قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 15 كانون2/يناير 2017 13:10

الثورة السورية و معالم الطريق المغيّبة

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

عندما انفجرت الثورة السورية اعتقد الكثير من المتابعين للحراك العربي بأنّ مشهد الحسم الثوري الذي حصل في تونس و اليمن و مصر سيتكرر في سوريا بنفس الطريقة و السرعة -و أُصيبَ الكثير منهم بنوبة تفاؤلٍ مفرطةٍ، كان لها ما بعدها- غيرَ أنّ الأيّام أبرزت حجم السطحية التي كانت عليها هذه التصورات و الاعتقادات؛ و التي ترجع لعوامل عدة، أهمّها : الضعف المنهجي الذي عليه الكثير من المتابعين لشؤون العالم الإسلامي و الدولي، و يظهر هذا في قراءة بعض المتابعين من المثقفين و النخب للثورات العربية الأخيرة قراءة تجزيئية، و سقوطهم في فخ عدم استحضار التاريخ، و الاكتفاء بقراءة الأحداث قراءة آنية منبتة عن الماضي القريب و البعيد، مع التأكيد أن غياب فقه السنن الكونية و التاريخية، كان السمة البارزة للكثير من التحليلات.

* التصورات السطحية و أثرها في الثورة السورية:

من التصورات الغائبة عن المشهد الثوري العربي و السوري خاصة : اعتقاد الكثيرين أن التغييرات تقاس بالتضحيات فقط، و هو الأمر الذي يتناقض مع التصور الإسلامي للمعركة بين الحق و الباطل، فالإسلام يرسم صورة واضحة لأهداف الصدام مع معسكر الظلم و الاستبداد؛ إذ يقيس المعركة بالأهداف و النيّات، ثم تأتي التضحيات كدرجة ثانية تابعة، و يمكن الاستدلال بحادثة خّباب بن الأرت رضي الله عنه، الذي استنصر النبي عليه الصلاة و السلام؛ بسبب شدة التعذيب الذي وقع عليه و على الصحابة الكرام رضي الله عنهم، اعتقادا منه بأن التضحيات كافية لطلب النصر، لكن النبي عليه الصلاة و السلام ذكّره بتضحيات السابقين، الذين ثبتوا على العذاب بسبب استحضارهم للغايات الكبرى للصراع.

فعن خباب  قال : أتينا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و هو متوسد بردة في ظلال الكعبة فشكونا إليه، فقلنا ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا، فجلس محمرا وجهه فقال : "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل في حفر له في الأرض ثم يؤتى بالمنشار فيجعل على رأسه فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه و يمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم و عصب ما يصرفه ذلك عن دينه، و الله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء و حضرموت ما يخاف إلا الله تعالى و الذئب على غنمه و لكنكم تعجلون".

نحن أمّة مسلمة لا ترتبط بالدنيا فقط، بل تعيش بين الدنيا و الآخرة، و هذا مفهوم مغيّب عن مجموع الأمة في حالات الصراع في هذا العصر؛ لذلك يحاول النظام العالمي بأقطابه و وكلائه الاستثمار في هذا الخلل عن طريق بث مشاهد الفوضى و الخراب، ليسكت بقية المسلمين الراغبين في تغيير أوضاعهم، و يخرج لهم مشاهد الدمار كبطاقة تحذير و تخدير، و كأن المسلم الذي عرف عنه ارتباطه بالآخرة، مجبور على أن يتشبث بالطين و نواتجه.

و التحليل السياسي و الاستراتيجي مطلوب، لكن لا يمكن أن نكون حالة شاذة في هذا الظرف بالذات، فلنا هويتنا و تاريخنا و علاماتنا الفارقة، و من المثير للغرابة أن هذه الحالة -محاولة الغرب و وكلائه فصل الصراع عن جانبه العقدي و جعله صراعا ماديا فقط- لم تجابه مجابهة إيمانية عقدية من أغلب النخب، و كأن الحديث الإيماني في مثل هذه الأوضاع عيب أو منقصة، في الوقت الذي يتصاعد فيه العداء للإسلام بشكل مطرد في أمريكا و أوروبا، هذه و ما صعود اليمين المتطرف في أوروبا إلا مظهر من مظاهر ذلك.

* الثورة السورية و معالم الطريق:

إنّ امتلاك معالم واضحة للصراع الحضاري بين المسلمين و الغربيين على الأرض السورية؛ يساعد على رسم المسارات الصحيحة للتفاعل مع ثورة سوريا، و يعزز المواقف السليمة، و يوجه نحو الخطوات المناسبة؛ لأن المعالم الكبرى توحد، و الجزئيات الصغرى التي تقرَّب للعين المفكرة، و تُنَزَلُ منزلة الكليات، هي أحد أبرز أسباب الطيش و التفرق في الميدان الحضاري و العسكري للمعركة، و قد رسم النبي عليه الصلاة و السلام المعالم الكبرى لغزوة بدر الكبرى؛ حتى يثبت قلوب المسلمين، و يوضح لهم طبيعة و آثار المعركة على التاريخ و العالم، فقال في دعائه الشهير: "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض.."، و هذا مما يشحن النفوس في مواجهة العدو، و يدفعها للثبات و إعطاء كل ما تملك من قوة و دهاء.

فالصورة في المشهد السوري واضحة جدا : تحالف دولي لتغيير ديمغرافية الشام، و إحلال الشيعة محل السنة في الحواضر الكبرى، و إتمام السيطرة الإيرانية على سوريا بعد أن استتب لإيران الأمر في العراق و لبنان*، و مازالت تسعى لابتلاع اليمن، فالغاية التي يحارب من أجلها النظام الدولي في سوريا واضحة جدا : تدمير الإسلام، و تغيير معادلات الصراع لصالح الصهاينة، و تقوية إيران لتلعب دور الجلاد في هذه المنطقة الحساسة و الهامة، فهل يخفى هذا على الخائضين في الصراع بين الحق و الباطل على أرض الشام؟ هل يخفى كل هذا حتى نجد تنظيرات لا تبث إلا الفرقة؟

و تبقى الغاية الكبرى لثوار سوريا في أمرين: وحدة الصف لمقاتلة أعداء اتحدوا على تدمير الشام و قتل شعبه الثائر، و الغاية الثانية : التركيز على مقاتلة العدو الواضح و السعي إلى هزيمته.

و إن تغييب هاتين الغايتين سبّب الكثير من الألم و الوجع لعامة المسلمين في سوريا، ممن بقوا متشبثين بأرضهم و ديارهم ضد العدوان العالمي الذي تقوده إيران و روسيا و أمريكا و الصين أساسا، و بثّ اليأس و الحزن لمن هجّروا من ديارهم، كما كان سببا في التقاتل بين حملة البندقية على الأرض، و سببا في توجيه بعض المتكلمين سهام الطعن في ظهر من يذودون بأرواحهم عن أرض الشام المباركة.

كما إن رسم صورة واضحة للصراع و نشرها بين جميع المعنيين بالصراع في سوريا و إقناع الجميع بضرورة الوحدة و التفرغ لهزيمة العدوان الروسي الإيراني الغربي و الصيني، حتمية لا مفرّ منها ؛ ليتفرغ أصحاب البندقية و القلم لهاتين المهمتين بدل الاحتراب الذي يمهد الطريق للعدو ليتمدد في ضعف المتقاتلين على أرضهم بدل أن يكونوا مقاتلين لعدوهم.

 

 

* تعترض المشرفة العامة السيدة عفاف عنيبة علي الجمل التي جاءت بالأحمر في نص مقالة الأستاذ السيد الوغليسي، ففي رأيها و هذا نهج موقع نظرات مشرقة لا بد لنا النظر إلي إخواننا في المذهبين الزيدي و الإمامي الجعفري بنظرة التقارب بعيدا عن التباغض و العداء و النأي بأنفسنا عن إتهام إيران بالعمالة لبني صهيون و أما الإدعاء بأن هناك عملية تغيير ديمغرافي ذات طابع مذهبي في سوريا فعلي الأستاذ الوغليسي أن يقدم الأدلة المادية القاطعة علي صحة هذا الخبر، لأن ليس كل ما تتداوله وسائل الإعلام صحيح.

* المسألة الثانية التي تختلف فيها المشرفة العامة السيدة عنيبة مع الأستاذ الوغليسي : الثورة السورية كانت شرعية عندما كانت ذات طابع سلمي بتحولها إلي مسلحة و إنقسام صف من يسمون أنفسهم بالثوار السوريين، أصبحت هذه الثورة و ثوارها غير شرعيين، فالتغيير السياسي في أي بلد مسلم لا بد له أن يكون ذات طابع سلمي بعيدا عن إراقة دماء مسلمة بريئة و لا يجب أن نقابل دموية جهاز أمني لنظام حكم بنفس الدموية.

قراءة 1565 مرات آخر تعديل على الخميس, 23 آذار/مارس 2017 19:03

أضف تعليق


كود امني
تحديث