتصارا رائعا أفشل مخططات التحالف المجوصليبي المستقبلية.

و اليوم و بعد كل هذه القرون، و في نفس البقاع، و على أرض الشام، يتكرر المشهد من جديد بحذافيره، حيث حضر كل أبطال المشهد الأول، و لم يغب عن المشهد سوى خالد رضي الله عنه. اليوم يحضّر الروس أحفاد الروم، و الإيرانيون أحفاد الفرس و ذيولهم من لبنان و العراق و اليمن مع جنود الطاغية بشار لحلف مجوصليبي مشترك، وذلك لهجوم جديد على حلب الشهباء بعد أن فشل هجومهم الأول .فقد كشف مراسل وكالة (رويترز) في بيروت، نقلا عن مسؤولين كبيرين يوم الثلاثاء 13 أكتوبر الجاري، أن جيش الأسد و قوات إيرانية و مقاتلين من جماعة حزب الله متحالفين معه يستعدون لهجوم بري على المعارضة الإسلامية في منطقة حلب بدعم من الضربات الجوية الروسية، و سيوسع الهجوم من نطاق هجوم بري شنه نفس التحالف الأسبوع الماضي، و يستهدف مقاتلين من المعارضة في محافظة حماة إلى الغرب، و ذلك لدعم الطاغية بشار الأسد.

 فهل مثل هذه التحالفات الهجينة و العجيبة تستطيع أن تنقذ رقبة بشار الأسد ؟ أو أنها سترهب الثوار الأبطال بآلتها العسكرية الضخمة، و عتادها الحربي الحديث الذي ربما لم يستخدم من قبل إلا في أرض الشام المباركة ؟ أو أنها ستقضي على النهضة الإسلامية المباركة على أرض الأنبياء و الرسالات ؟ أم أن هذا التحالف المجوصليبي سيلقى نفس مصير سلفه الغابر ؟

الأحداث و الوقائع المتتالية تثبت كل يوم أن ما يظنه الروس المتغطرسين بقوتهم و سلاحهم الحديث نزهة عابرة ربما يتحول لكابوس جديد يعيد لهم ذكريات الكابوس الأفغاني القديم. فقد كشف تقرير نشره معهد دراسات الحرب أن نظام الأسد لم يحقق الكثير ميدانيا في الأسبوع الأول من الهجوم البري واسع النطاق ضد قوات الثوار، و هذا رغم الدعم الهائل من الغارات الجوية و مئات من التعزيزات الإيرانية الروسية المكثفة. و وفقا لتقديراته، فإنه من المحتمل أن تكون العمليات ضد الثوار أصعب و أبطأ مما كان متوقعا من قبل إيران أو روسيا، مما ينذر بإطالة أمد الصراع و تفاقم التطرف، وفقا لتقرير المعهد.

الثوار استطاعوا بنجاح كبير من إفشال الهجوم المشترك الأول للتحالف المجوصليبي على حلب، فعلى الرغم من تلقى القوات الموالية للنظام الأسدي المساعدة المباشرة من روسيا في شكل غارات جوية "متزامنة" مع العمليات البرية، فضلا عن الدعم المدفعي "هاوتزر" و عدة أنظمة إطلاق الصواريخ (آر إل إس) على أرض المعارك، بل و اشتراك مقاتلين روس مباشرة في الاشتباكات و الإشراف المباشر على العملية من خلال غرفة العمليات الروسية الإيرانية المشتركة، إلا إن كل ذلك كله لم يفد كثيرا في تغيير الأوضاع على الأرض.

فنظام الأسد و حلفاؤه قد فشلوا حتى الآن في تحقيق مكاسب كبيرة. فهم يحاربون الثوار على طول الجبهات الثلاثة الرئيسة في مقاطعة شمال حماة، و سهل الغاب، و مقاطعة اللاذقية شمال شرق، على خط الجبهة طوله ما يقرب من 120 كيلو مترا ، و مع ذلك تشير تقارير مؤكدة، وفقا لما أوردته وكالات الأنباء، إلى أن قوات الأسد تمكنت من الاستيلاء على ست قرى فقط من أصل عشرات القرى و المدن، في حين صدت قوات الثوار هجمات كبيرة ضد العديد من المواقع الرئيسية.

و في الوقت نفسه تعرضت قوات الأسد لخسائر فادحة في العتاد و الأرواح في مواجهة مقاومة الثوار الباسلة، و كان من أبرز الخسائر مقتل قائدين من أكبر قادة حزب اللات اللبناني، و مقتل اثنين من أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني في يومين متتاليين. و ذكرت التقارير إن استمرار الخسائر الفادحة قد تعرض القوات الموالية للنظام لهجمة مرتدة من قبل الثوار السوريين، حيث أصدرت غرفة عمليات "جيش الفتح" في إدلب جيش الفاتح عمليات الإفراج بيانا في 13 أكتوبر، تدعو فيه إلى التعبئة و الحشد لشن هجوم مضاد لتحرير مدينة حماة.

غير أنه من المحزن حقا و الذي ربما سيفشل جهود الثوار في تصديهم لهذا التحالف، هي حالة الفرقة المقيتة التي عليها الصف الثوري المعارض لبشار الأسد، خاصة في هذا الظرف الدقيق، و بعد نزول كل القوى العالمية مجتمعة ضد الإسلام و المسلمين في أرض الشام. فما زال القتال بين تنظيم الدولة " داعش " و باقي فصائل الثورة، خاصة جبهة النصرة و جيش الفتح ــ المكون من فصائل إسلامية مجاهدة ــ يلقي بظلال من الشك و الريب على تحقيق الانتصار على هذا الحلف المجوصليبي.

فداعش تتصرف بانتهازية و برجماتية لا تخدم إلا التحالف المجوصليبي، بإصرارها على الهجوم على مناطق نفوذ جيش الفتح في حلب بغية السيطرة عليها، مستغلين حالة التركيز الجوي من قبل الروس على مناطق جيش الفتح و الجيش الحر. فابتداءً من أواخر الأسبوع الماضي، بدأت قوات تنظيم الدولة "داعش" بشن هجوم كبير شمالي حلب و اجتاحت عدة قرى كانت قد حررها جيش الفتح منذ عدة أشهر، و هو قتال لن يخدم سوى بشار و حلفائه، و الهدف الرئيسي لتنظيم الدولة هو السيطرة الكاملة على حلب ثاني أكبر و أهم مدن سوريا، ليصبح التنظيم سيد المنطقة الشمالية كلها.

و لكن مع استمرار هذا الزخم الحربي في الأسابيع و الأشهر المقبلة، فسوف يحاول الأسد و حلفاؤه على الأرجح تأمين المساعدة من الأكراد أو حزب الاتحاد الديمقراطي لإغلاق الحدود التركية بين إعزاز و جرابلس و قطع شريان الحياة الرئيس للثوار، و إذا نجحت هذه الإستراتيجية المشتركة بين الأسد و الروس و"حزب الاتحاد الديمقراطي"، فسيتم أيضاً حرمان التنظيم و غيره من فصائل الثوار من الحصول على المساعدات القادمة من ناحية تركيا، لذلك فاتحاد التنظيم مع باقي فصائل المعارضة و خاصة جيش الفتح و اشتراك الجميع يدا واحدة في محاربة التحالف المجوصليبي أفضل مئات المرات من هذا النهج المعيب الغالي الذي يتبعه قادة التنظيم اليوم من استهداف مناطق نفوذ و سيطرة باقي فصائل المعارضة.

و قد يرى الكثيرون أن حالة داعش هي حالة ميئوس منها بسبب الغلو و البرجماتية التي عليها قادة التنظيم و الذين ينظرون إلى الجميع على أنهم صحوات و عملاء للشرق و الغرب، يجب قتالهم قبل غيرهم، لذلك فإن التحالف المجوصليبي ربما ينجح في تحقيق العديد من أهدافه، و لكن نحن ننصح و نذكر من وقائع التاريخ و أحداثه، قواعد الانتصار، و أسس و مبادئ مواجهة مثل هذا النوع من الأحلاف، فدون وحدة الصف و التحلي بالصبر و الايمان و الاخلاص و التجرد، لن ينتصر المسلمون، و لن يبرز من بينهم خالد جديد يجدد أمجاد و بطولات خالد القديم.

المصدر : مفكرة الإسلام

http://www.altareekh.com/

قراءة 1461 مرات آخر تعديل على الجمعة, 06 تشرين2/نوفمبر 2015 06:01

أضف تعليق


كود امني
تحديث