قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 10 كانون1/ديسمبر 2015 08:33

الخوف المتأرجح: بين "قانون المالية" و"الثقة في الله"

كتبه  الدكتور محمد باباعمي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أفتح المذياع في الساعة الأولى من النهار...

أقلِّب صفحات الجرائد "الوطنية" بجميع ألوانها و أطيافها...

أتابِع الأخبار ساعة بساعة على صفحات القنوات، و بين ثنايا مواقع الأنترنت...

لا همَّ، و لا شُغل، و لا حديث، و لا جعجعة... إلاَّ عن "قانون المالية"، و عن "إجراءات التقشُّف"، و عن "سِعر البترول"... حتى لكأنَّ الساعة الكبرى قامت قيامتُها، أو لكأنَّ المسيح الدجَّال قد نزل بيننا...

بل، و يحذِّرنا بعض المغرضين من غدٍ أسودَ حالك، تنتهي فيه الأرزاق، و تطوى الأوراق، و يتشرَّد الناس في كلِّ مكان...

فيحلُّ في ربوع الجزائر "البوم"، و "الغراب" ضيفا ثقيلا...

و الذي يحزنني، و يمزق قلبي كمدا و غيضا، أنَّ "اسم الله تعالى" يغيب من برنامج المشرِّع و المشرَّع له، و أنَّ "التوكُّل على الله" بات باللغة الدارجة "خُضرَة فوق امْعَاش"، أي بات "زيادة لا لزوم إليه"، فلا حاجة إلى "عونه" سبحانه... و إنما الحاجة إلى "البترول"، و"القانون"، و"الدولار"، و"التوقيع"، و"الحزب"... و كلِّ الأسباب المباشرة؛ التي يعلم الله أننا لم نر منها، منذ الاستقلال إلى يوم الناس هذا، شيئا معتبرا "يذكَر فيشُكر"...

و إنه لولا عناية الله، و رعاية الله، و حفظ الله، و معية الله... لخسف بنا...

يروي حبيبي رسول الله عليه السلام، عن ربه الكريم تعالى شأنه قوله الصادق: "لولا مشايخ ركع، و صبية رضع، و بهائم رتع، لنسفت الأرض نسفا"...

"و لكنَّ الله سلَّم"، "و لكنَّ أكثر الناس لا يشكرون"...

أنا لا أقلِّل من شأن الميزانية و قانونها، و لكن أستنكر نسجها بخيوط واهية ضعيفة، ليس لحبل الله المتين فيها حظ؛ خيوط من "الحساب"، و"التوقع"، و"الادعاء"، و"المغالطة"، و"الحيلة"، و"الحظوة"، و"التحزب"...

و ما من شكٍّ أنَّ جميع الوسائل و الجهود ستكون متينة لو أنها استمدَّت قوتها من "التقوى"، و من "خشية الله"، و من "الخوف من الله"... ذلك أنها:

ستصبغ بصبغة "إنَّ الله هو الرزاق ذو القوة المتين"،

و ستحاك على وقع "لا نسألك رزقا، نحن نرزقك، و العاقبة للتقوى"،

و ستفتل بفتيل "و من يتق الله يجعل له مخرجا"،

و ستنسج بنسيجٍ جميلٍ فتانٍ من معنى "لمن الملك اليوم، لله الواحد القهار"...

أمَّا أن يتواطأ السياسي مع الإعلاميِّ في "ترهيب الناس" صباح مساء، و أن يُفرغ القانون من حساب "الإيمان و التوحيد و الثقة في الله"... فلا، ثم لا...

ذلك أنَّ المقنِّن و المقنَّن له "مرزوق" من الله، و لو شاء لقبض رزقه عليهم جميعا؛ و لكن عهدُنا به سبحانه أنه لا ينظر إلاَّ إلى قلوب المحبين، المستسلمين، المتوكلين، الشاكرين، المخبتين، المحسنين... لا إلى أوجه المعتبَرين، المتجادلين، المتناحرين...

هو سبحانه يرزقنا، و لو شكرناه لزادنا "لئن شكرتم لأزيدنكم"؛ لكن لو كفرنا و أعرضنا عن شكره فسيحرمنا لا محالة "و لئن كفرتم إنَّ عذابي لشديد"...

و لو أنَّ البترول صار ماء، و الدولار تحول إلى ورق، و لم يكن في كيس "المالية" سوى بضعة دنانير... لو أنَّ الأمر كان كذلك؛ فإنَّ القيامة لن تقوم لذلك، و إنَّ الأمر لن يفلت من عين الله، و لا من قدرته، و لا من تدبيره... و لذا،

فالمطلوب في مثل هذه الحال هو أن "نصبر"، و"نشكر"، و"نتعاون"، و"نسارع إلى الدعاء"، و"نجدَّ في العمل"، و"نزرع ثم نحصد"، و"نسعى في الأرض" ابتغاء ما عند الله، بحزم و عزم، لا يشوبه رياء و لا كبر و لا غرور...

اليومَ، في تقديري، لا يخاف إلاَّ مَن ألِف العيش بروح "الطفيليات" و"الأميبيا"؛ و لكن من اعتاد الكدح، و العمل الصالح، و لم يعوِّد نفسه الإسراف و التبذير، و لا السطو على أموال الناس بغير حقٍّ، و لا اجتراح السيئات و الموبقات...

نعَم؛ من كان أمره كذلك: "فلا خوف عليهم، و لا هم يحزنون"... بل عليهم أن يستبشروا خيرا، بعودة المياه إلى مجاريها، و الأمور إلى نصابها، و الميزان إلى قسطه و عدله...

هذه دعوة إلى الشكر، و التوكُّل، و العودة إلى الله، و الاجتهاد في كلِّ ميادين الحياة...

فهل من مستجيب؟ و هل تبلغ آذان المشرِّعين، و الكتَّاب الصحفيين...؟

لا أعرف، و لكني متيقن أنها ستنفع المؤمنين "و ذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"...

و أنا على يقين أنَّ الله الكريم يسمعها "و هو السميع العليم"...

اللهم فاشهد...

قراءة 1331 مرات آخر تعديل على الجمعة, 11 كانون1/ديسمبر 2015 06:32

أضف تعليق


كود امني
تحديث