قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 06 كانون2/يناير 2016 08:18

رمال الشرق المتحركة

كتبه  الأستاذ مهنا الجبيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أسئلة المستقبل في خرائط و أوضاع المشرق العربي متعددة، فهو يعيش لحظة ذهول من تسارع الأحداث، و نشوء جماعات قوة خارج السياق العام للتوقع الإستراتيجي.

إن تلك الأحداث تمثل انعطافا نوعيا للمجهول مع تقاطر للمعارك أو المواقف و التطورات بصورة لم يعشها الشرق منذ اعتماد خطة سايكس بيكو و ما تبعها من أمواج الحرب الباردة.

و التعلّق بكل حقيبة خرائط يُلقي بها الغرب عن مستقبل المشرق العربي و تقسيم دوله ليس رأيا متوازنا، فهذه الخرائط قد تكون بالفعل تحمل تهيئة لأحد التصورات أو تسريبا حقيقيا لرؤية التخطيط الإستراتيجي في البنتاغون لما قد تؤول له الأحداث ضمن تصورات أخرى تغيّر خط هذه الخريطة أو تعدها فرضية مستقبلية، و ليس بالضرورة أن تكون مشروعا مخابراتيا غربيا كاملا، لكن الغرب دائما خاصة واشنطن تستعد لكل هذه الاحتمالات.

و لعل ما ذكره وليد جنبلاط من تعليق في حلقة "بلا حدود" مع الإعلامي أحمد منصور في قناة الجزيرة مؤخرا هو لفتة ذكية عما يمكن تسميته بمفاوضات الخرائط، و تدخل أتاتورك حينها في تغيير النماذج الأولى التي سبقت سايكس بيكو و خضوع الحلفاء له في حينها فيما يتعلق بفصل القسم الكردي من تركيا، فتم تغيير المقترح و اعتمدت الخرائط الجديدة التي يعيشها الوطن العربي اليوم.

و ما يهم في إشارة وليد جنبلاط هو أن مقترحات الغرب خضعت للقوة الإقليمية الأقوى، و هي تركيا، حينها عقب انتصار الجيش التركي -بعد سقوط الدولة العثمانية و قيام تركيا الحديثة- أمام الحلفاء الغربيين، و أنّ خط التغيير خضع لقوة هذا الإقليم الذي فرض في حينه رؤيته فيما يتعلق بخريطة دولته و من ثم تعامل مع قواعد اللعبة الجديدة لخرائط بقية الدول، أو الدول التي أُنشئت و لم تكن أصلا دولا.

هنا أحد أهم موازين قراءة المستقبل للمشرق العربي، و من هي القوة الإقليمية اليوم ذات الشأن و أين تتوجه علاقاتها مع الغرب في حال حصول انهيار كامل لمنظومة المشرق العربي، و هو انهيار إن حدث قد لا يكون مخططا له بالضرورة من طرف هذه الدول، و لكن تتابع الأحداث و بروز جماعات عابرة للحدود خاصة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) قد يخلق فوضى شاملة تحاول القوى الدولية معها ضبط خرائطها خيارا أو اضطرارا مع بقاء دوائر صراع شرس و مخيف يضرب في محيط المشرق و يمزقه طائفيا و ديمغرافيا، لكن هذه القوى تسعى لمحاصرة خيوطه و خطوطه حتى تَقدِر على توجيه معادلته بعد أن يُستنزف كليا.

و جملة العناصر التي تعيشها المنطقة في أقل تقدير تطرح صعودا لهذا المستقبل من الفوضى، و منذ نقض الربيع العربي خاصة في مصر و ما تلاه من تقاطعات استخبارية و شراكة عربية و إيرانية مع موسكو و واشنطن تجاه الثورة السورية ازدادت حينها مساحة الاحتقان و مقدمات الانفجار في تيارات أيديولوجية كانت قد هدأت مع رياح الأحلام السياسية للربيع العربي.

لكن هذا الإسقاط الدامي غيّر المزاج العام كليا و بنى داخل المجتمعات العربية و مستوياتها الشبابية خاصة استعدادات نفسية هائلة للمواجهة، بدا معها واضحا أن داعش تحصد منها ثروة بشرية كبيرة، و تستطيع أن توجهها بجدول لا يُراجِع لماذا تُشعل هذه المعركة هنا و لماذا تُوقف هناك، هذا في مناطق المواجهة أمّا مناطق الترقب فهي تتأثر برياح فكرية و سياسية متعاطفة مع داعش أو مضطربة مع أخبارها و هو يخلق هشاشة كبرى و فراغا خطير في ظل انعدام أي مشروع أو أمل إصلاح سياسي في هذا المشرق.

و في الوقت نفسه فإن انفجار صراعات أجهزة المخابرات العربية و الإقليمية و الدولية لتحييد آثار الانفجار الجديد في العراق و سوريا عن حدود و مصالح كل دولة يُعزّز أرضية هذه الفوضى، مع الأخذ بالاعتبار دور التوظيف الأمني السابق و اختراقاته لبعض سياسات داعش أو مجموعاتها في خلق هذه الفوضى.
إن رسم صورة واقعية للوضع يبرز عبر قراءة مشهد المعارك في سوريا و إعلان داعش الخلافة و تعزز قوتها عبر مخازن السلاح الضخمة و أموال صادراتها، ثم هيمنتها على أغلب ديالى و قربها من سامراء و وصولها إلى 80 كلم من حزام بغداد يعطي دلالة لحجم هذا التطور الجديد.

فإذا أضفنا إلى ذلك تقدمها في سوريا و تتالي حصار و ضعف جبهات الثوّار أمام الدعم المقنن العربي العجيب، الذي يُدير المعركة كساحة حرب دائمة و ليس لقوة الثورة و توحيدها، و هو ما ساهم في نجاح الحصار المنسق و المزدوج لداعش مع نظام الأسد لمواقع عديدة للثورة، و لم يوقف قصف النظام لداعش في الرقة التنسيق معها في أطراف أخرى.

هذه الصورة تقدم لنا مضمونا محددا هو أن كل جهة تتعامل بحسابات دعم أو مواجهة مع داعش تستفيد منها لخطتها، فإلى أين ستتجه هذه التقاطعات؟ و هل تستطيع أن توقف داعش أم أن حسابات داعش هي ما سيحسم الأمر؟

إن التوجيه المعنوي الضخم لداعش للتوجه جنوبا مع الحدود السعودية يُعطي مؤشرا حول خطة هذا التنظيم، و هو يؤكد هذا الاضطراب الشامل مع الأخذ بالاعتبار صعود شعبية داعش في المملكة و الخليج العربي تحديدا هذه الأيام، مع إعلانها عن هويتها القتالية و السياسية و الدينية بصرامة.

فمرجعها هو السلفية الطائفية التي تقوم على تصور محدد خارج الفقه السلفي المعتدل، حيث يقوم على أركان عقائدية و أيديولوجية شرسة ضد المدارس السنية، و ترى داعش في اجتهادات هذه المدارس و ميراثها الشرعي الضخم من طبقات المذاهب الأربعة، أو نماذجها السياسية و الفكرية من الإخوان إلى التبليغ و من تجربة تركيا إلى مقاومة حماس أن كل ذلك ضمن مذاهب الضالين المبتدعين أو الكفار المرتدين، و عليه فنحن هنا نتحدث عن فكر يقدم دينا مختلفا عن مسار الرسالة الإسلامية و يقاتل الناس عليها.

و تزداد القضية خطورة حين تستدعي داعش و بكثافة الدعوة الوهابية في بيانات و تغريدات حساباتها، و تتضح بسهولة لكل متابع كمرتكز رئيسي لتثقيفها دون سواها في مناهضتها للمدارس السنية و بالتالي عدم قبول فقهها، أو في تشريعاتها لأعمالها الحربية و ارتباط ذلك بسياق الاستقطاب الشبابي في المنطقة، و هو تطوّر لم يكن لدى القاعدة بهذا التجسيد و الارتباط كما تطرحه داعش، و بغض النظر عن جدلية المناقشة في هذا الأمر الذي يحتاج لاستعراض و تحرير، لكنه في حد ذاته مؤشر خطير للغاية مع تغييب الخطاب النقدي و الإصلاحي الديني.

و هذا يحتاج إلى تفصيل أكبر لسنا بصدده اليوم في أصول الفكرة الأيديولوجية لداعش و قضية تصنيفها لأهل السنة بحكم أنهم العمق الديمغرافي لها، و الفرق بينها و بين أصول فكر تنظيم القاعدة الذي يتعرض لعملية ضغط شديد من داعش رغم وجود تطرف أصلي لديه، بل إن الملا عمر بذاته و طالبان مع تشددها مع الغرب و انتصارها على الناتو مرتدة أو مشركة -وفقا لخطاب داعش- لانتمائها لهذه المدارس السنية التي تُكفّرها داعش، أي أن الشرق يواجه اليوم حالة تكفير مسلح و تشظ غير مسبوق.

و عودة هذه العقيدة أي السلفية الطائفية تحديدا إلى واجهة الانتماء و التطهير الديني الذي تطرحه داعش و ما يُقابله من تعاطف كان يستتر أو يعتقد بقضية نصرة المسلمين ثم يتحول إلى مواجهة هؤلاء المسلمين السُنّة أنفسهم لتطهيرهم عقائديا أو ذبحهم، يعد توجها خطيرا في هذه المرحلة. و الأخطر أنه يُلاقي فكرة منتشرة مدنيا أثناء الدعم الضخم الذي تلقته قديما لاستخدام الفكرة لمصالح سياسية و غربية ضد حواضر العالم السنية.

و تتعزز هذه الفوضى مع صعود الطائفية الشيعية في موقع جديد بعد العراق و سوريا عن طريق الحركة الحوثية في اليمن و انهيار الدولة تماما في معركة عمران التي تُنذر باندلاع حرب أهلية حتى مع انسحاب الحوثيين منها عبر تسليم الجيش صعدة لهم بالكامل و سحب الجيش منها و خضوعها لإدارة سياسية تابعة للحوثي، و الذي يتضح فيه أن مستوى الدعم الإيراني المفتوح يُعطيه صعودا مطردا لحسم كيانه الانفصالي إذا لم يستطع الهيمنة على اليمن ككل.

كل هذه الأحداث و ارتداداتها الثقافية العميقة باتت تعصف بالمنطقة بغض النظر عن حجم ما قد يتحقق مستقبلا من نفوذ لداعش أو حرب مواجهة معها مدعومة غربيا، فما تقدمه الرمال الزاحفة يؤكد أن هناك خيوطا و خطوطا جديدة تنشأ في هذا المشرق.

و من ذلك استباق تركيا قضية إعلان كردستان دولة منفصلة برسالة تفاهم مع مسعود البارزاني يُحدد تصورها الذي يخصها في أمنها الإقليمي، حيث إن أنقرة رصدت التطورات المحيطة بها من العراق و سوريا و رصدت حجم العداء الإقليمي العربي لها الذي استهدف حكم العدالة و مستقبل تركيا الديمقراطي و رفض أن يتعاون معها، و عليه فإن التفاهم مع مشروع الانفصال الكردي في العراق ما دام الانفصال سيجري في كل الأحوال و ضمان دعم البارزاني لمصالحة الأكراد الأتراك هو خيار اضطراري مقبول و مطلوب لدى أنقرة يمكنها التعامل دون المرور ببوابة واشنطن، و تقف عند ما يخصها و تترقب.

فيما سيكون المشروع الكبير و كنتيجة للتطورات أن يلتفت الغرب إلى قوة إيران الإقليمية للتعامل معها فيما يواليها من حدود و جغرافيا، و هو ليس خيارا مطلوبا للغرب بالضرورة، و لكنه تعامل واقعي مع مستقبل الشرق الجديد و إيران في خرائط الرمال المتحركة و أين تقف فيها الحدود و الوجود العربي.

http://www.altareekh.com/article/view/

قراءة 1365 مرات آخر تعديل على الجمعة, 08 كانون2/يناير 2016 01:24

أضف تعليق


كود امني
تحديث