قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 31 كانون1/ديسمبر 2015 08:28

عن الديمقراطية و فلسطين

كتبه  الدكتور عزمي بشارة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ليس هذا العنوان صيغة أخرى لشعار "الطريق إلى فلسطين تمر عبر العواصم العربية"، الذي رفعته الأيديولوجيات العربية المختلفة، اليسارية و الإسلامية و القومية، في بعض مراحلها، و لا ما يشبهه. إنه عنونة لمحاولة أصبحت ضروريةً لتفسير التكامل اللازم بين الخطاب الديمقراطي و قضية فلسطين في زمننا هذا.

لقد طال الزمن على قضية فلسطين، و من أهم أسباب تأخر حل هذه القضية العادلة التي نشأت حينما تحرّرت شعوب أخرى من الاستعمار، تشابكها مع ما أسميتها في كتاب لي صدر عام 2007  "المسألة العربية" في بلادنا، و"المسألة اليهودية" في الغرب. و قد أثبتت التطورات اللاحقة صحة الفرضية أن الاشتباك مع هاتين المسألتين خلال النضال من أجل العدالة لفلسطين يتطلب خطاباً ديمقراطياً. و ليس هذا مكان شرح ذلك، و يمكننا الاكتفاء، بالتأكيد، على استحالة فهم سوء أداء الدولة العربية في القضية الفلسطينية، بمعزل عن فهم طبيعة الأنظمة و العلاقة العضوية بين غياب الديمقراطية و العجز عن تجاوز حالة التجزئة العربية.

أما فلسطينياً، فثمة عوامل أخرى تفصح عن قوة الرابط بين قضية فلسطين و قضية الديمقراطية:
1. أدى التأخير في حل القضية الفلسطينية، و الوقائع التي أنتجها الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، إلى نشوء واقع أبارتهايد (نظام فصل عنصري) استعماري. و لا يمكن مواجهة نظامٍ كهذا بدون خطاب ديمقراطي. فلم تعد قضية فلسطين قضية تحرر من الاستعمار فحسب، و أصبح من الضروري أن يتخذ التحرّر الوطني طابعاً ديمقراطياً في مواجهة نظام فصل عنصري.

2. في الضفة الغربية، قامت سلطة فلسطينية، ما لبثت أن انشقت إلى سلطتين. و في الحالتين، نحن أمام حركة وطنية، تمارس سلطة على الناس، من دون سيادة على الأرض. و حيثما تمارَس السلطة من دون رقابة و محاسبة تظهر تجاوزات، و هذه تضيف ظلم الأقربين إلى ظلم الاحتلال. و حتى في القضية الوطنية ذاتها، لا يمكن ضبط مواقف السلطة من المفاوضات و مقاومة الاحتلال و غيرها دون نوع من الديمقراطية.

3. ما زالت إسرائيل تدّعي أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، و هذا من وجهة نظر ضحاياها الذين قامت على أنقاض مدنهم و قراهم، و ما زالت تحتل أراضيهم، خطاب أيديولوجي مكذوب. هذا صحيح. و لكن، يصعب مقارعته بهذه الحجة وحدها. و تحتاج مواجهته إلى خطاب ديمقراطي ذي مصداقية يثبت زيف الديمقراطية الإسرائيلية.

4. ازدادت أهمية الصراع داخل إسرائيل نفسها. و لا يمكن للعرب داخل حدود عام 1948، و أقصد الذين يحملون المواطنة الإسرائيلية، الصمود في معاشهم اليومي و النضال من أجل حقوقهم، و ربطها بالقضية الوطنية الفلسطينية، من دون خطاب ديمقراطي متماسك. هنا، ينشأ خطر التأسرل إذا كان الخطاب الديمقراطي من دون بعد وطني، و هو خطر يزداد، أخيراً، بشكل ملحوظ، و يمكن أن يودي بالخطاب الديمقراطي و الهوية الوطنية سوية. أما من دون خطاب ديمقراطي، فينشأ خطر فشل أي حركة وطنية، و تهميشها الكامل في واقعٍ كالواقع الإسرائيلي في الداخل. و لا يمكنك أن تطالب بالديمقراطية و المساواة في إسرائيل، و أن تتضامن مع الاستبداد في مكان آخر.

أما على المستوى العربي، ففي الماضي كان بإمكان الوطني الفلسطيني أن يتجنب التورط في ما يجري داخل الدولة العربية، و الاكتفاء بالتطرق لماماً لمعاناة الشعوب العربية في ظل أنظمة استبدادية و متخلفة، أو الذم و الهجاء في الأحاديث الخاصة، بما يشبه التذمر و الشكوى للتنفيس. فحين لم تكن الشعوب ثائرةً على أوضاعها، كان بوسعه تبرير الصمت، لنفسه و محيطه، بأنه ليس من مسؤوليته أن يتحدث باسم هذه الشعوب، كما أن حجة التركيز على موضوعه الأساسي، فلسطين، وجيهة جدا، و لا سيما أن العديد من العرب و الفلسطينيين محقون في اعتبارهم الصهيونية عدواً للعرب و الفلسطينيين في آن، و اعتبارهم إسرائيل نفسها من أهم عوامل تردّي حال النظام العربي.

و لكن، بعد أن ثار العرب و وجِهوا بما وجِهوا من قمع الأنظمة (و انضمت إلى قمعهم حركات متطرفة أيضا)، لم يعد في وسع أي وطني فلسطيني أن يحافظ على مصداقيته، و أن يتجاهل معاناة أشقائه العرب الرازحين تحت وطأة الاستبداد الذي قد يتجاوز حجم جرائمه جرائم إسرائيل نفسها. و يفترض بعدالة قضيته أن تجبره على الاعتراف بعدالة قضية الآخرين؛ و يتوقع أن يدفعه نضاله ضد الظلم المزمن بحق الفلسطينيين، لكي يكون ضد الظلم عموماً، و لا سيما ذلك الواقع على أشقائه و جيرانه.

من الصلف و الغرور غير المبرر أن نطلب من العربي المتعرّض للتعذيب في سجون النظام الحاكم لوطنه بسبب مواقفه، أو المعرّض للقصف بطائرات سلاح الجو الذي موّله بحصص كبيرة من طعام أسرته، أن يتضامن مع فلسطين، متجاهلاً معاناته. عليه، أولاً، أن يتضامن مع نفسه ضد الظلم، و من حقه أن يطلب منا التضامن معه. و في الأخوّة النبيلة في النضال ضد الظلم، ينشأ التحالف المبدئي فعلاً، و هو ليس ضد مصلحة الناس، بل يلتقي مع مصلحتهم. و من دون ذلك، يبقى التضامن شعاراً أجوف لا معنى له. هذا هو المعنى العميق لكون فلسطين هي البوصلة. أما الصراخ في وجه المواطن العربي الذي يواجه التعذيب، و صنوف القمع الأخرى بأن بوصلته هي فلسطين، فهو رجع صدى صراخ الجلاد في وجه ضحيته.

قد يلتقي الفلسطيني مع هذا النظام العربي، أو ذاك، في الطريق الطويل و الوعر و الشاق، من أجل فلسطين. و لكن، من المحظورات التي لا تبيحها حتى الضرورات أن يلتقي مع نظام عربي في قمعه لشعبه. فالمظلوم الذي لا يمكنه أن يتضامن مع مظلوم آخر صراحةً، يمكنه أن يصمت على الأقل.

http://www.alaraby.co.uk/opinion/2015/12/26

قراءة 1746 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 كانون2/يناير 2016 06:49

أضف تعليق


كود امني
تحديث