خلال عبوري لشوارع مدينتي سواء كنت ذاهبا لعملي أو لأقضي حاجات المنزل من قوت و خلال سفرياتي بداخل بلدي الحبيب المسقي بدماء الشهداء و حتى من خلال مشاهدتي للقنوات الداخلية و الدولية لفت انتباهي كمسلم غيور أن أرى تلك الوجوه ذات البشرة السوداء ....استوقفني سؤال لماذا هذه الهجرة الفردية و الجماعية؟
فبدأت أبحث عن إجابة و تحليل لهذه الظاهرة لعلي أعرف اسباب ذهابهم و هجرتهم من أوطانهم التي ولدوا فيها و عاشوا فيها داخل مؤسساتهم و أسرهم الاجتماعية يتقاسمون فيها الحلو و المر ...فإذا بهم وجدوا أنفسهم مضطرين و مرغمين لهجرة أوطانهم كما تفعلوا الأمم من المخلوقات الأخرى غير الإنسانية مثل الطيور و الجواميس ضمن هجرتها الموسمية التي تبحث فيها عن الكلأ و للتزاوج لتحافظ عن سلالاتها و جيناتها و هذا وفقا للساعة البيولوجية التي أودعها خالق الكون الواحد الأحد.
1- أغلب الدول الافريقية كانت مستعمرات و أغلبها لازال مستعمرا ثقافيا و اقتصاديا.
2- عدم تخطيطهم حكوماتهم الرشيد لخلق تنمية و منه توفير فرص العمل و هذا راجع الى عدم الوفرة المالية و حتى النية الصادقة.
3- غياب التعليم و حرمان العديد من الالتحاق بمقاعد الدراسة مع الغياب الروحي التام.
4- اضطهاد الحكام لشعوبهم لحبهم المال حبا جما، و حبهم للمال أدى بهم الى التبذير و الفسوق مما أعمى الله لهم بصيرتهم فاصبحوا كالأنعام بل أضل.
5- الاقتتال المتناحر و التشبث بالقبلية و العصبية الهدامة.
6- استفحال ظاهرة الشعوذة و السحر التي فاقت كل الحدود حتى التي كانت في بابل الذي أشار اليها القرآن الكريم في سورة البقرة.
7- الاباحية و الخلاعة و الزنى و الرذائل كلها مجتمعة.
8- ظلم النفس و تحميلها ما لا تطيق.
9- ظاهرة الجفاف و التي اعتبرها ابتلاء أدى الى عقاب.
و بعدها عدت الى تأكيد طرح السؤال لماذا أتو ؟ هل هم في نزهة أم ماذا ! ... إنها لقمة العيش همهم الوحيد ينهضون منذ الصباح الباكر يعملون في الشمس الحارقة ملابسهم رثة يسكنون في أماكن لا تليق لأي كائن، منهم المسلمون و المسيحيون القليل منهم من حسن ظروفه.
الشيء الذي حز في نفسي هو استغلالنا المسيء لهم من جراء عدم إعطائهم أجورهم التي يستحقونها و بوجودهم و تواجدهم أصبح الفرد الجزائري لا يعمل من خلال سياسات الدولة التي لم ترغب في العمل في اطار عبارة " المواطن المدلل".
كما أثار انتباهي امتهانهم لمهنة التسول المقيتة التي تكسب الفرد كراهية العمل الذي هو محبب للذات لتحفظ كرامتها و ترفع رأس صاحبها شموخا لا كبرياء.
بعد سرد هذه الومضة المتمثلة في النقاط التسع المستخلصة و التي أعتبرها رئيسية لمت نفسي و قلت نحن الذين لم نعتني بهم و كان بالإمكان أن نذهب اليهم هناك من خلال استثماراتنا الاستراتيجية و نعلمهم و نرشدهم و نتواصل معهم و نصلح ذات بينهم و تركنا المجال للحالقة التي أتت على الأخضر و اليابس، كما أن هاته البلدان تعاني من فراغ روحي و من هذا المنبر نعزي أنفسنا عن تقصيرنا لأننا لم نوصل لهم الرسالة المحمدية حتى و إن وصلت البعص منهم وصلتهم عن طريق التجار، فالمسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعا دول و جماعات محبة للخير لا للهيمنة فلنجد لهم حل يحفظ كرامتهم بدأ من معالجة خلافاتهم و إتاحة فرص للعمل لهم في أوطانهم و تعليمهم و إرشادهم و أن نوضح لهم سماحة الاسلام التي أساسها و معتمدها فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله.
كما أشير الى أن عدم اتخاذ إجراءات سريعة و مدروسة سوف يؤدى بنا الى نفس المصير بعد نفاذ الخيرات النقدية و الباطنية و تجرفنا الأمواج العاتية لهذة الهجرات الجماعية التي تبحث فيها هذه الأمم للحفاظ على جيناتها وفقا للساعة البيولوجية.