قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 25 أيار 2016 15:05

ما هو المخرج لنعود لعزنا و غزنا ؟

كتبه  الأستاذ عيسي القدومي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ما أشبه الليلة بالبارحة حين تقلب صفحات التاريخ!! فالحالة التي كانت عليها الأمة و في المشرق الإسلامي بالخصوص حين بدأ مشروع الحملات الصليبية لاحتلال القدس و مدن المشرق الإسلامي أشبه بحالنا اليوم.

الكثير من المدن و الدويلات لم تصمد أمام الهجمات الصليبية؛ بسبب الحالة المزرية التي وصلت بتلك الدويلات و حكامها و الصراعات بينهم على متاع الدنيا و كراسي الرئاسة، بل و تحالفهم مع النصارى ضد إخوانهم.. و إضعاف الخلافة العباسية و انتشار الفرق الباطنية و سيطرتها على الكثير من الدول و المدن.. و سقطت في نهاية المطاف القدس بأيدي الصليبيين، و استمر احتلالها مدة واحد و تسعين عامًا، و كان لحكام النصارى صولة و جولة في أرض المسلمين!!

لعلنا نسأل كيف كان الخروج من ذلك الظلام؟! و كيف أحييت الأمة من جديد و عرفت طريق نصرها و عزتها؟! و من قاد مسيرة التغيير و كيف قادها؟! و هل كان طريق النصر سهلاً؟! و كيف تحول المسلمين من شتات الغوغائية و الغثائية إلى أمة عمل و جهاد؟! و كيف كان المسير للوصول إلى صلاح الدين؟!!

الدور الأول و الأساس في إحياء الأمة من جديد -في تلك الفترة و في كل فترة- قام به العلماء الصالحون المصلحون الذين عرفوا الناس بطريق النصر و العز... و هو طريق الرجوع إلى الله تعالى، و أفهموهم أن للنصر سننًا لا بد أن نسير عليها ليتحقق موعود الله بالتمكين {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ[محمد: 7]، و كان شعارهم هو ما قاله أبو الدرداء : "نحن قوم نقاتل عدونا بأعمالنا".

و تلك كانت بداية مبشرات و مقدمات إحياء الأمة من جديد، فقام العلماء مجتمعين بالإنكار على الخليفة العباسي "الراشد بالله "حيث كان ظالمًا و فاسدًا و شاربًا للخمر، و لم يحرك ساكنًا مع كل النصح لحفظ بيضة المسلمين و محارمهم و الدفاع عن مقدساتهم، و صد نفوذ الفرق الباطنية التي أضعفت الخلافة و شقت الصف، و حرفت عقائد المسلمين و تحالفت مع النصارى، و لم تدافع عن القدس و المسجد الأقصى.. و كان آخر الدواء الكي!! حين أجمعوا على العمل لتغيير الواقع بالإصلاح الشامل -الراعي و الرعية- فنشروا حلقات العلم و نشطوا في واجب الدعوة إلى الله تعالى و التمسك بالكتاب و السنة؛ مما أعطى العلماء مكانة و كلمة بين الناس، و نصحوا الخليفة و حذروه ثم نقضوا بيعته و أعلنوا البيعة لعمِّه، الذي قام بالإصلاح و التغيير لمصلحة المسلمين.

و عين الخليفة حاكمًا للموصل و هو المجاهد عماد الدين زنكي (539هـ/ 1145م)، و من هنا بدأ العمل الفعلي.. عماد الدين رجل صالح أقام حلقات العلم، و أعاد تدريس و قراءة باب الجهاد في تلك حلقات، و بدأ بالعلم و الإصلاح و تهيأت الأمة للجهاد؛ فالإصلاح و الإعداد الإيماني و العقدي يجب أن يسبق الجهاد، لأن حال الأمة لن يستقيم إلا بالعلاج الشرعي، و أن يتوحدوا على التوحيد بداية، ثم ينتقلوا لما بعد ذلك.

و حين أعلن "عماد الدين" توحيد الأمة حورب من الدويلات و منع عنه الإمداد و السلاح و المال.. فأمر المجاهدين أن يتجمعوا من كل مكان في الموصل؛ و منها بدأ تحركه على الدويلات فقصد حلب و ضمها إلى حكمه بعد 46 سنه تحت الحكم الصليبي، فاستشعر البابا الخطر، و تحالف حاكم دمشق المسلم مع حاكم القدس النصراني، فقام الفاطميون باغتيال (عماد الدين زنكي)، فتولى مقاليد الحكم من بعده ابنه البطل (نور الدين زنكي)، و كان قد تربى في حلقات العلم و سيرة والده الجهادية، و كان من أعظم الحكام المسلمين في ذلك الزمان. فبدأ بالإصلاح فنشر الدعاة بين الناس، و قضى على الفساد، و أصلح الاقتصاد، و أصلح نظام القضاء باختيار الصالح لتولي تلك المناصب.. فأصلح في الحكم و الاقتصاد و الحركة الاجتماعية، و بعد ذلك بدأ يعد للجهاد، و عين قادة باسلين منهم أسد الدين شيركوه بن شادي بن أيوب و يسمى (شيركوه الأيوبي)، و أخوه نجم الدين أيوبي بن شادي بن أيوبي، و هذا هو والد صلاح الدين الأيوبي.

كان نور الدين -رحمه الله- من مبادئه الرئيسية، أن الأمة حتى تستطيع أن تواجه لا بد أن تُعَدّ، و لا يمكن لأمة ضعيفة مفككة أن تنتصر، فلا بد من إعدادها إيمانيًّا و فكريًّا و عقائديًّا و اجتماعيًّا و جهاديًّا و اقتصاديًّا... و لا بد أن تكون عادلة.

و كان من بركة عمل الأبطال المصلحين عماد الدين و ابنه نور الدين الزنكي -و من سبقهم من العلماء و على مدى خمسين عامًا من العمل و الإصلاح و الإعداد و الجهاد- أن تقلد القائد صلاح الدين الأيوبي الوزارة في مصر، و من هنا بدأ التغيير ليتحقق النصر الفعلي؛ لأن من سنن الله تعالى أن جعل للنصر أسبابًا، و للهزيمة أسبابًا كذلك، فأخلص القائد صلاح الدين النية لله تعالى، و أصلح و أعاد مصر إلى العقيدة الصحيحة، و جند العلماء و الوُعَّاظ لحث الناس على الجهاد في سبيل الله، و لم يركن إلى الدنيا فكان مجاهدًا في وسط المعركة يقودها بنفسه، و وحد الأقاليم و الممالك لإعداد القوة المادية، و إمداد المعركة بالجنود و تحقيق الوحده الإسلامية.

لم ير الخروج على الخليفة العباسي و بقي وفيًّا له و هو في حالة الضعف التي يعانيها، و يكتب إليه بكل كبيره و صغيره، مع ما كان بيد صلاح الدين من الأقاليم تجعله أهلاً أن يكون خليفة، و نشر العدل بين المسلمين. و من ذلك رفع المكوس عن الحجاج و التي كان والي الحجاز يفرضها عليهم، فأحب المسلمون صلاح الدين لأنهم وجدوا منه صدق النية و العمل، عاش مجاهدًا، و مات و لم يترك ثروة و لا عقارًا.

قال عنه صاحبه القاضي بهاء الدين بن شداد: "كان -رحمه الله- عنده من القدس أمر عظيم لا تحمله الجبال". و قال: "و هو كالوالدة الثَّكْلى، يجول بفرسه من طلب إلى طلب، و يحث الناس على الجهاد، و يطوف بين الأطلاب بنفسه و ينادي: يا للإسلام، و عيناه تذرفان بالدموع". و كان حين يتفقد الجند و يرى خيمة فيها جنود لا يقومون الليل يشير إلى الخيمة و يقول: من هذه الخيمة تأتيكم الهزيمة؛ {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ[محمد: 7].

و يتحدث ابن شداد عن حبه للجهاد، فيقول: و لقد كان حبُّه للجهاد و الشغف به قد استولى على قلبه و سائر جوانحه استيلاءً عظيمًا، بحيث ما كان له حديث إلا فيه، و لا نظر إلا في آلته، و لا كان له اهتمام إلا برجاله، و لا ميل إلا إلى من يذكره و يحثه عليه، و لقد هجر في محبة الجهاد في سبيل الله أهله و أولاده و وطنه و سائر بلاده، و قنع من الدنيا بالسكون في ظل خيمة تهب بها الرياح ميمنة و ميسرة.

و خلاصة القول: لن يخرج فينا كأمثال صلاح الدين و لو بُحت حناجرنا، ما دمنا على حالنا.. فـ"صلاح الدين" سبقه جهود علماء مخلصين نشروا العلم، و وجهوا الناس للعمل، حتى تهيأت الأمة و أعدت عدتها للنصر، فمقدمات النصر نصر.. نسأل الله -تبارك و تعالى- أن ينصر إخواننا المرابطين في غزة، و أن يخفف عن ضعفائهم.

الرابط: http://islamstory.com/ar/%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%88_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%B1%D8%AC_%D9%84%D9%86%D8%B9%D9%88%D8%AF_%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%86%D8%A7_%D9%88%D8%BA%D8%B2%D9%86%D8%A7

قراءة 1577 مرات آخر تعديل على الجمعة, 27 أيار 2016 07:21

أضف تعليق


كود امني
تحديث