قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 28 كانون2/يناير 2016 04:55

الجزائر بين الرشاد والتيه...

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن العنوان المذكور أعلاه اقتبسته من أحد كتب أستاذنا المرحوم مالك بن نبي الذي أرفع إليه اعتذاري، و الذي لا أشك في قبوله له، و تجاوزه عني، لعلمي لو أنه لايزال حيا بيننا لوافقني على أنه لا أفضل و لا أدق منه تعبيرا على وضع الجزائر اليوم، التي هي تتردد بين الرشاد و التيه فعلا، فهي لا تدري أي النجدين تسلك، و بأي المناهج تأخذ، و إلى أي النظم تميل،

لقد جربت النظام الاشتراكي لعقود فما أجداها نفعا، و خاضت غمار النظام اللبرالي فإذا هي عوض أن تحقق قفزة اقتصادية تساعدها على أن توفر لشعبها مستوى معقولا من الرفاه الاجتماعي إذا هي تزداد تخلفا و تتردى أوضاعها الاقتصادية و الاجتماعية بما يشكل خطرا على  استقرار وضعها السياسي و الأمني، و السبب في ذلك يعود إلى أنها لم تستلهم في نظمها السياسية و مناهجها الاقتصادية برامجها من مخزونها الثقافي الأصيل و مراجعها الحضارية الصريحة و إنما اعتمدت أكثر ما اعتمدت على النقل من الغير و تقليده، و النقل و التقليد لا يتركان مساحة للتفكير الحر، و لا يساعدان على الابتكار و الابداع، و من شأن هذه الخاصية أن تعرقل عملية تكييف البرامج المستوردة مع أوضاع الناس و الطبيعة، و كثيرا ما يحدث تصادم فعلي و صريح مع ثقافة الناس و طبيعة الإمكانيات المتاحة، و تجاوز الواقع الجغرافي و الطبيعي الذي تنفذ فيه تلك البرامج، فالجزائر أخذت في انطلاقتها بعد الاستقلال بالنظام الاشتراكي سياسة و اقتصادا، و هو نظام يرتكز على الطبقة العمالية بينما الجزائر لم تكن صناعية بل كانت بلادا زراعية أصلا، فنجم عن ذلك أن أهملت الزراعة و تخلفت حتى أننا أصبحنا نستورد من الخارج البصل و الثوم، مع أن الجزائر قبل الاحتلال و في عهده كانت تصدر أصنافا عديدة من  منتوجاتها الزراعية للخارج، و عندما حاولت استدراك الوضع عن طريق ما عرف بالثورة الزراعية، فشلت في ذلك فشلا ذريعا، لأنها قضت على الملكيات الزراعية الكبيرة و قسمتها إلى مستثمرات صغيرة لا يفي دخلها بتغطية احتياجاتها و رواتب العمال الزراعيين العاملين فيها، و تبنت في تسييرها نظام المؤسسات الصناعية و هو ما لا يتفق مع طبيعة العمل الزراعي، كما أن النظام الاشتراكي كان لا يعترف بالملكية الخاصة، مما قضى على دافع العمل و المنافسة عند الفرد الذي قصر جهده على ما يبرر أخذه لراتبه الذي يتقاضاه، لعلمه أن ما يحققه من فائض بفعل جهده المضاعف لن يستفيد منه و لن يرجع عليه بخير، فكان هذا المبدأ الذي ينكر على الفرد حق التملك من أهم الكوابح التي ارتدت بأكبر الضرر على الثورة الزراعية خاصة و على النهضة الزراعية في الجزائر عموما.

أما بالنسبة للنظام اللبرالي الذي اعتمدته بعد التعددية السياسية فقد نزعت فيه إلى ما يعرف باقتصاد البازار و هو اقتصاد يعول على الاستيراد لا على الإنتاج و هذا النمط من الاقتصاد لا يرجع على المجتمع بخير لأنه لا يسهم في خلق مناصب الشغل، و لا يسهم في توظيف الثروات الوطنية زراعية كانت أو صناعية، و يحولها إلى منتوجات قابلة للتصدير تسهم في تنويع إيرادات الخزينة و تعمل على تغذيتها بما يحقق فائضا من المال يتيح للدولة استغلاله في تحسين مستوى الخدمات الاجتماعية الأمر الذي يساعد على تحقيق الاستقرار السياسي المطلوب لتوفير حياة آمنة و مستقرة للمجتمع الجزائري.

و السبب في فشل برامج النظامين السابقين يكمن في أن من اشتراطات النهضة الناجحة انسجام البرامج السياسية و الاقتصادية مع طبيعة الأمة و روحها، و أن تتكيف مع احتياجات الأمة و مطالبها، و أن تراعي الأولويات في ذلك، و أن تعمل وفق تخطيط دقيق يأخذ بعين الاعتبار ما يوفره الواقع من إمكانيات، و يكفله من وسائل و أدوات، كما يجب أن يعمل وفق مبدأ "كل الأفواه تستحق قوتها، و كل السواعد يجب عليها العمل" وفقا لما قرره الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله، و لابد للجزائر أن تحسم اختيارها و لا تبقى في حالة ارتباك و تردد، لأن تحديد النموذج الأيديولوجي يؤثر حتما في سرعة التنمية إذا ما تم الالتزام بشروطه و محدداته مثلما وضح ذلك الأستاذ مالك بن نبي عليه رحمة الله، و إلا ستبقى تراوح مكانها و ليس في ذلك صالحها و إذن عليها أن تختار بين الرشاد أو التيه فعلا... 

 
الرابط:
قراءة 1545 مرات آخر تعديل على الجمعة, 29 كانون2/يناير 2016 07:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث