قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 05 تشرين2/نوفمبر 2017 14:56

حول نظرة البعض للتدين كمشكلة سياسية

كتبه  الأستاذ ياسر الزعاترة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم يعد يخفى أن هناك في المجال العربي من بات ينظر إلى التدين كمشكلة ينبغي مواجهتها بكل وسيلة ممكنة، و ذلك انطلاقا من نظرية تقول إنه (أي التدين) يمثل الحاضنة الطبيعية لما يسمى “الإسلام السياسي”، و أنه من دون التخلص من التدين، فلا يمكن التخلص من “الإسلام السياسي”، و هي النظرية التي صاغها زين العابدين بن علي بمصطلح “تجفيف الينابيع”، أو تجفيف المستنقعات، حسب مصطلح صهيوني لا يبتعد كثيرا، و خلاصتها أن من غير الممكن محاربة البعوض من دون تجفيف المستنقع.
دعك من الابتذال في النظر إلى حركات سياسية ذات جذور اجتماعية و فكرية، حتى لو تحدثت عن مرجعية إسلامية، بوصفها بعوضا، و لا النظر إلى التدين بوصفه مستنقعا ينتج ذلك البعوض، فالمسألة هنا تتعلق بما هو أكبر من ذلك، أي مصير مجتمعات برمتها اختارت نمطا ما في حياتها، و بمحض إرادتها، فضلا عن أن يكون العامل الأهم في بناء شخصيتها التاريخية.
لم يحدث؛ ربما منذ قرون أن شهد المجال العربي هذا المستوى من الميل للتدين، رغم الكثير من الملاحظات عليه، و من بينها ميل قطاع معتبر منه إلى التدين الطقوسي الباحث عن الخلاص الفردي، و ابتعادها عن التدين الذي يحدث فاعلية في المجتمع و منظوماته الاجتماعية و الاقتصادية و الأخلاقية، كما هو الحال في بعض الأحزاب الديمقراطية المسيحية، كما في ألمانيا مثلا، و إن بدت هذه منفصلة بعض الشيء عن التدين الذي يميل إلى الانحسار في تلك البلاد. 
لهذا الحديث مجال آخر، يتعلق بدور العلماء في تصحيح مفاهيم التدين، بحيث يتحول إلى تدين إيجابي و فاعل في حياة الناس، و يعلي من الشأن الأخلاقي المتعلق بمصالح المجتمع، أكثر من المجال الطقوسي، لأن التدين الذي لا يكون إيجابيا في حياة الناس ليس برسم البقاء، كما أنه لا يعكس مفاهيم الإسلام الحقيقية عن التدين الإيجابي.
ما يعنينا هنا، هي تلك الحرب التي يقوم بها البعض لمحاربة التدين، بوصفه حاضنة للإسلام السياسي، و هنا يكون من الواجب تذكير هؤلاء جميعا أن المصادفة وحدها هي من جعلت قوى الإسلام السياسي هي من تتصدر الربيع العربي، و لو كانت أي أيديولوجيا أخرى هي المزدهرة، لتصدرته قواها، لأن مطالب الحرية و التعددية و محاربة الفساد و المشاركة في السلطة و الثروة، ليست رهنا بأيديولوجيا معينة، بل هي حركة التاريخ الطبيعة في العالم أجمع، و لو انتهى ما يعرف بالإسلام السياسي، لما انتهت تلك المطالب، و لربما تصدرتها قوىً من لون آخر.
الربيع العربي كان تعبيرا اجتماعيا و سياسيا و اقتصاديا، و لم يكن تعبيرا أيديولوجيا، حتى لو تصدره الإسلاميون بوصفهم القوى الأكثر فاعلية أو تنظيما في هذه المرحلة، إذا لا يمكن للشعوب العربية أن تواصل القبول بوجود نخب تحتكر السلطة و الثروة على نحو ما كان واقعا قبل ربيع العرب، فضلا عن أن تُحكم من قبل أنظمة لا تنتمي إلى ضمير الشعب من زاوايا أخرى ذات ألوان عرقية أو طائفية، و تضيف إليها الدكتاتورية و الفساد، كما هو الحال في سوريا مثلا.
لذلك كله، سيكون من الأفضل أن ينظر من يفكرون في استهداف التدين إلى المستقبل، و يتأملوا المشهد على حقيقته، فضلا عن إدراك أن استهداف التدين سيدخلهم في معضلة أكبر مع المجتمعات، حتى لو كان استهدافا تدريجيا، كما أن على من يتورطون في هذه اللعبة من بعض المشايخ و الإسلاميين بمنطق المناكفة مع تيارات أخرى، أن يدركوا أنهم سيكونون برسم الاستهداف تاليا، لأن الهدف أكبر من أن يُحصر في لون فكري معين.
من الأفضل للجميع و الحالة هذه أن يميلوا إلى كلمة سواء، تعلي من شأن الإصلاح السياسي و الاقتصادي الذي يؤدي إلى مصالحات شاملة مع الشعوب، بدل هذا النزيف الذي يصيب الأوطان، و لن يفيد أحدا في نهاية المطاف.

 http://alamatonline.com/archives/291218

قراءة 1738 مرات آخر تعديل على الجمعة, 10 تشرين2/نوفمبر 2017 05:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث